الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - غيرة السلاطين والأمراء:
أبدى السلاطين والأمراء غيرة دينية بارزة، وقد تجلت فيهم في كفاحهم للتتار، ومحاربتهم للفرنجة، وفيما أفاضوا من معونة وما بذلوا من رعاية للبيت الحرام وسكان الحجاز، ولغيرهم من أهل البلاد الإسلامية القريبة والبعيدة.
هذه الغيرة من دأبها أن توقظ أمثالها في نفوس العلماء، وتحفز أهل الدين إلى حياطته ورعايته، ونشر رايته، وأداتهم إلى ذلك: التعليم والتأليف ومواصلة البحث والاطلاع (1).
5 - تعظيم المماليك لأهل العلم:
قد أقام سلاطين المماليك وأمرائهم وزناً كبيراً لعلماء الدين وبجلوهم وقدموهم في مسائل كثيرة، ولا ريب أن تعظيم السلاطين والأمراء لهم، له الأثر المباشر في نفوسهم على أن يظلوا مجاهدين في سبيل الدين، حريصين على الشريعة، مستزيدين من العلم والفضل، باثين هذه الروح في طلابهم وناشئتهم (2).
6 - انتشار المدارس ودور التعليم:
لاشك أن انتشار المدارس ودور التعليم، يعتبر سبباً أساسياً وحيوياً لتنشيط الحركة العلمية، وقد عمرت دمشق وبلاد الشام بكثير من المدارس ودور التعليم، فقد تنافس السلاطين وغيرهم على بناء المدارس وأجروا عليها الأوقاف، مما كان سبباً لاستمرارها في أداء رسالتها، فأقبل عليها الواردون من كل حدب وصوب ينهلون من معين المعرفة وأنواع العلوم.
وسأذكر بعضاً من هذه المدارس على سبيل الإجمال:
1 -
المدرسة الأتابكية، أنشأتها زوجة الملك الأشرف موسى، وقد توفيت سنة 740 (3).
2 -
المدرسة الأسدية، وقد بناها شيركوه بن شادي بن مروان الملقب أسد الدين سنة
(1) انظر: عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي (2/القسم الأول/20 - 21).
(2)
انظر: عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي (2/القسم الأول/22 - 25).
(3)
انظر: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال ص 77، لعبدالقادر بدران، تحقيق: زهير الشاويش، 1985 م، المكتب الإسلامي، بيروت.
564 (1).
3 -
المدرسة البدرية، وقد بناها الأمير بدر الدين حسن بن الداية في سنة 638 (2).
4 -
المدرسة الجوزية: أنشأها الإمام يوسف بن عبدالرحمن ابن الجوزي، قتل مع الخليفة عند سقوط بغداد سنة 656 بمكيدة ابن العلقمي الوزير الرافضي، وقد فرغ من بنائها سنة 652 (3).
5 -
المدرسة الصاحبة، أنشأتها ربيعة خاتون الصاحبة أخت صلاح الدين والعادل، وقد توفيت سنة 643 (4).
6 -
المدرسة الصدرية: أنشأها أسعد بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي صدر الدين الدمشقي، المتوفى سنة 657، وهي مدرسة للحنابلة (5).
7 -
المدرسة الصلاحية، أنشأها صلاح الدين الأيوبي عام 572 (6).
8 -
المدرسة الصمصأمية، وهي مدرسة المالكية (7).
9 -
المدرسة الضيائية المحمدية، وقد بناها الفقيه ضياء الدين محمد بن عبدالواحد المقدسي
الحنبلي، المتوفى سنة 643 (8).
وقد كتب عبدالقادر بن محمد النعيمي الدمشقي، المتوفي سنة 927، كتابه "الدارس في تاريخ المدارس"، وعبدالقادر بدران، المتوفى سنة 1346، كتابه "منادمة الأطلال ومسامرة الخيال"، في مدارس دمشق، ولولا كثرتها وتنوعها لما كانت محط أنظار المؤرخين والمؤلفين.
(1) انظر: منادمة الأطلال ص 79.
(2)
انظر: منادمة الأطلال ص 153، الدارس في تاريخ المدارس (1/ 365)، لعبدالقادر بن محمد النعيمي الدمشقي، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، الطبعة الأولى 1410، دار الكتب العلمية.
(3)
انظر: منادمة الأطلال ص 227 - 228.
(4)
انظر: منادمة الأطلال ص 237 - 238.
(5)
انظر: الدارس في تاريخ المدارس (2/ 67 - 68).
(6)
انظر: عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي (2/القسم الأول/37).
(7)
انظر: الدارس في تاريخ المدارس (2/ 6).
(8)
انظر: الدارس في تاريخ المدارس (2/ 71).