الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإليك ما جاء بشأن الشاة فى الحديث النبوى الشريف:
[312]
وعن أنس رضى الله عنه قال: «دخلت على النّبىّ صلى الله عليه وسلم بأخ لى يحنّكه وهو فى مربد له، فرأيته يسم شاة حسبته قال: فى اذانها» «1» .
[313]
وعن البراء بن عازب- رضى الله عنه- قال: خطبنا النّبىّ صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى بعد الصّلاة، فقال:«من صلّى صلاتنا، ونسك نسكنا، فقد أصاب النّسك، ومن نسك قبل الصّلاة، فإنّه قبل الصّلاة، ولا نسك له» ، فقال أبو بردة بن نيار خال البراء: يا رسول الله، فإنّى نسكت شاتى قبل الصّلاة، وعرفت أنّ اليوم يوم أكل وشرب، وحببت أن تكون شاتى أوّل شاة تذبح فى بيتى، فذبحت شاتى، وتغدّيت قبل أن اتى الصّلاة، قال:«شاتك شاة لحم» ، قال:
يا رسول الله، فإنّ عندنا عناقا لنا جذعة، هى أحبّ إلىّ من شاتين، أفتجزى عنّى؟ قال:«نعم ولن تجزى عن أحد بعدك» «2» .
[314]
عن أبى معبد الخزاعىّ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا هاجر من مكة إلى المدينة، هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة، مولى أبى بكر، ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثىّ، فمرّوا بخيمة أمّ معبد الخزاعيّة، وكانت امرأة جلدة «3» برزة «4» تحتبى وتقعد بفناء الخيمة، ثمّ تسقى وتطعم. فسألوها
(1) حديث صحيح.. أخرجه البخارى (5824) ، ومسلم (2119)، والمربد: المكان الذى يحبس فيه الإبل. ويسم الشاة: يكويها.
(2)
حديث صحيح.. رواه البخارى (2/ 448) .
(3)
جلدة: من الجلد. وهو القوة والصبر.
(4)
يقال امرأة برزة: إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب، وهى مع ذلك عفيفة عاقلة، من البروز وهو الظهور.
تمرا أو لحما يشترونه، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وإذا القوم مرملون «1» مسنتون «2» ! فقالت: والله لو كان عندنا شىء ما أعوزكم القرى. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة فى كسر الخيمة، فقال:«ما هذه الشاة يا أمّ معبد؟» قالت: هذه شاة خلّفها الجهد عن الغنم. فقال:
«هل بها من لبن؟» قالت: هى أجهد من ذلك. قال: «أتأذنين لى أن أحلبها؟» قالت: نعم بأبى أنت وأمّى، إن رأيت بها حلبا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشّاة، فمسح ضرعها، وذكر اسم الله وقال:«الّلهمّ بارك لها فى شاتها» ، قال: فتفاجّت «3» ، ودرّت، واجترّت، فدعا بإناء لها يربض «4» الرّهط، فحلب فيه ثجّا «5» ، حتّى غلبه الثّمال «6» ، فسقاها، فشربت حتّى رويت، وسقى أصحابه حتّى رووا، وشرب صلى الله عليه وسلم اخرهم، وقال:«ساقى القوم اخرهم» ، فشربوا جميعا عللا «7» بعد نهل «8» حتّى أراضوا «9» ، ثمّ حلب فيه ثانيا عودا على بدء، فغادره عندها، ثمّ ارتحلوا عنها، فقلّما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد، يسوق أعنزا حيّلا «10» عجافا «11» هزلى، ما تساوق «12» مخّهنّ قليل لا نقى «13» بهنّ فلمّا رأى
(1) مرملون: نفد زادهم، وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل.
(2)
أسنتوا أجدبوا: أى أصابتهم السنون.
(3)
تفاجت: التفاج المبالغة فى تفريج ما بين الرجلين.
