المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5- البعير [يرجع إلى الإبل] - موسوعة الطير والحيوان في الحديث النبوي

[عبد اللطيف عاشور]

فهرس الكتاب

- ‌إهداء

- ‌مقدمة

- ‌ودعنى أقول:

- ‌ثناء الإسلام على بعض الحيوانات:

- ‌الرفق بالحيوان:

- ‌حقوق الحيوان:

- ‌[باب الهمزة]

- ‌1- الإبل (الإبل- البخت- البدن- البعير- الجمال- حمر النّعم- الراحلة- الناقة)

- ‌(أ) الإبل فى اللغة:

- ‌ما جاء فى الحديث الشريف:

- ‌(ب) طبائع الإبل:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) الأحاديث الواردة فى الإبل

- ‌2- الأرضة (الأرضة- سوسة الخشب- دابة الأرض- السّرفة)

- ‌(أ) الأرضة فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الأرضة:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما جاء بشأن الأرضة فى الحديث النبوى الشريف:

- ‌3- الأرنب (الأرنب- الخزز- عكرشة- خرنق- سخلة)

- ‌(أ) الأرنب فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الأرنب:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأنها فى الحديث النبوى الشريف:

- ‌4- الأرويّة (الأروى- الوعل- الأيّل)

- ‌(أ) اللغة:

- ‌(ب) طبائعها:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأن الأروية أنثى الوعل فى الحديث الشريف:

- ‌5- الأسد (لبؤة- أسدة- الشبل- الحفص- الفرهد)

- ‌(أ) اللغة:

- ‌(ب) الطبائع:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى السنة النبوية بشأن الأسد:

- ‌[باب الباء]

- ‌1- البخت

- ‌2- البدنة

- ‌ما جاء بشأنها فى الحديث النبوى الشريف

- ‌3- البراق

- ‌(أ) البراق فى اللغة:

- ‌(ب) طباع البراق:

- ‌(ج) وإليك ما جاء فى شأنه من الأحاديث:

- ‌4- البرذون

- ‌(أ) البرذون فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى البراذين من أحاديث

- ‌5- البعير [يرجع إلى الإبل]

- ‌6- البعوض

- ‌(أ) البعوض فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) وإليك ما جاء فى السنة الشريفة من أحاديث فى شأن البعوض:

- ‌7- البغال

- ‌(أ) البغل فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأنها:

- ‌8- البقر والثور والبهائم

- ‌(أ) البقر والثور فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع البقر:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى السنة النبوية:

- ‌(د) ما ورد فى البهائم:

- ‌[باب التاء]

- ‌1- التنين

- ‌(أ) التنين فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع التنين:

- ‌حقيقة التنين:

- ‌وإليك ما جاء فى الحديث الشريف عن التنين:

- ‌2- التّيس

- ‌ما ورد فيه من الحديث الشريف:

- ‌[باب الثّاء]

- ‌1- الثعلب

- ‌الثعلب فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما جاء فى الحديث النبوى عن الثعلب:

- ‌2- الثّور

- ‌ما ورد فى الثور من الحديث الشريف:

- ‌[باب الجيم]

- ‌1- الجراد

- ‌(أ) الجراد فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الجراد:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأنه فى الحديث الشريف:

- ‌2- الجمال (يرجع إلى الإبل)

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأن الجمال فى الحديث النبوى الشريف

- ‌3- الجندب

- ‌[باب الحاء]

- ‌1: الحدأة

- ‌(أ) الحدأة فى اللغة:

- ‌(ب) طبعها:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما جاء فى الحديث الشريف عن الحدأة:

- ‌2- الحمام

- ‌(أ) الحمام فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الحمام:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى السنة عن الحمام:

- ‌3- حمر النّعم (ارجع إلى الإبل)

- ‌ما ورد فى الحديث عن حمر النّعم:

- ‌4- الحمير

- ‌(أ) الحمار فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الشرعية:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأنها:

- ‌5- الحوت

- ‌(أ) الحوت فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الحيتان:

- ‌(ج) حكمه الشرعى:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى الحديث الشريف بشأنه:

- ‌6- حجلة

- ‌ما جاء فى الحديث الشريف:

- ‌7- حبارى

- ‌ما جاء عن الحبارى فى الأحاديث النبوية:

- ‌8- الحية

- ‌باب الخاء

- ‌1- الخداريّة:

- ‌2- الخرنق:

- ‌3- الخروف:

- ‌4- الخزز:

- ‌5- الخشاش

- ‌(أ) الخشاش فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الخشاش:

- ‌(ج) الحكم الفقهى:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأن الخشاش فى الحديث النبوى الشريف:

- ‌6- الخنزير والخنّوص

- ‌(أ) الخنزير فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأن الخنزير البرى فى الحديث النبوى الشريف:

- ‌7- الخيل

- ‌(أ) الخيل فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الخيل:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأنها من الحديث النبوى الشريف:

- ‌[باب الدال]

- ‌1- الدابّة

- ‌(أ) الدابّة فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الدواب:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأنها فى الحديث الشريف:

- ‌2- الدّبى*

- ‌3- الدجاج والدّيكة

- ‌(أ) الدجاج فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الدجاج والديكة:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء عن الدجاج فى السنة الشريفة:

- ‌4- الدّعموص (مع البعوض)

- ‌(أ) الدّعموص فى اللغة:

- ‌(ب) طبيعة الدعاميص:

- ‌(ج) الحكم الفقهى:

- ‌(د) وإليك ما ورد من أحاديث فى الدعموص

- ‌[باب الذال]

- ‌1- الذئب والجرو

- ‌(أ) الذئب فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الذئب:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى شأن الذئب:

- ‌3- الذباب

- ‌(أ) الذباب فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الذباب:

- ‌(ج) الحكم الشرعى:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى الحديث الشريف فى شأن الذباب:

- ‌[باب الراء]

- ‌الراحلة (يرجع إلى الإبل)

- ‌وإليك ما جاء فى الحديث الشريف عن الراحلة

- ‌الرّخم

- ‌ما جاء فى الأحاديث النبوية عن الرخم:

- ‌[باب الزّاى]

