الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم إنه من البدهي بعد اهتداء الناس إلى الحق، أن يتبين لهم من هو ابن تيمية، ومن هو ابن عبد الوهاب. (1)
مثال ذلك:
هل من الحكمة أن نأتي إلى بلد مثل "تركية" مثلاً، وهم يعتقدون ما يعتقدون في ابن تيمية، وابن عبد الوهاب، ونبدأ معهم بدفع الشبهات عنهما، وندخل في جدالات طويلة: تضيع أوقاتنا، وتهدر طاقاتنا، ولا ثمرة لها كثمرة البدء بالتأصيل، بل إن من الحكمة والواجب الرحمة بالعباد، أن يكون البدء بالدعوة معهم بآيات توحيد الربوبية، حتى يؤمنوا إن كانوا كافرين، ثم بتوحيد الألوهية، وأحاديثها، حتى ينقذهم الله من الشرك، ثم بآيات الأسماء والصفات ومروياتها، ثم بأدلة الاتباع، ومرويات السلف، والأئمة الأربعة، حتى ينجيهم الله من الابتداع، ندعو إلى ذلك، دون أن نبدأ بالدعوة إلى أعيان هذه الدعوة المباركة ابتداء، إذ ليسوا هم المقصود من دعوتنا (2).
دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
من أعظم الدعوات التي سارت على منهج الطائفة المنصورة، علماً وعملاً، دعوة وحكماً، وآتت ثمارها أضعافاً، هي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
ولقد ضُرب المثل العظيم في هذه الدعوة، بتعاون العلماء العاملين، مع الأمراء الصادقين من آل سعود -رحم الله تعالى الأموات منهم وحفظ الأحياء، وثبتهم على الحق والهدى- فكان ثمار هذا التعاون، دعوة وإيماناً، تمكيناً وأماناً.
(1) وكذلك من حكمة المناظر أن يناظر حول المبادئ وبالمبادئ، وأن يجنب الأعيان ما استطاع وليحذر أن يخرج عن صلب الموضوع
…
ولو أساء المناظر إلى أعيان الدعوة فلا يلتفت إلى ذلك حتى لا يضيع الأصل، وتصبح المسألة مسألة أعيان ورموز.
(2)
ذُكر هذا البحث، لأن بعضهم لم يستوعب ذلك، وظن لأمر في نفسه: أن هذا تقصير في حق أئمة الدعوة، .. نعوذ بالله من شرور أنفسنا. وتجد تفصيل ذلك وأدلته في كتاب أسس الطائفة المنصورة في فصل الحكمة.
لذلك كانت دعوة الشيخ رحمه الله دعوة علم وعمل، وتبليغ وسلطان، وما يزال المسلمون حتى ساعتنا هذه يتفيؤون ظلالها، ويرتوون من معينها، وينهلون من بركتها.
والتسمية (بالوهابية) مرفوضة، وهي تسمية من أراد الكيد بها، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب، وذريته، وأتباعه رحمهم الله، لم يأتوا بشيء جديد في الدين، وليس لهم طريقة خاصة، ولو فعلوا ذلك لرددناه عليهم، بل هي دعوة للرجوع إلى الكتاب والسنة على منهج سلف هذه الأمة.
وهم من أقل الناس كلاماً ورأياً، وأكثرهم دليلاً واتباعاً وعملاً.
ولكن أصحاب البدع والطرق لما أُسقِطَ في أيديهم، أشاعوا عن هذه الدعوة الافتراءات، ونسجوا القصص والأراجيف، ثم تناقل هذا من لا علم عندهم ولا تثبت، ولذا: وجب على المسلم أن يتقي الله في تناقل الأخبار، ولا يقذف بالتهم الأخيار، فهو موقوف معهم بين يدي الجبار. (2)