(4)
يربض الرهط أى يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض، من ربض فى المكان إذا لصق به وأقام ملازما له.
(5)
ثجا: أى لبنا سائلا كثيرا.
(6)
الثمال: هو بالضم الرغوة واحدة ثمالة.
(7)
العلل: الشرب بعد الشرب.
(8)
النهل: نهل ينهل نهلا شرب.
(9)
حتى أراضوا: أى شربوا عللا بعد نهل مأخوذ من الرضوة، وهو الموضع الذى يستنقع فيه الماء، وقيل: معنى أراضوا، صبوا اللبن على اللبن.
(10)
أى غير حوامل.
(11)
المهزولة.
(12)
ما تساوق: أى تتابع والمساوقة المتابعة، كأن بعضها يسوق بعضا، لتخاذلها بتخلف بعضها عن بعض.
(13)
النقى: المخ: فلامخ بهن لضعفها.
اللبن عجب وقال: من أين لكم هذا والشّاة عازبة «1» ولا حلوبة فى البيت؟! قالت: لا والله، إلّا أنّه مرّ بنا رجل مبارك، كان من حديثه كيت وكيت! قال: والله إنّى لأراه صاحب قريش الّذى يطلب «2» .
صفيه لى يا أمّ معبد. قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، منبلج الوجه، حسن الخلق لم تعبه ثجلة «3» ، ولم تزر به صعلة «4» ، وسيم قسيم، فى عينيه دعج «5» ، وفى أشفاره «6» وطف «7» ، وفى صوته صحل «8» ، أحور، أكحل، أزجّ، أقرن «9» . شديد سواد الشّعر، فى عنقه سطع «10» ، وفى لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلّم سما وعلاه البهاء، وكأنّ منطقه خرزات نظم يتحدّرن، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هذر، أجهر النّاس، وأجمله من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، ربعة، لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفّون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود «11» محشود «12» ، لا عابث ولا مفند «13» . قال: هذا والله صاحب قريش الّذى ذكر لنا من أمره ما
(1) عازب: حيال بعيدة المأوى، والحيال هى التى لم تلد.
(2)
يطلب: الذى يجد فى طلبه.
(3)
ثجلة: أى ضخم بطن.
(4)
صعلة: هى صغر الرأس.
(5)
الدعج: شدة سواد العين. وقيل شدة سواد العين فى شدة بياضها.
(6)
أشفاره: الأشفار، هى حروف العين التى ينبت عليها الشعر (الهدب) .
(7)
وطف: فى شعر أجفانه طول.
(8)
صحل: الصحل بالتحريك كالبحة وألا يكون حاد الصوت.
(9)
القرن بالتحريك التقاء الحاجبين. والصحيح فى صفته صلى الله عليه وسلم أن حواجبه سوابغ فى غير قرن، أى فى غير التقاء الحاجبين، بخلاف ما قالته أم معبد.
(10)
أى ارتفاع وطول.
(11)
محفود: الذى يخدمه أصحابه ويعظمونه، ويسرعون فى طاعته.
(12)
أى يجتمع أصحابه إليه.
(13)
مفند: الفند فى الأصل الكذب، وأفند تكلم بالكذب، وقد قالوا للشيخ إذا هرم قد أفند لأنه يتكلم بمخرف من الكلام.
ذكر، ولو كنت وافقته يا أمّ معبد، لالتمست أن أصحبه، ولأفعلنّ إن وجدت إلى ذلك سبيلا. قال عبد الملك: فبلغنا أنّ أمّ معبد هاجرت إلى النّبىّ صلى الله عليه وسلم وأسلمت» «1» .
[315]
عن أنس- رضى الله عنه- قال: لمّا كان يوم حنين، التقى هوازن مع النّبىّ صلى الله عليه وسلم، ومع النّبىّ صلى الله عليه وسلم عشرة الاف، والطّلقاء، فأدبروا، قال:«يا معشر الأنصار» قالوا: لبّيك يا رسول الله وسعديك.
