الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودلالة قوله تعالى:} وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدًا إن كل من في السموات والأرض إلا آت الرحمن عبدًا {على أن من ملك ولده عتق عليه، وما أظن أن أهل الحصر عدوًا هذه الآي من أدلة الأحكام. هذا مع اختلافهم في المراسيل، وما أنكره راوي الأصل، وأمثاله.
(فائدة)
قال سيف الدين: وشرط المجتهد أن يكون عالمًا بوجود الله - تعالى - وما يجب له من الصفات
، وما يستحق من الكمالات، وأنه واجب الوجود، حي، قادر، عالم، مريد، متكلم، حتى يتصور منه التكليف، وأن يكون مصدقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الشرائع، وما ظهر على يده من المعجزات؛ ليكون فيما يسنده إليه من الأقوال محقًا، ولا يشترط أن يكون مستند علمه بذلك الدليل المفصل، حتى يتمكن من المناظرة عنه؛ بل الدليل من حيث الجملة.
وأن يكون عالمًا بالمدارك الشرعية، ووجوه الدلالات، واختلاف رتبها، وتقريرها، والانفصال عن الاعتراضات عليها، وإنما يتم ذلك بأن يكون عارفًا بالرواة، وطرق الجرح، والتعديل، والصحيح، والسقيم لا كأحمد ابن حنبل)، و (يحيي بن معين)، وعارفًا بأسباب النزول.
قال الغزالي في (المستصفى): من شرطه أن يكون محيطًا بمدارك الشرع، وأن يكون عدلاً مجتنبًا للمعاصي القادحة في العدالة.
وهذا يشترط لجواز الاعتماد على قوله.
ومن ليس عدلاً لا تقبل فتواه إلا لصحة الاجتهاد، ولا يشترط حفظ جميع مواقع الإجماع، والخلاف، بل كل مسألة يفتى فيها بعلم أن فتواه فيها ليست على خلاف الإجماع، أما بأن يعلم أنه موافق لمذهب ذي مذهب من العلماء، أو يعلم أنها متولدة في عصره لم يكن لأهل الإجماع فيها خوض.
ويشترط فيه أن يعرف حدوث العالم، وافتقاره إلى محدث موصوف بما يجب له - تعالى - من الصفات، وما يستحيل عليه، وأنه متعبد عبادة ببعثة الرسل، ومصدق لهم بالمعجزات، عارفًا بصدق الرسول عليه السلام.
ويكفيه الاعتقاد الجازم؛ إذ به يصير مسلمًا، ولو بالتقليد.
ومن شرطه: أن يكون عارفًا بالناسخ والمنسوخ، في الكتاب، والسنة، ولا يشترط أن يكون ذلك كله على خاطره، بل ينبغي أن يعلم أن تلك الآية والحديث الذي يتمسك به لا نسخ فيه.
********************