الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: (هل الأصح مطالعته بغير واسطة)؟ إشارة إلى اختلاف العلماء في ابتداء الوحي، هل كان جبريل عليه السلام ينقل له ملك عن الله تعالى؟ أو يخلق له هو علم ضروري - بأن الله - تعالى طلب منه أن يأتي محمدًا، أو غيره من الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بسورة كذا؟ أو يخلق له علمًا ضروريًا، بأن يأتي اللوح المحفوظ، فينقل منه كذا؟، هذه ثلاثة مذاهب منقولة في ابتداء وحي الشرائع.
(فائدة)
قال سيف الدين: (يدل على اجتهاده عليه السلام قوله تعالى:} وشاورهم في الأمر
{، وقوله تعالى:} ففهمناها سليمان {، فدل على أن ذلك جائز على الأنبياء من حيث الجملة.
وروى الشعبي: أنه عليه السلام كان يقضي القضية، وينزل القرآن - بعد ذلك - بغير ما قضى به، فيترك ما كان قضى به على حاله، ويستقبل ما نزل به القرآن، والحكم بغير القرآن لا يكون إلا بالاجتهاد، وقال عليه السلام في قضية (مكة):(لا يختلى خلاها، ولا يعضد شجرها)، فقال
العباس: (إلا الإذخر)؟، فقال عليه السلام:(إلا الإذخر)، والحالة لا تحتمل نزول الوحي، فكان الاستثناء بالاجتهاد.
قال الغزالي ي (المستصفى): (الصحيح جواز الاجتهاد عليه صلى الله عليه وسلم.
وكذلك قاله سيف الدين.
قال الغزالي: فإن قلت: إذا قاس عليه السلام فرعًا على أصل، إن قستم على ذلك الفرع، فكيف يجوز القياس على الفرع؟
وإن منعتم، فكيف تمنعون القياس عليه، مع أنه منصوص عليه؟
قلت: يجوز القياس عليه، وعلى كل فرعٍ أجمعت الأمة على إلحاقه بأصل؛ لأنه صار أصلاً بالإجماع، والنص.
وقد جوزه بعض العلماء، وإن لم توجد علة النص.
قال الغزالي: هذا البحث في الجواز، وأما الوقوع فقيل: وقع، وقيل: لا، وقيل بالوقف.
قال: وهو الأصح؛ لأنه لم يثبت فيه قاطع.
قال: واحتجوا على الوقوع بقضية الإذخر، وغيره، والجواب: لعلة كان نزل الوحي ألا يستثنى الإذخر، إلا عند قول العباس، أو كان جبريل عليه السلام حاضرًا، فأشار إليه، فأجابه العباس.