لبّيك نحن بين يديك. فنزل النّبىّ صلى الله عليه وسلم فقال: «أنا عبد الله ورسوله» ، فانهزم المشركون، فأعطى الطّلقاء والمهاجرين، ولم يعط الأنصار شيئا.
فقالوا، فدعاهم فأدخلهم من قبة، فقال:«أما ترضون أن يذهب النّاس بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم؟» ، قالوا: بلى يا رسول الله، رضينا، فقال النّبىّ صلى الله عليه وسلم:«لو سلك النّاس واديا وسلكت الأنصار شعبا، لأخذت شعب الأنصار» «2» .
[316]
عن أبى هريرة- رضى الله عنه- قال: (لمّا فتحت خيبر، أهديت للنبى صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة)«3» .
[317]
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذى يجلس يسمع الحكمة ثم لا يحدّث عن صاحبه إلّا بشرّ ما يسمع، كمثل رجل أتى راعيا فقال: يا راعى، أجزرنى شاة من غنمك. قال:
اذهب فخذ بأذن خيرها. فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم» «4»
[318]
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عن الغلام
(1) حديث صحيح.. رواه ابن سعد فى «الطبقات الكبرى» (1/ 230) .
(2)
حديث صحيح.. رواه البخارى (5/ 159) ، ومسلم فى كتاب الزكاة، حديث رقم 135.
(3)
حديث صحيح.. رواه البخارى (5/ 240) .
(4)
رواه ابن ماجه فى سننه، كتاب الزهد، حديث رقم 4172.. وأحمد فى مسنده 2/ 353، 405.
شاتان مكافأتان. وعن الجارية شاة» . وفى لفظ: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعقّ عن الجارية شاة وعن الغلام شاتين» «1» .
[319]
وعن أم كرز الكعبيّة أنّها سألت رسول صلى الله عليه وسلم عن العقيقة، فقال:«نعم عن الغلام شاتان وعن الأنثى واحدة لا يضرّكم ذكرانا كنّ أو إناثا» «2» .
[320]
عن أبى هريرة- رضى الله عنه- أنّ رسول الله ضافه ضيف وهو كافر- فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فحلبت، فشرب حلابها، ثمّ أخرى، فشربه، ثمّ أخرى فشربه حتّى شرب حلاب سبع شياه، ثمّ أصبح فأسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فشرب حلابها، ثمّ أمر بأخرى فلم يستتمّها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«المؤمن يشرب فى معى واحد، والكافر يشرب فى سبعة أمعاء» «3» .
[321]
عن جعفر بن عمرو بن أميّة الضّمرىّ عن أبيه أنّه رأى النّبىّ صلى الله عليه وسلم: (احتّز كتف شاة، فأكل منها ثمّ قام إلى الصّلاة، ولم يتوضّأ)«4» .
(1) حديث صحيح.. رواه أحمد (6/ 31) ، والترمذى (1/ 286) ، وابن ماجه (3163) ، وابن حبان (1058) ، والبيهقى (9/ 301) .
(2)
حديث صحيح.. رواه أحمد (6/ 381) ، وأبو داود (2835)، والترمذى (1/ 286) . ويؤخذ من هذا الحديث ما يأتى: 1- العقيقة عن الغلام شاتان وعن الأنثى شاة. 2- المطلوب أن تكون الشاتان عن الغلام متكافئتين. 3- مضاعفة الشكر بعظم النعمة. 4- لا فرق فى العقيقة بين ذكور الغنم وإناثها فكل من الصنفين يجزئ فيها. 5- للمفتى أن يزيد فى الإجابة عن السؤال حتى لا يحتاج السائل إلى سؤال اخر فى موضوع الاستفتاء.
(3)
حديث صحيح.. رواه مسلم (2062) ، والبخارى (5396) .
(4)
حديث صحيح.. رواه البخارى وانظر الحديث التالى.
