المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المعرف باللام من حرف الخاء - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٦

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌الخاء مع المثناة التحتية مشددة

- ‌المعرف باللام من حرف الخاء

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌الدال مع الألف

- ‌الدال مع الثاء المثلثة

- ‌الدال مع الحاء المهملة

- ‌الدال مع الخاء المعجمة

- ‌الدال مع الراء

- ‌الدال مع العين المهملة

- ‌الدال مع الفاء

- ‌الدال مع اللام

- ‌الدال مع الميم

- ‌الدال مع الواو

- ‌الدال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من الدال المهملة

- ‌حرف الذال أي المعجمة

- ‌الذال مع الألف

- ‌الذال مع الموحدة

- ‌الذال مع الراء

- ‌الذال مع الكاف

- ‌الذال مع الميم

- ‌الذال مع النون

- ‌الذال مع الهاء

- ‌الذال مع الواو

- ‌الذال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرّف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الراء

- ‌الراء مع الألف

- ‌الراء مع الباء الموحدة

- ‌الراء مع الجيم

- ‌الراء مع الحاء المهملة

- ‌الراء مع الدال المهملة

- ‌الراء مع السين المهملة

- ‌الراء مع الضاد المعجمة

- ‌الراء مع الغين المعجمة

- ‌الراء مع الفاء

- ‌الراء مع الكاف

- ‌الراء مع الميم

- ‌الراء مع الهاء

- ‌الراء مع الواو

- ‌الراء مع الياء آخر الحرف

- ‌المعرف باللام من الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌الزاي مع الألف

- ‌الزاي مع الراء

- ‌الزاي مع الكاف

- ‌الزاي مع الميم

- ‌الزاي مع الواو

- ‌الزاي مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف السين المهملة

- ‌السين مع الألف

- ‌السين مع الباء الموحدة

- ‌السين مع المثناة الفوقية

- ‌السين مع الجيم

- ‌السين مع الحاء المهملة

- ‌السين مع الخاء المعجمة

- ‌السين مع الدال المهملة

- ‌السين مع الراء

- ‌السين مع الطاء

- ‌السين مع العين المهملة

- ‌السين مع الفاء

- ‌السين مع اللام

- ‌السين مع الميم

- ‌السين مع الواو

- ‌السين مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌الشين مع الألف

- ‌الشين مع الموحدة

- ‌الشين مع الراء

- ‌الشين مع العين المهملة

- ‌الشين مع الفاء

- ‌الشين مع الميم

- ‌الشين مع الهاء

- ‌الشين مع الواو

- ‌الشين مع الياء آخر الحروف

- ‌المحلي بالألف

- ‌حرف الصاد

الفصل: ‌المعرف باللام من حرف الخاء

‌المعرف باللام من حرف الخاء

4104 -

" الخازن الأمين الذي يعطي ما أمر به كاملا موفَّرَا طيبة به نفسه، فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين"(حم ق د ن) عن أبي موسى (صح).

(الخازن) أي الحافظ لمال من يخرج الصدقة من ملك وغيره. (المسلم الأمين الذي يعطي ما أمر به) مغير صيغة أي ما أمره به من هو خازن له (كاملا موفَّرَا) بتشديد الفاء تأكيد للكامل أو الكامل الوافي، والموفر: المزيد فيه. (طيبة به نفسه) بالسماحة والرضا. (فيدفعه) عطف على يعطي وعطفه بالفاء إشارة إلى المسارعة بالدفع. (إلى الذي أمر له به) مغير صيغة أيضًا أي أمر الآمر له به بالدفع والإتيان به بعد: "يعطي" إرشاد إلى أنه يتولى الإعطاء والدفع بنفسه من غير واسطة ليكون أكمل بهبته. (أحد المتصدقَين) بصيغة التثنية وهو خبر الخازن وجوز القرطبي روايته بصيغة الجمع، والمراد أن الخازن المتصف بالإِسلام؛ لأن الكافر لا قربة له وبالأمانة لأن الخائن مأزور لا مأجور وتطيبه النفس ليحصل له النية مثل أجر الأمر المالك للمال كما يفيده ظاهر الحديث، ويحتمل أن له أجرًا أصح به أن يقال له: متصدق ولا يبلغ أجر المالك [2/ 478]، للمالك نظير قوله: القلم أحد اللسانين فالذي يتصدق بماله أجره مضاعف أضعافا كثيرة والخازن له عشر حسنات. (حم ق د ن)(1) عن أبي موسى).

4105 -

"الخاصرة عرق الكلية، إذا تحرك أذى صاحبها فداوها بالماء الْمُحْرَق والعسل". الحرث وأبو نعيم في الطب عن عائشة.

(1) أخرجه أحمد (4/ 409) والبخاري (2319) ومسلم (1023) وأبو داود (1684) والنسائي (2/ 41).

ص: 44

(الخاصرة) بالصاد المهملة والراء، وقال في الفردوس: الخاصرة وجع الخصر وهو الجنب. (عرق الكلية) أي وجع الكلية. (إذا تحرك أذى صاحبها فداوها بالماء الْمُحْرَق) اسم مفعول من حرق بالحاء والراء والقاف أي المغلي على النار. (والعسل) لم يذكر الكيفية وكأنه يخلط الماء بالعسل ويشرب. (الحارث وأبو نعيم (1) في الطب عن عائشة)، قال ابن الجوزي: لا يصح فيه: الحسين بن علوان، قال ابن عدي: يضع الحديث انتهى وأفرده الحاكم عن عائشة بهذا اللفظ، وقال: صحيح، وأقره الذهبي، إلا أنه أشار في الميزان إلى أنه: خبر منكر لا يكاد يُعرف.

4106 -

"الخال وارث". ابن النجار عن أبي هريرة.

(الخال وارث) أي بالخؤولة لمن لا عصبة له ولا ذو سهم كما بينه الحديث الثاني والحديث دليل على توريث ذوي الأرحام وهو كلام الجماهير ومن لم يورثهم أول الحديث بأنه من باب قولهم: الجوع زاد من لا زاد له وبعضهم بأن المراد أنه يرث ماله؛ لأنه أولى به من سائر المسلمين وقيل أراد به السلطان لأنه يسمى خالا انتهى، قلت: بطلان هذه التآويل لا يفتقر إلى الدليل. ابن النجار (2) عن أبي هريرة) ورواه الدارقطني عن أبي هريرة أيضاً بلفظه وفيه شريك عن ليث وفيهما كلام يسير من جهة حفظهما ذكره الفرياني.

4107 -

"الخال وارث من لا وارث له"(ت) عن عائشة (عن) عن أبي الدرداء.

(1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (556) كما في زوائد الهيثمي، والحاكم (4/ 225، 449)، وابن عدي في الكامل (2/ 359)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 79)، وانظر العلل المتناهية (2/ 879، 880)، وميزان الاعتدال (1/ 542) وضعفه في ضعيف الجامع (2934) والضعيفة (1223).

