الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصادر:
(1)
H. Lammens: La Mecque a La veille de I'hegire in MFOB، ix (1924)
(2)
Idem: La republique marchande de la Mecque vers I'an 600 de notre ere in BIE (1910)
(3)
Idem: Les chretiens a la Mecque a la veille de 1'hegire، in BIFAO. xiv
(4)
Idem: Lesss juifs a la Mecque a la veille de I'hegire، in RSSR. xiv
(5)
C. Ssnouck Hurgronje: Mekka، i
(6)
M. Gaudefroy-Demombynes: Le pelerinage a la Mekka. Pariss 1923. L. Caetani، Annahi، i، ii
(7)
F. Buhl: Das Leben Muhammesds، Leipzig 1930
(8)
W. M. Watt: Muhammadat Mecca، Oxford 1953
(9)
P. Crone: Meccan trade and the of Islam Princeton، forthcoming
[و. منتجمرى وات W. MONTGOMERY WATT]
ترجمة وتلخيص: د. عبد الرحمن عبد اللَّه الشيخ
ملائكة
1 - الملائكة فى القرآن؛ والسنة
صيغة ملائكة هى جمع تكسير فى العربية لكلمة يعود تاريخها إلى اللغة السامية المبكرة فى الشمال الغربى (ليس هناك كلمة متشابهة لها فى اللغة الأكادية) وهى فى الآرامية مَلأُك بتسكين اللام وهمز الألف وفتحها وفى عبرية العهد القديم ملآك بتسكين اللام مع مادة على الألف) بمعنى رسول وفى لسان العرب والمعاجم الكبيرة الأخرى أن ملك تخفيف ملأك (بالهمز) وهناك رأى أن ملك مقلوب من مَأْلك. . ويقول أ. جيفرى A. Jeffery فى كتابة المفردات الأجنبية فى القرآن الكريم The Foreign Vocabulary of the Quran أن المصدر المباشر لهذه الكلمة فى العربية هو كلمة ملآك (بتسكين اللام ومد الألف) الأثيوبية. والجمع ملائكت. ويحتمل أن تكون الكلمة دخلت الأثيوبية الآرامية أو العبرية ولأنها ترد فى القرآن، فقد الفها المسلمون ولابد أنها من الكلمات التى دخلت إلى العربية قبل الإسلام والمفرد هو ملك (بفتح الميم والسلام) بدون همزة
وهى دائما كذلك فى القرآن بالرغم من أن ما يدل على أن كلمة ملاك موجودة ولكن كصيغة شاذة -والمفرد والجمع يردان بمعنى المَلَكْ (الرسول). ولكن الصيغة وردت بالمتنى (ملكين) فى موضعين: عند الحديث عن هاروت وماروت {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ. . .} البقرة آية، 102، وعند الحديث عن آدم وحواء اللذين اغراهما الشيطان بالاعتقاد فى أنهما سوف يصبحان من الملائكة {. . . وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ. .} الأعراف آية 20 وترد الكلمة كثيرا فى الجمع فى القرآن -أما المفرد فيرد اثنى عشرة مرة فقط وهذه عن هؤلاء الثابت يطلبون أن ينزل الوحى عن طريق مَلَكْ وليس عن طريق بشر (سورة الأنعام الآيات 8، 9، 50 سورة هود الآيات 12، 31 سورة الفرقان الآيات 7) ثم أن النسوة "فى المدينة" يرون فى يوسف مَلَكا -وليس بشرا- بسبب جماله (سورة يوسف الآية 31)، وشفاعة الملاك لا تغنى (سورة النجم الآية 26). ويحمل العرش ثمانية (سورة الحاقة الآية 17)، ثم يأتون صفا صفا (سورة الفجر الآية 22) وفى سورة السجدة الآية الحادية عشرة يرد ذكر ملك الموت ولكن ليس بالاسم. . أما جبريل ملك الوحى فيرد اسمه ثلاث مرات (سورة البقرة الآيات 97، 98 - سورة التحريم الآية 4) كذلك فإن جبريل يطلق عليه فى القرآن الكريم -دون ذكر اسمه- الروح الأمين (سورة الشعراء الآية 193 إلى 195) الذى ينزل بالوحى على قلب محمد [صلى الله عليه وسلم] بلسان عربى مبين- وهناك صفات كثيرة له -دون أن يذكر اسمه- فى سورة النجم الآيات من 5 إلى 18 وسورة التكوير الآيات من 19 إلى 21، وعلى أنه يظهر بوضوح للرسول [صلى الله عليه وسلم] فى الوحى. وهو أيضًا -كما قال اللَّه عز وجل "روحنا" الذى أرسلناه إلى مريم (سورة مريم الآية 17) وهو كذلك الروح القدس فى سورة النحل الآية 102 كما أن اللَّه (سبحانه) أيد عيسى عليه السلام بهذا الاسم (سورة البقرة الآية 87 والآية 253 سورة المائدة الآية 110). . ويسمى ميكائيل (أو ميكال) سورة البقرة الآية 98 - ملاكا فى مرتبة جبريل. . . (اقرأ
