الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناصرة
وهى باللغة العبرية الحديثة ناصرات، والناصرة وطن المسيح عليه السلام، وهى مدينة تقع شمالى فلسطين وتشغل ما بين خطى عرض 32.42، 35.17 شمالًا وتقع على ارتفاع: 505 مترًا أو 1600 قدم وهى فى منخفض منحدر إلى الجنوب تحيطه التلال فى منطقة خصبة، بينما التلال الشمالية والشمالية الشرقية ليست مرتفعة وفى الشمال الغربى يوجد جبل الشيخ الذى يرتفع 1600 قدم فوق سطح البحر.
واسم المدينة لم يرد فى العهد القديم وإنما ورد فى العهد الجديد، وفى أقوال آباء الكنيسة اليونانية فى أشكال مختلفة، ولكنها طبقا لما أورده جيروم كانت تكتب صاد بالعبرانية بحيث أصبحت تقرأ ناصرات وبالعربية ناصرة، وهى فى التلمود توحرى وجمعها توحريم، بينما هى فى المنطق العربى المسيحى ص.
فالناصرة التى كانت فى زمن المسيح مدينة صغيرة بلا أهمية كما ورد فى إنجيل يوحنا "وهل يخرج من الناصرة شئ صالح" ولم يذكرها حتى يوسيفوس، ولم تكن فى أيام المسيحية الأولى واحدة من الأماكن التى ذكرها العهد الجديد ليؤمها الحجيج، وقد أورد ابيفانوس أنها كانت مأهولة باليهود حتى أيام الإمبراطور قسطنطين الكبير، وعلى أية حال فإن عدد المسيحيين قد تزايد فيها بالتدريج، وزاد أكثر بعد الفتح العربى الإسلامى عام 636 م وفى زمن اركولف الذى تولى عام 670 م وكانت فيها كنيستان. وفى عام 332 هـ/ 943 م يذكر المسعودى بكلِّ احترام كنيسة هناك وهى بلاشك كنيسة القديسة مريم، وقبل أن يهزم تانكرد Tancred والصليبيون فى الخليل كان العرب قد دمروا الناصرة، وعادت إلى الوجود تحت الحكم المسيحى وخصوصًا بعد أن انتقلت أسقفية سكينوبوليس إلى هناك.
ولقد أعطى الأب دانيال الروسى فى عام 1113 - 1115 م وصفًا جميلًا لصورة كنيسة البشارة وبئر مريم فى
تلك الفترة، وفى عام 583 هـ الموافق 1187 م استولى صلاح الدين الأيوبى على الناصرة، وظلت تحت يده بناء على معاهدة السلام بينه وبين ريتشارد الأول ملك إنجلترا، وقد قام لويس التاسع بالحج من عكا إلى الناصرة أثناء حملته الصليبية الفاشلة فى عام 1251 م، ويذكر ياقوت الحموى (623 هـ الموافق 1225 م) والذى يعتمد على الإنجيل أكثر من قصص المسلمين أن الناصرة قرية تبعد عن طبرية 13 ميلا وأنه فى عام 661 هـ الموافق 1263 م أمر السلطان المملوكى بيبرس الأمير علاء الدين بهدم الناصرة وخصوصًا كنيسة القديسة مريم، ويصفها الدمشقى (عام 1300 هـ) بأنها مدينة يهودية تابعة لقضاء الصفد، ويسكنها اليمنيون، ويعدها خليل الظاهرى (المتوفى عام 872 هـ الموافق 1468 م) ضمن قرى الصفد، إلا أن الزوار المسيحيين يصفون الناصرة بأنها قرية متهدمة يسكنها قليل من المسيحيين ذات كنيسة متهدمة ويشكون من الأسلوب الظالم للسكان المسلمين، ولم تكن أيامها حتى عام 1620 م بأحسن منها عندما فتحها زعيم الدروز فخر الدين للفرنسيسيان، عندما أعيد بناء دير الكاثوليك وكنيسة البشارة، إلا أنهما لم يستكملا حتى قرن من الزمان بعد ذلك، كان يسكنها نفر قليل من المسيحيين بالإضافة إلى الرهبان حتى منتصف القرن الثامن عشر عندما زارها الشيخ ظاهر العمر وتعجب من رخائها الذى استتبعه نمو فى عدد سكانها، وطبقًا لما يذكره جورج شوماخر أنه كان يسكنها 7.419 ألفًا منهم 1825 م من المسلمين، من الروم الكاثوليك والباقى مسيحيون من ملل أخرى، ولم يكن يسمح لليهود أن يسكنوها، فالدير الكبير فيها وكنيسة البشارة التى تقع فى الجنوب الشرقى منها يتبعان الروم الكاثوليك بينما كنيسة البشارة فى الشمال الشرقى تتبع الكنيسة اليونانية، وللمسلمين مسجد بحجم لا بأس به هناك، وبئر القديسة مريم الذى تعلوه قبة له فتحة من أحد جوانبه تأتيه مياهه من نبع أسفل الكنيسة التابعة لليونان.