(2)

أخرجه الدارقطني (4/ 86)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3337)، والصحيحة (1848).

ص: 45

(الخال وارث من لا وارث له) أي من ذي سهم وعصبة. (ت) عن عائشة (عن)(1) عن أبي الدرداء) قال الترمذي: غريب ورواه أيضاً أبو داود.

4108 -

"الخالة بمنزلة الأم". (ت ق) عن البراء (د) عن علي (صح).

(الخالة بمنزلة الأم) في الحضانة عند فقد الأم وأمهاتها لأنها تقرب من الأم في الحنو والشفقة فلها حق في الحضانة ولا دليل فيه على أنها ترث لأنه ما سيق الحديث إلا لبيان استحقاقها الحضانة إلا أنه قد يقال العبرة عموم اللفظ لا خصوص السبب. (ت ق) عن البراء (د)(2) عن علي) عليه السلام.

4109 -

"الخالة والدة". ابن سعد عن محمَّد بن علي مرسلاً.

(الخالة والدة) أي بمنزلتها في وجوب برها واستحقاقها الحضانة عند فقدها وسائر مال الأم غير الميراث، هذا وقد أخذ منه أن الخالة مقدمة على العمة في الحضانة وأخذ منه الذهبي ومما قبله أن عقوق الخالة كبيرة. (ابن سعد (3) عن محمَّد بن علي مرسلاً) وقد رواه الطبراني عن أبي مسعود مرفوعاً قال الهيثمي: قيس بن الربيع أحد رواته مختلف فيه وبقية رجاله ثقات.

4110 -

"الخبث سبعون جزءًا: للبربر تسعة وستون جزءًا، وللجن والإنس جزء واحد". (طب) عن عقبة بن عامر.

(الخبث) بضم الخاء وسكون الموحدة الفجور ويروى بالباء الموحدة

(1) أخرجه الترمذي (2104) عن عائشة والعقيلي في الضعفاء (4/ 263) عن أبي الدرداء، وأبو داود (2899) عن المقدام، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3338).

(2)

أخرجه البخاري (4251)، والترمذي (1904) عن البراء، وأبو داود (2280) عن علي كرم الله وجهه.

(3)

أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 35) عن محمَّد بن علي مرسلاً، والطبراني في الكبير (17/ 243)(677) عن أبي مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 323)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3340).

ص: 46

عوض المثلثة وهو الخداع والمكر كذا في مسند الفردوس. (سبعون جزءا: للبربر) تقدم أنهم بموحدتين ورائين بزنة جعفر قوم من أهل المغرب كالأعراب في القسوة والغلظة. (تسعة وستون جزءا، وللجن والإنس جزء واحد) والحديث تحذير من البربر. (طب)(1) عن عقبة بن عامر) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الحكم لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف.

4111 -

"الخبز من الدرمك". (ت) عن جابر.

(الخبز من الدرمك) بفتح الدال المهملة وسكون الراء وهو الدقيق الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لين ونعومة وأصل هذا أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال: "درمكة بيضاء" فجاء اليهود فسألهم فقالوا: خبزة فقال: "الخبز من الدرمك". (ت)(2) عن جابر) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

4112 -

"الخبر الصالح يجيء به الرجل الصالح، والخبر السوء يجيء به الرجل السوء". ابن منيع عن أنس.

(الخبر الصالح) أي الدال على الخير والصادق. (يجيء به الرجل الصالح) أي التقي أي أن خبر التقي مظنة ذلك (والخبر السوء) أي الذي يسوء المخبر به والكاذب (يجيء به الرجل السوء) لأن: "كل إناء بالذي فيه ينضح" فإنه لا يخزن الخير إلا الخيّر ولا يأتي بالشر إلا الشِّرِّير وفيه أنه يترتب من الصالح خبر الخير ومن السوء خبر الشر (ابن منيع (3) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً [2/ 479].

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 299)(824)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 234)، وضعفه في ضعيف الجامع (2935)، والضعيفة (2535).

(2)

أخرجه الترمذي (3327)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 399، 412)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2937).

(3)

أخرجه الديلمي في الفردوس (3001)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2936)، وقال في الضعيفة (455): موضوع.

ص: 47

4113 -

"الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء". (حم) عن والد أبي المليح (طب) عن شداد بن أوس وعن ابن عباس.

(الختان سنة للرجال) أي طريقة من طرائقهم المشروعة ولا دليل في هذا على أنه سنة ولا واجب لأن السنة في مقابلة الواجب اصطلاح جديد لا يفسر به كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وتقدم الكلام هل سنة أو واجب، قال الرازي: وحكمته أن الحشفة قوية الحس ما دامت مستوره بالقلفة يقوي بها اللذة عند المباشرة فإذا قطعت صلبت الحشفة فضعفت اللذة وهو اللائق بشرعنا فقليل اللذة لا قطعها توسطا بين الإفراط والتفريط. (ومكرمة للنساء) أي إكرام في حقهن وحكمة فيهن حكمة في الرجال. (حم)(1) عن والد أبي المليح) فيه حجاج بن أرطأة قال الذهبي: ضعيف لا يحتج به، (طب) عن شداد بن أوس وعن ابن عباس) قال الهيثمي: ضعيف منقطع وأقره الذهبي قال العراقي: سنده ضعيف.

4114 -

"الخراج بالضمان". (حم 4 ك) عن عائشة.

(الخراج بالضمان) قال ابن حجر في تحفته: أن رجلاً ابتاع غلاما فاستعمله مدة ثم رأى فيه عيبا وأراد رده فقال البائع: يا رسول الله: قد استعمل غلامي فقال صلى الله عليه وسلم: "الخراج بالضمان". قال القاضي: الخراج اسم ما يخرج من الأرض ثم استعمل في منافع الأملاك كريع الأراضي وغلة العبيد والحيوانات فالباء متعلقة بمحذوف أي مستحق بسبب الضمان والمعنى: أن الغلة بإزاء الضمان فمن كان ضمان المبيع عليه كان خراجه له وكما أن المبيع لو تلف أو نقص في يد المشتري فهو في عهدته وقد تلف ما تلف على ملكه ليس على بائعه شيء

(1) أخرجه أحمد (5/ 75) عن والد أبي المليح، والطبراني في الكبير 7/ 273 (7112) عن شداد بن أوس (11/ 233)(11590) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2938)، والضعيفة (1935).

