الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبين العقارب مودّة، ولذلك يؤويها فى جحره لتلسع المتحرش به إذا أدخل يده لأخذه، وفى طبعه النسيان، وعدم الهداية، وبه يضرب المثل فى الحيرة.
ويوصف بالعقوق، لأنه يأكل حسوله، فلا ينجو منها إلا ما هرب.
وهو طويل العمر، ومن هذه الجهة يناسب الحيات والأفاعى، ويقال فى المثل:«لا أفعله حتى يرد الضّب» لأن الضب لا يرد الماء. وقال ابن خالويه:
(ج) الأحكام الفقهية:
يحل أكل الضب بالإجماع، ولا يؤكل من الحشرات غيره.
(د) وإليك ما جاء فى السنة الشريفة عن الضب:
[353]
عن معقل بن أبى الزبير قال: سألت جابرا عن الضب، فقال: لا تطعموه. وقذره، وقال: قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه:
إن النبى صلى الله عليه وسلم لم يحرّمه. إن الله عز وجل ينفع به غير واحد، فإنما طعام عامة الرعاء منه، ولو كان عندى طعمته «1» .
[354]
عن أبى سعيد قال: قال رجل: يا رسول الله، إنا بأرض مضبّة «2» ، فما تأمرنا؟ أو فما تفتينا؟ قال:«ذكر لى أن أمة من بنى إسرائيل مسخت» فلم يأمر ولم ينه. قال أبو سعيد: فلما كان بعد ذلك، قال عمر: إن الله عز وجل ينفع به غير واحد، وإنه لطعام عامة هذه الرعاء، ولو كان عندى لطعمته، وإنما عافه رسول الله صلى الله عليه وسلم «3» .
[355]
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) رواه مسلم فى صحيحه، كتاب الصيد والذبائح، حديث رقم 1950.
(2)
أرض مضبة: ذات ضباب كثيرة
(3)
رواه مسلم فى صحيحه، كتاب الصيد والذبائح، حديث رقم 1951.
عن الضب فقال: «لست باكله، ولا أحرمه» «1» .
[356]
وفى سنن أبى داود: لما رأى النبى صلى الله عليه وسلم الضّبّين المشويين بزق، فقال خالد: يا رسول الله، أراك تقذره
…
وذكر تمام الحديث.
وفى رواية لمسلم: «لا اكله ولا أحرمه» .
[357]
وفى الاخرى: «كلوه فإنه حلال، ولكنه ليس من طعامى» «2» .
[358]
روى عن عبد الرحمن بن حسنة قال: «نزلنا أرضا كثيرة الضّباب، فأصابتنا مجاعة، فطبخنا منها- أى من الضّباب- فإن القدور لتغلى إذ جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما هذا؟» فقلنا: ضباب أصبناها! فقال: «إن أمة من بنى إسرائيل مسخت دوابّ فى الأرض، وأخشى أن يكون هذا منها فلم اكلها، ولم أنه عنها» .
[يحتمل أن يكون ذلك قبل أن يعلم أن الممسوخ لا يعقب]«3» .
[359]
وروى البخارى عن ابن واقد- رضى الله تعالى عنه- أن النبى صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين، يقال لها:«ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط» كما لهم ذات أنواط. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى، اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ! فو الذى نفسى بيده لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع حتى لو
(1) حديث صحيح.. رواه مسلم فى صحيحه، كتاب الصيد والذبائح برقم 1943.
(2)
رواه مسلم (6/ 67) ، وأبو داود (3794) .
(3)
حديث صحيح.. رواه أبو داود (3735) ، والنسائى (7/ 199) ، وابن ماجه (3238) .
دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه» . قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟
قال: «فمن!» «1» .
[360]
عن ابن عبّاس- رضى الله عنه- قال: «أهدت أمّ حفيد خالة ابن عبّاس إلى النّبىّ صلى الله عليه وسلم أقطا وسمنا وأضبّا فأكل النّبىّ صلى الله عليه وسلم من الأقط والسّمن، وترك الضّبّ تقذّرا، قال ابن عبّاس: فأكل على مائدة رسول الله، ولو كان حراما ما أكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم» «2» .
[361]
عن ابن عبّاس «أنّ خالد بن الوليد أخبره أنّه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة وهى خالته وخالة ابن عبّاس فوجد عندها ضبّا محنوذا «3» قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد، فقدّمت الضّبّ لرسول لله صلى الله عليه وسلم، وكان قلّما يقدّم يده لطعام حتّى يحدّث به، ويسمّى له، فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الضّبّ، فقالت امرأة من النّسوة الحضور: أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدّمتنّ له هو الضّبّ يا رسول الله فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عن الضّبّ، فقال خالد بن الواليد: أحرام الضّبّ يا رسول الله؟ قال: لا ولكن لم يكن بأرض قومى، فأجدنى أعافه «4» قال خالد: فاجتررته «5» فأكلته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلىّ» «6» .
(1) حديث صحيح.. أخرجه البخارى (2/ 2/ 164) فى «التاريخ الكبير» ، وأحمد (5/ 218) .
(2)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الهبة وتفضلها- باب قبول الهدية (3/ 203) ، وفى كتاب الأطعمة- باب الخبز المرقّق والأكل على الخوان (7/ 91) ، وباب الأقط (7/ 94) ، وفى كتاب التوحيد باب الأحكام التى تعرف بالدلائل (9/ 135) .
(3)
محنوذا: أى مشويّا.
(4)
أعافه: أى أكره أكله طبعا لا شرعا.
(5)
فاجتررته: أى جذبته.
(6)
حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الأطعمة- باب كان النبى صلى الله عليه وسلم لا يأكل حتى يسمّى له فيعلم ما هو (7/ 92) ، وباب الشواء (7/ 93) ، وفى كتاب الصيد والذبائح باب الضب (7/ 125- 126) ، ومسلم فى كتاب الصيد والذبائح- باب إباحة الضب (6/ 70) .
[362]
عن ابن عمر أنّ النّبىّ صلى الله عليه وسلم كان معه ناس من أصحابه فيهم سعد، وأتوا بلحم ضبّ فنادت امرأة من نساء النّبىّ صلى الله عليه وسلم أنّه لحم ضبّ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كلوا فإنّه حلال ولكنه ليس من طعامى» «1» .
[363]
عن جابر بن عبد الله قال: أنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبّ فأبى أن يأكل منه وقال: «لا أدرى لعلّه من القرون «2» الّتى مسخت» «3» .
[364]
عن أبى سعيد أن أعرابيّا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنى فى غائط «4» مضبّة، وإنه لعامة طعام أهلى.. قال: فلم يجبه. فقلنا:
عاوده.. فعاوده، فلم يجبه ثلاثا.. ثم ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الثالثة فقال:«يا أعرابى، إن الله لعن، أو غضب على سبط من بنى إسرائيل فمسخهم دوّاب يدبّون فى الأرض، فلا أدرى لعل هذا منها.. فلست اكلها ولا أنهى عنها» «5»
(1) حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الصيد والذبائح- باب إباحة الضب (6/ 67) .
(2)
القرون: المراد الأمم السابقة.
(3)
حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الصيد والذبائح- باب إباحة الضب (9/ 70) .
(4)
غائط: أرض مطمئنة.
(5)
رواه مسلم فى صحيحه، كتاب الصيد والذبائح، حديث رقم 1951.