الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4- البرذون
(أ) البرذون فى اللغة:
يطلق على غير العربى من الخيل والبغال، من الفصيلة الخيلية، والجمع براذين. والأنثى برذونة، وكنيته أبو الأخطل لخطل أذنيه وهو استرخاؤهما.
(ب) طبائع هذا الحيوان:
عظيم الخلقة، غليظ الأعضاء، قوى الأرجل، عظيم الحوافر، وأذناه- كما سبق مسترخيتان؛ بخلاف أذن الفرس العربى.
قال الجاحظ: سألت بعض الأعراب: أىّ الدوابّ اكل؟ قال: برذونة رغوث. (مرضع) .
ومن طبيعته الخيلاء.
جاء فى الكامل: لما افتتح عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- بيت المقدس قدم إلى الشام أربع مرات: الأولى على فرس، والثانية على بعير، والثالثة رجع لأجل الطاعون. والرابعة على حمار.
وكتب إلى أمراء الأجناد أن يوافوه بالجابية، فركب فرسه، فرأى به عرجا، فنزل عنه، وأتى ببرذون فركبه، فجعل يتجلجل به؛ أى يزهو فى مشيته، فنزل عنه، وصرف عنه وجهه، وقال: لا علّم الله من علّمك هذه الخيلاء!
ثم ركب ناقته، ولم يركب برذونا بعده ولا قبله.
(ج) الأحكام الفقهية:
ما دام من الفصيلة الخيلية فيسرى عليه ما يسرى على الخيل من أحكام سنفصلها إن شاء الله فى الخيل.
(د) وإليك ما جاء فى البراذين من أحاديث
…
[76]
عن جابر- رضى الله عنه- قال: «جاءنى النّبىّ صلّى الله عليه وسلّم
يعودنى ليس براكب بغلا ولا برذونا» «1» .
[77]
عن عائشة: «أنّ جبريل- عليه السلام أتى النّبىّ- صلى الله عليه وسلم على برذون وعليه عمامة طرفها بين كتفيه، فسألت النّبىّ صلى الله عليه وسلم فقال:
رأيته؟ ذاك جبريل عليه السلام» «2» .
[78]
عن عبد الله بن بريدة قال: شكّ عبيد الله بن زيادة فى الحوض فقال له أبو سبرة- رجل من صحابة عبيد الله بن زياد- فإن أباك حين انطلق وافدا إلى معاوية انطلقت معه فلقيت عبد الله بن عمرو فحدثنى من فيه إلى فىّ حديثا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأملاه علىّ وكتبته قال: فإنى أقسمت عليك لما أعرقت هذا البرذون حتى تأتينى بالكتاب قال: فركبت البرذون فركضته حتى عرق فأتيته بالكتاب، فإذا فيه: حدثنى عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن الله يبغض الفحش والتفحّش، والذى نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين ويؤتمن الخائن حتى يظهر الفحش والتفحّش وقطيعة الأرحام وسوء الجوار، والذى نفس محمد بيده إنّ مثل المؤمن لكمثل القطعة من الذهب نفخ عليها صاحبها فلم تغير ولم تنقص، والذى نفس محمد بيده إن مثل المؤمن لكمثل النحلة أكلت طيّبا ووضعت طيّبا ووقعت فلم تكسر، ولم تفسد، قال: وقال: ألا إن لى حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكّة أو قال: صنعاء إلى المدينة
(1) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب المرضى- باب عيادة المريض راكبا، وماشيا، وردفا على حمار (10/ 127) ، وأحمد فى مسنده (3/ 373) .
(2)
حديث ضعيف.. رواه أحمد فى مسنده (6/ 148، 152) . وفى إسناده عبد الله بن عمر العمرى، وهو ضعيف كما فى التقريب: 1/ 435. وقال الدميرى: مذكور فى اخر الجزء الخامس من الغيلانيات، وفى المستدرك فى كتاب اللباس.
وإن فيه من الأباريق مثل الكواكب هو أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا. قال أبو سبرة فأخذ عبيد الله بن زياد الكتاب فجزعت عليه فلقينى يحيى بن يعمر فشكوت ذلك إليه فقال: والله لأنا أحفظ له منى لسورة من القران فحدثنى به كما كان فى الكتاب سواء» «1» .
(1) حديث صحيح.. رواه أحمد فى مسنده: (2/ 199) بسند جيد، وانظر شرح المسند للشيخ أحمد شاكر (11/ 101) .