الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 119].
وقال سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الحج: (3)].
تعريف العلم:
قال العلماء: العلم معرفة الشيء على حقيقته، وقالوا: العلم ما قام عليه الدليل؛ ولذلك قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: (36)]. أي: لا تفعل فعلاً، ولا تنطق حرفاً، إلا بعد معرفة حقيقته، وقيام الدليل البين عليه، ولا يعرف العلم الشرعي إلا بضابطه ودليله الشرعي: وهو الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة.
قال ابن القيم:
العلم قال الله قال الرسول
…
قال الصحابة هم أولوا العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة
…
بين الرسول وبين قول فلان
ولسنا -ها هنا- بصدد بيان العلم وأهميته وفضله، وإنما هي ذكرى لمن سلك سبيل الإسلام، لكي لا يفقد الدليل، فيضل السبيل.
وهي تحذير لمن يسلك سبيل الإسلام من تعبد أو عمل، أو دعوة أو نصرة للإسلام وقضاياه، بغير علم ولا دليل، سوى عاطفة جياشة، وحماس شديد.
الثاني: العمل
.
العمل في الإسلام أشمل من التعبد المقيد، بل هو كل عمل يقوم به العبد مبتغياً به وجه الله على دليل وسنة، والعمل والعبادة المطلقة سواء، فكل عمل مشروع قصد به وجه الله ينقلب عبادة.
وقد عرفت العبادة بأنها: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
ولذلك كان مجرد التفكير في خلق الله، والنية في عمل الخير عبادة، وعمل أي خير مهما كان لوجه الله عبادة.
قال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} [المزمل: (20)].
والعمل عملان:
عمل فردي تعبدي محض: كالصلاة، والصيام، والحج.
وعمل جماعي تعاوني: وهو ما يقوم به الفرد لنصرة دينه، وخدمة المسلمين، كسياسة المسلمين من راعيهم، وإنشاء الجمعيات المشروعة لأعمال الخير، من بناء المساجد والمدارس، والدفاع عن الإسلام وما شابه ذلك، قال تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: (2)].
وإذا كان العلم طريق الإسلام ووسيلته، فإن العمل هو لب الإسلام وحقيقته، بل ما خُلق الإنسان إلا للتعبد، قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: (56)].
وقال سبحانه: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: (105)].
فبالعمل الصالح: تزداد الحسنات، وترتفع الدرجات، ويتقرب العامل به من الرحمن، ويحفظ من الشيطان {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} [الأحقاف:(19)].
وقال تعالى في الحديث القدسي: ((وما تقرب إلي عبدي بأحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولئن استعانني لأعيننه)).
وبالعمل تنال الجنان، ويبتعد عن النيران {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} [الكهف:(107)].
والناظر في الكتاب والسنة يجد أن معظم النصوص -إن لم تكن كلها- التي ذكرت الفوز والأجر، ودخول الجنة، الذي هو غاية الغايات- مرتهن بالعمل {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف:(70)].
وكم من حديث فيه: ((من صلى
…
دخل الجنة)) ((في تصدق
…
دخل الجنة)) ((من فعل كذا وكذا دخل الجنة)) ((من عمل كذا
…
غفر له)) ألا فليتنبه العاملون في