الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة اثنتين وثلاثين وست مئة
2565 -
وفي ليلة مستهل المحرم توفي الشيخ الإمام الزاهد
أبو حفص، ويقال أبو عبد الله، عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، وعبد الله هذا هو المعروف بعموية، القرشي التيمي الصوفي، الواعظ المنعوت بالشهاب السهروردي المولد البغدادي الدار
، ببغداد، ودفن من الغد بالوردية.
وهو ابن أخي الشيخ أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله السهروردي. صحب معه أبا النجيب (وعنه أخذ) التصوف والوعظ. وصحب أيضا الشيخ أبا محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، وانحدر إلى البصرة إلى الشيخ أبي محمد بن عبد، ورأى غيرهم من الشيوخ. وحصل طرفا من الفقه، والخلاف، وقرأ الأدب. وعقد مجلس
⦗ص: 381⦘
الوعظ سنين. وسمع من عمه أبي النجيب، ومن أبي المظفر هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد، وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر، وأبي أحمد معمر بن الفاخر، وأبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، وأبي بكر أحمد ابن المقرب، وجماعة سواهم.
وصنف تصانيف مفيدة.
وحدث ببغداد، ومكة، ودمشق، وغيرها من البلاد.
ومولده بسهرورد في أواخر رجب، أو أوائل شعبان سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.
ولنا منه إجازة كتبها إلينا غير مرة، منها ما هو في سنة ثماني عشرة وست مئة.
وكان شيخ وقته في الطريقة وتربية المريدين، ودعا الخلق إلى الله تبارك وتعالى. وكان مع علو سنه كثير العبادة. وأقعد في آخر عمره، وكان يحمل إلى الجامع في محفة ويحضر جنائز الصالحين، وكان له المحل الرفيع عند الخاص والعام. ونفذ رسولا من الديوان العزيز -مجده الله تعالى- إلى جهات، وتولى عدة مواضع، وأنفق جملة كبيرة في سبل الخير.
وعموية: بفتح العين المهملة وتشديد الميم وضمها وبعد الواو الساكنة ياء آخر الحروف مفتوحة وتاء تأنيث.
وسهرورد: بضم السين المهملة وسكون الهاء وبعدها راء مهملة مفتوحة وواو مفتوحة وراء مهملة ساكنة ودال مهملة: بلدة عند زنجان، خرج منها جماعة من أهل العلم.