- ‌1- الزّاغ:

- ‌2- الزاقى

- ‌3- الزّامور

- ‌4- الزّبابة

- ‌5- الزّرزور

- ‌6- الزّغلول

- ‌7- الزّنبور

- ‌8- الزّندبيل

- ‌1- الزواحف (الثعابين- الحيات- الضب- العقرب- الوزغ)

- ‌(أ) الزواحف فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الزواحف:

- ‌الثعابين

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌وإليك ما جاء فى السنة الشريفة من أحاديث تتناول الزواحف:

- ‌تفصيل القول فى قتل الحيات

- ‌[باب السين]

- ‌1- ساق حرّ:

- ‌2- السّالخ:

- ‌3- سامّ أبرص:

- ‌4- السانح

- ‌5- السّباع

- ‌6- السخلة:

- ‌7- السّخلة:

- ‌8- السّرفة:

- ‌9- السّقب:

- ‌10- السّلوى:

- ‌11- السمك:

- ‌12- السّنور

- ‌13- السيد:

- ‌1- السّباع

- ‌(أ) السباع فى اللغة:

- ‌(ب) الطباع:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) الأحاديث الواردة فى شأن السباع:

- ‌2- السّلوى

- ‌(أ) السلوى فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الطير:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما ورد فى الحديث الشريف عن السّلوى:

- ‌3- السّنّور

- ‌(أ) السنور فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) الأحاديث الواردة فى السنور والهرة:

- ‌[باب الشين]

- ‌1- الشّادن:

- ‌2- الشارف:

- ‌3- الشاة:

- ‌4- الشّبب:

- ‌5- الشّبدع:

- ‌6- الشبل:

- ‌7- الشبوة:

- ‌8- الشّبوط:

- ‌9- الشّجاع:

- ‌10- الشّرغ:

- ‌11- الشّول:

- ‌وإليك ما جاء بشأن الشاة فى الحديث النبوى الشريف:

- ‌[باب الصاد]

- ‌الصّؤابة:

- ‌الصارخ:

- ‌الصدف:

- ‌1- الصّرد

- ‌(أ) الصّرد فى اللغة:

- ‌(ب) طباعه:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌وإليك ما جاء فى السنة الشريفة عنه:

- ‌2- الصقر

- ‌(أ) الصقر فى اللغة:

- ‌(ب) طباع الصقر:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى السنة النبوية الشريفة عن الصقر

- ‌[باب الضّاد]

- ‌1- الضّبّ

- ‌(أ) الضب فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الضب:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى السنة الشريفة عن الضب:

- ‌2- الضبع

- ‌(أ) الضبع فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) الأحاديث الواردة فى الضبع:

- ‌3- الضفدع

- ‌(أ) الضفدع فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الحكم الشرعى:

- ‌(د) وإليك ما جاء عن الضفادع فى السنة الشريفة:

- ‌[باب الطاء]

- ‌1- الطائر

- ‌(أ) الطائر فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الطيور:

- ‌(ج) فروع من الفقه منثورة:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى الحديث الشريف عن الطير

- ‌2- ذو الطفيتين

- ‌[باب الظاء]

- ‌1- الظّبى

- ‌(أ) الظبى فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الظبى:

- ‌(ج) الحكم الفقهى:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى السنة النبوية:

- ‌[باب العين]

- ‌1- العاتق:

- ‌2- العتلة:

- ‌3- العاضه:

- ‌4- العاسل:

- ‌5- العافية:

- ‌6- العائذ:

- ‌7- العبور:

- ‌8- العترفان:

- ‌9- العتود:

- ‌10- العثّة:

- ‌11- العثمان:

- ‌12- العجل:

- ‌13- العشراء:

- ‌14- العصافير والزرازير:

- ‌15- العقاب:

- ‌16- العقرب:

- ‌17- العكرشة:

- ‌18- العكرمة:

- ‌19- العلق:

- ‌20- العناق:

- ‌21- العنبر:

- ‌22- العنز:

- ‌23- العنكبوت:

- ‌24- العير:

- ‌25- العيس:

- ‌26- أم عزّة:

- ‌1- العصفور

- ‌(أ) العصفور فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع العصافير:

- ‌(ج) الحكم الشرعى:

- ‌(د) وإليك ما جاء فى الحديث الشريف بشأنها:

- ‌2- العجل

- ‌(أ) العجل [في اللغة] :

- ‌(ب) الحكم الفقهى:

- ‌(ج) ما ورد فيه من الأحاديث الشريفة:

- ‌3- العقاب

- ‌(أ) العقاب فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الحكم الفقهى:

- ‌(د) ما ورد فى حكم صيد العقاب:

- ‌4- العنكبوت

- ‌(أ) العنكبوت فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع العنكبوت:

- ‌(ج) حكم العنكبوت:

- ‌(د) ما ورد فيها من أحاديث شريفة:

- ‌[باب الغين]

- ‌1- الغراب

- ‌(أ) الغراب فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الغربان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) وإليك ما جاء بشأنه فى الحديث النبوى الشريف:

- ‌2- الغنم

- ‌(أ) الغنم فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الأغنام:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما جاء فى السنة الشريفة عن الغنم والمعز:

- ‌[باب الفاء]

- ‌1- الفأر

- ‌(أ) الفأر فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الحكم الفقهى:

- ‌(د) ما جاء فى السنة الشريفة من الأحاديث الواردة فى الفأر:

- ‌2- الفحل

- ‌(أ) الفحل فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الفحل:

- ‌(ج) من أحكام الفحل:

- ‌(د) ما جاء فى السنة الشريفة عن الفحل:

- ‌3- الفراش

- ‌(أ) الفراش فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الفراش:

- ‌(ج) الحكم الفقهى:

- ‌(د) ما ورد فى السنة النبوية الشريفة عن الفراش:

- ‌4- الفرا

- ‌5- الفرس

- ‌(أ) طبائع الفرس:

- ‌(ب) ما جاء بشأنها فى الحديث الشريف:

- ‌6- الفهد

- ‌(أ) الفهد فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما ورد فى السنة عن الفهد:

- ‌7- الفيل

- ‌(أ) الفيل فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما ورد فى الفيل من أحاديث:

