الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ [الأنعام: 145] .. قال شيخ عنده:
سمعت أبا هريرة رضى الله عنه يقول: ذكر عند النبى صلى الله عليه وسلم فقال: «خبيثة من الخبائث» فقال ابن عمر: إن كان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فهو كما قال.. وهذا الحديث من رواية عيسى بن نميلة وهو ضعيف. قال الشوكانى: فلا يصلح الحديث لتخصيص القنفذ من أدلة الحل العامة.. قال صاحب فقه السنة: وبناء على ما قاله الشوكانى يكون أكله حلالا.
(د) الأحاديث الواردة فى القنفذ:
[570]
روى البيهقى فى أواخر «دلائل النبوة» عن أبى دجانة، واسمه سماك بن خرشة قال: شكوت إلى النبى صلى الله عليه وسلم أنى نمت فى فراشى فسمعت صريرا كصرير الرحى، ودويّا كدوىّ النحل، ولمعا كلمع البرق، فرفعت رأسى، فإذا أنا بظل أسود يعلو، ويطول فى صحن دارى، فمسست جلده فإذا هو كجلد القنفذ، فرمى فى وجهى مثل شرر النار، فقال صلى الله عليه وسلم:«عامر دارك يا أبا دجانة» ثم طلب منى دواة وقرطاسا، وأمر عليا أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين إلى من يطرق الدار من العمّار والزّوّار إلا طارقا يطرق بخير.
أما بعد.. فإن لنا ولكم فى الحق سعة، فإن كنت عاشقا مولعا، أو فاجرا مقتحما فهذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون، ورسلنا يكتبون ما تمكرون. اتركوا صاحب كتابى هذا، وانطلقوا إلى عبدة الأصنام، وإلى من يزعم أن مع الله إلها اخر لا إله إلا هو كل شىء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون. حم لا ينصرون. حم عسق. تفرق أعداء الله، وبلغت حجة الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم» .
قال أبو دجانة- رضى الله عنه- فأخذت الكتاب، وأدرجته، وحملته إلى دارى، وجعلته تحت رأسى، فبت ليلتى، فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول: يا أبا دجانة؛ أحرقتنا بهذه الكلمات، فبحق صاحبك إلا ما رفعت عنا هذه الكلمات، فلا عود لنا فى دارك، ولا فى جوارك، ولا فى موضع يكون فيه هذا الكتاب.
قال أبو دجانة: فقلت: والله لا أرفعه حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو دجانة: فلقد طالت ليلتى بما سمعت من أنين الجن، وصراخهم وبكائهم حتى أصبحت! فغدوت فصليت الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرته بما سمعت من الجن ليلتى، وما قلت لهم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يا أبا دجانة؛ ارفع عن القوم؛ فو الذى بعثنى بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة» «1» .
[571]
روى الطبرانى فى معجمه الكبير، والحافظ ابن منير الحلبى وغيرهما عن قتادة بن النعمان قال: كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر، فقلت: لو أنى اغتنمت الليلة شهود العتمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعلت، فلما رانى قال صلى الله عليه وسلم:«قتادة؟!» قلت: لبيك يا رسول الله! ثم قلت:
علمت أن شاهد الصلاة فى هذه الليلة قليل، فأحببت أن أشهدها معك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا انصرفت فائتنى» فلما فرغت من الصلاة، أتيت إليه، فأعطانى عرجونا كان فى يده، وقال:«هذا يضئ أمامك عشرا ومن خلفك عشرا» ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد خلفك فى أهلك، فاذهب بهذا العرجون، فاستضئ به حتى تأتى بيتك، فتجده فى زاوية البيت، فاضربه بالعرجون» .
(1) قال البيهقى: وقد ورد فى «حرز» أبى دجانة- رضى الله عنه- حديث طويل غير هذا «موضوع» لا تحل روايته. والحديث فى «دلائل النبوة» للبيهقى (7/ 119) وانظر أيضا فى «الموضوعات» لابن الجوزى (3/ 169) .
قال: فخرجت من المسجد، فأضاء العرجون مثل الشمعة نورا، فاستضأت به، وأتيت أهلى، فوجدتهم قد رقدوا، فنظرت إلى الزاوية فإذا فيها «قنفذ» فلم أزل أضربه بالعرجون حتى خرج» «1» .
[572]
قال شيخ عند ابن عمر- وقد سئل عن القنفذ- سمعت أبا هريرة- رضى الله عنه- يقول: ذكر القنفذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «خبيث من الخبائث» «2» .
[573]
روى عن سعيد بن جبير أن أم حفيد- رضى الله تعالى عنها- جاءت بقنفذ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه، فنحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأكله» «3» .
(1) حديث حسن.. رواه الطبرانى فى «الكبير» (ج 9 برقم 9) ، وله شاهد من حديث أبى سعيد الخدرى عند أحمد (3/ 65) . وسنده صحيح.
(2)
حديث ضعيف.. رواته مجهولون. قال البيهقى: ولم يرو إلا من وجه واحد ضعيف لا يجوز الاحتجاج به. والحديث رواه أبو داود (3799) . والبيهقى (9/ 326) .
(3)
حديث ضعيف.. هو مرسل، وقد روى مسندا وليس فيه ذكر القنفذ، والحديث فى «السنن الكبرى» للبيهقى (9/ 326) .