[322]
وعنه أيضا- رضى الله عنه- أنّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم (يحتزّ من كتف شاة فى يده فدعى إلى الصّلاة- فألقاها والسّكّين الّتى كان يحتزّ بها، ثمّ قام فصلّى ولم يتوضّأ)«1» .
[323]
عن أبى هريرة- رضى الله عنه-، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«نعم المنيحة اللّقحة «2» الصّفىّ منحة، والشّاة الصّفىّ، تغدو بإناء، وتروح بإناء) «3» .
[324]
عن عروة أنّ النّبىّ صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشترى له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة فى بيعه، وكان لو اشترى التّراب ربح فيه» «4» .
[325]
عن أنس قال: قال النّبىّ صلى الله عليه وسلم: «من ذبح قبل الصّلاة فليعد، فقام رجل فقال: هذا يوم يشتهى فيه اللّحم، وذكر من جيرانه، فكأنّ النّبىّ صلى الله عليه وسلم صدّقه قال: وعندى جزعة أحبّ إلىّ من شاتى لحم، فرخّص له النّبىّ صلى الله عليه وسلم فلا أدرى أبلغت الرّخصة من سواه أم لا» «5» .
[326]
عن أنس قال: «بينما النّبىّ صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل فقال: يا رسول الله، هلك الكراع «6» وهلك الشّاء فادع
(1) حديث صحيح.. رواه البخارى (5432، 5462) .
(2)
اللقحة الصفى: أى الناقة الكريمة ذات اللبن الغزير، الحديثة العهد بالولادة.
(3)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الهبة وفضلها- باب فضل المنيحة (3/ 316) .
(4)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب المناقب- باب علامات النبوة فى الإسلام (4/ 252) ، وأبو داود فى كتاب البيوع- باب فى المضارب يخالف، حديث (3384) .
(5)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب العيدين- باب الأكل يوم النحر (2/ 21) ، وفى كتاب الأضاحى- باب ما يشتهى من اللحم (7/ 129) ، وباب من ذبح قبل الصلاة وأعاد (7/ 132) ، وفى الحديث تأكيد على أمر الأضحية وإيثار الجار على غيره.
(6)
الكراع: اسم لجميع الدواب، ويقصد أنه قد هلكت الدواب والشياه.
الله أن يسقينا فمدّ يديه ودعا» «1» .
[327]
عن أبى جمرة قال: «سألت ابن عبّاس- رضى الله عنهما- عن المتعة فأمرنى بها، وسألته عن الهدى فقال: فيها جزور أو بقرة أو شاة، أو شرك فى دم «2» . قال: وكأنّ ناسا كرهوها فنمت فرأيت فى المنام كأنّ إنسانا ينادى: حجّ مبرور، متعة متقبّلة، فأتيت ابن عبّاس- رضى الله عنهما فحدّثته فقال: الله أكبر سنّة أبى القاسم صلى الله عليه وسلم» «3» .
[328]
عن ابن عبّاس- رضى الله عنه- وجد النّبىّ صلى الله عليه وسلم شاة ميّتة أعطيتها مولاة ميمونة. قال النّبى صلى الله عليه وسلم: «هلّا انتفعتم بجلدها، قالوا: إنّها ميّتة، قال: إنّما حرم أكلها» «4» .
[329]
عن أمّ عطيّة- رضى الله عنها- قالت: «بعث إلى نسيبة الأنصارية «5» بشاة فأرسلت إلى عائشة- رضى الله عنها- فقال النّبىّ صلى الله عليه وسلم: عندكم شىء؟ قالت: لا، إلّا ما أرسلت به نسيبة من تلك الشّاة. فقال: هات فقد بلغت محلّها» «6» .
(1) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الجمعة- باب رفع اليدين فى الخطبة (2/ 15) ، وكتاب الأنبياء- باب علامات النبوة فى الإسلام (4/ 236) .
(2)
أى مشاركة فى دم.
