المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السين مع المثناة الفوقية - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٦

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌الخاء مع المثناة التحتية مشددة

- ‌المعرف باللام من حرف الخاء

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌الدال مع الألف

- ‌الدال مع الثاء المثلثة

- ‌الدال مع الحاء المهملة

- ‌الدال مع الخاء المعجمة

- ‌الدال مع الراء

- ‌الدال مع العين المهملة

- ‌الدال مع الفاء

- ‌الدال مع اللام

- ‌الدال مع الميم

- ‌الدال مع الواو

- ‌الدال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من الدال المهملة

- ‌حرف الذال أي المعجمة

- ‌الذال مع الألف

- ‌الذال مع الموحدة

- ‌الذال مع الراء

- ‌الذال مع الكاف

- ‌الذال مع الميم

- ‌الذال مع النون

- ‌الذال مع الهاء

- ‌الذال مع الواو

- ‌الذال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرّف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الراء

- ‌الراء مع الألف

- ‌الراء مع الباء الموحدة

- ‌الراء مع الجيم

- ‌الراء مع الحاء المهملة

- ‌الراء مع الدال المهملة

- ‌الراء مع السين المهملة

- ‌الراء مع الضاد المعجمة

- ‌الراء مع الغين المعجمة

- ‌الراء مع الفاء

- ‌الراء مع الكاف

- ‌الراء مع الميم

- ‌الراء مع الهاء

- ‌الراء مع الواو

- ‌الراء مع الياء آخر الحرف

- ‌المعرف باللام من الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌الزاي مع الألف

- ‌الزاي مع الراء

- ‌الزاي مع الكاف

- ‌الزاي مع الميم

- ‌الزاي مع الواو

- ‌الزاي مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف السين المهملة

- ‌السين مع الألف

- ‌السين مع الباء الموحدة

- ‌السين مع المثناة الفوقية

- ‌السين مع الجيم

- ‌السين مع الحاء المهملة

- ‌السين مع الخاء المعجمة

- ‌السين مع الدال المهملة

- ‌السين مع الراء

- ‌السين مع الطاء

- ‌السين مع العين المهملة

- ‌السين مع الفاء

- ‌السين مع اللام

- ‌السين مع الميم

- ‌السين مع الواو

- ‌السين مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌الشين مع الألف

- ‌الشين مع الموحدة

- ‌الشين مع الراء

- ‌الشين مع العين المهملة

- ‌الشين مع الفاء

- ‌الشين مع الميم

- ‌الشين مع الهاء

- ‌الشين مع الواو

- ‌الشين مع الياء آخر الحروف

- ‌المحلي بالألف

- ‌حرف الصاد

الفصل: ‌السين مع المثناة الفوقية

‌السين مع المثناة الفوقية

4637 -

" ست خصال من الخير: جهاد أعداء الله بالسيف، والصوم في يوم الصيف، وحسن الصبر عند المصيبة، وترك المراء وأنت محق، وتبكير الصلاة في يوم الغيم، وحسن الوضوء في أيام الشتاء"(طب) عن أبي مالك الأشعري (ض)

(ست خصال من الخير: جهاد أعداء الله بالسيف) خصه لأنه أعم الآلات ولأن الجهاد به أشق من غيره لأنه مناصبة القرن لا أن المراد لا غيره. (والصوم في يوم الصيف) لأنه الفصل الذي يشتد حره ويشق الصبر عن الماء فيه ما لا يشق في غيره. (وحسن الصبر عند المصيبة) أي حسن تلقيها وعدم الجزع على حلولها والرضا بما قدره الله فيها. (وترك المراء) الجدال والخصام. (وأنت محق) أي في جدالك إذ المبطل بجداله آثم. (وتبكير الصلاة في يوم الغيم) أي المبادرة بإيقاعها بعد دخول وقتها، قال في الفردوس: التبكير هنا التقديم في أول الوقت وإن لم يكن أول النهار وذلك لأن تأخيرها مع الغيم مظنة لخروج الوقت قبل أدائها وتقدم مثله في العصر بخصوصه. (وحسن الوضوء في أيام الشتاء) أي إسباغه في شدة البرد في الماء البارد. (فر هب)(1) عن أبي مالك الأشعري) قال البيهقي: عقب إخراجه بحر بن كثير السقاء ضعيف انتهى، وقال الذهبي اتفقوا على ترك بحر وفيه ضعفاء غيره، وقد رمز المصنف بضعفه لذلك.

