الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ج) الأحكام الفقهية:
أجمع المسلمون على إباحة أكله سواء مات بالاصطياد أو مات حتف أنفه.
وقال الجمهور: يحل أكل الجراد بدون تذكيته وهو الراجح لأن ما تحل ميتته لا تشترط تزكيته.
عود على بدء:
قالت العرب فى أمثالهم:
و «أطيب من جرادة» .
و «جاء القوم كالجراد المنتشر» .
و «أجرد من الجراد» .
وقالوا: «كالجراد لا يبقى ولا يذر» .
وقالوا: «أحمق من مجير الجراد» . وهو مدلج بن سويد الطائى، وكان من حديثه فيما ذكر ابن الأعرابى عن الكلبى أنه خلا ذات يوم فى خيمته، فإذا هو بقوم من طيئ ومعهم أوعيتهم فقال: ما خطبكم؟ قالوا: جراد وقع بفنائك، فجئنا لنأخذه، فركب فرسه، وأخذ رمحه، وقال: والله لا يتعرض له أحد منكم إلا قتلته! أيكون فى جوارى، ثم تريدون أخذه؟ ولم يزل يحرسه حتى حميت عليه الشمس فطار، فقال: شأنكم الان به، فقد تحول عن جوارى!.
(د) وإليك ما جاء بشأنه فى الحديث الشريف:
[150]
عن ابن أبى أوفى. رضى الله عنهما- قال: «غزونا مع النّبىّ صلى الله عليه وسلم سبع غزوات- أو ستّا: كنّا نأكل معه الجراد» «1» .
[151]
عن سلمان قال: «سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم
(1) حديث صحيح.. رواه البخارى فى صحيحه كتاب «الذبائح والصيد» «أكل الجراد» ، ومسلم كتاب:«الصيد والذبائح» حديث رقم 52.
عن الجراد «1» فقال: «أكثر جنود الله. لا اكله ولا أحرّمه» «2» .
[152]
عن أنس بن مالك أن النّبىّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا على الجراد قال: «اللهمّ أهلك كباره، واقتل صغاره، وأفسد بيضه، واقطع دابره، وخذ بأفواهها عن معايشنا وأرزاقنا إنّك سميع الدّعاء» فقال رجل: يا رسول الله كيف تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره؟
قال: «إن الجراد نثرة الحوت «3» فى البحر» «4» .
[153]
عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «بينا أيّوب يغتسل عريانا، فخر عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحتثى «5» فى ثوبه، فناداه ربّه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عمّا ترى؟ قال: بلى وعزتك ولكن لا غنى بى عن بركتك» «6» .
[154]
عن زيد بن أسلم أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب، فقال:
(1) قال الحافظ فى الفتح: وقد أجمع العلماء على جواز أكل الجراد بغير تذكية، إلا ان المشهور عند المالكية اشتراط تذكيته.. ونقل عن النووى الإجماع على حل أكل الجراد، لكن فصل بعضهم بين جراد الحجاز وجراد الأندلس، فقال ابن العربى لا يؤكل جراد الأندلس لأنه ضرر محض، وقد يكون ذلك لسمية فيه دون غيره من جراد البلاد اهـ.
(2)
حديث ضعيف.. رواه أبو داود، كتاب الأطعمة، باب فى أكل الجراد (3795)(10/ 288) ، وابن ماجه فى سننه، كتاب الصيد، باب صيد الحيتان والجراد (3219)(2/ 1073)، والبيهقى فى السنن:(9/ 257) ، وروى مرسلا، وهو الصواب، وانظر ضعيف الجامع الصغير:(1195) .
(3)
نثرة الحوت: أى عطسته.
(4)
حديث ضعيف جدّا.. رواه ابن ماجه فى سننه، كتاب الصيد، باب صيد الحيتان والجراد (3211)(2/ 1073- 1074) ، وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو محمد المدنى، قال الحافظ فى التقريب:(1/ 287)«منكر الحديث» .
(5)
يحتثى: أى يأخذ بيده. وفى رواية لأحمد فى المسند: فجعل يقبضها فى ثوبه.
(6)
حديث صحيح.. رواه البخارى، كتاب الغسل، باب من اغتسل عريانا (1/ 78) ، وفى الأنبياء، باب قول الله تعالى وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ (4/ 184) ، وأحمد فى المسند (2/ 243، 314) ، والنسائى فى سننه، كتاب الغسل، باب الاستتار (1/ 200- 201) ، وابن حبان فى صحيحه (6196)(9/ 42)، والحاكم فى المستدرك:(2/ 582) ، والبغوى فى شرح السنة (2027)(8/ 7) ، كلهم من طرق عن أبى هريرة.
يا أمير، إنّى أصبت جرادات بسوطى وأنا محرم.. فقال له عمر: أطعم قبضة من طعام «1» .
[155]
عن يحيى بن سعيد أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب فسأله عن جرادات قتلها وهو محرم، فقال عمر لكعب: تعال حتى تحكم
…
فقال كعب: درهم. فقال عمر لكعب: إنك لتجد الدراهم، لثمرة خير من جرادة «2» .
[156]
عن عطاء بن يسار أن كعب الأحبار أقبل من الشام فى ركب، حتى إذا كانوا ببعض الطريق وجدوا لحم صيد، فأفتاهم كعب بأكله.. فلما قدموا على عمر بالمدينة، وذكروا ذلك له، فقال: من أفتاكم بهذا؟ قالوا: كعب. قال: إنّى قد أمّرته عليكم حتى ترجعوا..
ثم لما كانوا ببعض طريق مكة مرّت بهم رجل «3» من جراد، فأفتاهم كعب أن يأخذوه فيأكلوه.. فلما قدموا على عمر بن الخطاب ذكر له ذلك. فقال: ما حملك على أن تفتيهم بهذا؟ قال: هو من صيد البحر. قال: وما يدريك؟ قال: يا أمير المؤمنين، والذى نفسى بيده إن هى إلا نثرة حوت ينثره فى كل عام مرتين «4» .
(1) رواه مالك فى الموطأ، كتاب الحج، حديث رقم 235.
(2)
رواه مالك فى الموطأ، كتاب الحج، حديث رقم 236.
(3)
رجل: قطيع.
(4)
رواه مالك فى الموطأ، كتاب الحج، حديث رقم 82.