فى "البيضاوى" كيف جاءت هذه التسمية). وفى الحديث يظهر هو وجبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم ويعلمانه. . وهو لا يضحك. . ويطلق محمد صلى الله عليه وسلم عليهما أنهما "وزيراه" عن الملائكة. . وفيما يتعلق بـ "اسرافيل" الملاك الذى ينفخ فى الصور يوم البعث، فليس ثمة إشارة إلى أن فى القرآن أو فى الأحاديث الصحيحة، ولكن يشار إليه فيما يرويه والإخباريون الذين يحكون عن الأخرويات (مثل الحساب والبعث). وفى القرآن (الكريم) وفى سورة الزخرف الآية 77 ينادى المعذبون فى النار خازن جهنم بقولهم "يا مالك"، وفى سورة العلق الآية 18 يطلق على حراس الجحيم "الزبانية" وهى غير مستخدمة فى غير ذلك -وتعنى الذين يدفعون بقوة وعنف المجرمين إلى النار. . وعدد هؤلاء تسعة عشر (سورة المدثر الآية 30) ويؤكد القرآن أنهم ملائكة حتى لا يعتقد أنهم شياطين، وهم أيضًا غلاظ شداد. . وهناك طبقة أخرى من الملائكة وهم القريبون من اللَّه (سبحانه) أو المقربون (سورة النساء الآية 172)، وهم يسبحون اللَّه جل جلاله ليلا ونهارا بلا توقف (سورة الأنبياء الآية 20)، ويطلق عليهم البيضاوى "العلويون". وكلمة "المقرب" تطلق على عيسى عليه السلام (سورة آل عمران الآية 45) لأنه فى صحبة الملائكة القريبين إلى اللَّه (سبحانه). . وفى أول سورة الملائكة (سورة فاطر) يقول اللَّه سبحانه {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} صدق اللَّه العظيم وفى الوصف الذى له معناه ومغزاه المهم له أثره على ما جاء بعد، ذلك من أوصاف وصور فهم -أى الملائكة- حراس على البشرية (حافظين) يعرفون ما يفعل الإنسان ويكتبونه (كاتبين) -سورة الانفطار الآيات من 10 إلى 12 - وهذه الكتابة (سورة الأنبياء الآية 94) تنسب إلى اللَّه نفسه جل جلاله. وفى سورة المعارج الآية 4، وسورة النبأ الآية 38؛ وفى سورة القدر الآية 4 ترد العبارة المحيرة وهى "الملائكة والروح". . ويبدى البيضاوى حيرته وهو يحاول التفرقة بين الكلمتين فهل الروح ملك فوق الأرواح أو هى جنس الأرواح جميعًا أو هى جبريل أو هى
خلق أقوى من الملائكة -يشاركه هذه الحيرة القزوينى فى كتابه "عجائب". وليس هناك فى القرآن الكريم أية إشارة إلى الملكين "منكر ونكير" اللذين يزوران الميت فى قبره فى الليلة التى دفن فيها ويستجوبانه عن عقيدته وإيمانه. وإذا كان الميت غير مؤمن، فإن قبره يصبح بعد ذلك جحيما تمهيدًا للجحيم الأكبر الذى سيدخله، أما إذا كان مؤمنا فإن القبر يصبح مطهرا تمهيديا يخرج منه فى يوم القيامة إلى الفردوس. . وقد يصبح هذا القبر إذا كان الميت "قديسا" أو من الأولياء فردوسا تمهيدا للفردوس الأكبر الذى سيدخله ويطلق على هذا سؤال منكر ونكيرا، وكذلك عذاب القبر وهذا الاعتقاد يتشابه مع "يوم الحساب الأصغر" فى اللاهوت المسيحى وهو واحد من السمعيات، ويتأسس على المعنى الكامن فى آيات القرآن الكريم (سورة إبراهيم الآية 31؛ سورة هود الآية 49؛ سورة نوح الآية 25) والمعنى الواضح فى الأحاديث الشريفة (شرح التفتزانى لكتاب عقائد للنسفى) ولا تزال هناك تقارير أوفى ومناقشة أشمل قام بها الفقيه الحنبلى ابن قيم الجوزية" فى مؤلفه "كتاب الروح".
