الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومئنة ابتداعه، ولا يعني ذلك عصمة أفرادهم من الخطأ، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتخطئة أحدهم بدليل ممن هو أهل لذلك، ليس من الطعن في شيء (1).
الانتساب إلى منهج السلف:
الانتساب إلى منهج السلف -عقيدة وعملاً- واجب على كل مسلم، وإلا فمن لم يكن سلفياً، فماذا يكون؟ ! سيكون خارجياً، معتزلياً، رافضياً.
وأما الانتساب إليهم بالاسم (سلفي-سلفيون) فمشروع، بل مندوب إليه، للتميُّز عن أهل الابتداع.
وقد تميَّز سلفنا عن أهل البدع، باسم أهل السنة والجماعة، أهل الحديث، ولا مُشاحة في التسمية، مادامت تدل على معنى صحيح.
وثمة -في هذا الباب- ثلاث نقاط مهمة:
الأولى: لا يجوز أن نجعل التسمية حائلاً دون الدعوة، أو مانعاً دون انتشارها، إذ المقصود الأول: الدعوة نفسها لا الاسم، وعلى هذا، يمكن البدء بالمقصود قبل الاسم.
كأن يجد الداعية في بيئة معينة حرجاً كبيراً في ذكر الاسم، وحينئذ يجوز له تأخيره، ولا يضره تركه، إذ يمكنه الدعوة إلى التوحيد والسنة مباشرة، أو باسم أهل السنة والجماعة، أو منهج خير القرون، أو ما شابه ذلك من الأسماء التي تدل على مسمّى واحد، وقد مسح النبي صلى الله عليه وسلم
(1) وقد أذكر أحدهم بوصف الخصوم، تبكيتاً وسخرية منهم، وهو أسلوب عربي متين، تجد تفصيل ذلك في باب الأسلوب من هذا الكتيب، وقد أذكر أحياناً - تعليماً للناس أدب الخلاف- شدة خلاف أحد الأئمة لأئمة آخرين، كتكفير الإمام أحمد وغيره لتارك الصلاة. وهي مخالفة لهم كبيرة، تجعل نسبة عالية ممن يراهم الأئمة الآخرون مسلمين تجعلهم كافرين، ومع ذلك كان بعضهم يحترم بعضا، بل آراء بعض، ولو كان يراها مخطئة. فاستغل هذا المترصدون، وجعلوه طعناً بالأئمة، ولم يفهمه آخرون، فكادوا ينحون منحاهم.
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً
…
وآفته من الفهم السقيم.
وقد صرحت بنفي لفظ الوهابية ونفي الجديد فيها، فلا وهابية في الإسلام، ولا جديد في دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
فظن بعض المغفلين أن هذا غمز بالدعوة، ولله في خلق أمثال هؤلاء المترصدين حِكَم.
لفظة (رسول الله) في عقده مع المشركين في صلح الحديبية، ولفظة ((رسول الله)) أعظم من لفظة ((السلفية)).
الثانية: لا يجوز أن يتحول الخلاف في التسمية وعدمها، إلى جدال وشقاق، مادام المنهج متفقاً عليه.
الثالثة: دعوى أن لفظة (السلفية) بدعة محدثة، دعوة باردة، إذ المقصود المعنى والفحوى، وأما الاسم، فهو مشتق من (سلف) كما اشتقت الألوهية من (إله) والربوبية من (ربّ) والحاكمية من (حكم).
وعلى هذا، فليس من نفى التسمية بخارج من السلفية، إذا كان مقراً بالفحوى، وليس من أثبتها بمبتدع (1)،
نعوذ بالله ممن عقم فهمه، وطال لسانه.
(1) سبق مني عبارة ((السلفية بدعة))، وكان ذلك من باب حكاية قول الخصم أو المخالف، لا من باب إنكار التسمية، وهو أمر سائغ لغة وشرعاً، كقول إبراهيم صلى الله عليه وسلم عن الشمس {هذا ربي} وكقوله تعالى:{قل لا تسألون عما أجرمنا} ، وتفصيل ذلك في باب الأسلوب.
وكذلك سبق مني نفي الاسم، ولم يكن ذلك بإطلاق أو دائما، وإنما كان في بعض المناسبات، ومن هذه المناسبات: أنه كاد في أحد المؤتمرات أن تحصل فتنة من قبل المهتدين حديثاً، حين سمعوا أحد المحاضرين يكرر لفظة (السلفية) فظنوا ذلك حزباً، فقالوا:((فررنا من الأحزاب الأخرى، وجئنا إليكم لتدخلونا في حزب السلفية)) فاتفقنا مع مدير المؤتمر لدفع الفتنة .. فنفيت الاسم مع تقرير حقيقة الدعوة السلفية تقريراً سهلاً صحيحاً. وكانت النتائج بفضل الله طيبة، حتى قال بعضهم ((لقد أدخلنا السلفية، ولكن من باب ثان)).
وقد قررنا الاسم مراراً وتكراراً في محاضرات كثيرة، ومناظرات معروفة، ولكن المترصدين لا ينظرون إلى الأمر جميعه، بل يتلقطون ما يدنسهم كالذباب، فراحوا يشنعون على عادتهم. رغم أن ثمة شيوخاً أجلاء مثل ابن عثيمين عافاه الله، ينفون هذه التسمية، ومع ذلك لم يتعرضوا لهم لماذا
…
؟ ألحاجة في صدورهم؟ أم على مذهب غلاة الصوفية، قالوا: حرام، قلنا: حرام عليكم.