- ‌[باب القاف]

- ‌القارية:

- ‌القائب:

- ‌القبّرة:

- ‌القراد:

- ‌1- القرد

- ‌(أ) القرد فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما جاء فى السنة النبوية عن القردة:

- ‌2- القمل

- ‌(أ) القمل فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع القمل:

- ‌(ج) الحكم الفقهى:

- ‌(د) ما جاء فى الحديث الشريف عن القمل:

- ‌3- القنفذ

- ‌(أ) القنفذ فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع القنفذ:

- ‌(ج) الحكم الفقهى:

- ‌(د) الأحاديث الواردة فى القنفذ:

- ‌4- القطاة

- ‌(أ) القطاة [في اللغة]

- ‌(ب) الأحكام الفقهية:

- ‌(ج) ما جاء عنه فى الأحاديث النبوية:

- ‌[باب الكاف]

- ‌الكاسر:

- ‌الكبش:

- ‌الكدر:

- ‌الكركى:

- ‌الكسعوم:

- ‌1- الكلب

- ‌(أ) الكلب فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع الكلب:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما ورد فى السنة الشريفة عن الكلاب وجرائها:

- ‌[باب الميم]

- ‌الماعز

- ‌[باب النون]

- ‌1- الناقة (يرجع إلى الإبل)

- ‌ملحوظة:

- ‌1- الناب:

- ‌2- الناضح:

- ‌3- الناموس:

- ‌4- النجيب:

- ‌5- النّحام:

- ‌2- النحل

- ‌(أ) النحل فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع النحل:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما ورد من الأحاديث فى النحل واليعسوب والعسل والزنبور:

- ‌3- النسر

- ‌(أ) النسر فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع النسر:

- ‌(ج) الحكم الفقهى:

- ‌(د) ما ورد فى السنة النبوية الشريفة عن النسر:

- ‌4- النعامة

- ‌ما جاء فى الحديث النبوى عن النعام:

- ‌5- النّغير

- ‌6- النمر

- ‌(أ) النمر فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع هذا الحيوان:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) الأحاديث الواردة فى النمر:

- ‌6- النمل

- ‌(أ) النمل فى اللغة:

- ‌(ب) طبائع النمل:

- ‌(ج) الأحكام الفقهية:

- ‌(د) ما ورد فى السنة الشريفة عن النمل:

- ‌[باب الهاء]

- ‌الهر:

- ‌[باب الواو]

- ‌1- الوزغ

- ‌2- وعل

- ‌ما جاء به من أحاديث:

- ‌[باب الياء]

- ‌اليربوع

- ‌ما جاء فى الأحاديث عن اليربوع:

- ‌اليعسوب

الفصل: ‌5- البعير [يرجع إلى الإبل]

‌5- البعير [يرجع إلى الإبل]

البعير: هو ذكر الإبل وأنثاه عند دخول السنة الخامسة، ويجمع على أبعرة، وبعران. والبعير من الإبل بمنزلة الإنسان من الناس.

وسمى بعيرا لأنه يبعر: يقال بعر البعير يبعر (بفتح العين فيهما) بعرا (بإسكان العين) .

قال ابن السّكيت: وهو اسم يقع على الذكر والأنثى وهو من الإبل بمنزلة الإنسان من الناس، فالجمل بمنزلة الرجل والناقة بمنزلة المرأة، والقعود بمنزلة الفتى والقلوص بمنزلة الجارية.

وإليك ما جاء بشأنه فى الحديث النبوى الشريف:

[79]

عن ابن عمر- رضى الله عنهما- قال: «بعث النّبىّ صلى الله عليه وسلم سرية قبل نجد، فكنت فيها فبلغت سهامنا اثنى عشر بعيرا، ونفّلنا بعيرا «1» بعيرا فرجعنا بثلاثة عشر بعيرا» «2» .

[80]

عن أبى هريرة- رضى الله عنه- عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:

«يحشر النّاس على ثلاث طرائق، راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير، ويحشر بقيّتهم النّار تقيل معهم «3» حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسى معهم حيث أمسوا» «4» .

(1) أى زادهم على سهامهم بعيرا.

(2)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب المغازى- باب السرية التى قبل نجد (5/ 203) .

(3)

تقيل معهم: من القيلولة: وهى نومة نصف النهار، أو الاستراحة فيه وإن لم يكن نوم.

(4)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الدعوات- باب كيف يحشر الناس (8/ 135) .

ص: 80

[81]

عن رافع بن خديج- رضى الله عنه- قال: «كنّا نصلّى مع النّبىّ- صلى الله عليه وسلم العصر فننحر جزورا، فتقسم عشر قسم، فنأكل لحما نضيجا قبل أن تغرب الشّمس» «1» .

[82]

عن حكيم بن حزام- رضى الله عنه- «أنّه أعتق فى الجاهلية مائة رقبة، وحمل على مائة بعير فلمّا أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة قال: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:

يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت أشياء كنت أصنعها فى الجاهليّة، كنت أتحنّث بها «2» - يعنى أتبرّر بها- قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلمت على ما سلف لك من خير» «3» .

[83]

عن أنس- رضى الله عنه- قال: «قدم النبىّ صلى الله عليه وسلم خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن، ذكر له جمال صفية بنت حيىّ بن أخطب، وقد قتل زوجها وكانت عروسا، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، فخرج بها حتى بلغنا سدّ الروحاء حلّت «4» فبنى بها، ثم صنع حيسا «5» فى نطع صغير، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن من حولك، فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة.

قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوّى لها وراءه «6» بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب» «7» .

(1) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الشركة فى الطعام (3/ 180) .

(2)

أتحنث بها: أى أتقرب بها إلى الله.

(3)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى أبواب العتق وفضله- باب عتق المشرك (3/ 193) .

(4)

حلت: أى طهرت من حيضها.

(5)

الحيس: هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق.

(6)

يحوى لها وراءه: التحوية: أن يدير كساء حول سنام البعير ثم يركبه.

(7)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب البيوع- باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها (3/ 110) ، وفى كتاب الجهاد والسير- من غزا بصبى للخدمة (4/ 43) .

