الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: موقف جمال الدين السرمري من أهل البدع
تمهيد
أهل البدع نسبة إلى البدعة:
والبدعة في اللغة:
مصدر (بَدَعَ)، قال ابن فارس:" الباء والدال والعين أصلان: أحدهما ابتداء الشيء وصنعُه لا عن مثال، والآخر الانقطاع والكلال"(1).
والمعنى الثاني داخل في المعنى الأول، كما أشار إلى ذلك ابن الأثير حيث قال:"أبدعت الناقة إذا انقطعت عن السير بكلال أو ظلع كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير إبداعاً أي إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها"(2).
وقال ابن منظور: "البدعة: الحَدَث، وما ابتُدع من الدين بعد الإكمال، -وقال- ابن السكيت: البدعة كل مُحدثة -إلى أن قال: - وفلان بِدْع في هذا الأمر: أي أول لم يسبقه أحد"(3).
وعليه فإن البدعة بالمفهوم اللغوي العام: ابتداء الشيء وإنشاؤه لأول مرة على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى:{قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: من الآية 9]، وقوله تعالى:{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: من الآية 117]، وقوله تعالى:{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا} [الحديد: من الآية 27].
أما البدعة في الاصطلاح:
فقد اختلفت عبارات العلماء في ذلك، علماً بأنها تلتقي في معنى عام كلي في الجملة.
(1) معجم مقاييس اللغة (1/ 210).
(2)
النهاية في غريب الأثر (1/ 267).
(3)
لسان العرب (8/ 6).