ص: 48

فكذا لو زاد وحصل منه غلة فهي له لا للبائع وإذا فسخ البيع فالغنم لمن عليه الغرم، قال شيخ الإِسلام زكريا في شرح الروض: وأورد عليه المغصوب والمبيع قبل قبضه فإن كلا منهما لو تلف تحت ذي اليد ضمنه وليس له خراجه، وأجيب عنهما: بأن الضمان معتبر هنا بالملك لأنه الضمان المعهود في الخبر ووجوب الضمان على ذي اليد في الغصب ليس بكونه ملكه بل بوضع يده على ملك غيره بطريق تطمئن به وعن الثاني أيضاً يقصر الخبر على سببه وهو فيما بعد القبض، واعلم: أن الخبر عام في فوائد الأعيان سواء كانت من المبيع كالنكاح والمهر وغيرهما أو غيرها كالغلة وعليه الشافعية ولغيرهم تفصيل معروف في الفروع (حم 4 ك)(1) عن عائشة) قال الترمذي: حسن غريب، انتهى وحكى البيهقي عنه أنه عرضه على البخاري فأعجبه.

4115 -

"الخرق شؤم، والرفق يمن". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن ابن شهاب مرسلا.

(الخرق) بالضم والسكون هو الحمق والجهل. (شؤم) أي على المتخلق به يوقعه في الشر. (والرفق) هو اللين ولطف الجانب. (يمن) على المتخلق به ينال به البركة والخير. (ابن أبي الدنيا (2) في ذم الغضب عن ابن شهاب مرسلاً) هو الزهري تقدم ذكره.

4116 -

"الخضر هو إلياس". ابن مردويه عن ابن عباس.

(الخضر هو إلياس) بكسر الهمزة قال السهيلي الأصح أن إلياس مصدر سمي به ضد الرجاء ولامه للتعريف وهمزته همزة وصل وقيل قطع انتهى،

(1) أخرجه أحمد (6/ 49، 237)، وأبو داود (3508)، والترمذي (1285)، والنسائي (4/ 11)، وابن ماجة (2243) والحاكم (2/ 18، 19).

(2)

عزاه في الكنز (34046) لابن أبي الدنيا في ذم الغضب، وانظر فيض القدير (3/ 504)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2939).

ص: 49

والمراد أن الخضر كنيته واسمه إلياس وهو غير إلياس المشهور الآتي في الحديث التالي ولا مانع من الاشتراك في الاسم لكن هذا اشتهر بلقبه وذاك باسمه ومن فهم الاتحاد فقد وهم فإنهما غيران بلا شك وللناس خلاف طويل في اسم الخضر فقيل إنه إلياس أخذا بهذا، والأكثر أن اسمه بليا وقيل إليا وقيل إليسع وقيل عامر وقيل أجمد، حكاه القشيري ونوزع وفي أبيه خلاف طويل قيل إنه لآدم لصلبه وقيل لقابيل وقيل إنه من الملائكة وهو من غريب الأقوال. (ابن مردويه (1) عن ابن عباس) فيه من لا يعرف.

4117 -

"الخضر في البحر: وإلياس في البر، يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج، ويحجان ويعتمران كل عام، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل". الحارث عن أنس.

(الخضر في البحر) أي معظم إقامته فيه. (وإلياس في البر، يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج) الذي حكى الله قصته في كتابه. (ويحجان ويعتمران كل عام، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل) تمامه: "طعامهما ذلك" انتهى، قيل إنه حديث ضعيف إلا أنه يتقوى بوروده من عدة طرق وألفاظ [2/ 480]، مختلفة في المستدرك وغيره وفيها أن طول الخضر ثلاثمائة ذراع وأنه اجتمع بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وأكل معه وأنزلت عليهما مائدة من السماء فيها خبز وحوت وكرفس وفيها أنهما يصومان رمضان بالقدس وفيها أن إلياس يعمر مع الخضر وأنه يبقى إلى آخر الدنيا، ثم الناس مختلفون في حياة الخضر فالمحققون كابن تيمية (2) وغيره أنه ليس بحي،

(1) عزاه في الكنز (34046) لابن مردوية، وانظر الإصابة (1/ 110)، وفيض القدير (3/ 504)، والديباج (1/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2941).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى (27/ 101)، والرد على المنطقيين (صـ 185).

ص: 50

وللمصنف رسالة في ذلك. الحارث (1) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً.

4118 -

"الخط الحسن يزيد الحق وضحا". (فر) عن أم سلمة.

(الخط) أي الكتابة. (الحسن) هو الواضح الجلي الظاهرة حروفه المفصلة كلماته. (يزيد الحق) الذي يرقم به. (وضحا) بتحريك العين بالفتح وفي رواية وضوحا، وذلك لأنه يبسط القاري إلى تأمله وتجريد الهمة بالنظر فيه وتدبره ويقال: الخط الحسن وشي محبوب وذهب مسبوك متنزه الألحاظ ومجتبى الألفاظ، ويقال تسويد بخط الكاتب أملح من توريد بحد الكاعب، قالوا يجب على من إذا حفظ العلم أن يعتني بأمرين حفظ تقويم الحروف على أشكالها الموضوعة لها وضبط ما اشتبه منها والنقط والشكل المميز وما زاد على هذين من تحسين الخط وملاحة نظمه زيادة حذق بصنعته وليس شرط في صحته. (فر)(2) عن أم سلمة)، قال في الميزان: هذا خبر منكر.

4119 -

"الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله". (ع) والبزار عن أنس (طب) عن ابن مسعود.

(الخلق كلهم عيال الله) أي فقراؤه وهو الذي يعولهم قال العسكري: هذا على المجاز والتوسع لأنه لما كان المتضمن لأرزاق العباد الكافل لها كان الخلق كعالة. (فأحبهم إلى الله) أي أكثرهم محبوبية. (أنفعهم لعياله) بالهداية لمعالم الدين والقيام بمصالحهم والرفق والحنو بهم وأنواع نفعهم غير منحصرة ولا مجهولة قال أبو العتاهية في معناها:

الخلق كلهم عيال الله تحت ظلاله

فأحبهم برا إليه أبرهم بعياله

(1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (926)، والديلمي في الفردوس (3000)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2940): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2994)، وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 60)، وانظر الميزان (4/ 14)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2942)، والضعيفة (3587).

ص: 51

(ع) والبزار (1) عن أنس) قال الهيثمي: فيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك (طب) عن ابن مسعود) قال ابن الجوزي: حديث: لا يصح، وقال الهيثمي: فيه ابن عمير وهو أبو هارون القرشي: متروك.

4120 -

"الخلق كلهم يصلون على معلم الخير، حتى نينان البحر". (فر) عن عائشة.

(الخلق كلهم يصلون على معلم الخير) أي يدعون له وأراد بالخير العلم الشرعي كما بينته رواية أخرى. (حتى نينان) بكسر النون وسكون المثناة التحتية فنون بعد ألفه نون جمع نون أي حيتان. (البحر) وذلك لأن نفعه يعم كل حيوان" حتى من هو مأمور بقتله لأنه يعلمهم أنهم إذا قتلوا أحسنوا القتلة وإذا ذبحوا أحسنوا الذبحة وفيه ما في نظائره من الدليل على أن للحيوانات إدراكا للأمور الدينية. (فر)(2) عن عائشة) وكذا أبو نعيم وفيه شاذ بن فياض أورده الذهبي في الضعفاء (3) عن الحارث بن شبل (4) وقد ضعفه الدارقطني.