ص: 81

[84]

عن أم الفضل بنت الحارث «أن ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة فى صوم النبى صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم:

ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه» «1» .

[85]

عن ابن عبّاس- رضى الله عنهما- قال: «طاف النّبىّ صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع على بعير يستلم الرّكن بمحجن «2» » «3» .

[86]

عن عبّاد بن تميم: «أن أبا بشير الأنصارى- رضى الله عنه أخبره أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض أسفاره والناس فى مبيتهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا ألايبقينّ فى رقبة بعير قلادة من وتر «4» أو قلادة إلا قطعت» «5» .

[87]

عن أبى موسى- رضى الله عنه- قال: «خرجنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى غزاة ونحن ستّة نفر بيننا بعير نعتقبه «6» ، فنقبت أقدامنا «7» ونقبت قدماى وسقطت أظفارى، وكنا نلف على أرجلنا الخرق فسمّيت غزوة ذات الرّقاع لما كنّا نعصب من الخرق على أرجلنا» «8» .

[88]

عن أبى حميد الساعدى قال: «غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الحج- باب الوقوف على الدابة بعرفة (2/ 198- 199) ، وفى كتاب الصوم- باب صوم يوم عرفة (3/ 55) ، وفى كتاب المغازى- باب غزوة الفتح فى رمضان (5/ 185- 186) ، ومسلم فى كتاب الصيام باب استحباب الفطر للحاج بعرفات يوم عرفة (3/ 145- 146) .

(2)

المحجن: عصا محنية الرأس، والحجن الاعوجاج، والمراد أنه يومئ بعصاه إلى الركن حتى يصيبه.

(3)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الحج- باب استلام الركن بالمحجن (2/ 185) ، وباب التكبير عند الركن (2/ 186) ، وباب المريض يطوف راكبا (2/ 190) .

(4)

قال ابن حجر فى الفتح: وتر هى كذلك فى جميع الروايات، وقال ابن الجوزى: ربما صحف من لا علم له بالحديث فقال: وبر، ولكن الداودى جزم بذلك، وقال: وهو ما ينزع عن الجمال يشبه الصوف.

(5)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الجهاد والسير- باب ما قيل فى الجرس ونحوه فى أعناق الإبل (4/ 71) .

(6)

نعتقبه: أى نتعاقب فى الركوب عليه واحدا بعد الاخر بالتناوب.

(7)

نقبت أقدمنا: أى قرحت وجرحت من الحفاء.

(8)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب المغازى- باب غزوة ذات الرقاع (5/ 145) ، ومسلم فى كتاب الجهاد والسير- باب غزوة ذات الرقاع (5/ 200) .

ص: 82

غزوة تبوك فلما جاء وادى القرى إذا امرأة فى حديقة لها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه: اخرصوا «1» ، وخرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق، فقال لها: أحصى ما يخرج منها، فلما أتينا تبوك قال: أما إنها ستهب الليلة ريح شديدة فلا يقومنّ أحد، ومن كان معه بعير فليعقله، فعقلناها، وهبت الريح شديدة، فقام رجل فألقته بجبل طيّئ، وأهدى ملك أيلة «2» للنبى صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء، وكساه بردا، وكتب له ببحرهم، فلما أتى وادى القرى قال للمرأة: كم جاء حديقتك؟ قالت: عشرة أوسق خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: إنى متعجل إلى المدينة فمن أرد منكم أن يتعجل معى فليتعجل- فلما قال ابن بكار كلمة معناها أشرف على المدينة- قال: هذه طابة، فلما رأى أحدا قال: هذا جبيل يحبّنا ونحبه، ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ قالوا:

بلى قال: دور بنى النجار، ثم دور بنى عبد الأشهل، ثم دور بنى ساعدة، أو دور بنى الحارث بن الخزرج وفى كل دور الأنصار يعنى خير» «3» .

[89]

عن عمران قال: «كنّا فى سفر مع النّبىّ صلى الله عليه وسلم وإنّا أسرينا «4» حتى كنّا فى اخر اللّيل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها، فما أيقظنا إلا حرّ الشّمس، وكان أوّل من استيقظ فلان، ثم فلان، ثم فلان يسميهم أبو رجاء فنسى عوف- ثم عمر بن الخطاب الرابع، وكان

(1) أى احرزوها، كم يجىء من ثمرها.

(2)

طيئ: مكان كانت تعيش به قبيلة من اليمن، وطيئ هو أبو هذه القبيلة. أيلة: بلدة قديمة بساحل البحر.

(3)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب الزكاة- باب خرص التمر (2/ 155) ، ومسلم فى كتاب الفضائل- باب معجزات النبى صلى الله عليه وسلم (7/ 61) . فى الحديث بيان المعجزة الظاهرة من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيب، وخوف الضرر من القيام وقت الريح.

(4)

أسرينا: أى سرنا ليلا.

ص: 83

النبى صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ، لأنّا لا ندرى ما يحدث له فى نومه، فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب النّاس وكان- رجلا جليدا «1» - فكبّر ورفع صوته بالتّكبير فما زال يكبّر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبى صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ شكوا إليه الّذى أصابهم قال:«لا ضير «2» - أو لا يضير- ارتحلوا» ، فارتحل فسار غير بعيد، ثم نزل فدعا بالوضوء، فتوضأ، ونودى بالصّلاة فصلى بالنّاس، فلما انفتل من صلاته إذ هو برجل معتزل لم يصل مع القوم قال: ما منعك يا فلان أن تصلى مع القوم؟ قال: أصابتنى جنابة ولا ماء

قال: عليك بالصّعيد فإنه يكفيك، ثم سار النبى صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه الناس من العطش فنزل فدعا فلانا- كان يسميه أبو رجاء نسيه عوف- ودعا عليّا فقال: اذهبا فابتغيا الماء، فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين «3» أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها: أين الماء؟ قالت: عهدى بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا «4» خلوفا «5» قالا لها: انطلقى إذا. قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: الذى يقال له: الصّابئ. قالا:

هو الذى تعنين فانطلقى. فجاا بها إلى النبى صلى الله عليه وسلم وحدثاه الحديث قال:

فاستنزلوها عن بعيرها، ودعا النّبىّ صلى الله عليه وسلم بإناء ففرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين، وأوكأ أفواههما وأطلق العزالى ونودى فى الناس: اسقوا واستقوا، فسقى من شاء، واستقى من شاء وكان اخر ذاك أن أعطى الذى أصابته الجنابة إناء من ماء قال: اذهب فأفرغه عليك، وهى قائمة تنظر

(1) رجلا جليدا: هو من الجلادة بمعنى الصلابة.

