الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ضمن سبعة أبنية أخرى كل منها مخصص لأحد الكواكب السبعة، وكذلك يمكن الربط بين ما ذكرة المجريطى عن معبد أنشأه كانكا الهندى لعبادة النجوم والمعبد الأخضر بمنف، وقد وصف عبد اللطيف خرائب منطقة المعبد الكبير الذى كان المعبد الأخضر لا زال فى زمانه، وأظهر خبرة كبيرة فى التقنيات المعقدة والمواد المستخدمة فى المبانى الفرعونية وكذلك فى النسب المتناسقة للتماثيل البشرية الضخمة المصنوعة من الحجر الجيرى أو الجرانيت الأحمر ولا شك فى أن أحدها يملو إيزيس وابنها حورس، ويتحدث القلقشندى عن صنمين غارقين فى الطين طول كل منهما 30 ذراعا وقال أنهما مصنوعان من الجرانيت الأبيض"، ويقول المقريزى أنهما (أو آخران مثلهما) لبوتيفار، وقد يكون أحد التمثالين هو الاثر الذى أطلق عليه أبو صالح إسما مدهشا هو أبو الهول، كما قد يكون التمثال المشهور لرمسيس الثانى الذى نقل من منف إلى ميدان باب الحديد أمام محطة سكة حديد القاهرة فى هذا القرن.
المصادر:
(1)
Else Peitemeyer Beschreibung Agyptens im Mittelalter aus den geographichen WerKen da Araker
(2)
ليبزج 1903 صفحة 129 - 36؛ L'Egypete de Murtadi، صفحة 90 - 93 (يتضمن كل من العملين ترجمة ألمانية أو فرنسية للفقرات التى تتحدث عن منف فى أعمال أبى حامد القيسى الغرناطى وعبد اللطيف البغدادى والخطط للمقريزى والقلقشندى)، ماسبيرو - ويت Materiux، Manspero Wiet صفحة 200.
حسين عيسى [يو. هارمان U.Haarman]
المنفلوطى
هو مصطفى لطفى المنفلوطى -كاتب وشاعر مصرى عاش فيما بين 1293 - 1343 هـ (1876 - 1924 م). ولد فى منفلوط بصعيد مصر، ثم ذهب ليعيش فى القاهرة. . ولم يختلف أبدًا إلى أى من المؤسسات التعليمية سوى الأزهر. وقد نشر فى الصحف بعضًا من قصائده التى أخذ واحدة منها فى عام
1904 م "فرح انطون". ونشرها فى مجلته "الجامعة" وهو يعتبر -بسبب كتاباته التقليدية- من بين شعراء مصر الكبار فى عصره. وكرس نفسه -مثلما فعلوا- لهذا النوع من الشعر الذى كان لا يزال مزدهرًا وهو شعر المناسبات. (وهو لم يترك أى ديوان له، بل مختارات تحت عنوان "مقتطفات المنفلوطى" ظهرت عام 1912 م ويتضمن بعض النصوص النثرية التى ترفق بعديد من القصائد).
وأخيرًا فإن أصالته الحقيقية تنبع من التزامه بالعقيدة، وما يستتبع ذلك من انعكاسات على أدبه -فإيمانه بالإسلام يظهر قويًا فى مواجهة أى تحد أو اختبار فهو يرى أن الإسلام ليس نظامًا قديمًا من القيم يسعى للاحتماء به، ولكنه دين فعّال ذو حيوية مستمرة. تعمل قوته المتجددة دومًا على تقوية المؤمنين مما يتيح لهم أن يروا المستقبل مشرق الجوانب. كما يؤمن بأنه يجب تشجيع كل شئ قادر على أن يساند هذه الفعالية والحيوية، ولذلك وقف إلى جانب المصلح العظيم محمد عبده، بل تعرض للسجن بسبب تأييده إياه ضد الخديوى. . وكثيرًا ما يتضح تأييده لرفيق الأفغانى فى قصائده؛ ولما كان من دعاة الأخلاق، فقد وجد شكلًا أكثر موائمة مع مبادئه استطاع أن يعبر فيه عن نفسه فى مجموعة المقالات التى كتبها على شكل قصص تهذيبية تنويرية؛ وقد نشرت فى مجلة "المؤيد" الأسبوعية تحت عنوان "النظرات" وكان الموت وسوء الحظ والدموع تمثل العناصر الرئيسية فى هذه الحكايات. وفى بعض الأحيان يحدق القدر الناس الظالم بالكائنات النقية التى لا حول لها ولا قوة -ولكن كثيرًا ما يكون تطور المجتمع هو الذى يجلب الكوارث ففى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أنكر المصريون المتهورون تقاليدهم المتينة وأعطوا ظهورهم لمفاهيم الإسلام الحكيمة مقلدين فى ذلك النمط الأوروبى تقليدًا أعمى. وهذه هى الرسالة التى نستخلصها من قصص المنفلوطى الخياليّة ويجب أن نقتنع بأن مضمون هذه الكتابات والشكل الذى اتخذته، قد تناغما مع تطلعات الجمهور
فى تلك الفترة، إذ أعيد طبعها فى ثلاثة مجلدات فى عام 1910 و 1912، 1920.
ولكن فى عام 1915 م نشر مؤلفنا مجموعة أخرى تحمل عنوانًا مثيرًا للعواطف هو "العبرات" وتظل اللهجة السائدة فيه هى الشفقة والرثاء، ولكن يجب أن نلاحظ أن هذه القصص ذات شقين فثلاث منها من تأليفه هو ذاته، على حين ترجم القصص الثمانى الأخرى عن الفرنسية أو عن الإنجليزية (من الأدب الأمريكى) فى حالة واحدة. ذلك لأنه -بالرغم من تحذيراته من أسلوب الحياة الغربية- كان معجبًا بالأدب الذى ينتجه الغرب.
وقد ترجم لكل من شاتوبريان والكسندر ديماس الصغير. ثم ترجم بعد ذلك كتاب "تحت ظلال الزيزفون"(1919 م) وترجم "بول وفرحينى" للكاتب برناردين فى سانت بيير "وفى سبيل التاج" للكاتب "فرانسو كوبيه". . وهذه القصص جميعًا مليئة بالفواجع وسوء الحظ. والقاص لا يعبأ كثيرًا بتفسير ما يحدث لأبطاله. فاهتمامه الأساسى هو أن يضعهم فى موقف يدعو إلى اليأس. يعرف كيف يفيد منه ليحرك مشاعر قرائه -فقد برع فى مخاطبة المشاعر والعواطف- وقد استخدم اللغة العربية بحرفية تصل إلى حد الكمال فقد كان أسلوبه من الروعة والفخامة، والقدرة على التعبير عن أقوى المشاعر، مثالًا احتذاه الكثيرون من معاصريه وبعض من خلفوه وقد أشاد محمود تيمور فى مقدمة مجموعة القصصية الأولى التى صدرت تحت عنوان "الشيخ سيد العبيط"(1926 م) بنقاء لغته وجزالتها. . ومع ذلك يجب أن نشير إلى أن إبراهيم عبد القادر المازنى قد هاجم بافتعال المشاعر واستدرار العواطف وذلك فى كتاب "الديوان" الذى نشره بالاشتراك مع العقاد عام 1921 م.
وعلى العموم فلئن كانت أعمال المنفلوطى يعاد طبعها باستمرار، فإنها سوف تصبح من غير شك من الآن فصاعدًا من اهتمام التاريخ. والذى يجب أن نذكره لهذا الرجل هو أنه طوّع الأدب الرومانسى "للتربة" العربية.