الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال المروزىّ: هو ما كان عيشه بأنيابه.
وقال أبو حنيفة: هو ما افترس بأنيابه، وإن لم يبتدئ بالعدو، وإن عاش بغير أنيابه.
وقال مالك: يكره أكل كل ذى ناب من السباع، ولا يحرم، واحتج بقوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ....
[سورة الأنعام الاية: 145]
قال الشافعى- رضى الله عنه-: ولأن العرب لم تأكل أسدا ولا ذئبا ولا كلبا ولا نمرا ولا دبّا، ولا كانت تأكل الفأر ولا العقارب، ولا الحيات ولا الحدأ، ولا الغربان، ولا الرّخم، ولا البغاث، ولا الصّقور، ولا الصوائد من الطير، ولا الحشرات!
وأما بيع الأسد فلا يصح؛ لأنه لا ينتفع به، وحرم الله أكل فريسته.
(د) وإليك ما جاء فى السنة النبوية بشأن الأسد:
[55]
عن أبى قتادة- رضى الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين، فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل علىّ فضمنى ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلنى، فلحقت عمر بن الخطاب فقال: ما للناس؟ فقلت: أمر الله، ثم إن الناس رجعوا وجلس النبى- صلى الله عليه وسلم فقال:«من قتل قتيلا له عليه بيّنة «1» ، فله سلبه» «2» فقمت فقلت: من يشهد لى؟ ثم جلست، ثم قال:«من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه» ، فقلت: من يشهد لى؟ ثم جلست، ثم قال الثالثة مثله. فقمت، فقال رسول الله-
(1) أى: شاهد.
(2)
السّلب: ما على القتيل ومعه من ثياب وسلاح وغيرهما.
صلّى الله عليه وسلّم- «ما لك يا أبا قتادة؟» فقصصت عليه القصة فقال رجل: صدق يا رسول الله وسلب ذلك القتيل عندى فأرضه من حقه. فقال أبو بكر الصديق- رضى الله عنه-: لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله، يعطيك سلبه فقال النبى- صلى الله عليه وسلم «صدق فأعطه إياه» فأعطانى، قال: فبعث الدرع، فابتعت به مخرفا فى بنى سلمة فإنه لأول مال تأثلته فى الإسلام» «1» .
[56]
عن أبى هريرة- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفرّ من المجذوم كما تفرّ من الأسد» «2» .
[57]
عن حرملة مولى أسامة قال: أرسلنى أسامة إلى على وقال:
إنه سيسألك الان فيقول: ما خلف صاحبك؟ فقل له: يقول لك: لو كنت فى شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره، فلم يعطنى شيئا، فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر فأوقروا «3» لى راحلتى «4» .
[58]
عن علىّ- رضى الله عنه- قال: بعثنى رسول الله- صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية «5» للأسد، فبينما هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلّق باخر ثم تعلق رجل باخر
(1) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الجهاد والسير، ومسلم أيضا فى الجهاد والسير، حديث رقم 41، والمخرف: البستان.. وتأثلته: اقتنيته.
(2)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الطب- باب الجذام (7/ 164) ، ومسلم فى كتاب السلام حديث رقم 109.
(3)
فأوقروا لى راحلتى: أى حملوا له راحلته من الخيرات وملئوها.
(4)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الفتن- باب قول النبى صلى الله عليه وسلم للحسن بن على: إن ابنى هذا لسيد (9/ 71- 72) .
(5)
زبية للأسد: أى حفرة للأسد.
حتّى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد فانتدب له «1» رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم فقام أولياء الأول إلى أولياء الاخر فأخرجوا السلاح ليقتتلوا فأتاهم على- رضى الله عنه- على تفيئة ذلك، فقال:
تريدون أن تقاتلوا ورسول الله- صلى الله عليه وسلم حىّ؟! إنى أقضى بينكم قضاء إن رضيتم فهو القضاء وإلّا حجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبى- صلى الله عليه وسلم فيكون هو الذى يقضى بينكم فمن عدا بعد ذلك فلا حق له. اجمعوا من قبائل الذين حفروا البئر ربع الدية، وثلث الدية، ونصف الدية، والدية كاملة، فللأول الربع؛ لأنه هلك من فوقه، وللثانى ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، فأبوا أن يرضوا، فأتوا النبى- صلى الله عليه وسلم وهو عند مقام إبراهيم فقصوا عليه القصة، فقال:«أنا أقضى بينكم واحتبى، فقال رجل من القوم: إن عليّا قضى فينا فقصوا عليه القصة فأجازه رسول الله- صلى الله عليه وسلم» «2» .
[59]
روى الحاكم أن النبى- صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة ابن أبى لهب فقال: «اللهم سلط عليه كلبا من كلابك» .
فافترسه الأسد بالزرقاء من أرض الشام «3» .
(1) انتدب له: أى أجابه رجل بحربة.
(2)
حديث حسن.. رواه الإمام أحمد فى المسند (1/ 77، 128، 152)، وقال الهيثمى فى المجمع:(6/ 287) رواه أحمد وفيه حنش بن المعتمر وثقه أبو داود وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(3)
حديث صحيح.. أخرجه الحاكم (2/ 539) من حديث أبى عقرب، وصححه، ووافقه الإمام الذهبى.