(2)

لا ضير: أى لا ضرر.

(3)

مزادتين: المزادة قربة كبيرة وتسمى السطيحة.

(4)

النفر: هو ما دون العشرة.

(5)

خلوف: جمع خالف، وقال ابن فارس: الخالف المستقى.

ص: 84

ما يفعل بمائها، وايم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها. فقال النبى صلى الله عليه وسلم اجمعوا لها.. فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوها فى ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، قال لها: تعلمين ما رزئنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذى أسقانا، فأتت أهلها وقد احتبست عنهم قالوا:

ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب لقينى، رجلان فذهبا بى إلى هذا الذى يقال له: الصّابئ ففعل كذا وكذا، فو الله إنه لأسحر النّاس من بين هذه وهذه- وقالت بإصبعها الوسطى والسبابة- فرفعتهما إلى السماء- تعنى السماء والأرض- أو إنه لرسول الله حقا، فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصّرم «1» الذى هى منه، فقالت يوما لقومها. ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم فى الإسلام، فأطاعوها فدخلوا فى الإسلام» «2» .

[90]

عن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض أسفاره «3» ، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لى، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه «4» ، وأقام النّاس معه وليسوا على ماء، فأتى النّاس إلى أبى بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء.

فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذى قد نام،

(1) الصّرم: الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية على الماء.

(2)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب التيمم- باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء (1/ 93- 95) ، وفى كتاب الأنبياء- باب علامات النبوة فى الإسلام (4/ 232- 233) .

(3)

قيل: كان ذلك فى غزوة بنى المصطلق.

(4)

أى لأجل طلبه والبحث عنه.

ص: 85

فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء، وليس معهم ماء.

فقالت عائشة: فعاتبنى أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول.. وجعل يطعننى «1» بيده فى خاصرتى فلا يمنعنى من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذى، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله اية التيمم، فتيمموا فقال أسيد بن الحضير: ما هى بأول بركتكم يا ال أبى بكر. قالت: فبعثنا البعير الذى كنت عليه فأصبنا العقد تحته» «2» .

[91]

عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج أقرع بين نسائه، فطارت القرعة على عائشة وحفصة فخرجتا معه جميعا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان اللّيل سار مع عائشة يتحدث معها، فقالت حفصة لعائشة: ألا تركبين الليلة بعيرى وأركب بعيرك، فتنظرين وأنظر؟

قالت: بلى، فركبت عائشة على بعير حفصة وركبت حفصة على بعير عائشة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم ثم سار معها حتى نزلوا فافتقدته عائشة فغارت، فلما نزلوا. جعلت تجعل رجلها بين الإذخر وتقول: يا رب سلط علىّ عقربا أو حية تلدغنى، رسولك لا أستطيع أن أقول له شيئا» «3» .

[92]

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار [سماها ابن عباس] «ما منعك أن تحجى معنا؟ قالت: لم يكن لنا إلا

(1) يطعننى: أى يضربنى.

(2)

حديث صحيح.. رواه البخارى فى كتاب التيمم (92، 1) ، وفى أبواب فضائل أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم باب مناقب المهاجرين (5/ 9) ، وفى كتاب التفسير- باب تفسير سورة المائدة (6/ 63- 64) ، ومسلم فى كتاب الحج- باب تقليد الهدى وإشعاره عند الإحرام (4/ 57- 58) .

(3)

حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب فضائل الصحابة- باب فضل عائشة رضى الله عنها (7/ 138) . فى الحديث ما يدل على صحة الإقراع فى القسم بين الزوجات، وفى الأموال، وفى العتق ونحو ذلك.

ص: 86

ناضحان «1» فحج أبو ولدها وابنها على ناضح، وترك لنا ناضحا ننضح عليه، قال: فإذا جاء رمضان فاعتمرى فإن عمرة فيه تعدل حجة «2» » «3» .

[93]

عن ابن عباس- رضى الله عنهما- عن النبى صلى الله عليه وسلم «خر رجل من بعيره فوقص «4» فمات- فقال: اغسلوه بماء وسدر «5» وكفنوه فى ثوبيه ولا تخمروا رأسه «6» فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا» «7» .

[94]

عن عقبة بن سالم قال: «كان ابن عمر- رضى الله عنهما- إذا قيل له: الإحرام من البيداء قال: البيداء «8» التى تكذبون فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أهلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند الشّجر حين قام به بعيره» «9» .

[95]

عن أبى أمامة الباهلىّ، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكبر خطبته حديثا حدّثناه عن الدّجّال، وحذّرناه فكان من قوله أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«وإنّ أيّامه أربعون سنة. السّنة كنصف السّنة، والسّنة كالشّهر، والشّهر كالجمعة، واخر أيّامه كالشّررة «10» ، يصبح أحدكم على باب المدينة، فلا يبلغ بابها الاخر حتّى يمسى» فقيل له:

(1) أى بعيران نستقى بهما.

(2)

قوله (فإن عمرة فيه تعدل حجة) أى تقوم مقامها فى الثواب، لأنها لا تعدلها فى كل شىء فإنه لو كان عليه حجة فاعتمر فى رمضان لا تجزئه عن الحجة.

(3)

حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الحج- باب فضل العمرة فى رمضان (4/ 61) .

(4)

فوقص: الوقص كسر العنق.

(5)

السّدر: شجر النبق وأوراقه تقوم مقام الصابون.

(6)

لا تخمروا رأسه: أى لا تغطوا رأسه.

(7)

حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الحج- باب ما يفعل بالمحرم إذا مات (4/ 23) .