4638 -

"ست خصال من السحت: رشوة الإِمام وهي أخبث ذلك كله، وثمن الكلب، وعسب الفحل، ومهر البغي، وكسب الحجام، وحلوانه الكاهن". ابن مردويه عن أبي هريرة.

(1) أخرجه البيهقي في الشعب (2755)، والديلمي في المسند (3302)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3243)، والضعيفة (3692).

ص: 377

(ست خصال من السحت) بضم المهملة أي الحرام سمي به لأنه يسحت البركة أي يذهبها. (رشوة الإِمام) مثلث الفاء أي ما يأخذه في مقابلت أن يحق باطلا أو يبطل حقا ومثله الحاكم ويحتمل أنه أريد به المعنى الأصلي اللغوي فيشمله. (وهي أخبث ذلك) الإشارة إلى ما في الذهن مما يذكر لأنه لما قدم لفظ العدد حصل المعدود في ذهن السامع جملة فصحت الإشارة إليه وذكره لأن المراد ما يذكر ولذلك أفرده وأكده بقوله. (كله) لذلك. (وثمن الكلب) ولو معلماً لنجاسته والنهي عن بيعه. (ومهر البغي) أي ما تأخذه الزانية في مقابل الفجور بها سماه مهرا مجازاً. (وعسب الفحل) عسب بالمهملتين أجرة ضراب الفحل لأنه بيع لمائه وهو معدوم. (وكسب الحجام) تقدم أنه أخبث الكسب وتقدم أن بإعطائه صلى الله عليه وسلم للحجام أجره دل على أنه غير محرم. (وحلوان الكاهن) بضم الحاء المهملة مصدر حلوته إذا أعطيته أصله من الحلواه شبه بالحلو من حيث أنه يأخذه سهلا بلا مشقة والكاهن من يزعم مطالعة الغيب ويخبر عن الكوائن. (ابن مردويه (1) عن أبي هريرة) ورواه البزار والديلمي.

4639 -

"ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم القيامة تقول كل واحدة منهن: قد كان يعمل بي: الصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم". (طب) عن أبي أمامة (ض).

(ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم القيامة) أي عهد بالأمان أو بدخول الجنة أو بالأمان من الفزع الأكبر أو بها كلها. (تقول كل واحدة منهن) أي من الست. (قد كان يعمل بي: الصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم) تقدمت كلها. (طب)(2) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3486)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3244)، وقال في الضعيفة (3693): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 255)(7993)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 46)، وضعفه =

ص: 378

يونس بن أبي خيثمة لم أر أحدا ذكره انتهى ولذا رمز المصنف بضعفه.

4640 -

"ست من كن فيه كان مؤمنا حقا: إسباغ الوضوء، والمبادرة إلى الصلاة في يوم دجن، وكثرة الصوم في شدة الحر، وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وترك المراء - وإن كنت محقاً". (فر) عن أبي سعيد.

(ست من كن فيه) أي اتصف بهن. (كان مؤمناً حقاً) أي ثابتة له حقيقية الإيمان. (إسباغ الوضوء) تقدم غير مرة. (والمبادرة إلى الصلاة) بعد دخول وقتها. (في يوم دجن) بفتح المهملة وسكون الجيم أي غم. (وكثرة الصوم في شدة الحر) أي في زمانه أو مكانه ومن ثم كان صوم مكة أضعاف الصوم في غيرها كما سلف. (وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وترك المراء وإن كنت محقا) والخصم مبطل وذلك أن الجدال ذريعة إلى إثارة كل شر فلا ينبغي الخوض فيه إلا على قدر الأمر الذي لا بد منه. (فر)(1) عن أبي سعيد) فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال الذهبي (2): متروك.