(3)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الحج- باب فيمن تمتاع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى (2/ 204) .
(4)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الزكاة- باب الصدقة على موالى أزواج النبى صلى الله عليه وسلم (2/ 158) وفى كتاب الصيد والذبائح- باب جلود الميتة (7/ 124) . فى الحديث جواز الانتفاع بجلد الحيوان الميت، وعلى وجه الخصوص جلد الشاة الميتة.
(5)
قال الحافظ ابن حجر فى الفتح: نسيبة الأنصارية هى أم عطية، وأن السياق كان يقتضى بعث إلىّ، بلفظ ضمير المتكلم المجرور.
(6)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الزكاة- باب قدركم يعطى من الزكاة والصدقة ومن أعطى شاة (2/ 143) ، وباب إذا تحولت الصدقة (2/ 158) ، وفى كتاب الهبة- باب قبول الهدية، ومسلم فى كتاب الزكاة- باب إباحة الهدية للنبى صلى الله عليه وسلم، ولبنى هاشم وبنى المطلب (3/ 120) .
[330]
عن أنس بن مالك- رضى الله عنه- أنّ يهودّية أتت النّبىّ صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة، فأكل منها، فجئ بها فقيل: ألا نقتلها؟ قال: لا.. فما زلت أعرفها فى لهوات «1» رسول الله صلى الله عليه وسلم» «2» .
[331]
عن أنس بن مالك قال: قدم النّبىّ صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين، وكنّ أمّهاتى يحثثننى «3» على خدمته، فدخل علينا دارنا، فحلبنا له من شاة داجن «4» وشيب له من بئر فى الدّار، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عمر وأبو بكر عن شماله: يا رسول الله أعط أبا بكر فأعطاه أعرابيّا عن يمينه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأيمن فالأيمن» «5» .
[332]
عن أبى سعيد الخدرى أن رهطا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم انطلقوا فى سفرة سافروها، فنزلوا بحىّ من أحياء العرب، فقال بعضهم:
إن سيدنا لدغ، فهل عند أحد منكم شىء ينفع صاحبنا؟ فقال رجل من القوم: نعم، والله إنّى لأرقى، ولكن استضفناكم فأبيتم أن تضيفونا، ما أنا براق حتى تجعلوا لى جعلا «6» .. فجعلوا له قطيعا من الشاء فأتاه، فقرأ عليه أم الكتاب، ويتفل، حتى برأ وكأنما أنشط من عقال.. قال:
فأوفاهم جعلهم الذى صالحوهم عليه، فقال: اقتسموا، فقال الذى
(1) لهوات: جمع لهاة، وهى سقف الفهم أو اللحمة المشرفة على الحلق، وقيل: هى أقصى الحلق، وقيل: هى ما يبدو من الفم عند التبسم.
(2)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الهبة وفضلها- باب قبول الهدية من المشركين (3/ 314) ، وأبو داود فى كتاب الديات- باب فيمن سقى رجلا سما، حديث (4508) .
(3)
يحثثنى: أى يقمن بدفعى للإسراع فى خدمته.
(4)
الداجن: هى كل دابة تعلف فى البيوت، وتطلق على كل ما يألف البيوت من طير وغيره.
(5)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الأشربة- باب شرب اللبن (7/ 142) ، ومسلم واللفظ له فى كتاب الأشربة- باب استحباب إدارة الماء واللبن ونحوهما على يمين المبتدئ (6/ 112) .
(6)
الجعل: الأجر.
رقى: لا تفعلوا حتى يأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنستأمره، فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له، فقال:«من أين علمتم أنها رقية؟ أحسنتم، اقتسموا واضربوا إلىّ معكم بسهم» «1» .
[333]
عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثمّ صلّى ولم يتوضّأ» «2» .
