الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقلديه -بلا شك- سيقتدون به وهم لا يشعرون، ولهؤلاء يقال: هل منع توحيد المرأة السيئة الأخلاق التي سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، هل منعها توحيدها من دخول النار؟ يا ليت هؤلاء يعقلون.
الغفلة الرابعة:
أن حسن الأخلاق مدعاة للتوفيق والنصر ((والله ما يخزيك الله أبداً
…
)) [البخاري: (3) بدء الوحي، ومسلم: (160) عن عائشة] هكذا قالت خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم مطمئنة له بتأييد الله، مبشرة له بنصره، متفرسة ذلك من حسن خلقه، وطيب معشره، عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
هل هناك فعلاً من ينكر الاهتمام بالأخلاق
؟
قد يتساءل العاقل متعجباً، هل يعقل إنكار هؤلاء الاهتمام بالأخلاق؟ ولماذا؟
الجواب: لا عجب في ذلك، إذا وقف المرء على سجية بعض الناس، وسوء خلقهم، إذ يمكن للمرء أن يعرفهم بسيماهم من ألوف الناس، وذلك، بعبوس سحنتهم، وبذاءة لسانهم، وانشغالهم -من صباحهم إلى مسائهم- بالطعن بالعباد، وأصل مذهبهم سوء الظن، وأسسه الدخول في النيات، وعماده التعالم، وسبيله التنقيب عن العيوب، فإن عجزوا عن إيجادها، اخترعوا الاحتمالات، وألزموا الإلزامات، ظلماً وزوراً، وهذا ديدنهم مع كثير من الدعاة، لذلك لا يعيرون الأخلاق اهتماماً، بل يعيبون الاهتمام بالدعوة إليها؛ لأنهم فاقدون لها، لا يعرفونها علماً ولا عملاً، وفاقد الشيء لا يعرف حلاوته، ولا يعرفون رفقاً، ولا يحسنون حكمة، وفاقد الشيء لا يعطيه، ولا يحسنه.
فكم من داعية صحيح العقيدة، كثير العلم، فاشل في دعوته؛ لسوء خلقه، وفظاظة طبعه، وكم من داعية فاسد العقيدة قليل العلم، ناجح في دعوته، لحسن خلقه، وطيب سلوكه.
فهلا صحّحنا عقائدنا، وحسنا أخلاقنا.
وقد يتساءل العاقل، عن سر غفلة هؤلاء عن هذه العظائم، هل هو لاشتغالهم بعلم النقد والترصد، وتجريح العباد عن معرفة أحوال الناس؟ أو لاعتزالهم الناس؟ فلا يدرون حقيقة ما يجري على الساحة من البلاء بسبب سوء الأخلاق، أو لفقدانهم هم الأخلاق، أم لأمر آخر؟ ! (1)
ولأجل هذا كان شيخنا يكرر: "أصيبت أمتنا الإسلامية في عقيدتها، وأصيب السلفيون في أخلاقهم".
(1) وأما قولي: ((فالأخلاق تلازم التوحيد كتلازم الماء للشجرة)) فلا يلزم منه تكفير من فقد الأخلاق، كما قال الناقد، وذلك لتصريحي في كثير من المواضع بمذهب أهل السنة والجماعة إجمالاً وتفصيلاً، وأنهم لا يكفرون بذنب، وأنه مهما ساء خلق المرء، فهو لا يعدو أن يكون ذنباً لا يكفر صاحبه. فلماذا هذا التشنيع والتطبيل؟ ومع ذلك فقطعاً لمرض الإلزامات غير الملزمة، وسداً لباب الترصدات، سوف أغيِّر التعبير فلتقر عينك، وليهدأ بالك، ولكن؛ من الذي يدري أنك ستأتي بلازم من اللوازم التي لا تخطر على البال.
ثم إن الأصل إرسال الترصدات إلى صاحبها - إذا طلبها - ليجيب عنها قبل نشرها بين الناس .. وهذا من التواصي بالحق الذي أمرنا به الله {وتواصوا بالحق} ولا يجوز أن يكون انتقاد المسلمين من باب التشفي والفضح، ولكن {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} .
أما كان الأفضل يا أخي أن تقول: يا أخ عدنان - إن كنت لا تزال تراني أخاً - أرجو توضيح العبارة خشية أن تفهم عنك فهماً خاطئاً، أليس هذا أفضل من الردود والسقوط في القيل والقال، والاشتغال بذلك عما هو أنفع؟