الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثعابين
تأتى الثعابين بشتى أجناسها وأنواعها فى الرتبة الثالثة من الطائفة المعروفة بالزواحف بعد السلاحف والسحالى وتعقبها فى المرتبة الرابعة التماسيح. ومن العلماء من يجمع بين السحالى والثعابين فى رتبة واحدة.
إن للزواحف أرجلا قصارا، وكلما قصرت اقترب بطنها من الأرض، فكانت الحركة زحفا على البطن، وأصدق الزواحف زحفا الثعابين حيث افتقدت الأرجل!
وقد عد العلماء من أنواع الثعابين الافا، وأخشى ما يخشاه الإنسان من الثعبان سمه، وكثير من الثعابين غير سام. ومن الثعابين ثعابين تعرف بالعاصرة وهى أكبرها تلتف على ضحيتها التفافا، وتعصرها عصرا، فتحبس عنها الأنفاس فتختنق وتموت كالبيثون أو «الأصلة» ، والثعبان الكبير يصيد جديا أو غزالا.
ومن أشهر أنواع الثعابين الطويلة: «البوا» يبلغ طولها فى المتوسط عشرين قدما، وهناك حية الصخر الهندية، وحية الصخر الإفريقية.
وكثيرا ما نسمع أن الثعابين تلدغ بألسنتها، والحقيقة أن لسان الثعبان ناعم ولا خطر منه، وإنما الثعابين جميعها بلا استثناء تعقر، وسن الثعابين قد يجرح ويسبب الوفاة مثل خدش القط.
وتستخدم الثعابين السامة مثل الكوبرا أو الأفعى أسنانا خاصة فى عقر الضحية هى الأنياب فى الفك العلوى، وهى مفرغة تعمل كحقنة الطبيب حيث تفرز غدة خاصة فى الأفعى السّم، وترسله إلى الناب المجوف الذى يحقنه بدوره فى جسم الضحية.
وقد عرفنا من القران الكريم كيف تحولت عصا موسى- عليه السلام إلى حَيَّةٌ تَسْعى «1» وإلى ثُعْبانٌ مُبِينٌ «2» يبتلع كل ما قدمه السحرة من فنون الإفك والبهتان، وما ذلك إلا لأن الثعابين على اختلاف أنواعها تعتبر من أقدر الحيوانات على بث الرعب والفزع فى نفوس الناس أجمعين!
(1) سورة طه (بعض الاية رقم 20) .
(2)
سورة الأعراف: 107، والشعراء:132.
ويمكن التعرف على الثعابين السامة بملاحظة انتفاخ جانبى الرأس خلف العينين، وذلك لاحتوائهما على غدتين كبيرتين للسم. وإليك مزيدا من التفصيل.
يوجد فى مصر ما يقرب من ثلاثين نوعا من الثعابين من أشهرها وأكثرها انتشارا: الدساس المصرى، والأرقم، والثعبان اكل البيض، والكوبرا، والحية القرناء، والحية الزعراء.
والحية القرناء من الثعابين الولودة، وهى تلد فى المرة الواحدة من خمسة إلى خمس عشرة حية صغيرة، وقد يصل العدد أحيانا إلى عشرين أو أكثر.
وإذا كانت الثعابين ليست كلها سامة، فإن الحيات الموجودة فى مصر كلها سامة جدا.
وقد أشير إلى عصا موسى- عليه السلام فى موضع من القران الكريم بأنها تحولت إلى حَيَّةٌ تَسْعى وفى موضعين اخرين بأنها تحولت إلى ثُعْبانٌ مُبِينٌ.
والثعبان هو الاسم العام لمجموعة من الزواحف التى يعرفها كل إنسان فى حين أن الحية تقتصر على أنواع خاصة من تلك الثعابين، ولها مواصفات خاصة، وتختلف بعض الاختلاف عن بقية الثعابين الاخرى، ولكنها جميعا تمتاز بأجسام طويلة تزحف بها على سطح الأرض فى حركات تموجية لا تشاهد فى غيرها من الحيوانات الأرضية، وعلى خلاف الاعتقاد السائد بين عامة الناس بأن جميع الثعابين من الحيوانات السامة، فإن الواقع غير ذلك على الإطلاق.
فمنها- على سبيل المثال- الثعابين اكلة البيض وهى ثعابين غير سامة على الإطلاق، ولا تهاجم أى إنسان، بل يقرر المشتغلون بدراسة الثعابين أن الثعابين السامة التى تحمل فى أنيابها السم الزّعاف أقل عددا من تلك التى لا تحمل أى نوع من السموم على الإطلاق؛ أو تلك التى لا تكون مزودة إلا بسموم ضعيفة لا تضر الإنسان، ولكنها تكفى لقتل صغار الحيوان كالضفادع، والفيران، وغيرها.
والزواحف بصفة عامة- بطيئة الحركة، لا تنتقل كثيرا من بيئتها الطبيعية، وسميت كذلك لأنها تزحف ببطنها على سطح الأرض، ويوجد منها ما يقرب من ستة الاف نوع منتشرة فى مختلف أنحاء العالم.
والواقع أن أرجل الزواحف ضعيفة عادة، ولا تكاد تقوى على حمل الجسم بعيدا عن سطح الأرض، وقد تكون الأرجل غير موجودة كما فى الثعابين بكافة أنواعها.
وأيضا فى بعض أنواع العظاات (السحالى) ثعبانية الشكل، فى مثل هذه الكائنات «عديمة الأطراف» يكون ارتكاز الحيوان ببطنه على سطح الأرض ارتكازا كاملا، وهى تزحف على هذا السطح مستخدمة فى ذلك عضلاتها الجسمية القوية التى تدفعها إلى الأمام فى حركات تموجية، أو أنها قد تحفر لنفسها أنفاقا تحت سطح الأرض تعيش بداخلها وتعرف عندئذ «بالزواحف الحفارة» .
وتمتاز الزواحف عن جميع الحيوانات الفقارية الاخرى بأن أجسامها مغطاة من الخارج بقشور قرنية صلبة تنتشر على جميع أجزاء جسمها بما فى ذلك الأطراف والذنب.
وتوصف الزواحف أيضا بأنها من الحيوانات الفقارية، إذ يحتوى جسم كل منها على «عمود فقارى» يشبه العمود الفقارى الموجود فى أجسامنا عند الظهر.
وبينما يتركب العمود الفقرى فى الإنسان من 26 فقرة، إذ هو فى الزواحف يتوقف على طول الجسم فى الزواحف، فقد يصل عدد الفقرات إلى 400 فقرة فى بعض الثعابين الطويلة. تمتد متناسقة الواحدة منها خلف الاخرى فى نظام دقيق من خلف الرأس إلى نهاية الذنب.
وتوصف الزواحف أيضا بأنها حيوانات من ذوات الدم البارد مثلها فى ذلك مثل الأسماك والبرمائيات. ترتبط درجة حرارة أجسامها بدرجة حرارة الوسط الذى تعيش فيه، ولذلك تتوقف نشاطات هذه الحيوانات توقفا كاملا عندما يصبح الجو شديد البرودة، فهى تلجأ إلى «البيات الشتوى» حيث تختبئ تحت الصخور أو فى داخل التجويفات والأنفاق الأرضية، وتظل كامنة فى مخابئها حتى يأتى الربيع، وتستهلك فى تلك الفترة الدهون والمواد الغذائية المختزنة التى حصلت عليها خلال فترة نشاطها.
والزواحف عموما تميل إلى الحرارة أكثر مما تميل إلى البرودة، ولهذا نراها