(8)

قال العلماء: البيداء هى الشرف الذى قدام ذى الحليفة إلى جهة مكة، وهى بقرب ذى الحليفة، وسميت بيداء لأنه ليس فيها بناء ولا أثر، وكل مفازة تسمى بيداء، ومن أسمائها الصحراء.

(9)

حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الحج- باب أمر أهل المدينة بالإحرام من عند مسجد ذى الحليفة (4/ 8- 9) .

(10)

الشررة: واحدة الشرر وهو ما يتطاير من النار.

ص: 87

يا رسول الله! كيف نصلّى فى تلك الأيّام القصار؟ قال: «تقدرون فيها الصّلاة، كما تقدرونها فى هذه الأيّام الطّوال ثمّ صلّوا» ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«فيكون عيسى ابن مريم- عليه السلام فى أمّتى حكما «1» عدلا، وإماما مقسطا. يدقّ الصّليب «2» ، ويذبح الخنزير «3» ، ويضع الجزية «4» ، ويترك الصّدقة «5» ، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشّحناء والتّباغض، وتنزع حمة كلّ ذات حمة، حتّى يدخل الوليد يده فى فى الحيّة، فلا تضرّه، وتفرّ الوليدة الأسد، فلا يضرّها، ويكون الذّئب فى الغنم كأنّه كلبها، وتملأ الأرض من السّلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلّا الله وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور «6» الفضّة، تنبت نباتها بعهد ادم، حتّى يجتمع النّفر على القطف «7» من العنب فيشبعهم، ويجتمع النّفر على الرّمّانة فتشبعهم، ويكون الثّور بكذا وكذا من الّمال، وتكون الفرس بالدّريهمات، قالوا: يا رسول الله، وما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحرب أبدا، قيل له فما يغلى الثّور؟ قال:

تحرث الأرض كلّها، وإنّ قبل خروج الدّجّال ثلاث سنوات شداد، يصيب النّاس فيها جوع شديد، يأمر الله السّماء فى السّنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثمّ يأمر السّماء

(1) أى حاكما بين الناس.

(2)

يدق الصليب: أى يكسره بحيث لا يبقى من جنس الصليب شىء.

(3)

أى يحرم أكل الخنزير.

(4)

ويضع الجزية: أى لا يقبلها من أحد من الكفرة، بل يدعوهم إلى الإسلام.

(5)

ويترك الصدقة: أى الزكاة، لكثرة الأموال.

(6)

كفاثور: الفاثور الخوان، وقيل هو طست من ذهب أو فضة.

(7)

القطف: العنقود، وهو اسم لكل ما يقطف.

ص: 88

فى الثّانية فتحبس ثلثى مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثى نباتها، ثمّ يأمر الله السّماء فى السّنة الثّالثة فتحبس مطرها والأرض، فتحبس نباتها كلّه، فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلّا هلكت إلّا ما شاء الله. قيل: فما يعيش النّاس فى ذلك الزّمان؟ قال: التّهليل والتّكبير والتّسبيح والتّحميد، ويجرى ذلك عليهم مجرى الطّعام» «1» .

[96]

عن أبى وائل قال: قال الصّبىّ بن معبد: «كنت رجلا أعرابيّا، نصرانيّا، فأسلمت، فأتيت رجلا من عشيرتى يقال له: هذيم ابن ثرملة فقلت له: يا هناه، إنّى حريص على الجهاد، وإنّى وجدت الحجّ والعمرة مكتوبين علىّ، فكيف لى بأن أجمعهما؟ قال: اجمعهما واذبح ما استيسر من الهدى، فأهللت بهما معا، فلمّا أتيت العذيب لقينى سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان وأنا أهلّ بهما جميعا، فقال أحدهما للاخر: ما هذا بأفقه من بعيره، قال: فكأنّما ألقى علىّ جبل حتّى أتيت عمر بن الخطّاب، فقلت له: يا أمير المؤمنين إنّى كنت رجلا أعرابيا نصرانيّا، وإنّى أسلمت، وأنا حريص على الجهاد وإنّى وجدت الحجّ والعمرة مكتوبين علىّ، فأتيت رجلا من قومى فقال لى: اجمعهما واذبح ما استيسر من الهدى، وإنّى أهللت بهما معا، فقال لى عمر- رضى الله عنه- هديت لسنّة نبيّك صلى الله عليه وسلم» «2» .

[97]

عن جابر قال: أرسلنى نبىّ الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى المصطلق،

(1) حديث ضعيف.. رواه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى عليه السلام:(4077) وفيه إسماعيل بن رافع، قال الحافظ فى التقريب (1/ 69) ضعيف الحفظ.

(2)

حديث صحيح أخرجه أبو داود فى كتاب المناسك- باب فى الإقران، حديث (1799) ، وابن ماجه فى كتاب المناسك- باب من قرن الحج والعمرة، حديث (2970) ، وأحمد فى مسنده (4/ 196) .

ص: 89

فأتيته وهو يصلّى على بعيره، فكلّمته فقال لى بيده هكذا، ثمّ كلّمته فقال لى بيده هكذا، وأنا أسمعه يقرأ، ويومئ برأسه، فلمّا فرغ قال:

«ما فعلت فى الّذى أرسلتك؟ فإنّه لم يمنعنى أن أكلّمك إلّا أنّى كنت أصلّى» «1» .

[98]

عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جدّه قال:«فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ردّوا عليهم نساءهم وأبناءهم فمن مسك بشىء من هذا الفئ فإنّ له به علينا ستّ فرائض من أوّل شىء، يفيئه الله علينا» ثمّ دنا- يعنى النّبى صلى الله عليه وسلم من بعير، فأخذ وبرة من سنامه، ثمّ قال:

«يا أيّها النّاس إنّه ليس لى من هذا الفىء «2» شيء، ولا هذا-» ورفع أصبعيه- إلّا الخمس، والخمس مردود عليكم، فأدّوا الخياط والمخيط» فقام رجل فى يده كبّة من شعر، فقال: أخذت هذه لأصلح بها برذعة لى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمّا ما كان لى ولبنى عبد المطّلب فهو لك» فقال: أمّا إذ بلغت ما أرى فلا أرب لى فيها «3» ، ونبذها «4» .

