الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإيمان تعريفه، ومذهب الحق فيه:
الإيمان هو: اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح، والأعمال من الإيمان، وهي ركن من أركانه.
وللإيمان شعب: وله أصل وفروع وثمار، يزيد وينقص، قال صلى الله عليه وسلم:((الإيمان بضع وسبعون شعبة)) [البخاري (9) ومسلم (35)].
وسئل رسول الله عن أفضل الإيمان فقال: ((الصبر والسماحة)) [أحمد 4/ 385]. فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعمال الصالحة في الإيمان.
وأصل الإيمان في القلب، قال تعالى:{وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [سورة الحجرات: 7].
وزيادته بالطاعة، ونقصانه بالمعصية، قال تعالى:{لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [سورة الفتح: 4]. فأثبت سبحانه أصل الإيمان، وذكر زيادته بالطاعة.
والقول بأن الأعمال الظاهرة شرط صحة، أو شرط كمال، لفظ مجمل، لا بد من تفصيله، وبيان مقصده، فإن كان المقصود بهذه العبارة: أن كل عمل من الأعمال الظاهرة شرط صحة، -إلا الصلاة فمختلف فيها- فهو قول الخوارج، وهو قول باطل، وإن كان المقصود بشرط الكمال، أن الأعمال خارجة عن الإيمان، فهو قول المرجئة وهو قول باطل أيضاً.
وفعل الطاعات وترك المحرمات لله يزيد الإيمان، وترك الواجبات وفعل المحرمات يُنقصه، وترك المندوبات يفوت زيادته وثوابه.
والكفر والشرك ينقض أصله وفروعه.
والإيمان والإسلام يجتمعان ويفترقان، وغير ذلك مما فصله أئمة الهدى كمالك والشافعي، وأحمد، وابن عبد البر، وابن تيمية، وغيرهم رحمهم الله جميعاً (1).
(1) زعم بعضهم أن مذهب أهل السنة: أن الأعمال شرط لصحة الإيمان بهذا الإطلاق، ولا يخفى إن إطلاق هذا العموم - عند التمعن -فإن ((الأعمال))، إذا أطلقت قصد بها أعمال الجوارح من واجبات ونوافل .. وهي جمع =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عمل، وعلى هذا فإن هذا العموم يشمل كل فرد من الجمع. أي كل عمل، فهل أجمع أهل السنة على أن الواجبات والنوافل شرط صحة إيمان الرجل، بحيث إذا ترك الرجل واجباً من واجباته فسد إيمانه، وأصبح كافراً، وإذا عق الرجل أبويه بطل دينه، وأصبح مرتداً .. إن هذا الإطلاق والعموم؛ ليس من مذهب أهل السنة في شيء أبداً، ولم يورد القائل على هذا الإطلاق والعموم دليلاً من الكتاب والسنة أو عن أحد من علماء السلف، وإنما اختلفوا في بعض الواجبات وعلى رأسها الصلاة، وقد أفادني سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله صوتاً وكتابةً، بأن الأعمال مكملات للإيمان، والقول: بأن الأعمال ليست شرط صحة .. إذا لم يقصد قائله أن لأعمال خارجة عن الإيمان قول له حظ من النظر، وعدم شرطيتها لا ينفي كونها منه، ولا تعارض بين ذلك ولا تلازم، وكونها منه لا يعني انتفاءه بانتفاء بعضها، ألا ترى أن التسبيح في الركوع من الصلاة، وليس شرطاً لها، وانتفاؤه لا ينفيها، وهذا غير مسألة جنس العمل .. التي يجب أن يعبر عنها بغير التعبير المطلق العام السابق (شرط صحة أو كمال) فلها مبحث آخر يسر الله نشره، ولا شك أن قول ((لا إله إلا الله)) من العمل الذي هو شرط قطعاً عند أهل السنة والجماعة.