[334]
عن كعب بن مالك أنّه كانت لهم غنم ترعى بسلع «3» ، فأبصرت جارية لنا بشاة من غنمنا موتا، فكسرت حجرا فذبحتها به، فقال لهم: لا تأكلوا حتّى أسأل النّبىّ صلى الله عليه وسلم أو أرسل النّبىّ صلى الله عليه وسلم من يسأله- وأنّه سأل النّبىّ صلى الله عليه وسلم عن ذاك أو أرسل فأمره بأكلها «4» .
[335]
عن ابن عبّاس- رضى الله عنهما أنّ (رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بشاة ميّتة فقال: هلّا استمتعتم بإهابها «5» ؟ قالوا: إنّها ميّتة. قال: إنّما حرّم أكلها)«6» .
[336]
عن ثابت قال: ذكر تزويج زينب بنت جحش عند أنس فقال: «ما رأيت النّبىّ صلى الله عليه وسلم أولم على أحد من نسائه ما أولم عليها..
أولم بشاة» «7» .
(1) رواه أبو داود فى السنن، حديث رقم 3900.
(2)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الوضوء- باب من لم يتوضأ من لحم الشاة (1/ 63) ، ومسلم فى كتاب الطهارة- باب نسخ الوضوء مما مست النار (1/ 188) .
(3)
السلع: جبل بالمدينة.
(4)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الوكالة- باب إذا أبصر الراعى أو الوكيل شاة تموت أو شيئا يفسد (3/ 130) ، ومالك فى كتاب الذبائح- باب ما جاء فى التسمية على الذبيحة، حديث (3) .
(5)
أى هلا انتفعتم بجلودها؟.
(6)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب البيوع- باب جلود الميتة قبل أن تدبغ (3/ 107) ، ومسلم فى كتاب الطهارة- باب طهارة جلود الميتة بالدباغ (1/ 190) .
(7)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب النكاح- باب من أولم على بعض نسائه أكثر من بعض (7/ 31) ، ومسلم فى كتاب النكاح- باب زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب (4/ 149) .
[337]
عن ابن عبّاس- رضى الله عنهما- عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ «1» . قال: «رجل من قريش له زنمة «2» مثل زنمة الشّاة» «3» .
[338]
عن أنس- رضى الله عنه- قال: «قدم عبد الرّحمن بن عوف المدينة فاخى النّبىّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الرّبيع الأنصارىّ، وكان سعد ذا غنى، فقال لعبد الرّحمن: أقاسمك مالى نصفين، وأزوّجك، قال: بارك الله لك فى أهلك ومالك، دلّونى على السّوق، فما رجع حتّى استفضل أقطا وسمنا، فأتى به أهل منزله فمكثنا يسيرا- أو ما شاء الله- فجاء وعليه وضر «4» من صفرة، فقال له النّبىّ صلى الله عليه وسلم: مهيم «5» قال: يا رسول الله تزوّجت امرأة من الأنصار قال: ما سقت إليها؟
قال: نواة من ذهب أو وزن نواة من ذهب.. قال: أولم ولو بشاة» «6» .
[339]
عن سودة زوج النّبىّ صلى الله عليه وسلم قالت: «ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها «7» ثمّ مازلنا ننبذ فيه حتّى صارت شنّا «8» » «9» .
[340]
عن أبى هريرة- رضي الله عنه «أنّه مرّ بقوم بين أيديهم
(1) سورة القلم الاية: 13.
(2)
الزنمة: هى شىء يقطع من أذن الشاة ويترك معلقا بها.
(3)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب التفسير- باب تفسير سورة ن وَالْقَلَمِ (6/ 198) .
(4)
الوضر: أثر الطعام فى الصحفة.
(5)
مهيم: قيل: هى كلمة يمانيّة، أى ما أمركم وشأنكم؟.
(6)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الصوم- باب ما جاء فى قوله تعالى: فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ (3/ 69) ، وفى أبواب الفضائل- باب كيف اخى النبى بين أصحابه (5/ 88)، وفى كتاب النكاح باب قول الرجل لأخيه: انظر أى زوجتى شئت (7/ 5) ، وباب الوليمة (7/ 30) ، وفى كتاب الدعوات- باب الدعاء للمتزوج (8/ 102) .
