الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا أشد له عشقا، وذلك مشاهد عند أخذ أفراخها.
ووكره فى العمران تحت السقوف خوفا من الجوارح، وإذا خلت مدينة من أهلها ذهبت العصافير منها، فإذا عادوا إليها عادت العصافير.
والعصفور لا يعرف المشى إنما يثب وثبا، وهو كثير «السّفاد» فربما سفد فى الساعة الواحدة مائة مرة، ولذلك قصر عمره؛ فإنه لا يعيش فى الغالب أكثر من سنة!!
ومن أنواعه القبّرة، وحسّون، والبلبل، والصعو، والحمّرة، والنغير، والعندليب، والمكاكى والزرزور، وسمى بذلك لزرزرته؛ أى تصويته؛ قال الجاحظ:
كل طائر قصير الجناح كالزرازير والعصافير إذا قطعت رجلاه لم يقدر على الطيران، كما إذا قطعت رجل الإنسان فإنه لا يقدر على العدو.
(ج) الحكم الشرعى:
وحكم العصافير والزرازير حل أكلها، ويحرم تعذيبها، وقتلها إلا لمنفعة، وهى على اختلاف أنواعها جنس واحد فى باب الربا.
(د) وإليك ما جاء فى الحديث الشريف بشأنها:
[399]
عن عبد الله بن عمر يرفعه قال: «من قتل عصفورا فما فوقها- بغير حقّها- سأله الله- عز وجل يوم القيامة. قيل يا رسول الله، فما حقّها؟ قال: حقّها أن تذبحها فتأكلها، ولا تقطع رأسها، فيرمى بها» «1» .
[400]
عن عمرو بن الشريد قال: سمعت الشريد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل عصفورا عجّ «2» إلى الله- عز وجل
(1) حديث حسن.. رواه أحمد فى مسنده (2/ 167، 197، 210) ، والدارمىّ فى سننه (1978) 2/ 115، والنسائى فى سننه كتاب الصيد- باب إباحة أكل العصافير.
(2)
عج: صاح ورفع صوته.
يوم القيامة يقول: يا ربّ، إن فلانا قتلنى عبثا، ولم يقتلنى لمنفعة» «1» .
[401]
عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن عمر قال: الجنة مطويّة معلّقة بقرون الشّمس تنشر فى كلّ عام مرّة، وأرواح المؤمنين فى جوف طير خضر، كالزرازير، يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة» «2» .
[402]
عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا، فانطلق إنسان إلى غيضة، فأخرج منها بيض حمّر فجاءت الحمّرة ترفّ على رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤس أصحابه فقال:«ويحكم أيّكم فجع هذه؟» فقال رجل من القوم: أنا أصبت لها بيضا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اردده» «3» .
[403]
عن أنس بن مالك- رضى الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لى أخ يقال له:«أبو عمير» قال: - أحسبه قال- كان فطيما. قال: فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فراه قال: «يا أبا عمير؛ ما فعل النّغير؟!» . قال: فكان يلعب به «4» .
[404]
روى مسلم عن عائشة- رضى الله عنها- أنها قالت:
دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبىّ من الأنصار، فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل سوا، ولم يدركه. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «أو غير ذلك يا عائشة! إن الله تعالى خلق
(1) حديث ضعيف.. رواه أحمد فى مسنده (4/ 389) ، والنسائى فى سننه كتاب الأضاحى- باب من قتل عصفورا بغير حقه (7/ 239) بسند فيه ضعف. ورواه ابن قانع فى ترجمة الشريد بن سويد الثقفى.
(2)
رواه ابن أبى شيبة فى المصنف (رقم 33978) عن طريق ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عمر به، ورجال هذا الإسناد ثقات أثبات، إلا أن خالد بن معدان كثير الإرسال، وقد عنعنه، فالإسناد (ضعيف) ومعنى الخبر غريب، وفيه نكارة.
(3)
رواه أحمد فى المسند (1/ 404) . وأورده ابن الأثير فى النهاية (1/ 438) .
(4)
حديث صحيح.. رواه الإمام مسلم فى صحيحه كتاب الأدب (حديث 30) ، والإمام أحمد فى مسنده (3/ 115، 119) ، وابن ماجه فى سننه كتاب الأدب (برقم 24) .
للجنة أهلا. خلقهم لها وهم فى أصلاب ابائهم، وخلق للنار أهلا.
خلقهم لها وهم فى أصلاب ابائهم» «1» .
[405]
روى أن رجلا من أهل الصّفة استشهد، فقالت له أمه:
هنيئا لك، عصفور من عصافير الجنة، هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتلت فى سبيل الله! فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«وما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا ينفعه، ويمنع ما لا يضره» «2» .
[406]
وفى الصحيحين، وسنن النسائى، وجامع الترمذى من حديث ابن عباس- رضى الله تعالى عنهما- عن أبى بن كعب، وأبى هريرة- رضى الله تعالى عنهما- أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «قام موسى خطيبا فى بنى إسرائيل، فسئل: أى الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم.