4641 -

"ست من أشراط الساعة: موتى، وفتح بيت المقدس، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها، وفتنة يدخل حرها بيت كل مسلم، وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم، وأن يغدر الروم فيسيرون بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفاً". (حم طب) عن معاذ (صح).

(ست من أشراط الساعة) أي وقوعها من علامات قرب الساعة. (موتى) أي وفاته صلى الله عليه وسلم. (وفتح بيت المقدس) على أهل الإِسلام. (وأن [2/ 577] يعطى الرجل) بالبناء للمجهول أي يعطيه السلطان. (ألف دينار فيسخطها) استقلالاً

= الألباني في ضعيف الجامع (3245)، والضعيفة (2446).

(1)

أخرجه الديلمي في الفردوس (3485)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3246): ضعيف جداً.

(2)

انظر: المغني (1/ 71).

ص: 379

لها أي يكثر الطمع فلا يقنع أحد بعطية وإن كثرت. (وفتنة يدخل حرها) أي مشقتها وجهدها لكثرة القتل والنهب. (بيت كل مسلم) قيل هي إشارة إلى وقعة التتار وقيل غيرها لأنها لم تقع بعد. (وموت يأخذ في الناس كقعاص) بضم القاف بعدها عين مهملة فألف فصاد مهملة. (الغنم) هو داء يقعص منه الغنم فلا تستلبث أن تموت ذكره جار الله (1)، وقيل داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة وقيل: إن هذه الآفة ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر فمات منها سبعون ألفا في ثلاثة أيام وكان بعده فتح بيت المقدس. (وأن تغدر الروم) بالغين المعجمة فدال مهملة. (فيسيرون بثمانين بندا) بالموحدة فنون ساكنة فدال مهملة هو العلم الكبير. (تحت كل بند اثنا عشر ألفا) وفي رواية "غاية" بدل "بند" في اللفظين قال الزمخشري (2): وهي الأجمة شبه بها كثرة السلاح والغابة الرَّاية. (حم طب)(3) عن معاذ) قال الهيثمي: فيه النَّهَّاس بن قهم وهو ضعيف (4) انتهى، فرمز المصنف بصحته غير صحيح، والحديث في البخاري بلفظ "اعدد ست بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفاً" انتهى في كتاب الجزية من البخاري.

(1) انظر الفائق (3/ 392) والنهاية (4/ 134).

(2)

الفائق في غريب الحديث (3/ 392).

(3)

أخرجه أحمد (5/ 228)، والطبراني في الكبير (20/ 122)(244)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 322)، وأخرجه البخاري (3005) عن عوف بن مالك.

(4)

انظر: المغني (2/ 701).

ص: 380

4642 -

"ستة أشياء تحبط الأعمال: الاشتغال بعيوب الخلق، وقسوة القلب، وحب الدنيا، وقلة الحياء وطول الأمل، وظالم لا ينتهي". (فر) عن عدي بن حاتم.

(ستة أشياء تحبط) أي تبطل. (الأعمال: الاشتغال بعيوب الخلق) أي بذكرها وذمهم بها فإنه ينسى بذلك عيوب نفسه فلا يزال آتيا بكل قبيح فيتولد منه كل سوء. (وقسوة القلب) أي امتناعه وإباؤه عن قبول الحق. (وحب الدنيا) فإنه رأس كل خطيئة. (وقلة الحياء) في الحق والخلق. (وطول الأمل) فإنه ما أطاله أحد إلا أساء العمل. (وظالم) لنفسه ولعباد الله. (لا ينتهي) عن ظلمه فلا يزال ظالما حتى يحبط عمله. (فر)(1) عن عدي بن حاتم) فيه محمَّد بن يونس الكديمي الحافظ قال الذهبي قال ابن معين: اتهم بأنه يضع الحديث وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات قال الذهبي: قلت انكشف عندي حاله.

