الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه الشرك، وذلك بسبب اعتقادهم أن توحيد الربوبية الذي قرروه هو توحيد الألوهية الذي جاءت به النصوص، وأن معنى لا إله إلا الله لا خالق إلا الله أو لا قادر على الاختراع إلا الله، فأفنوا أعمارهم بما لم ينازع فيه المشركون.
وأما القدرية فالتوحيد عندهم: هو إنكار قَدَر الله، وعموم مشيئته للكائنات وقدرته عليها، ومتأخروهم ضموا إلى ذلك: توحيد الجهمية، فصار حقيقة التوحيد عندهم: إنكار القدر، وإنكار حقائق الأسماء الحسنى والصفات العلى (1).
وأما الجبرية، فالتوحيد عندهم: هو تفرد الرب تعالى بالخلق والفعل، وأن العباد غير فاعلين على الحقيقة، وأن الرب تعالى لم يفعل لحكمة، ولا غاية تطلب بالفعل، بل ما ثم إلا مشيئة محضة (2).
وأما مفهوم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه، فوراء ذلك كله وهو:"أن الله واحد في ملكه وأفعاله لا شريك له، وواحد في ذاته وصفاته لا نظير له، وواحد في إلهيته وعبادته لا ند له"(3).
وهذا ما فسر به جمال الدين السرمري التوحيد بقوله: "وأشهد أن لا إله إلا الله الغني عن الشركاء، المنزه عن الأشباه والنظراء، المقدس عن الصاحبة والوزراء، المبرئ عن الآباء والأبناء"(4).
2 - أقسام التوحيد:
من العلماء من قسّمه إلى ثلاثة أقسام وهو المشهور (5)، ومنهم من قسّمه إلى قسمين.
(1) مدارج السالكين (3/ 467).
(2)
مدارج السالكين (3/ 467).
(3)
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (1/ 120)، لسليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، تحقيق: أسامة العتيبي، الطبعة الأولى 1428، دار العصيمي، الرياض.
(4)
شفاء الآلام في طب أهل الإسلام (مخطوط) ورقة: 1 ب.
(5)
انظر: شرح العقيدة التدمرية ص 46، لعبدالرحمن البراك، إعداد: سليمان الغصن، الطبعة الأولى 1425، دار كنوز إشبيليا، الرياض.
فالقسمة الثلاثية هي:
1 -
توحيد الأسماء والصفات.
2 -
توحيد الربوبية.
3 -
توحيد الألوهية (1).
أما القسمة الثنائية فهي:
1 -
توحيد الإثبات والمعرفة.
2 -
توحيد القصد والطلب (2).
ولامشاحة بين الطريقتين في التقسيم، ولا منافاة بينهما فمن جعله ثنائياً فقد أجمل ومن جعله ثلاثياً فقد فصل.
أما منهج الإمام جمال الدين السرمري في ذلك فمنهج من ذهب إلى القسمة الثلاثية، دل على هذا قوله في معرض كلامه على علاج الكرب والهم والغم والحزن: "ويحتاج إلى استفراغ
كلّي:
الأول: توحيد الربوبية.
الثاني: توحيد الإلهية.
الثالث: توحيد العلمي الاعتقادي" (3).
وقال في موضع آخر في معرض كلامه على سورة الفاتحة: "المتضمنة لجميع معاني كتب الله، المشتملة على ذكر أصول أسماء الرب ومجامعها وهي: الله، والرب، والرحمن؛ وإثبات المعان، وذكر التوحيدين: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية"(4).
(1) انظر: مجموع الفتاوى (10/ 284، 331)، التدمرية ص 6، تحقيق: د. محمد السعوي، الطبعة السادسة 1421، مكتبة العبيكان، الرياض؛ شرح الطحاوية ص 27، تيسير العزيز الحميد (1/ 120 - 124).
(2)
انظر: مجموع الفتاوى (17/ 107)، التدمرية ص 4 - 5، مدارج السالكين (1/ 33، 3/ 468)، شرح العقيدة الطحاوية ص 41، تيسير العزيز الحميد (1/ 120)،
(3)
شفاء الآلام في طب أهل الإسلام (مخطوط) ورقة: 305 أ.
(4)
شفاء الآلام في طب أهل الإسلام (مخطوط) ورقة: 299 ب.