4121 -

"الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل". (طب) عن ابن عباس.

(الخلق) بضم الخاء. (الحسن يذيب الخطايا) عن صاحبه (كما يذيب الماء الجليد) هو الثلج فإنه إذا وضع في الماء ذاب وذلك لأنه ينقب على صنائع

(1) أخرجه أبو يعلى (3315، 3370، 3478)، والحارث بن أبي أسامة (911)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 191)، والطبراني في الكبير (10/ 86)(10033) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 191)، والعلل المتناهية 2/ 536، وقال في ضعيف الجامع (2946)، والضعيفة (3590): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 193)، والديلمي في الفردوس (2996)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3343).

(3)

انظر الميزان (3/ 359)، والمغني (1/ 293).

(4)

انظر المغني (1/ 141).

ص: 52

المعروف وهي تمح الخطايا. (والخلق السوء يفسد العمل) أي الصالح. (كما يفسد الخل العسل) لأنه يغير طعمه من الحلوة الصرفة المحبوبة إلى خلافها ويغير أيضاً لونه، وفيه أن الخلق السوء في عالم المثال حامض والعمل الصالح حلو (طب)(1) عن ابن عباس فيه عيسى بن ميمون المديني وهو ضعيف ذكره الهيثمي ورواه عنه أيضاً البيهقي في الشعب وضعفه المنذري وغيره.

4122 -

"الخلق الحسن زمام من رحمة الله". أبو الشيخ في الثواب عن أبي موسى.

(الخلق الحسن زمام) بكسر الزاي ما يزم به البعير في أنفه ينقاد به فشبه الخلق الحسن بقيادته لصاحبه إلى كل خير بالزمام وكل زمام من أصل يوجد فيه من خيط أو جلد فأبان أنه. (من رحمة الله) وأن برحمة الله ينقاد العبد لكل خير وهذا الذي ذكره المصنف صدر من الحديث وتمامه: [2/ 481]، عند مخرجه بعد قوله من رحمة الله في أنف صاحبه والزمام بيد الملك يجره إلى الخير والخير يجره إلى الجنة وأن الخلق السيئ زمام من عذاب الله عز وجل في أنف صاحبه والزمام بيد شيطان والشيطان يجره إلى الشر والشر يجره إلى النار، انتهى بلفظه، وما كان يحسن حذفه وإن جاز (أبو الشيخ (2) في الثواب عن أبي موسى) وأخرجه الحاكم والبيهقي في الشعب عن أبي موسى بلفظه من طريقين وقال: كلاهما ضعيف.

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 319)(10777)، والديلمي في الفردوس (2991)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 24)، والترغيب والترهيب (3/ 276)، وقال في ضعيف الجامع (2945)، والضعيفة (441): ضعيف جدًا.

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2993) والبيهقي في الشعب (8037) وعزاه في الكنز (5135) إلى أبي الشيخ في الثواب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2943)، والضعيفة (3588).

ص: 53

2123 -

"الخلق الحسن لا ينزع إلا من ولد حيضة، أو ولد زنية". (فر) عن أبي هريرة.

(الخلق الحسن لا ينزع إلا من ولد حيضة) أي ممن جامع زوجته في حال حيضها وعلقت به. (أو ولد زنية) بكسر الزاي، قال في الفردوس: ويقال زَنية بفتحها فإنه إذا تخلق من ماء حرام ساء خُلُقه لخبث أصله. (فر)(1) عن أبي هريرة) فيه بشر بن رافع، قال الذهبي (2): ضعيف باتفاق.

4124 -

"الخلق وعاء الدين". الحكيم عن أنس.

(الخلق وعاء الدين) أي إناؤه الذي يجتمع فيه فإن كان وعاء صالحاً لا خلل فيه حفظ الدين ولم يفسده وإن اختل أفسده كما تقدم قريبا وتشبيهه بالإناء في غاية الحسن لأنه يحيط به من جوانبه كلها وفيه مبالغة في كون الخلق الحسن من الدين. (الحكيم (3) عن أنس) إلا أنه لم يذكر له سندا بل علقه فإطلاقه العزو إليه غير صواب لأنه لا يكون إلا في المسند.

4125 -

"الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر، من شربها وقع على أمه، وخالته، وعمته". (طب) عن ابن عباس (صح).

(الخمر أم الفواحش) أي تجمعها إليها تؤول وعنها تنشأ. (وأكبر الكبائر) أي من أكبرها لما تقدم من أن أكبر الكبائر الشرك بالله تقدم في الهمزة في أكبر وبيّن بعض ما ينشأ منها من الكبائر بقوله: (من شربها وقع على أمه، وخالته، وعمته) أي جامع أحد من ذكر أو كلهن إقداما منه على عظيم المعصية لشدة

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2992)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 24)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2944)، والضعيفة (3589).

(2)

انظر: المغني (1/ 105).

(3)

أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 44، 45)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2947).

ص: 54

العربدة أو المراد أنه ينشأ عنه تساهله في الدين حتى يفعل هذا القبيح مستحقراً لقبحه والمراد التحذير منها لأنها مفتاح كل شر. (طب)(1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف فرمز المصنف لصحته غير صحيح.

4126 -

"الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر، ومن شرب الخمر ترك الصلاة، ووقع على أمه وعمته وخالته". (طب) عن ابن عمر.

(الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر، ومن شرب الخمر) وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في تهجين حال شاربها وتقريبا لذكر اسمها من مفسدتها التي هي. (ترك الصلاة) لأنه يزول عقله أو لأنه يتساهل فيها لأن المعصية تجرئه على المعصية ويحتمل أن المراد أنه ترك الصلاة المقبولة لما يأتي أنها لا تقبل صلاته أربعين يوما وإن فعل الصلاة فهو كلا فعل. (ووقع على أمه وعمته وخالته) أي مثلا فيشمل غيرهن بالأولى وفيه بيان أشدية قبح الخمر وأنه ينفتح به كل باب من الشر. (طب)(2) عن ابن عمرو) وهو ابن العاص.

4127 -

"الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة". (حم م 4) عن أبي هريرة (صح).

(الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة) يراد بالخمر هنا ما يخامر العقل ويزيله لأن الخمر اللغوي هي التي من ماء العنب ولا تكون من النخلة والغرض من الحديث بيان حكم الخمر المحرمة، قال الطيبي وقوله من هاتين بيان لحصولها منهما غالبًا وليس للحصر لخلو التركيب عن أداته. وقال ابن

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 164)(11372)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 67)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3345)، والصحيحة (1853).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ رقم 11372) عن ابن عباس، وانظر فيض القدير (3/ 507)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2948).