4643 -

"ستة مجالس المؤمن ضامن على الله تعالى ما كان في شيء منها: في سبيل الله، أو مسجد جماعة أو عند مريض، أو في جنازة، أو في بيته، أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره". البزار (طب) عن ابن عمرو.

(ستة مجالس) أنت العدد لأن الجمع يؤنث. (المؤمن) مبتدأ. (ضامن على الله) خبره أي مضمون عليه تعالى لا يضيع فيها عمله. (ما كان في شيء منها) قال شارحه: لفظ رواية البزار فيما وقفت عليه من الأصول "ست مجالس ما كان المرء في مجلس منها إلا كان ضامنا على الله". (في سبيل الله) أي جهاد عدوه (أو مسجد جماعة) منتظرًا لها أو فيها أو بعدها. (أو عند مريض) عائداً أو ممرضاً (أو في جنازة) غاسلا أو مشيعا أو نحوه (أو في بيته) كافا لشره عن الناس ولنفسه

(1) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 53)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3247)، والضعيفة (3694): موضوع.

ص: 381

عن شرهم (أو عند إمام مقسط) عادل (يعزره) بالمهملة فزاي ثم راء يعظمه (ويوقره) قال الحافظ العراقي: فيه فضيلة المبادرة إلى الخصال المذكورة وأنه إذا مات الإنسان على خصلة منها كان في ضمان الله بمعنى أن ينجيه من هول القيامة ويدخله دار السلامة. (البزار (طب)(1) عن ابن عمرو) قال الزين العراقي: رجاله ثقات.

4644 -

"ستة لعنتهم لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله تعالى، والمتسلط بالجبروت فيعز بذلك من أذل الله ويذل من أعز الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي". (ت ك) عن عائشة (ك) عن علي (صح).

(ستة لعنتهم لعنهم الله) قال القاضي: لم يعطفه على ما قبله إما لأنه دعاء وما قبله خبر وإما لكونه عبارة عما قبله في المعنى فإن لعنة الله هي لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالعكس. (وكل نبي مجاب) بالميم ويروى بالمثناة التحتية وظاهره أنه عطف على ضمير الفاعل في: "لعنتهم" ومجاب صفة إلا أنه قال القاضي: لا يصح لئلا يلزم كون بعض الأنبياء غير مجاب بل هي جملة ابتدائية عطف على ستة [2/ 578] لعنتهم أو حال من فاعل لعنتهم. (الزائد في كتاب الله) تقدم قريباً في: "سبعة لعنتهم". (والمكذب بقدر الله، والمتسلط بالجبروت) أي المستولي أو الغالب أو الحاكم بالتكبر والعظمة والجبروت فعلوت من تجبر الإنسان إذا تعاطى منزلة من التعالي لا يستحقها. (فيعز بذلك من أذل الله) من العصاة. (ويدل من أعز الله) من أهل طاعته. (والمستحل لحرم الله، والمستحل

(1) أخرجه البزار (2536) كما في كشف الأستار، ولم أقف عليه من الكبير، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 23)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3249)، والضعيفة (3058).

ص: 382

من عترتي) أي قرابتي. (ما حرم الله) من إيذائهم وإهانتهم وترك ما يجب لهم. (والتارك لسنتي) أي المعرض عنها أو بعضها استخفافا بها وقلة احتفال بها وترك السابع وهو المستأثر بالفيء وكأنه لعن من ذكر مرتين أو سرد السبعة فنسي الراوي خصلة. (ت ك)(1) عن عائشة (ك) عن علي) وقال: على شرط البخاري وصحَّحه المصنف بالرمز.

4645 -

"ستخرج نار من حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس". (حم ت) عن ابن عمر (صح).

(ستخرج نار من حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس) أي تسوقهم إلى محل حشرهم وتمام الحديث قالوا يا رسول الله: فما تأمرنا؟ قال: "عليكم بالشام". (حم ت)(2) عن ابن عمر) قال الترمذي عقيبه: غريب حسن صحيح ورمز المصنف بصحته.

4646 -

"ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: "بسم الله". (حم ت هـ) عن علي (ح).