(7)
مسكها: أى جلدها.
(8)
الشن: القربة العتيقة، وشنا أى باليا.
(9)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الأيمان والنذور- باب إن حلف ألايشرب نبيذا فشرب طلاء (8/ 174) .
شاة مصليّة «1» ، فدعوه فأبى أن يأكل، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدّنيا ولم يشبع من الخبز الشعير» «2» .
[341]
عن قتادة قال: «كنّا عند أنس وعنده خبّاز، فقال: ما أكل النّبىّ صلى الله عليه وسلم مرقّقا ولا شاة مسموطة «3» حتّى لقى الله» «4» .
[342]
عن عبد الله بن عمر- رضى الله عنهما- «أنّ النّبىّ صلى الله عليه وسلم لقى زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح «5» قبل أن ينزل على النّبىّ صلى الله عليه وسلم الوحى، فقدّمت إلى النبى صلى الله عليه وسلم سفرة، فأبى أن يأكل منها، ثمّ قال زيد:
إنّى لست اكل ممّا تذبحون على أنصابكم «6» ولا اكل إلّا ما ذكر اسم الله عليه، وأنّ زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول:
الشّاة خلقها الله، وأنزل لها من السّماء الماء وأنبت لها من الأرض، ثمّ تذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك، وإعظاما له» «7» .
[343]
عن أبى هريرة قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبى بكر وعمر، فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه السّاعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله. قال: وأنا والّذى نفسى بيده لاخرجنى الّذى أخرجكما قوموا «8» ، فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار
(1) مصلية: أى مشوية، يقال: صليت اللحم- بالتخفيف- أى شويته فهو مصلىّ.
(2)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الأطعمة- باب ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يأكل هو وأصحابه (7/ 97) .
(3)
المسموط: الذى أزيل شعره بالماء المسخن وشوى بجلده.
(4)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الأطعمة- باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسفرة (7/ 90) ، وفى كتاب الدعوات- باب كيف كان عيش النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا (8/ 121) .
(5)
بلدح: هو واد فى طريق التنعيم.
(6)
أنصاب: جمع نصب وهى أحجار كانت حول الكعبة يذبحون عليها للأصنام.
(7)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب مناقب الأنصار- باب حديث عمرو بن نفيل (5/ 50) .
(8)
فى قوله هذا دليل على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه من التقلل من الدنيا وما ابتلوا به من الجوع وضيق العيش فى أوقات.
فإذا هو ليس فى بيته فلمّا رأته المرأة قالت: مرحبا وأهلا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء «1» إذ جاء الأنصارى فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ثمّ قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافا منّى فانطلق فجاءهم بعذق «2» فيه بسر وتمر ورطب فقال: كلوا من هذه. وأخذ المدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إيّاك والحلوب، فذبح لهم فأكلوا من الشّاة ومن ذلك العذق، وشربوا فلمّا أن شبعوا ورووا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى بكر وعمر: والّذى نفسى بيده لتسألنّ عن هذا النّعيم يوم القيامة «3» ، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثمّ لم ترجعوا حتّى أصابكم هذا النّعيم» «4» .
[344]
عن عائشة- رضى الله عنها- قالت: «إن كنّا لنذبح الشّاة فيبعث رسول الله بأعضائها إلى صدائق «5» خديجة» «6» .
[345]
عن جبير بن مطعم قال: «تقولون فىّ التّيه، وقد ركبت الحمار، ولبست الشّملة «7» ، وقد حلبت الشّاة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فعل هذا فليس فيه من الكبر شىء» «8» .
(1) أى ذهب ليأتينا بماء عذب، وهو الطيب، وفيه جواز استعذابه وتطيبه.