ص: 55

العربي: هذا بيان من المصطفى صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة إذ لم يكن عندهم مشروب إلا من هذين النوعين وكان عند غيرهم من كل مطعوم فعند قوم من بر وعند آخرين من ذرة وعند آخرين من أرز وغيرها، فخاطب أولئك بقوله إن من الزبيب خمرا وإن من البر خمرًا وإن من الشعير خمرا إلى آخره، وقال القرطبي (1): هذا الحديث حجة للجمهور على تسمية ما يعصر من غير العنب بالخمر إذا أسكر. (حم م 4)(2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري.

4128 -

"الخمر أم الخبائث، فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوما، فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية ". (طس) عن ابن عمرو (صح).

(الخمر أم الخبائث) أي من الأفعال والأقوال. (فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوما) قيل لأنها تبقى في عظامه وثؤثر في قلبه هذا المقدار من المدة فلا يأتي بصلاة تقبل وإن أخرت على الفرق بينهما. (فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية) أي على ضلالة كما يموت أهل الجاهلية. (طس)(3) عن ابن عمرو) فيه الحكم بن عبد الرحمن البجلي (4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: مختلف فيه انتهى والمصنف رمز لصحته ورواه الدارقطني عن ابن عمر بلفظه وفيه الحكم بن عبد الرحمن بن أنعم ضعفه [2/ 482] ابن معين وقال أبو حاتم: صالح.

4129 -

"الخلافة في قريش، والحكم في الأنصار، والدعوة في الحبشة، والجهاد والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد". (حم طب) عن عتبة بن عبد (ح).

(1) انظر: فتح الباري (10/ 39).

(2)

أخرجه أحمد (2/ 408، 409، 517)، ومسلم (1985)، وأبو داود (3678)، والترمذي (1875)، والنسائي (3/ 210، 4/ 181)، وابن ماجة (3378).

(3)

أخرجه الطبراني في الأوسط (3667)، والدارقطني (4/ 247)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3344).

(4)

انظر الميزان (2/ 342).

ص: 56

(الخلافة في قريش) أي الخلافة على الأمة من خلفاء الجور والعدل كائنة في قريش والحديث حمله الناس على أن المراد الحق لهم فيها وأنه لا يجوز نصب غيرهم، وحمله آخرون على أنه إخبار بما يكون وأنها لا تخرج عنهم الخلافة مع جواز نصب غيرهم ممن يكمل بالنصب قالوا وإلا لزم أن لا يصح في قرائنه وهو قوله:(والحكم في الأنصار، والدعوة) أي الأذان. (في الحبشة) ولا يقوله الجمهور وإنما جعل الحكم في الأنصار لأن أكثر الفقهاء في عصره منهم كمعاذ وغيره وجعل الأذان في الحبشة لأن بلالا منهم مؤذنه، قال في الفردوس: الدعوة الأذان والحكم التفقه والقضاء لأن أكثر فقهاء الصحابة من الأنصار انتهى. ويحتمل أنه إعلام بأن هؤلاء الثلاثة الأصناف هم الأولون بالاتصاف بما ذكر من الثلاث الصفات يتصفون بالأولية إلى آخر الدهر ويكون ذلك فضيلة لهم أنهم هم السابقون إلى خصال الكمال. (والجهاد والهجرة في المسلمين) أي كائنة في صفاتهم وما فرض عليهم. (والمهاجرين بعد) بالضم بقطعه عن الإضافة أي بعد عصري والمراد أن الجهاد والهجرة بعد عصره فإنها فرضهم وفيه تأييد للاحتمال الذي قدمناه فإنه ما أتي به إلا لأن الأظهر من قوله: "والجهاد

إلى آخره" أي في زمنه كما أن المراد بالأذان والحكم والخلافة بالنظر إلى من قرب عصرها منه كأنها فيه. (حم طب)(1) عن عتبة بن عبد) صحابي (2) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات.

4130 -

"الخلافة بالمدينة والملك بالشام"(تخ ك) عن أبي هريرة رضي الله عنه (صح).

(الخلافة بالمدينة) أي خلافة النبوة تكون لمن بويع في المدينة كالخلفاء

(1) أخرجه أحمد (4/ 185)، والطبراني في الكبير (17/ 121)(298)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 192)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3342)، والصحيحة (1851).

(2)

انظر: الإصابة (5/ 258).

ص: 57

الأربعة أما الحسن السبط فهو وإن بويع في العراق فإن إمامته ثابتة بالنص. (والملك بالشام) أي من بويع به كمعاوية وبني أمية وبني العباس. (تخ ك)(1) عن أبي هريرة) رضي الله عنه رمز المصنف لصحته.

4131 -

"الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك". (حم ت ع حب) عن سفينة (صح).

(الخلافة) قال ابن حجر (2): أراد بالخلافة خلافة النبوة وأما معاوية ومن بعده فعلى طريقة الملوك وليسوا خلفاء.

(بعدي في أمتي ثلاثون سنة) قالوا لم يكن في الثلاثين إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن السبط عليهما السلام فمدة أبي بكر رضي الله عنه: سنتان وثلاثة أشهر وعشرة أيام، ومدة عمر رضي الله عنه: عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام، ومدة عثمان رضي الله عنه: إحدى عشرة سنة وإحدى عشرة شهرًا وستة أيام، وعلي: أربع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيام، قلت: وعلى هذا فأيام الحسن السبط رضي الله عنه ستة أشهر ناقصة أربعة أيام كملت بها ثلاثون سنة. (ثم ملك بعد ذلك) أي يصير الأمر إلى ملوك ليسوا على خلافة النبوة فإنه لا يصدق اسم الخلافة إلا على من قام بالسنة والكتاب، وخرج البيهقي في المدخل (3) عن سفينة أن أول الملوك معاوية وقال جار الله (4): افتتحوا يعني الخلفاء الأربعة المشرق والمغرب ومزقوا ملك الأكاسرة وملكوا خزائنهم واستولوا على الزمام ثم خرج الدين على خلاف

(1) أخرجه البخاري في التاريخ (1807)، والحاكم (3/ 75)، وانظر العلل المتناهية (2/ 766)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2949)، والضعيفة (1188).

(2)

فتح الباري (12/ 392).

(3)

أخرجه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (رقم 30).

(4)

الكشاف (1/ 847).

ص: 58

سيرتهم فكفروا بتلك الأنعم ففسقوا وذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة

" إلى آخره. (حم ت ع حب)(1) عن سفينة) ورواه أبو داود عنه والنسائي رمز المصنف لصحته.

4132 -

"الخوارج كلاب النار". (حم هـ ك) عن ابن أبي أوفى (حم ك) عن أبي أمامة.