(ستر) بكسر المهملة وتفتح أي حجاب وهو مبتدأ خبره أن يقول وهي مضاف إلى ما الموصولة وهي. (ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم) أي بني آدم. (الخلاء) وفي رواية "الكنيف". (أن يقول: بسم الله) فإنه بقوله تصرف الجن أبصارها عن المتخلي، قالوا ويتأكد ذلك في حق النساء، قال بعض شراح أبي داود: وهذا يدل على أن التسمية أول الذكر المسنون عند

(1) أخرجه الترمذي (2154)، والحاكم (1/ 91) عن عائشة، والحاكم كذلك (2/ 571) عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3248).

(2)

أخرجه أحمد (2/ 53، 69، 119)، والترمذي (2217)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3609)، والصحيحة (2768).

ص: 383

الدخول وهو: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" وقد جاز زيادة التسمية في خبر رواه سعيد بن منصور في سننه (1) ولفظه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء يقول: بسم الله اللهم إني أعوذ بك

" إلى آخره. (حم ت هـ)(2) عن علي) -رضى الله عنه- رمز المصنف لحسنه وهو كما قال أو أعلى فإن مغلطاي مال إلى صحته فإنه لما نقل عن الترمذي أنه غير قوي قال: لا أدري ما يوجب ذلك لأن جميع من في سنده غير مطعون عليهم بوجه من الوجوه بل لو قال قائل إسناده صحيح لكان مصيباً.

4647 -

"ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: "بسم الله". (طس) عن أنس (ح).

(ستر ما بين أعين الجن وبين عورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: "بسم الله") ظاهره وما قبله أنه يقتصر على ذلك ولا يزيد الرحمن الرحيم وهو ظاهر ما سلف عن سنن سعيد بن منصور. (طس)(3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما فيه سعيد بن مسلمة الأموي ضعفه البخاري وغيره ووثقه ابن حبان وبقية رجاله موثقون.

4648 -

"سترة الإِمام سترة من خلفه". (طس) عن أنس (ض).

(سترة الإِمام) بضم المهملة ما يجعله الإِمام بينه وبين القبلة وتقدم الكلام فيها وهنا أبان أنها: (سترة من خلفه) من المأمومين فلا يحتاجون إلى اتخاذ سترة

(1) رواه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 64 رقم 167)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 11 رقم %)، وانظر: البدر المنير (2/ 390).

(2)

أخرجه أحمد 1/ 243، والترمذي (606)، وابن ماجة (297)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3611).

(3)

أخرجه الطبراني في الأوسط (2504)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3610).

ص: 384

لأنه إذا مر بينهم المار لا يغير صلاتهم فإن سترته تغني من خلفه عن اتخاذ سترة وهذا المراد من الحديث، وفيه احتمال آخر هو أن سترة من خلفه سترة له وهل ستر من خلفه من لم يستتر إلا غلب سترته لكنه غير مراد، وفي رواية: سترة لمن خلفه قيل: فيدخل فيه أنه لو مر بين يدي الإِمام مار يضر صلاته لا صلاة من خلفه وفيه تأمل، وأخذ المالكية اختصاص النهي عن المرور بين يدي المصلي ما إذا كان إماما أو منفردا أو أن المأموم لا يضره من مر بين يديه لأن سترة الإِمام سترة له انتهى، ونوزع بأن السترة تقيد رفع الحرج عن المصلي لا عن المار. (طس) (1) عن أنس) قال الزين في شرح الترمذي: فيه سويد بن عبد العزيز ضعيف، ومثله قال ابن حجر فلذا رمز المصنف لضعفه.

4649 -

"ستشرب أمتي من بعدي الخمر يسمونها بغبر اسمها، يكون عونهم على شربها أمراؤهم". ابن عساكر عن كيسان (ض).