ويطلق على الملائكة أيضا الملأ الأعلى (سورة الصافات الآية 8، سورة ص الآية 69) وهم يحرسون أسوار الجنة حتى لا يتصنت عليها الجن والشياطين.
ويركز القرآن الكريم على طاعة الملائكة المطلقه والتسليم للَّه سبحانه {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} صدق اللَّه العظيم (سورة الآنبياء الآية 27) وعندما خلق اللَّه آدم، نجدهم يختلفون فى هذا الصدد عنه وعن سلالته المقبلة {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق اللَّه العظيم (سورة البقرة الآية 30) أما عن النار فإن {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} صدق اللَّه العظيم. . . ولكن هل تمتد هذه الطاعة المطلقة إلى "العصمة" إن القرآن الكريم حاسم بالنسبة لطاعة الملائكة للَّه أما فيما يتعلق بطبيعة خلقهم وعلاقتهم فى هذا الصدد بالجن وبالشياطين
فالنصوص العديدة فى القرآن تحكى عن خلق الإنسان من طين، وأن اللَّه (سبحانه) أمر الملائكة بأن يسجدوا له وقد أطاعوا جميعًا إلا إبليس (سورة البقرة الآية 34 - سورة الأعراف الآية 11 - سورة الحجر الآية 31 - سورة الكهف الآية 50 - سورة ص الآية 74) ولذلك فإن إبليس كان لا بد أن يكون ملكا -كما يقول البيضاوى- ثم يضيف "وإذا لم يكن ملكا فإن الأمر "الإلهى" لا ينسحب عليه، ومن ثم يكون استثناؤه منهم غير منطقى ولكن القرآن يعود فيفصملها بقوله فى سورة الكهف الآية 50 {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} صدق اللَّه العظيم، ويقول إبليس فى سورة الأعراف الآية 12 وفى سورة ص الآية 76 أن الإنسان قد خلق من طين أما هو فقد خلق من نار، ومن المسلم به أن الجن قد خلقت من نار: نار السموم، {مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} (الرحمن - 15) ومعنى "مارج" غير معروف إذن فالجن وإبليس قد خلقوا من نار، ولكن ليس هناك فى القرآن بيان عن المادة التى تشكل منها الملائكة. . ولكن هناك "حديثا عن السيدة عائشة رضى اللَّه عنها هو أساس الموقف المسلم به بأن الملائكة قد تشكلت من النور، إذ ذكرت أن النبى صلى الله عليه وسلم قد قال أن الملائكة خلقت من نور، وإن الجن من مارج من نار، وآدم مما قد وصف لكم -وثمة صعوبة أو عائق آخر فى مبدأ معصومة الملائكة وهو ما ذكره القرآن عن هاروت وماروت فهناك ما يفيد أن هذين الملكين قد استسلما لاغراء "جنسى" الأمر الذى يؤدى بهما إلى أن يحبسا فى حفرة بالقرب من بابل، وهناك يعلمان السحر للناس. . وللرد على ذلك نقول:
أ - أن القرآن لم يذكر شيئا عن سقطتهما.