(الخوارج) جمع خارجي وهم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بعد التحكيم وقد استوفينا طرفا من أحوالهم في الروضة الندية شرح التحفة العلوية وهم الموارق كما سماهم المصطفي صلى الله عليه وسلم بذلك في عدة أخبار كفَّروا الوصي أخزاهم الله وفضائحهم عديدة ولذا أخبر عنهم الصادق بأنهم. (كلاب النار) أي يدخلونها في صورة الكلاب زيادة في إهانتهم وعدائهم وذلك أنهم حرفوا كتاب الله وأخرجوا المسلمين عن الإِسلام بأدنى ذنب فغير الله خلقتهم إلى أقبح خلقة. وسئل الوصي (2) -كرم الله وجهه- عنهم هل كفار؟ فقال: من الكفر فَرّوا، فقيل: أمنافقون؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً وهؤلاء يذكرونه بكرة وأصيلا، قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا وقضاياهم قد [2/ 483] استوفاها المبرد في الكامل (3). (حم هـ ك) (4) عن ابن أبي أوفى) هو من حديث الأعمش قال: قال أحمد الأعمش لم يسمع من ابن أبي أوفى، (حم ك) عن أبي

(1) أخرجه أحمد (5/ 221)، وأبو داود (4646)، والترمذي (2226)، والنسائي (5/ 47)، وابن حبان (15/ 34)(6657)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3341).

(2)

قد أكثر المؤلف من ذكر لفظ الوصي وإطلاقه على علي بن أبي طالب، وقلنا لا يجوز اقلاقه عليه حسب معتقدهم، راجع للتفصيل المقدمة.

(3)

انظر: الكامل في اللغة والأدب للمبرد (ص: 229).

(4)

أخرجه أحمد (4/ 355)، وابن ماجة (173)، والحاكم (2/ 163) عن ابن أبي أوفى، وأحمد (5/ 250)، والحاكم (3/ 163) عن أبي أمامة، وانظر الموضوعات (1/ 278)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3341).

ص: 59

أمامة)، قال ابن الجوزي: تفرد به المخزومي عن إسماعيل وإسماعيل ليس بشيء، قال أحمد: حدث بأحاديث موضوعة، قال ابن حبان: يضع على الثقات.

4133 -

"الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام البعير". (هـ) عن ابن عباس (ح).

(الخير) أي المال والرزق أو عام فيشمل المغفرة ونحوها. (أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه) مبني للمجهول أي يأكل فيه الضيفان. (من الشفرة إلى سنام البعير) شبه سرعة وصول الخير إلى البيت الذي يأكل فيه الضيفان بسرعة وصول الشفرة إلى سنام البعير لأنه أول ما يقطع ويؤكل لمزيد لذته (هـ)(1) عن ابن عباس) قال العراقي والمنذري: سنده ضعيف، ورمز المصنف له بأنه حسن.

4134 -

"الخير أسرع إلى البيت الذي يغشى من الشفرة إلى سنام البعير". (هـ) عن أنس (ح).

(الخير أسرع إلى البيت الذي يغشى) مجهول أي يغشاه الضيوف. (من الشفرة إلى سنام البعير) في هذا التشبيه هنا وفي الأول سر لطيف هو أنه وازن بين الخلف والبدل وبين فعل الضيف بنحوه البعير لضيفانه. (هـ)(2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف لكن له شواهد.

4135 -

"الخير مع أكابركم". البزار عن ابن عباس (ح).

(الخير) أي البركة كما في رواية أخرى. (مع أكابركم) أي في السنن أو في العلم والعمل وإن كانوا أصغر سناً. البزار (3) عن ابن عباس) ورواه أيضاً

(1) أخرجه ابن ماجة (3357)، وانظر تخريج أحاديث الإيحاء (3/ 188)، والترغيب والترهيب (3/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2951).

(2)

أخرجه ابن ماجة (3356)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2952).

(3)

أخرجه البزار (1256) كما في كشف الأستار، والطبراني في الأوسط (8991)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2955): ضعيف جداً.

ص: 60

الديلمي عنه ورمز المصنف لحسنه.

4136 -

"الخير عادة، والشر لجاجة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين". (هـ) عن معاوية (صح).

(الخير عادة) أي تعود النفس إليه وتحرص عليه أو المراد أنه بالتعود فمن لم يكن في طباعه خير تعوده حتى تمرن عليه والعادة مشتقة من العود إلى الشيء مرة بعد أخرى قال العامري في شرح الشهاب: وأكثر ما تستعمل العرب العادة في الخير وفيما يسر وينفع قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "عوّدوا قلوبكم الرأفة"(1) فحث على تعويده ليؤلف فيسهل يقال: اعترض كلب على طريق عيسى عليه السلام فقال: اذهب عافاك الله، فقيل له تخاطب كلبًا، قال: لساني عودته الخير فتعود، وقال الحكماء: العادة طبيعة خامسة (والشر لجاجة) -بالجمين من اللجاج- أكثر ما يستعمل في المراجعة في الشيء التفسير وشؤم الطبع بغير تدبر عاقبة وسمى فاعله لجوجا كأنه أخذ من لجة البحر وهو أخطر ما فيه فزجرهم المصطفى رضي الله عنه عن عادة الشر بتسميتها لجاجة وميزها عن تعود الخير بالاسم للفرق. (ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) أي يفهمه ويبصره معاني كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لأن ذلك يقوده إلى التقوى والتقوى تقوده إلى الجنة. (هـ)(2) عن معاوية بن أبي سفيان) رمز المصنف لصحته وفيه مروان بن جناح قال في الميزان عن أبي حاتم: لا يحتج به وعن الدارقطني لا بأس به.

4137 -

"الخير كثير، ومن يعمل به قليل". (طس) عن ابن عمرو (ح).

(الخير كثير) أي أسباب نيله واسعة من أفعال وأقوال وتروك. (ومن يعمل به

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 358)، والقضاعي في مسند الشهاب (731)، وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (1179): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه ابن ماجة (221)، وانظر الميزان (6/ 397)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3348)، والصحيحة (651).

ص: 61

قليل) لشغله الكثير بالإقبال على الدنيا ومتاعها وإعراضهم عن النيات التي بها تنقلب المباحات طاعات. (طس)(1) عن عمرو) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه الحسن بن عبد الأول ضعيف.

4138 -

"الخير كثير وقليل فاعله". (خط) عن ابن عمرو (ح).

(الخير كثير وقليل فاعله) هو كما قبله. (خط)(2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه، وفيه أحمد بن عمران الأخنسي (3) قال البخاري: يتكلمون فيه وعطاء بن السائب ثقة ساء حفظه.

4139 -

"الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة لا يقبضها". (طس) عن أبي هريرة. (ح)

(الخير) قد فسرته الأحاديث بأنه الأجر والمغنم. (معقود بنواصي الخيل) أي بذاتها كنى عن الذات بها يقال: فلان مبارك الناصية أي الذات والخير اسم جمع لهذا الجنس المجبول على الاختيار لما خلق فيه من الاعتزاز به وقوة المنة في الاشتراك عليه الذي منه يسمى واحده فرسًا وفي هذه الجملة من البديع التجنيس المضارع وهو ما اختلف المتجانسان بحرف والحرفان متقاربان مخرجا كالراء واللام هنا. (إلى يوم القيامة، والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة) أي في سبيل الله. (لا يقبضها) أي مشابه في أجره من يستمر إنفاقه. (طس)(4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله رجال

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5608)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 125)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2954).