(ستشرب أمتي من بعدي الخمر يسمونها بغير اسمها) أي لا يغنيهم ذلك عن العقوبة لكنه تنبيه على أنه لا ينبغي تغيير اسمها لأنه ذريعة إلى شربها. (يكون عونهم على شربها أمراؤهم) لأنهم يشربونها فيستن بهم غيرهم وهذه هي النبيذ الذي عم بلاؤها في الدولتين وكانوا يسمونها طلاً تحرجاً من أن يقال أنهم يشربون الخمر، وقيل: إن المراد أنهم يتوصلون بما أبيح من النبيذ إلى شرب الخمر قائلين إنه نبيذ وهذا من أعلام النبوة فإنه وقع [2/ 579] كذلك. ابن عساكر (2) عن كيسان) قيل هو اسم لجماعة من الصحابة كان ينبغي تمييزه، قلت: كونه صحابيا كاف في معرفته كرجل منهم مبهم ورمز المصنف لضعفه.

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (465)، وانظر فتح الباري (1/ 571)، وتحفة الأحوذي (2/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3250)، والضعيفة (3695).

(2)

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (10/ 36)، وانظر الإصابة (6/ 412)، وفيض القدير (4/ 97)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3251)، والضعيفة (3691).

ص: 385

4650 -

"ستفتح عليكم أرضون، ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه". (حم م) عن عقبة بن عامر (صح).

(ستفتح عليكم أرضون) بفتح الهمزة والراء. (ويكفيكم الله) أي أمر عدوكم فلا يبقى حرب وأذا كان كذلك. (فلا يعجز) بكسر الجيم وضمها. (أحدكم أن يلهو بأسهمه) أي يلعب بها ويدرب نفسه للقتال بتكرير اللعب بالنبال (حم م)(1) عن عقبة بن عامر) ولم يخرجه البخاري.

4651 -

"ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة، فأنتم اليوم خير من يومئذ". (طب) عن أبي جحيفة (ح).

(ستفتح عليكم الدنيا) أي ينفتح من أرضها ما كان مغلقًا ومن رزقها ما كان مضيقاً. (حتى تنجدوا بيوتكم) من التنجيد التزيين أي تزينوها بالستور. (كما تنجد الكعبة) أي تزين. (فأنتم اليوم) قبل التزيين. (خير من يومئذ) لأن ذلك توسع في الدنيا لا يحبه الله واعلم أنه ليس فيه دلالة على تحريم الستور على الجدران ولا إذن وإنما هو إخبار عن ما يكون وقد وقع كما قاله صلى الله عليه وسلم إلا أنه ثبت من أحاديث أخر النهي عن ذلك. (طب)(2) عن أبي جحيفة) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الجبار بن العباس الشامي وهو ثقة انتهى ورمز المصنف لحسنه.

4652 -

"ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي، ألا وعمالها في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة". (حل) عن الحسن مرسلاً.

(ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي) قد وقع هذا كما قاله صلى الله عليه وسلم فهو

(1) أخرجه أحمد (4/ 157)، ومسلم (1918).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 108)(270)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 291)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3614)، والصحيحة (2486).

ص: 386

من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم. (ألا) كلمة تنبيه ليصغى السامع إلى ما بعدها. (وعمالها) جمع عامل وهم الأمراء. (في النار) أي نار جهنم. (إلا من اتقى الله) في عمالته. (وأدى الأمانة) خصها مع أنه قد دخل فيمن اتقى الله لأنها أهم الأمور في يد العمال. (حل)(1) عن الحسن مرسلاً) وقد رواه أحمد موصولا إلا أنه ضعيف.

4653 -

"ستفتحون منابت الشيح". (طب) عن معاوية.

(ستفتحون منابت) جمع منبت وهو محل النبات. (الشيح) بفتح المعجمة فمثناة تحتية فحاء مهملة: شجر. والحديث إعلام بأنهم يفتحون من البلاد ما يتسع منها من مشارقها ومغاربها وأقاليمها كما وقع. (طب)(2) عن معاوية) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن.

4654 -

"ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به". (حم ق) عن أبي هريرة (صح).