ب- تعليم السحر ليس معناه ممارسة السحر.
جـ- أنهما دائما ما كانا يحذران هؤلاء الذين يأتون إليهما بقولهما أنهما {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ} (سورة البقرة الآية 102)
والبيضاوى يجرى مناقشة طويلة عن طبيعة الملائكة، ولكنها جميعًا تضيع وتنتهى عند القول الذى يدفع إلى اليأس ومن المناقشة وهو أن الحديث عن هذه
النقطة هو من علم اللَّه ومعرفته (العلم عند اللَّه) وربما كان إبليس من الجن بسبب أفعاله، ومن الملائكة بسبب نوعه. . ويقول ابن عباس فى حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم أن هناك ضربا من الملائكة يتكاثرون نوعيا (بطريقة لا تزاوجية) ويطلق عليهم الجن وإبليس واحد من هؤلاء؛ أو أنه كان واحدا من الجن نشأ بين الملائكة وتشابه معهم؛ أو أن الجن كانوا من بين هؤلاء الذين أمرهم اللَّه بالسجود لآدم؛ أو أن بعض الملائكة ليسوا معصومين، بالرغم من أن هذه هى سمتهم العامة، كما هو الحال بالنسبة لبعض الرجال -مثل الأنبياء- الذين يكونون معصومين من الخطيئة، ولكن معظمهم ليسوا كذلك. وربما يكون هناك مجموعة من الملائكة تختلف فى جوهرها عن الشياطين بل تختلف فقط فى الأفعال، الصفات كما هو الحال فى بنى البشر فمنهم الفاضل ومنهم الشرير، على حين يجمع الجن بين الاثنين وإبليس من هذه المجموعة وما قالته السيدة عائشة رضى اللَّه عنها ليس إجابة لهذا التفسير أو التوضيح. فالنور والنار ليسا محددين بدقة فالنور من طبيعة النار والنار من طبيعة الضوء. وكل يتداخل فى الآخر فيمكن تنقية النار لتصبح ضوءا ونورًا ويمكن أن نجعل النور نارا -وهذا ما قاله البيضاوى.
ويجب أن تقارن ذلك بالمناقشة المنهجية فى كتاب "المواقف" لمؤلفه الإيجى بشرح الجرجانى (طبعة بولاق، 1266 ص 576)؛ ففيه يؤسس المعترض على عصمة (معصومية) الملائكة اعتراضه على أمرين:
أ - أن طلب الملائكة من اللَّه سبحانه إلا يخلق آدم، معيب فى صفتهم الأخلاقية.
ب- أن إبليس كان متمردا.
وقد فندت هذه الأسس النصوص القرآنية حول طاعة الملائكة المطلقة للَّه سبحانه ولكن هذه النصوص لا تقول أنهم جميعًا، وفى كل الأوقات، بعيدون عن ارتكاب الخطأ ولذلك لا يمكن أن تحسم هذه النقطة بشكل مطلق فقد تحدث استثناءات فردية فى ظل ظروف متباينة.
وقصة هاروت وماروت توحى بأن للملائكة جنسا، بالرغم من أنهم قد لا
ينشرون نوعهم بالتكاثر. ولكن يجب كما يقول النسفى فى العقائد ألا يوصفوا بالذكورة أو بالأنوثة -ويقول التفتازانى والشراح الآخرون لهذا الكتاب، أنه ليس هناك دليل نقلى أو عقلى على ذلك لذلك يجب تركها دون أن تنعم فيهما التفكير وهذا ما سلكه "الايجى" والجرجانى. وقد يكون للملائكة جنس (ذكر أم أنثى) لكنهم لا يتزاوجون وفى هذا الصدد يكون الإنسان -الذى تكمن فى نفسه إمكانيات الخطيئة والذى يجب أن يتحكم فى شهواته وفى غضبة- قدرات أعلى على التفوق والتميز على الملائكة (البيضاوى) ويقودنا هذا إلى السؤال الثانى عن الملائكة والذى بحثه الفقه المنهجى واعنى به التفوق النسبى للملائكة والإنسان وخصوصا الملائكة والأنبياء وقد ذكر النسفى هذا بشكل مختصر فقال:
أ - أن الرسل من البشر أكثر تميزا على الرسل من الملائكة
ب- أن الرسل من الرسل من الملائكة أكثر تميزا عن عموم البشر
جـ - أن عموم البشر أكثر تميزا من عموم الملائكة ولكن التفتازانى يقول أن هناك اتفاقا عاما وضروريا على يتميز رسل الملائكة على البشرية بعامة؛ ولكن الرأيين الآخرين (أ - جـ) يحتاجان إلى مناقشة -ومن ثم ينبه إلى:
أ- سجود الملائكة لآدم.
