الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أحكام النية في الإسلام:
النية ركن ركين من أركان الإسلام، وشأنها عظيم، فهي روح الإسلام وشرط من شروطه، بل هي شرط من شروط كل عبادة، فلا يقبل إسلام ولا عمل ولا عبادة بغير نية خالصة لوجه الله تعالى.
قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
…
} [سورة البينة: (5)].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى
…
)) [أخرجه البخاري ومسلم: عن عمر رضي اله عنه] ومن أحكامها:
* منكر النية وأثرها في قبول العمل يستتاب ثلاثاً، وإلا يقتل ردة.
* لا أثر للنية في تصحيح العمل من قريب أو بعيد إن كان فاسداً (1)،
فمن فسد عمله لا يصلحه حسن نيته، ومن فسدت نيته فلا يصلحها حسن اتباعه، ولهذا لا يجوز الاحتجاج للمخطئين والضالين بحسن نيتهم، فحسن النية ليست دليلاً على صلاحية العمل، واستقامة المنهج، ولهذا كان لا يقبل عمل إلا بشرطين:
(1) صدر مني مثل هذا، فقطعه أحد الجهلة من مثيري الفتن، وعرضه على بعض الناس، على أني أطلق القول: بأن لا أثر للنية في العمل، وفات هذا الجاهل الفتّان ومن أفتاه: أن من اعتقد ذلك من حيث القبول والرد، فقد كفر، وأما من اعتقد أن لا تأثير للنية في العمل نفسه من حيث تصحيحه فقد أصاب. ومن سعى بالفتن بين المسلمين عامله الله بعدله، وكفَّ شره عن عباده .. وحتى تقف أخي المنصف على حقيقة ما أجرم به، انظر إن شئت كتابي (الواقع المؤلم:(56)) لتعلم كبّار ما فعل من التدليس، وما استحق من الإثم.
فقد قلت فيه حرفياً: (حسن النية لا يغني عن الاستقامة والاتباع، ولا يكفي للتوفيق والفلاح) وكان ذلك قبل خمس سنوات، واسمع قولي في شريط الطائفة المنصورة حرفياً (فالنية لا تقدم ولا تؤخر في العمل الفاسد)) إذا عرفت هذا تبين لك مستوى هؤلاء في الخلق والأمانة، والله يحفظنا من الفتن ومن مثيريها ومن الخيانة.
(2)
وقد صرحت بنفي الوهابية ونفي الجديد فيها، فلا وهابية في الإسلام، ولا جديد في دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
فظن بعض المغفلين أن هذا غمز بالدعوة، ولله في خلق أمثال هؤلاء المترصدين حكم.
الأول: إخلاص النية لله.
الثاني: متابعة للشرع.
* ينقلب المباح عبادة، عملاً كان أو تركاً، إذا قصد بذلك وجه الله تعالى.
فمن عمل مباحاً، أو تركه، من طعام، أو شراب، أو نكاح، أو لباس، الخ
…
، ابتغاء وجه الله، وتحقيقاً لمصلحة شرعية، حسبت له صدقة، وكان له فيه أجر:
قال صلى الله عليه وسلم: ((وفي بُضع أحدكم صدقه
…
)) [مسلم (1006) أحمد (5) 167] أي: في جماع الزوجة صدقة وأجر.
قال صلى الله عليه وسلم: ((كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع عليه الشمس، قال: يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل في دابته ويحمله عليها، أو يرفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة)) [أخرجه البخاري (5/ 126) في الصلح ومسلم (1009)].
حديث: ((وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيّ امرأتك)) [أخرجه البخاري (3/ 132) ومسلم (1628)].
- من أعظم ما يفسد النية الرياء، وهو دركات، ولا محل للتفصيل ها هنا.
هذا فيما يخص النية من حيث الإخلاص لله عز وجل، وأما ما يخص النية في إجزاء العبادات، فتراجع صورها في مظانها من الأمهات، ونذكر بعضها في هذه العجالة:
- يجوز تفاوت النية بين الإمام والمأموم من حيث نوع الصلاة، وعدد الركعات، فيجوز أن يصلي المفترض بالمتنفل، والمتنفل بالمفترض، ومأموم بوقت الظهر، بإمام لوقت آخر كالعصر، ولا أثر لاختلاف النية في مثل هذه المواطن أبداً، وذلك لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم صلاة معاذ متنفلاً، والناس خلفه مفترضون. [أخرجه البخاري (2/ 162، 164) ومسلم (465)].
وحديث: ((من يتصدق على هذا
…
)) فقد كانت نية المأموم نفلاً والإمام مفترضاً [أبو داود (574) وأحمد (3/ 64) وصححه شيخنا الألباني].
- يجوز للمسافر أن يفطر ولو نوى الصيام، وأن يجمع ولو نوى الصلاة لوقتها، وأن يصلي الصلاة لوقتها ولو نوى الجمع، ولا أثر للنية في هذا التبديل (1).
- لا يجوز تبديل النية من النفل إلى الفرض ولا العكس، إلا في صور محدودة، كمن شرع في نفل، ثم قام فيه فرض ولابد، كمن صام نفلاً ثم بلغه رؤية هلال رمضان، فيجب عليه أن يصوم بقية يومه فرضاً، أو كمن شرع في صلاة العصر، ثم تذكر أنه صلاها من قبل، فيحول النية إلى نفل؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في اليوم مرتين.
- لا تلزم النية المرء عملاً نواه، كمن نوى أن يتصدق ثم عدل عن ذلك، أو نوى الحج أو العمرة ثم جاء الميقات فعدل عن ذلك، ولا أثر للنية في هذا الموضع، ولا يلزمه شيء.
(1) راجع مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (24/ 50) و (24/ 104).