الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصادر:
(1)
ابن إياس: بدائع الزهور فى عجائب الدهور الطبعة الثانية، تحقيق محمد مصطفى: القاهرة 1963.
(2)
ابن طولون: مفاكهات الخلان، تحقيق محمد مصطفى: القاهرة جـ 1.
د. يواقيم رزق [ب. م هولت P. M. Holt]
الناصر محمد بن قلاوون
(634 - 741 هـ/ 1285 - 1341 م) كانت أمه أشلون خاتون ابنة أحد نبلاء المغول ويدعى "شكتاى" كان قد هاجر من الأناضول إلى مصر فى عام 675 هـ/ 1276 م، وهذا التسلسل يمكن أن يفسر لماذا كان الناصر ومماليكه يطيلون شعورهم على النهج المغولى حتى عام 715 هـ/ 1315 م وعندما اغتيل أخوه الأشرف خليل فى المحرم من عام 693 هـ/ ديسمبر 1293 م كان الناصر يبلغ التاسعة عندما جلس على العرش كسلطان على يد زمرة مخلصة برئاسة كتبغا المنصورى الذى تولى وظيفة نائب السلطنة، إلا أن العرش اغتصب فى محرم من عام 694 هـ/ ديسمبر 1294 م على يد لاجين الذى أطاح بكتبغا فى المحرم من عام 696 هـ/ نوفمبر 1296 م ونفى الناصر إلى الكرك فى صفر من عام 697 هـ الموافق يناير 1298 م وأعيد إلى القاهرة فى جمادى الأولى 698 هـ/ فبراير 1299 م حيث تسلم العرش كسلطان، إما السلطة الفعلية فكانت فى الواقع فى يد أميرين كبيرين هما سلار المنصورى نائب السلطة وبيبرس الجاشنكير الاستادار، واصطحب السلطان الجيش الذى انتصر بقيادة الختان غازان فى وادى الخازندار بسوريا فى ربيع الأول من عام 699 هـ/ ديسمبر 1299 م، وشارك كذلك فى حملة ضد الغزو المغولى الثانى وهزم فى شقحب فى رمضان عام 702 هـ/ أبريل 1303 م وكان موت غازان فى العام التالى حدا للنهاية المؤلمة لتهديد المغول للسلطنة المملوكية، وكان فتح جزيرة رودس فى المحرم 702 هـ/ أغسطس - سبتمبر 1302 م قد جرد الفرنجة من قاعدة كانوا يهددون سوريا وفلسطين منها،
أن فترة حكم الناصر الثانية شهدت إبعاد الأخطار الخارجية التى كانت دافعًا لتقوية المماليك عسكريًا وسياسيًا وفى نفس الوقت كان السلطان الشاب ينمى مجموعته العسكرية المعروفة باسم المماليك الناصرية الذين كانوا يزدادون قوة تحت قيادة الأميرين سلار وبيبرس، ولقد أحبطت محاولة لاستخدام المماليك الناصرية فى إحداث انقلاب وتصالح السلطان مع نوابه فى محرم 708 هـ/ يوليو 1307 م وبدأ حينئذ يستعين بحيلة أخرى، ففى رمضان من عام 708 هـ/ فبراير 1309 م أعلن عزمه على الحج وترك القاهرة فى حراسة المماليك الناصرية، وبوصوله إلى الكرك حصن القلعة بمماليكه، وربما أعلم نوابه باعتزاله العرش، وعلى أية حال كان العرش خاليًا ونودى بيبرس سلطانًا بلقب "الملك المظفر" بينما ظل سالار فى منصبه كنائب للسلطان.
وكانت هناك انقسامات تحت السطح وكانت المماليك البرجية أقوى مجموعة فى القاهرة، وتجمعت المماليك الجراكسة تحت قيادة قلاوون وقرروا أحد بنى جلدتهم "بيبرس" كسلطان مكان سلار المغولى، وظهر هذا التعصب الجنسى فى سوريا كذلك حيث تدعم النظام الجديد بواسطة حاكم دمشق الجركسى "اقاش الأفرم" بينما كان قابدجان (كبتشاق) المنصورى وإلى سماه واساندا موركورجى (من جورجيا) وإلى طرابلس وقاراسونقود المنصورى وإلى حلب يتراسلون سرًا مع الناصر الذى ترك الكرك فى أول شعبان من 709 هـ/ 4 يناير 1310 م ودخل دمشق دون مقاومة بعد 11 يومًا فترك بيبرس العرش وهرب. وفى يوم 2 شوال 709 هـ/ 5 مارس 1310 م أعيد الناصر مرة ثانية إلى العرش، وانشغل فى الواحد والثلاثين سنة التالية من ملكه بتأمين حكمه، فبدأ بالتخلص من خصومه، وأحضر بيبرس إلى القاهرة ليلة 14 ذو القعدة من عام 709/ هـ 15 أبريل 1310 م حيث شنق على الفور، وسمح لسالار بالاعتزال فى الشوبك ولكنه استدعى إلى القاهرة حيث قبض عليه وأعدم، وكان الساعون إلى الملك يتنافسون بالرغم من أنه