ب- أن آدم تعلمه الأسماء كلها.
جـ - أن اللَّه اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (آل عمران - 33).
د- أن بنى البشر يحققون التفوق والكمال فى المعرفة والعمل رغم معوقات الشهوة والغضب ولكن المعتزلة والفلاسفة وبعض الأشعرية يقولون بالتفوق الرفيع للملائكة وهم يقولون:
أ - أن الملائكة أرواح مجردة من المادية (أرواح مجردة)، كاملة حقا، متحررة حتى من ارهاصات الشرور والعيوب (مثل الشهوة والغضب) ومن ظلمات الشكل والمادة (ظلمات الهيولة "الهيولى" والصورة)، وقادرون على القيام بأشياء رائعة عجيبة، يعرفون الأحداث (الكوائن) ماضيها وما قد يأتى، دونما خطأ.
والرد على ذلك هو أن هذا الوصف يتأسس على مبادئ فلسفية وليست إسلامية.
ب- إن الأنبياء يتعلمون من الملائكة (الشعراء 193، 194 - سورة النجم 5) والرد هو أن الأنبياء يتعلمون من اللَّه والملائكة مجرد "وسطاء".
جـ - هناك حالات عديدة فى القرآن والسنة يسبق فيها ذكر الملائكة، ذكر الأنبياء. .
والرد على ذلك هو أن هذه الأسبقية تعود إلى أسبقية الوجود، أو لأن وجودهم "أخفى"(أى لم أكثر إختفاء)، ولذلك لا بد أن يتأكد الإيمان بهم.
د- جاء فى القرآن -سورة النساء الآية 172 - أن المسيح لن يستنكف أن يكون عبد اللَّه وكذلك الملائكة.
والرد هو أن المسألة ليست مسألة يتميز بسيط، ولكن لمواجهة موقف المسيحية بأن المسيح ليس عبدًا، ولكنه ابن اللَّه، وهناك فى "المواقف" مناقشة مماثلة -ولكنها أكثر شمولا، تتضمن دراسة فلسفية لنعم اللَّه العقلية والفيزيقية (البدنية) والروحية التى حبا بها كل الكائنات الحية من الأرواح غير المادية إلى أدنى الحيوانات (البهيمة).
وفى كتاب "عجائب المخلوقات" للقزوينى وصف موضوعى للملائكة فى جميع طبقاتها ودرجاتها يتواءم فيهما ما ورد فى القرآن والسنة مع العالم الأرسطى والأفلاطونى الجديد بكل أفلاكه، طبقا للهدف العام الذى يرمى إليه القزوينى وهو أن يقدم صورة للعالم "الحادث"(المخلوق) بتفاصيلة وغرائبه وأعاجيبه. ومع ذلك فإذا كانت الملائكة -على ما يبدو تتمتع بصفة الحياة وأنهم سكان السموات. فإنهم لا يعتبرون من بين "الحيوان"، و"الدميرى" يحصر الإنسان والجن، بل والجن. المتشيطنة، مثل الغول، فى كتاب "حياة الحيوان" ولكن لا يحصر الملائكة. . ويتساوى فى الدقة مع ما جاء فى "المواقف، وما هو أكثر روحانية مما كتب القزوينى، الطريقة التى عالج بها الغزالى سر الطبيعة الملائكية، فى بعض دراساته الصغيرة المتخصصة. وهو يرى أن هذا السر جزء من السؤال