(2)
العذق: هو الغصن من النخل، وقيل: العذق من التمر بمنزلة العنقود من العنب.
(3)
قال النووى: فى ذلك دليل على جواز الشبع، وما جاء فى كراهة الشبع فمحمول على المداومة عليه لأنه يقسى القلب.
(4)
حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الأشربة- باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك (6/ 117) .
(5)
صدائق خديجة: أى: أصدقائها.
(6)
أخرجه الترمذى فى كتاب البر والصلة- باب ما جاء فى حسن العهد (8/ 174) ، وأحمد فى مسنده (6/ 279) .
(7)
الشملة: كساء يتغطى به ويتلفف فيه.
(8)
حديث صحيح.. رواه الترمذى فى كتاب البر والصلة- باب ما جاء فى الكبر (8/ 166)، وقال: حسن صحيح غريب.
[346]
عن أنس بن مالك قال: «حلب رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة، وشرب من لبنها، ثمّ دعا بماء فمضمض فاه، وقال: إنّ له دسما» «1» .
[347]
عن أبى بريدة قال: «كنّا فى الجاهليّة إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطّخ رأسه بدمها «2» ، فلمّا جاء الله بالإسلام كنّا نذبح شاة ونحلق رأسه، ونلطّخه بزعفران «3» » «4» .
[348]
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشّاة من دوابّ الجنّة» «5» .
[349]
عن عمرو بن معاذ الأشهلى الأنصارى، عن جدته، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا نساء المؤمنين، لا تحقرنّ جارة لجارتها ولو فرسن شاة» «6» .
[350]
عن مالك أنه بلغه عن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم أن مسكينا سألها وهى صائمة، وليس فى بيتها إلا رغيف، فقالت لمولاة لها: أعطيه
(1) حديث صحيح.. رواه ابن ماجه فى كتاب الطهارة- باب المضمضة من شرب اللبن، حديث (501) ، وهو متفق عليه من حديث ابن عباس رضى الله عنهما.
(2)
قال فى عون المعبود (8/ 45) : فيه دليل على أن تلطيخ رأس المولود بالدم من عمل الجاهلية وأنه منسوخ.
(3)
قوله: (ونلطخه بزعفران) : فيه دليل على استحباب تلطيخ رأس الصبى بعد الحلق بالزعفران، وفيه دليل على طهارة الزعفران وأنه ليس بمسكر.
(4)
إسناده حسن.. رواه أبو داود فى كتاب الأضاحى- باب فى العقيقة، حديث (2843)، وقال المنذرى: فى إسناده على بن الحسين بن واقد وفيه مقال.
(5)
إسناده ضعيف جدّا.. رواه ابن ماجه فى كتاب التجارات- باب اتخاذ الماشية، حديث (2306)، وقال فى الزوائد: فى إسناده زربى بن عبد الله، أبو يحيى الأزدى، وهو متفق على ضعفه.
(6)
رواه البخارى فى صحيحه كتاب الهبة، باب الهبة وفضلها والتحريض عليها، ومسلم فى صحيحه، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة، حديث رقم 90.. ومالك فى الموطأ، كتاب الصدقة، حديث رقم 4.. والفرسن فى الدواب مثل القدم فى الإنسان.. والمعنى: لا تمتنع جارة من الصدقة والهدية لجارتها لاستقلالها واحتقارها الموجود عندها، بل تجود بما تيسر ولو كان قليلا كفرسن الشاة، وهو خير من العدم.
إياه. فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه! فقالت: أعطيه إياه.. قالت:
ففعلت. قالت: فلما أمسينا أهدى لنا أهل بيت، أو إنسان، ما كان يهدى لنا، شاة وكفنها.. فدعتنى عائشة أم المؤمنين، فقلت: كلى من هذا، هذا خير من قرصك «1» .
(1) رواه مالك فى الموطأ، كتاب الصدقة، حديث رقم 5.. و (كفنها) : ما يغطيها من الأقراص والرغف.