[99]

عن عائشة- رضى الله عنها- قالت: «ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا، ولا أوصى بشىء» «5» .

[100]

عن جابر بن عبد الله قال: أقفلنا مع النبى صلى الله عليه وسلم من غزوة

(1) حديث صحيح.. رواه أبو داود فى كتاب الصلاة- باب رد السلام فى الصلاة، حديث [926] . فائدة: فى الحديث جواز رد السلام بالإشارة وأنه لا تبطل الصلاة بالإشارة ونحوها من الحركات اليسيرة، وأنه ينبغى لمن سلم عليه ومنعه من رد السلام مانع أن يتعذر إلى المسلم ويذكر له ذلك المانع.

(2)

الفىء: ما أخذ من الكفار بغير الحرب كالجزية والخراج.

(3)

فلا أرب: أى فلا حاجة، ونبذها: أى ألقاها.

(4)

حديث حسن

رواه أبو داود فى كتاب الجهاد- باب فى فداء الأسير بالمال، حديث (2694) ، والنسائى فى كتاب الهبة- باب هبة المشاع (1/ 264) ، وأحمد فى مسنده (2/ 184) ، (4/ 51) .

(5)

حديث صحيح.. رواه مسلم، كتاب الوصية- باب ترك الوصية لمن ليس له شىء يوصى فيه (5/ 75) .

ص: 90

فتعجلت على بعير لى قطوف «1» فلحقنى راكب من خلفى، فنخس بعيرى بعنزة «2» كانت معه فانطلق بعيرى كأجود ما أنت راء من الإبل فالتفت فإذا النبى صلى الله عليه وسلم فقال:«ما يعجلك؟» قلت: كنت حديث عهد بعرس. قال: «بكرا أم ثيبا؟» قلت: ثيب. قال: «فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك؟» قال: فلما ذهبنا لندخل قال: «أمهلوا حتى تدخلوا ليلا- أى عشاء- لكى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة «3» » «4» .

[101]

عن سعيد بن يسار أنه قال: «كنت أسير مع ابن عمر بطريق مكة، قال سعيد فلما خشيت الصّبح نزلت فأوترت ثم أدركته فقال لى ابن عمر: أين كنت؟ فقلت له: خشيت الفجر فنزلت فأوترت، فقال عبد الله: أليس لك فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة؟ فقلت:

بلى والله، قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير» «5» .

[102]

فى سنن أبى داود والنّسائى وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما-: أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشترى جارية، أو غلاما أو دابة فليأخذ بناصيتها وليقل:

(1) قطوف: أى بطىء المشى.

(2)

عنزة: هى عصا نحو نصف الرّمح فى أسفلها سن مدبب.

(3)

الاستحداد: استعمال الحديدة فى شعر العانة، وهو إزالته بالموسى، والمغيبة: هى التى غاب عنها زوجها.

(4)

حديث صحيح

رواه البخارى فى النكاح- باب الثيبات (7/ 6) ، ومسلم فى الرضاع- باب استحباب نكاح البكر (6/ 654) . فى الحديث استعمال مكارم الأخلاق، والشفقة على المسلمين، والاحتراز من تتبع العورات، واجتلاب ما يقتضى دوام الصحبة.

(5)

حديث صحيح.. رواه مسلم فى كتاب الصلاة- باب جواز صلاة النافلة على الدابة فى السفر حيث توجهت (2/ 149) . فائدة: فى الحديث جواز التنفل على الراحلة فى السفر حيث توجهت، وهذا جائز بإجماع المسلمين، وشرطه ألا يكون سفر معصية، وفيه دليل على أن المكتوبة لا تجوز إلى غير القبلة ولا على الدابة، وهذا مجمع عليه إلا فى شدة الخوف.

ص: 91

اللهم إنى أسألك خيره وخير ما جبل عليه، وأعوذ بك من شره وشر ما جبل عليه، وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه، وليدع بالبركة وليقل مثل ذلك» «1» .

[103]

قال ابن الأثير: خرج خلاد بن رافع وأخوه- رضى الله تعالى عنهما- إلى بدر على بعير أعجف، فلما انتهيا إلى قرب الروحاء برك البعير. قال: فقلنا: اللهمّ لك علينا إن انتهينا إلى بدر أن ننحره.

فرانا النبى صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بالكما؟» فأخبرناه فنزل النبى صلى الله عليه وسلم، فتوضأ، ثم بزق فى وضوئه، ثم أمرها ففتحا فم البعير، فصبّ فى جوفه، ثم على رأسه، ثم على عنقه، ثم على غاربه، ثم على سنامه، ثم على عجزه، ثم على ذنبه. ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم:«اللهم احمل رفاعة وخلّادا» فقمنا نرحل، فأدركنا أول الركب، فلما انتهينا إلى بدر نحرناه، وتصدقنا بلحمه «2» .

[104]

روى أبو القاسم الطبرانى فى «كتاب الدعوات» عن زيد بن ثابت- رضى الله تعالى عنه- قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا فى مجمع طرق المدينة، فبصرنا بأعرابى اخذ بخطام بعير حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حوله، فقال: السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، فرد النبى صلى الله عليه وسلم السلام، وقال:«كيف أصبحت؟» فجاء رجل كأنه حرسىّ فقال: يا رسول الله: هذا الأعرابى سرق بعيرى هنا، فرغا البعير وحنّ ساعة، فأنصت له النبى صلى الله عليه وسلم يسمع رغاءه وحنينه!

(1) حديث صحيح.. أخرجه أبو داود (2160) ، والنسائى فى اليوم والليلة (240، 263) ، وابن ماجه (1918، 2252) .

(2)

حديث ضعيف.. أخرجه أبو نعيم فى «معرفة الصحابة» ، وأبو موسى المدينى، وابن منده فى «الصحابة» كما فى «أسد الغابة» لابن الأثير (2/ 141) ، ومظان هذه الكتب الأحاديث الضعيفة، والله أعلم.

ص: 92

فلما هدأ البعير أقبل النبى صلى الله عليه وسلم على الحرسىّ وقال: «انصرف عنه؛ فإن البعير يشهد أنك كاذب» فانصرف الحرسىّ، وأقبل النبى صلى الله عليه وسلم على الأعرابى وقال:«أى شىء قلت حين جئتنى؟» فقال: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، قلت:

اللهم صلّ على محمد حتى لا تبقى صلاة!