فعتب الله تعالى عليه؛ إذ لم يردّ العلم إليه. فأوحى الله إلى موسى:
أن عبدا من عبادى بمجمع البحرين هو أعلم منك.
وفى الرواية الاخرى: أنه قيل له: «هل تعلم أحدا أعلم منك؟! قال موسى: لا. فأوحى الله إلى موسى: بل عبدنا خضر. فقال موسى:
يا ربّ، وكيف لى به؟ فقال له: احمل حوتا فى مكتلك، فإذا فقدته فهو ثمّ. فانطلق، وانطلق معه فتاه يوشع بن نون، وحملا حوتا فى مكتل، حتى إذا كانا عند الصخرة، وضعا رؤسهما فناما وانسلّ
(1) حديث صحيح رواه مسلم فى صحيحه، كتاب القدر، برقم 2662. قال الإمام النووى رحمه الله: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة، لأنه ليس مكلفا.. وتوقف فيه بعض من لا يعتد به لحديث عائشة رضى الله عنها هذا، وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع.. ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين فى الجنة، فلما علم قال ذلك فى قوله صلى الله عليه وسلم:«ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم» وغير ذلك من الأحاديث.. والله أعلم.. أما أطفال المشركين، فالصحيح أنهم من أهل الجنة اهـ.
(2)
حديث ضعيف: وقد صدر بصيغة التضعيف وهى «روى» ، وعزاه السيوطى فى «الدر المنثور» (6/ 196) إلى البيهقى فى «الشعب» .
الحوت من المكتل، فاتخذ سبيله فى البحر سربا، وكان لموسى ولفتاه عجبا. فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما حتى أصبحا، فقال موسى لفتاه:
اتنا غداءنا؛ لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا! ولم يجد موسى شيئا من النّصب حتى جاوز المكان الذى أمر به، فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة؟ فإنى نسيت الحوت. قال موسى: ذلك ما كنا نبغى فارتدا على اثارهما قصصا. فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجّى بثوب- أو قال: تسجّى بثوبه- فسلم عليه موسى» .
وفى الرواية الاخرى: «وكان يتبع أثر الحوت فى البحر، فقال الخضر: وأنّى بأرضك السلام؟! فقال: أنا موسى. قال: موسى بنى إسرائيل؟ قال: نعم. ثم قال: هل أتبعك على أن تعلمن مما علّمت رشدا؟ قال: إنك لن تستطيع معى صبرا. يا موسى، إنى على علم من علم الله علّمنيه الله لا تعلمه أنت، وإنك على علم من علم الله علّمكه الله لا أعلمه. قال: ستجدنى إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا. فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فرأيا سفينة فكلموهم أن يحملوهما، فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول. فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة، فنقر نقرة أو نقرتين فى البحر. فقال الخضر:
يا موسى، ما نقص علمى وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور» .
وفى الرواية الاخرى: «إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر» «1» .
(1) قال العلماء: «لفظ النقص» ليس هنا على ظاهره، وإنما معناه: علمى وعلمك بالنسبة إلى علم الله كنسبة ما نقص هذا العصفور من هذا البحر. وهذا على التقريب للأفهام، وإلا فنسبة علمهما أقل وأحقر! والحديث صحيح.. أخرجه البخارى (74) ، ومسلم (2380) ، والترمذى (3149) .
[407]
روى الحاكم عن خالد بن معدان، عن أبى عبيدة بن الجراح قال: إن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إن قلب ابن ادم مثل العصفور، يتقلب فى اليوم سبع مرات» «1» .
[408]
عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا كان يوم الجمعة فعقدت الملائكة على أبواب المسجد فيكتبون الناس، من جاء من الناس على منازلهم.. فرجل قدّم جزورا، ورجل قدّم بقرة، ورجل قدّم شاة، ورجل قدّم دجاجة، ورجل قدّم عصفورا، ورجل قدّم بيضة.. فإذا أذّن المؤذن وجلس الإمام على المنبر طويت الصحف ودخلوا المسجد يستمعون الذكر» «2» .
[409]
عن عبد الله بن عبادة الزرقى أنه كان يصيد العصافير فى بئر إهاب، وكانت لهم، قال: فرانى عبادة بن الصامت، وقد أخذت العصفور، فينزعه منى، فيرسله، ويقول: أى بنى، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم ما بين لابتيها كما حرّم إبراهيم مكة «3» .
[410]
روى مالك فى الموطأ عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى أنه قال: سمعت أبى يستحبّ العقيقة ولو بعصفور «4» .
(1) أخرجه (4/ 329) وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
(2)
رواه أحمد فى مسنده 3/ 81.
(3)
رواه أحمد فى مسنده 5/ 317.
(4)
رواه مالك فى الموطأ، كتاب العقيقة، حديث رقم 5.