الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة النصر
قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} [النصر: 1].
(313)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(نعيت إلي نفسي) بأنه مقبوض في تلك السنة.
تخريجه:
أخرجه أحمد 1: 217 قال: حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس .. فذكره.
وأخرجه الطبري 24: 709، من طريق ابن فضيل، به ولفظه:"نعيت إلي نفسي، كأني مقبوض في تلك السنة".
وعزاه في (الدر المنثور) 15: 722 إلى: ابن المنذر، وابن مردويه.
الحكم على الإسناد:
ضعيف، لأن رواية ابن فضيل عن عطاء بعد اختلاطه.
قال أبو حاتم -في عطاء بن السائب-: ما روى عنه ابن فضيل؛ ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين فرفعها إلى الصحابة.
ورواية عطاء عن سعيد بن جبير فيها مقال، قال الإمام أحمد -في عطاء بن السائب-: كان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها.
ينظر: الجرح والتعديل 6: 333.
والحديث أورده ابن كثير في (البداية والنهاية) 6: 624 وقال: (تفرد به الإمام أحمد، وفي إسناده عطاء بن أبي مسلم الخراساني، وفيه ضعف تكلم فيه غير واحد من الأئمة، وفي لفظه نكارة شديدة وهو قوله: بأنه مقبوض في تلك السنة، وهذا باطل فإن الفتح كان في سنة ثمان في رمضان منها .. وهذا ما لا خلاف فيه، وقد توفي رسول الله في ربيع الأول من سنة إحدى عشرة بلا خلاف أيضا".
قلت: ما ذكره ابن كثير أن عطاء الذي في سند الإمام أحمد؛ هو الخراساني؛ وهم، لأن محمد بن فضيل معروف بالرواية عن عطاء بن السائب، ولم تذكر له رواية عن الخراساني، وابن فضيل وابن السائب؛ كلاهما كوفيان.
ثم إن الحديث أخرجه الطبري -كما سبق- من طريق ابن فضيل، عن عطاء بن السائب. فجاء مصرحا باسمه.
وقد خالف عطاءُ بن السائب الثقات عن سعيد بن جبير في رفع الحديث، ومنهم:
1 -
جعفر بن إياس، أبو بشر اليشكري البصري.
فأخرج البخاري رقم (3627) في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، و (4294) في المغازي: باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، و (4970) في التفسير: باب قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} ، و (4430) في المغازي: باب مرض النبى صلى الله عليه وسلم ووفاته، والترمذى رقم (3362) في التفسير: باب ومن سورة النصر، وأحمد 1: 337، من طريق أبى بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم، فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآية:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فقال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه، قال: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
واللفظ للبخاري في الموضع الأول، والبقية بمعناه.
وجعفر بن إياس؛ ثقة، من أثبت الناس في سعيد بن جبير، مات سنة 125 هـ.
ينظر: التقريب ص 139.
2 -
حبيب بن أبى ثابت.
أخرج البخاري رقم (4969) في التفسير: باب قوله تعالى: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} ، والطبري 24: 708، من طريق حبيب بن أبى ثابت، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، أن عمر رضي الله عنه سألهم عن قوله تعالى:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قالوا: فتح المدائن والقصور، قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال: أجلٌ أو مثلٌ ضرب لمحمد صلى الله عليه وسلم نعيت له نفسه.
وحبيب بن أبى ثابت؛ ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، مات سنة 119 هـ، وأخرج حديثه الجماعة. ينظر: التقريب ص 150.
3 -
عبد الملك بن أبي سليمان.
أخرج النسائي في الكبرى 10: 348 رقم (11647)، قال:(أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، حدثنا عبد الملك بن أبى سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن عمر رضي الله عنه كان يسأل المهاجرين عن هذه الآية: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فيم نزلت؟ قال بعضهم: أمر الله نبيه إذا رأى الناس ودخولهم في الإسلام وتسردهم في الدين؛ أن يحمدوا الله ويستغفروه، قال عمر: ألا أعجبكم من ابن عباس؟ يا ابن عباس، هلم ما لك لا تتكلم؟ قال: سأله متى يموت، قال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} فهي آيتك من الموت قال: صدقت، والذي نفسي بيده ما علمت منها إلا الذي علمت).
وعبد الملك بن أبى سليمان؛ هو العرزمي، صدوق له أوهام، مات سنة 145هـ، وأخرج له البخاري تعليقا، وبقية الستة.
ينظر: التقريب ص 363.
وصرح بوهم عطاء بن السائب في رفع هذا الحديث؛ ابنُ حجر في الفتح 8: 608 رقم (4970).
هذا وللحديث طرقٌ أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما من رواية عكرمة، وأبي رزين، لم أر داعيا للإطالة بذكرها.
*****