الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5- الأسد (لبؤة- أسدة- الشبل- الحفص- الفرهد)
(أ) اللغة:
الأسد من السباع معروف، وجمعه: أسود، وأسد، واسد، واساد.
والأنثى أسدة، ولبؤة. وولد الأسد خاصة هو: الشبل، والحفص، والفرهد.
وللأسد أسماء كثيرة؛ قال ابن خالويه: إنها خمسمائة، وزاد عليها بعضهم مائة وثلاثين، وربما وصلت إلى الألف، وأكثرها مشتق من صفاته.
ومن أشهرها: أسامة، والبيهس، والحارث، وحيدرة، والرّئبال، والضّيغم، والغضنفر، والقسورة، والليث، والورد.
ومن كناه: أبو الأبطال، وأبو حفص، وأبو شبل، وأبو العباس، وأبو الحارث.
ومن أمثالهم فى الأسد:
«أكرم من الأسد» و «أبخر من الأسد» و «أكبر من الأسد» و «أشجع من الأسد» و «أجرأ من الأسد» . ويضرب المثل بأسد الشّرى، وهو طريق بسلمى كثيرة الأسد.
(ب) الطبائع:
والأسد أشرف الحيوان المتوحش، فمنزلته منزلة الملك المهاب لقوته وشجاعته وقساوته وشهامته وجهامته (غلظ وجهه وسماجته) وشراسة خلقه.
ويضرب به المثل فى القوة والنجدة والبسالة وشدة الإقدام، والجرأة والصولة، ومنه قيل لحمزة بن عبد المطلب «أسد الله» .
وأصحاب الكلام فى طبائع الحيوان يقولون: إن أنثى السبع المعروف لا تضع
إلا جروا واحدا إذا مضت عليه ستة أشهر كلف الاكتساب لنفسه بالتعليم والتدريب.
وللأسد من الصبر على الجوع وقلة الحاجة إلى الماء ما ليس لغيره من السباع.
ومن شرف نفسه أنه لا يأكل من فريسة غيره؛ فإذا شبع من فريسته تركها ولم يعد إليها.
وإذا جاع ساءت أخلاقه، وإذا امتلأ من الطعام ارتاض، ولا يشرب من ماء ولغ فيه كلب (شرب ما فيه بأطراف لسانه) .
وإذا أكل نهس (أخذ اللحم بمقدم أسنانه) من غير مضغ، وريقه قليل جدّا؛ ولذا يوصف بالبخر (النتن فى الفم) .
ومن العجيب أنه يوصف بالشجاعة والجبن معا، فمن جبنه أنه يفزع من صوت الديك، ونقر الطشت، ومن السّنّور، ويتحير عند رؤية النار.
وهو شديد البطش، ولا يألف شيئا من السباع، لأنه لا يرى فيها ما يكافئه.
ويعمّر كثيرا، وعلامة كبره سقوط أسنانه.
والأسد أشد فصيلته قوة لا يضارعه فى ذلك إلا الببر ولا يعرض للناس إلا بعد أن يهرم فيعجز عن صيد الوحش، ولا يطلب فريسته إلا إذا جاع، فإذا شبع انصرف عنها، ولذا قيل عنه: إنه من الحيوانات الشريفة ذوات الرياسة.
وزعم محمد بن الجهم- كما يقول الجاحظ- أن العيون التى تضئ بالليل كأنها مصابيح هى عيون الأسد، والنمور، والسنانير، والأفاعى.
وزئيره يرهب كثيرا من الحيوان الذى هو أعظم منه جسما وقوة، وللأسد ثلاث طبائع:
الأولى: أنه إذا مشى فشم ريح الصيادين عفّى على اثاره بذنبه لكيلا يتبعه الصيادون، ويصلوا إلى عرينه فيتصيدوه.
والثانية: أن اللبؤة تلد شبلها- أشبه بالميت- فلا تزال تحرسه حتى يأتى أبوه فى اليوم الثالث فينفخ فى منخره فيتحرك!