(2)

أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2953)، والضعيفة (1536).

(3)

انظر ضعفاء ابن الجوزي (1/ 82).

(4)

أخرجه الطبراني في الأوسط (3522)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3349).

ص: 62

الصحيح وهو في الصحيحين باختصار النفقة.

4140 -

"الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة". مالك (حم ق ن هـ) عن ابن عمر، (حم ق ن هـ) عن عروة بن الجعد (خ) عن أنس (م ت ن هـ) عن أبي هريرة، (حم) عن أبي ذر، وعن أبي سعيد (طب) عن سوادة بن الربيع، وعن النعمان بن بشير، وعن أبي كبشة (صح).

(الخيل معقود في نواصيها الخير) أي ملازم لها كأنه معقود فيها فهو استعارة مكنية كما ذكره القاضي. (إلى يوم القيامة) أي إلى آخر دار التكليف، فيه إعلام بأن الجهاد لا ينقطع إلى انقطاع دار التكليف. مالك (حم ق ن هـ)(1) عن ابن عمر) [2/ 484] وأخرجه الشافعي أيضاً، (حم ق ن هـ) عن عروة بن الجعد بفتح الجيم وسكون المهملة آخره مهملة (خ) عن أنس (م ت ن هـ) عن أبي هريرة، (حم) عن أبي ذر الغفاري، وعن أبي سعيد الخدري (طب) عن سوادة من الربيع، وعن أبي كبشة وعن النعمان بن بشير قال المصنف: هو متواتر.

4141 -

"الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم". (حم ق ت ن) عن عروة البارقي (حم م ن) عن جرير (صح).

(الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم) قال الطيبي يحتمل كون الخير المفسر بهما استعارة لدنوه وملازمته وخص الناصية لرفعة قدرها وكأنه شبهه بظهوره بشيء محسوس معقود على محل مرتفع وقيل إنه أمر

(1) أخرجه مالك (999)، وأحمد (2/ 49)، والبخاري (2849، 3644)، ومسلم (1871)، والنسائي (6/ 222)، وابن ماجة (2787) عن ابن عمر، وأحمد 4/ 375، والبخاري (2850، 2852، 3119، 3643)، ومسلم (1873)، والنسائي 6/ 222، وابن ماجة (2786) عن عروة بن الجعد، والبخاري (3445) عن أنس، ومسلم (1873)، والترمذي (1636)، والنسائي (6/ 219)، وابن ماجة (2788) عن أبي هريرة، وأحمد (5/ 181) عن أبي ذر، و (3/ 352) عن أبي سعيد، والطبراني في الكبير (7/ 97)(4680) عن سواد بن الربيع، و (22/ 339)(849) عن أبي كبشة.

ص: 63

خاص بناصيتها بدليل النهي عن قصها. (حم ق ت ن)(1) عن عروة هو البارقي (حم م ن) عن جرير) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجه فرسه فذكره.

4142 -

"الخيل معقود في نواصيها الخير واليمن إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، قلدوها، ولا تقلدوا الأوتار". (طس) عن جابر.

(الخيل معقود في نواصيها الخير واليمن) البركة. (إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها، قلدوها) أي قلدوها طلب أعداء الله والدفاع عن المسلمين. (ولا تقلدوها الأوتار) أي طلب أوتار الجاهلية ودخولها التي كانت عليكم والأوتار جمع وتر بالكسر هو الدم وطلب الثأر قيل: وهذا تكلف وتعسف قال النواوي (2): وهو تأويل ضعيف، وقيل: أراد الأوتار جمع وتر القوس أي لا تجعلوا في أعناقها الأوتار فتختنق لأن الخيل ربما رعت الأشجار فنشبت الأوتار ببعض شعبها فتخنقها، وقيل إنما نهاهم عنها لأنهم كانوا يعتقدون أن تقليد الخيل بالأوتار يدفع عنها العين والأذى فيكون كالعوذة لها فنهاهم وأعلمهم أنها لا تدفع ضرراً ولا تصرف حذراً (3). (طس) (4) عن جابر قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة.

4143 -

" (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها، وادعوا لها بالبركة، وقلدوها، ولا تقلدوا الأوتار". (حم) عن جابر.

(1) أخرجه أحمد (4/ 375)، والبخاري (2852)، ومسلم (1873)، والترمذي (1694)، والنسائي (6/ 222) عن عروة البارقي، وأحمد (4/ 361)، ومسلم (1872)، والنسائي (6/ 222) عن جرير بن عبد الله البجلي.

(2)

انظر: فتح الباري (6/ 142).

(3)

انظر شرح السيوطي (6/ 219).

(4)

أخرجه الطبراني في الأوسط (8982)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 259)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3356).

ص: 64

(الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها) أي على نفقتها. (فامسحوا بنواصيها) فإنها محل البركة وفيه أنه يمسح محل البركة كالحجر الأسود والأركان وأوراق المصحف لا ما اعتاده الناس من مسح القبور والأعواد التي عليها المسماة توابيت. (وادعوا لها بالبركة) حال المسح أو مطلقا أي لزيادة بركتها. (وقلدوها) مر تفسيره ويحتمل أن يراد واجعلوا لها قلادة من شعر ونحوه وإليه يرشد قوله: (ولا تقلدوا الأوتار) على أن المراد به وتر القوس، قال ابن حجر (1): في هذه الأخبار كلها ترغيب في الغزو على الخيل وبقاء الإِسلام وأهله إلى يوم القيامة لأن من لازم بقاء الجهاد بقاء المجاهدين وهم المسلمون فهو كحديث: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق"(حم)(2) عن جابر) قال الهيثمي: رجاله ثقات.

4144 -

"الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كباسط يده في صدقة، وأبوابها وأوراثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة". (طب) عن عريب المالكي.

(الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل) بفتح النون وسكون المثناة التحتية أي أصابه الخير وأريد به المغنم. (إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كباسط يده في صدقة) في الأجر. (وأبوابها وأوراثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة) أي تصير كذلك والمراد بهذه كلها ما يأتي قريبا من أنها التي للرحمن تعالى. (طب)(3) عن عريب) بعين مهملة مفتوحة وراء

(1) فتح الباري (6/ 56).

(2)

أخرجه أحمد (3/ 352) وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 259) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3355).

(3)

أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 188)(505)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2956).

ص: 65

مكسورة بن عبد الله المُليكي شامي قال البخاري: له صحبة، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه.

4145 -

"الخيل ثلاثة: ففرس للرحمن، وفرس للشيطان، وفرس للإنسان: فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله، فعلفه وروثه وبوله في ميزانه، وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه، وأما فرس الإنسان يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها، فهي ستر من فقر". (حم) عن ابن مسعود (صح).