اللهم وبارك على محمد حتى لا تبقى بركة!

اللهم وسلم على محمد حتى لا يبقى سلام!

اللهم وارحم محمدا حتى لا تبقى رحمة!

فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «إن الله تبارك وتعالى أبداها لى، والبعير ينطق بقدرته، وإن الملائكة قد سدوا أفق السماء» «1» .

[105]

عن أبى حميد الساعدى أن النبى صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من الأزد يقال له ابن اللّتبيّة، قال ابن السراج: ابن الأتبيّة، على الصدقة، فجاء فقال: هذا لكم وهذا أهدى لى.. فقام النبى صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: «ما بال العامل نبعثه فيجىء فيقول: هذا لكم وهذا أهدى لى، ألا جلس فى بيت أمّه، أو أبيه، فينظر أيهدى له أم لا؟ لا يأتى أحدكم بشىء من ذلك إلا جاء يوم القيامة إن كان بعيرا فله رغاء، أو بقرة فلها خوار، أو شاة تيعر» .. ثم رفع يديه حتى رأينا غفرة إبطيه، ثم قال:«اللهم هل بلّغت، اللهم هل بلّغت» «2» .

[106]

وعن تميم الدارى- رضى الله تعالى عنه- قال: كنا

(1) حديث ضعيف.. أخرجه الطبرانى فى «الدعاء» برقم (1054) ، وفى سنده هارون بن يحيى الحاطبى، قال العقيلى:«مدنى، لا يتابع على حديثه» ، انظر:«لسان الميزان» (6/ 183) .

(2)

رواه أبو داود فى سننه، كتاب الخراج والإمارة، باب: فى هدايا العمال.

ص: 93

جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل علينا بعير يعدو حتى وقف على هامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها البعير اسكن. فإن تك صادقا فلك صدقك، وإن تك كاذبا فعليك كذبك، مع أن الله قد أمن عائذنا، وليس بخائف لائذنا» .

فقلنا: يا رسول الله؛ ما يقول هذا البعير؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «هذا بعير قد هم أهله بنحره وأكل لحمه، فهرب منهم واستغاث بنبيكم» .

فبينما نحن كذلك إذا أقبل أصحابه يتعادون، فلما نظر إليهم البعير عاد إلى هامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلاذ بها. فقالوا: يا رسول الله؟ هذا بعيرنا هرب منذ ثلاثة أيام فلم نلقه إلا بين يديك. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «أما إنه يشكو إلىّ ويبث الشكاية» .

فقالوا: يا رسول الله، ما يقول؟ قال: يقول: «إنه ربّى فى أمنكم أحوالا، وكنتم تحملون عليه فى الصيف إلى موضع الكلأ، فإذا كان الشتاء حملتم عليه إلى موضع الدفء. فلما كبر استفحلتموه، فرزقكم الله تعالى منه إبلا سائمة، فلما أدركته هذه السنة الخصبة هممتم بنحره وأكل لحمه» فقالوا: يا رسول الله؛ قد والله كان ذلك! فقال عليه الصلاة والسلام: «ما هذا جزاء المملوك الصالح من مواليه» فقالوا: يا رسول الله، فإنا لا نبيعه ولا ننحره، فقال النبى:«كذبتم، فقد استغاث بكم فلم تغيثوه وأنا أولى بالرحمة منكم، فإن الله تعالى قد نزع الرحمة من قلوب المنافقين وأسكنها فى قلوب المؤمنين» .

فاشتراه عليه الصلاة والسلام منهم بمئة درهم وقال: «أيها البعير

ص: 94

انطلق فأنت حر لوجه الله» .

قال: فرغا البعير على هامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام «امين» ثم رغا الثانية، فقال:«امين» ، ثم رغا الثالثة، فقال:

«امين» ، ثم رغا الرابعة، فبكى عليه الصلاة والسلام، فقلنا: يا رسول الله: ما يقول هذا البعير؟ قال النبى صلى الله عليه وسلم: «قال: جزاك الله أيها النبى عن الإسلام والقران خيرا، فقلت: امين، ثم قال: سكن الله رعب أمتك إلى يوم القيامة كما سكنت رعبى، فقلت: امين، ثم قال: حقن الله دماء أمتك من أعدائها كما حقنت دمى، فقلت: امين، ثم قال:

لا جعل الله بأسها بينها فبكيت، فإن هذه الخصال سألتها ربى فأعطانيها، ومنعنى هذه، وأخبرنى جبريل عليه السلام عن الله عز وجل أن فناء أمتى بالسيف جرى القلم بما هو كائن» «1» .

[107]

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت: يا أبا محمد، إنا بأرض لسنا نجد بها الدينار والدرهم، وإنما أموالنا المواشى، فنحن نتبايعها بيننا، فنبتاع البقرة بالشاة نظرة إلى أجل، والبعير بالبقرات، والفرس بالأباعر كل ذلك إلى أجل فهل علينا فى ذلك من بأس؟

فقال: على الخبير سقطت.. أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبعث جيشا على إبل كانت عندى، قال: فحملت الناس عليها حتى نفدت الإبل، وبقيت بقية من الناس، قال: فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، الإبل قد نفدت، وقد بقيت بقية من الناس لا ظهر لهم، فقال لى رسول

(1) حديث ضعيف جدّا: أخرجه أبو محمد عبد الله بن حامد الفقيه فى «دلائل النبوة» وأبو طاهر السلفى كما قال الناجى فى «عجالة الإملاء» (ق 180) . وفى سنده سعيد بن زياد، متروك، وابنه سلامة مجهول.

ص: 95

الله صلى الله عليه وسلم: «ابتع علينا إبلا بقلائص من إبل الصدقة إلى محلها حتى ننفذ هذا البعث» . قال: فكنت أبتاع البعير بالقلوصين والثلاث من إبل الصدقة إلى محلها حتى نفذت ذلك البعث. قال: فلما حلت الصدقة أدّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم «1» .

(1) رواه أحمد فى مسنده (2/ 216) .

ص: 96