(ستكون فتن) قال القسطلاني: المراد الاختلاف الواقع بين أهل الإِسلام بسبب اجترائهم على الإِمام ولا يكون الحق فيها معلوما بخلاف زمان علي عليه السلام ومعاوية، انتهى، يريد فإن الحق فيها معلوم للإجماع من الطوائف كلها أن معاوية باغي لحديث عمار وغيره. (القاعد فيها) أي في زمنها. (خير من القائم) لأن القائم يرى ويسمع من الفتنة ما لا يراه القاعد فهو أقرب إليها. (والقائم فيها) غير مباشر لشيء من أمورها. (خير من الماشي) لأن الماشي يباشر منها ما لم يباشره القائم. (والماشي فيها خير من الساعي) إليها لأن الذي يسعى خائض

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 199)، وأحمد في مسنده (5/ 366)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3253)، والضعيفة (2153).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 375) رقم (881)، وانظر مجمع الزوائد (5/ 325)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3254).

ص: 387

فيها، قال النووي (1): القصد بيان خطرها والحث على تجنها والهرب منها ومن التشبث في شيء منها لأن شرها يكون على حسب التعلق بها. (من تشرف لها) بفتح المثناة الفوقية فشين معجمة فراء مشددة أي تطلع لأجلها. (تستشرفه) أي تجره إليها وتدعوه إلى الوقوع فيها. (ومن وجد فيها ملجأ) أي عاصما أو موضعا يلتجيء إليه ويعتصم به. (أو معاذا) بفتح الميم وبالذال المعجمة أي محلا يعوذ به ويعتصم وهو شك من الراوي. (فليعذ به) أي فليذهب إليه ويعتزل فيه والحديث تحذير من الفتن وحث على تجنبها. (حم ق)(2) عن أبي هريرة) ورواه مسلم بنحوه عن أبي بكرة.

4655 -

"ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع". (م د) عن أم سلمة (صح).

(ستكون أمراء فتعرفون) أي تفعلون أفعالا فتعرفون بعضها. (وتنكرون) بعضها. (فمن كره) ما ينكره فقد. (برئ) من الإثم بالنفاق والمداهنة والمراد كره وأنكر بلسانه لمقابلته بقوله: (ومن أنكر) أي بقلبه فقد. (سلم) من الإثم والعقوبة عن ترك التكبر ظاهرا، وقال النووي (3): معناه من أنكر بقلبه ولم يستطع إنكارا بيده ولا بلسانه فقد بريء من الإثم وأدى ما أمر به ومن أنكر بحسب طاقته فقد سلم من هذه المعصية. (ولكن من رضي) أي بما يأتونه. (وتابع) فعمل بعملهم فإنه الذي ما بريء وما سلم فحذف خبر لكن لدلالة السياق على أنه ضد ما أثبت لمن قبله، وتمام الحديث:"قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما صلوا" انتهى. (م د)(4) عن أم سلمة) وأخرجه الترمذي أيضاً في الفتن ولم يخرجه البخاري [2/ 580].

(1) شرح النووي على مسلم (18/ 8).

(2)

أخرجه البخاري (7081)، ومسلم عن أبي بكرة (2886)، وأحمد (7783).

(3)

شرح النووي على مسلم (12/ 243).

(4)

أخرجه مسلم (1854)، وأبو داود (4760)، والترمذي (2265).

ص: 388

4656 -

"ستكون بعدي هنات وهنات، فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمر أمة محمَّد كائنا من كان فاقتلوه، فإن يد الله مع الجماعة، وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض". (ن حب) عن عرفجة (1)(صح).