(الخيل ثلاثة) أي في حكمها عند الله تعالى. (ففرس للرحمن) أي ارتباطه لمطابقة مراده. (وفرس للشيطان) أي مما يعجبه ارتباطها ومكانه منه سواس الشيطان وخدمه وكفى به إثماً. (وفرس للإنسان) أي حظها مقصور على نفسه في الدنيا لا أجر ولا وزر. (فأما فرس الرحمن) الإضافة للتشريف وفيها أن مرتبطها من خدم الرحمن. (فالذي يرتبط في سبيل الله) ولجهاد أعدائه وإعلاء كلمته. (فعلفه وبوله وروثه في ميزانه) أي في كفة حسنات من ارتبطه تكون أجرا له وتكون في الجنة له مسكاً. (وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه) مبنيان للمجهول، كلمة أو لشك الراوي لأن الراهنة هي المقامرة، وذلك على ما كان عليه الجاهلية بأن يتواضعا بينهما جعلا يستحقه السابق منهما ذكره الزمخشري. (وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها) أي يطلب بها النتاج. (فهي) أي لهذا الثالث. (ستر من فقر) أي تحول بينه وبين الفقر [2/ 485] لارتفاقه بها كما يحول السير بينه وبين الناظرين. (حم) (1) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: رجاله ثقات فإن كان القاسم بن حسان سمع من ابن مسعود فالحديث صحيح.

(1) أخرجه أحمد (1/ 395)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 260)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3350).

ص: 66

4146 -

"الخيل لثلاثة: هن لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفًا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت ولم يرد أن يسقيها كان ذلك له حسنات، ورجل ربطها تغنيا وسترا وتعففا لم ينس حق الله في رقابها وظهورها، فهي له كذلك ستر، ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإِسلام فهي وزر". مالك (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة (صح).

(الخيل لثلاثة) قال في الفتح (1): فهم منه بعضهم الحصر فقال اتخاذ الخيل لا يخرج عن كونه مطلوبا أو مباحا أو ممنوعا فيشمل المطلوب الواجب والمندوب والممنوع والمكروه والمحرم واعترض. (هن لرجل أجر) أي ذات أجر وجعلها نفسه مبالغة كما في الآخرين. (ولرجل ستر) من الفقر. (وعلى رجل وزر) أي إثم. (فأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله) أي أعدها للجهاد. (فأطال لها) أي للخيل حبلها. (في مرج) بسكون الراء وبالجيم أرض واسعة ذات كلأ ترعى فيها سمي به لأنها تمرج فيه أي تسرح وتجيء وتذهب كيف شاءت. (أو روضة) شك من الراوي: وقيل الموضع الذي يكثر فيه الماء فيكون فيه صنوف النبات من الرياحين وغيرها فالفرق بين المرج والروضة أن الأول معد لرعي الدواب والروضة إنما هي للتنزه فيها. (فما أصابت في طيلها) ذلك بكسر الطاء المهملة وفتح التحتية الحبل الطويل الذي تربط به لترعى. (من المرج أو الروضة) من بيان لماء. (كانت له حسنات) يعني لصاحبها بقدر موضع إصابتها في ذلك الحبل الذي تربط فيه. (ولو أنها قطعت طيلها فاستنت)

(1) فتح الباري (6/ 64).

ص: 67

بالسين المهملة فمثناة فوقية فنون مشددة أي غدت ومرجت. (شرفا أو شرفين) أي شوطا أو شوطين سمي شرفا لأن الغازي يشرف على ما يتوجه إليه والشرف العالي من الأرض. (كانت آثارها) بالمد أي مقدار آثارها في الأرض بحوافرها عند غدوها. (وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر) بسكون الهاء وفتحها واحد الأنهار. (فشربت ولم يرد أن يسقيها كان ذلك) أي مقدار ما شربته. (حسنات له) وإذا كان هذا الأجر مع عدم قصده فبالأولى لو قصد ذلك. (ورجل ربطها تغنيا) بفتح المثناة الفوقية فغين معجمة فنون مفتوحة فمثناة تحتية مشددة أي للاستغناء بها عن الناس. (وسترا) من الفقر. (وتعففاً) عن سؤال العباد لما يحصله من نتاجها أو أجرتها أو غيرهما. (لم ينس حق الله في رقابها) بالإحسان إليها في علفها وسقيها وتفقدها والمراد بالرقبة الذات من إطلاق الجزء على الكل كرقبة مؤمنة. (وظهورها، فهي له ستر) تستره عن الفقر. (ورجل ربطها فخراً) أي يفاخر بها غيره. (ورياء) إظهارا للطاعة وباطنه خلافه. (ونواء) بكسر النون والمد أي مناوءة ومعاداة. (لأهل الإِسلام) قيل والواو بمعنى أو فكل واحد مذموم على انفراده. (فهي له وزر) جاء باللام محل على للازدواج. (مالك (حم ق ت ن هـ)(1) عن أبي هريرة).

4147 -

"الخيل في نواصي شقرها الخير". (خط) عن ابن عباس.

(الخيل في نواصي شقرها الخير) أي اليمن والبركة والشقر جمع أشقر والشقرة من الألوان وهي تختلف بالنسبة إلى الإنسان والخيل والإبل ففي الإنسان حمرة صافية مائلة إلى البياض، وفي الخيل حمرة صافية يحمر معها العرق والذنب فإن اسود فهو الكميت وفي الإبل شدة الحمرة، قال العراقي: سبب تفضيله صلى الله عليه وسلم للشقر

(1) أخرجه مالك (958)، وأحمد (2/ 383)، والبخاري (2860)، ومسلم (987)، والنسائي (6/ 216)، وابن ماجة (2788).

ص: 68

من الخيل للتفاؤل بها زاد أحمد في مسنده (1) بعد ما ذكر حديثه وفيه وسألوه: لم فضل الأشقر؟ قال: لأنه كان أول من جاء بالفتح صاحب الأشقر. (خط)(2) عن ابن عباس)، وفيه إسماعيل بن عبد الله قال الذهبي: متروك الحديث.

4148 -

"الخيمة درة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون". (ق) عن أبي موسى (صح).

(الخيمة) أي المذكورة في القرآن في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] قال في الفردوس: لما نزل قوله تعالى {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} قيل: يا رسول الله ما الخيمة؟ فذكره والخيمة هي بيت من بيوت الأعراب مربع (درة مجوفة) بفتح الواو المشددة أي واسعة الجوف. (طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها) أي من زوايا الخيمة. (للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون) أي من أهله لسعتها وكثرة مرافقها. (ق)(3) عن أبي موسى)، ووهم من زعم أنه من أفراد البخاري.

(1) رواه أحمد (4/ 345).

(2)

أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 261)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3351).

(3)

أخرجه البخاري (3243، 4879)، ومسلم (2838).

ص: 69