الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدعوة السلفية ودعاتها:
الأصل في الدعوة السلفية، التي هي دعوة الإسلام، لا تزيد عنه ولا تنقص شيئاً، الأصل فيها الدعوة إلى مبادئ وأصول وقواعد (الكتاب-السنة-منهج السلف
…
).
الأصل الأول: كتاب الله عز وجل تلاوة وحفظاً، تدبراً وعملاً ومرجعاً.
الأصل الثاني: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تصحيحاً وحفظاً، فهماً وعملاً، ومرجعاً.
قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} .
الأصل الثالث: وهو الفارق بين هذه الدعوة والدعوات الأخرى، أن يكون الأخذ بالأصلين السابقين على منهج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان.
قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: (100)].
وقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: (115)].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة،
…
، ما كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)). (1)
وعلى هذا فليس الأصل في هذه الدعوة، الدعوة إلى رجال، والتمحور حول الرجال مهما كانوا كأحمد، وابن تيمية، وابن عبد الوهاب، وابن باز، والألباني، رحم الله الميتين، وحفظ الأحياء.
ومن أهم شعارات هذه الدعوة المباركة نعم لولاية الدليل، لا لولاية الشيخ والفقيه، أو الحزب، والتسهيل (2).
(1) أخرجه أهل الحديث، أبو داود (2 - 4، 5) وأحمد (4/ 102) وغيرهما وراجع السلسلة الصحيحة (204).
(2)
المقصود بالتسهيل: دعوى التسهيل على الناس بغير ضوابط شرعية، وإنما المقصود إرضاء الناس بالتسهيل.
فإذا ما تعارضت الدعوة يوماً ما، في ظرف ما، في مكان ما، تحت ضغط ما، مع داعية من دعاتها عند الناس، قدمت الدعوة، وسُكِتَ عن الداعية، مهما كان موقف الناس منه، إذ الغاية هداية الناس إلى الحق، وليس التعلق بزيد أو عمرو.
وقد يقال: هذا خيال، إذ لا تعارض بين الدعوة ودعاتها عند الناس، قلت: نعم، هذا خيال عند من درس في الجامعات، ومارس الدعوة وراء المكاتب، وعلى السطور، ولم يمارسها في واقع الناس.
ففي بعض البلدان: يكرهون الإمامين ابن تيمية، وابن عبد الوهاب، وغيرهما رحمهم الله، أشد من كراهية اليهود والنصارى والمجوس، بل يلعنونهم على المنابر، والعياذ بالله.
فليس من الحكمة -في مثل هذه الحال- أن يبدأ الداعية بالدعوة إلى الإمام ابن تيمية ومؤلفاته، أو المجدد محمد بن الوهاب وكتبه، أو الدفاع عنهما، فهذا في الغالب سيصدهم عن الحق.
بل يُكتفى بالدعوة إلى الكتاب وتفسيره، والسنة وشرحها، وتنسب الطريقة أو المنهج إلى الصحابة، أو الأئمة الأربعة، أو السلف جميعاً، فيكون ذلك أوقع في نفوس المسلمين، وأدعى إلى قبول الدعوة.
ومن المعلوم أن الدعوة السلفية ليست كالدعوات الأخرى، التي تعتمد على رجالها وأساليبهم وحماسهم، أو على كراماتهم ومناماتهم وكشوفاتهم، فإذا زال الرجال عندهم، زالت الدعوة.
بل الدعوة السلفية: تعتمد على البرهان والاتباع، لا على التقليد والرجال؛ لأن رجالها لم يأتوا بشيء جديد، ولن يأتوا، فديننا: دين علم ودليل، لا دين رأي وتزيين.
وديننا: دين أثر واتباع، لا دين هوى وابتداع، ولأن يهتدي الناس إلى الحق، ويعتقدون ما يعتقدون في ابن تيمية، وابن عبد الوهاب، خير من أن يصدوا عن الحق كله.