الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- إن من العدل والإنصاف، أن تُرى حسنات المخالف (1)، وسيئات الموافق، ولا يعني هذا نشر حسنات المبتدعين.
- إن من الظلم والإجحاف، أن لا يُرى لمخالف حسنة، ولا لموافق سيئة.
- إن من الظلم نشر حسنات أهل البدع، وطمس حسنات أهل السنة.
- إن لكل مقام مقالاً، فتارة يلزم ذكر حسنة المخالف، وتارة يلزم ذكر خطأ الموافق.
- إذا ذكر خطأ عالم أو داعية من أهل السنة، فلابد من التنبيه إلى حسناته، حين يخشى أن يظن به ظن السوء.
- إذا ذكرت حسنة مبتدع لحاجة، فلابد من التنبيه إلى حقيقة أمره، حين يُخشى الاغترار به.
واعلم -رحمني الله وإياك- أن العدل والإنصاف، يذيب التعصب، ويدفع الغلو.
وإذا فُقِد العدل حل الظلم، وإذا انعدم الإنصاف وقع الإجحاف
.
ووقع بذلك غلو وتعصب وفتن، نعوذ بالله من شر الظلم وأهله.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ثم إنه ما من هؤلاء [أي: أهل البدع] إلا مَنْ له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين، ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيهم بعلم وصدق، وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة، وهم فضلاء عقلاء، احتاجوا إلى طرده، والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك:
منهم من يعظمهم، لما لهم من المحاسن والفضائل.
ومنهم من يَذمّهم، لما وقع في كلامهم من البدع والباطل ((وخيار الأمور أوساطها)) (2).
(1) بعض من ابتلي بالتشنج، لم يفرق بين كلمة تُرى وكلمة تنشر، فنقل عني ظلما، أني أقول: بنشر حسنات أهل البدع، وإن من شر الابتلاء أن يبتلى الرجل بمترصد حاقد لا يعي معاني الكلمات، فأسأل الله له الهداية.
(2)
درء تعارض العقل والنقل (2/ 102).
وقال ابن القيم عن الطائفة التي أنكرت التصوف جملة وتفصيلاً: "حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة، ولطف نفوسهم، وصدق معاملتهم، فأهدروها لأجل هذه الشطحات، وأنكروها غاية الإنكار، وأساؤوا الظن بهم مطلقاً، وهذا عدوان وإسراف، فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة، وأهدرت محاسنه، لفسدت العلوم والصناعات، والحكم وتعطلت معالمها"(1).
(1) مدارج السالكين (2/ 39)