(ستكون بعدي هنات وهنات) بفتح الهاء والنون آخره مثناة فوقية مرفوعة منونة جمع هنة وهي كناية عن ما لا يراد التصريح به لبشاعته أي أشياء قبيحة وأمور عظائم. (فمن رأيتموه فارق الجماعة) الصحابة ومن بعدهم من السلف، قال أبو شامة: حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد لزوم الحق واتباعه وإن كان المتمسك به قليلاً والمخالف كثيراً، قال البيهقي: إذا فقدت الجماعة فعليك بما كانوا عليه من قبل وإن كنت وحدك فأنت حينئذ الجماعة. (أو يريد أن يفرق أمر أمة محمَّد) بإنشاء الشقاق وإظهار الخلاف والتحزب للقتال. (كائنا من كان) أي حال كونه متصفًا بأي صفة. (فاقتلوه) دفعًا لشق عصا المسملين وتفريق جماعتهم. (فإن يد الله مع الجماعة) أي عنايته ورحمته وحفظه. (وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض) فمن فارقهم فهو في سبيل الشيطان وحظه وليست يده عليه ولا حافظ عليه. (ن حب)(2) عن عرفجة) (3) بفتح المهملة وسكون الراء ففاء مفتوحة فجيم صحابي رمز المصنف لصحته.

4657 -

"ستكون أمراء تشغلهم أشياء، يؤخرون الصلاة عن وقتها فاجعلوا صلاتكم معهم تطوعاً". (هـ) عن عبادة بن الصامت (صح).

(ستكون أمراء تشغلهم أشياء، يؤخرون الصلاة عن وقتها) المختار أو عن جميعه ويؤيده الثاني وهذا من أعلام النبوة وقع في بني أمية ثم في غالب الأمراء

(1) النسائي (7/ 92).

(2)

أخرجه النسائي (7/ 92) وابن حبان (10/ 438)(4577)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3621).

(3)

انظر الإصابة (4/ 485).

ص: 389

بعدهم. (فاجعلوا صلاتكم معهم تطوعاً) أي وصلوا الفريضة لوقتها كما جاء بلفظه في غير هذا وفيه أن الصلاة إلى الأمراء وإن كانوا خونة وأنه تصح إمامة الفاجر للصلاة وأنه يحافظ على تسكين الفتنة بإتيانهم الصلاة معهم وأن تأخيرهم إياها أهون من الخروج والفتنة والاعتزال. (هـ)(1) عن عبادة بن الصامت) صححه المصنف برمزه عليه.

4658 -

"ستكون بعدي أئمة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، صلوها لوقتها فإذا حضرتم معهم الصلاة فصلوا". (طب) عن ابن عمرو (صح).

(ستكون بعدي أئمة) أي فسقة كما في رواية الديلمي. (يؤخرون الصلاة عن مواقيتها) كأنه قيل: فماذا نصنع؟ فقال: (فصلوها لوقتها) فإنه لا يجوز تأخيرها وفيه دليل على التوقيت. (وإذا حضرتم معهم الصلاة فصلوا) قال ابن تيمية (2): هذا كالصريح في أنهم كانوا يفوتونها وهو الصحيح وفيه كما قيل صحة الصلاة خلف الفاسق لأمره بالصلاة خلف أولئك الأئمة انتهى.

قلت: كنت استدللت بهذا ونحوه في رسالة في "صحة الصلاة خلف الفاسق" قبل الوقوف على كلام ابن تيمية والحمد لله وقال جمع منهم المهلب أراد تأخيرها عن وقتها المستحب لا إخراجها عن وقتها وقال ابن حجر (3): هو مخالف للواقع فقد صح أن الحجاج وأميره الوليد وغيرهما كانوا يؤخرونها عن وقتها.

(طب)(4) عن ابن عمرو) ورمز المصنف لصحته قال شارحه ليس كما قال فقد قال الهيثمي: فيه سالم بن يزيد الخياط ضعفه ابن معين وغيره ووثقه أحمد.

(1) أخرجه ابن ماجه (1257)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3617).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى (22/ 61)، والفتاوى الكبرى (2/ 33).

(3)

انظر: فتح الباري (2/ 149).

(4)

أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 291)(958)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3619).

ص: 390

4659 -

"ستكون عليكم من بعدي أئمة يأمرونكم ما لا يعرفون ويعملون بما تنكرون، فليس أولئك عليكم بأئمة". (طب) عن عبادة بن الصامت (ح).

(ستكون عليكم من بعدي أئمة يأمرونكم ما لا يعرفون) من كتاب الله وسنة رسوله. (ويعملون بما تنكرون، فليس أولئك عليكم بأئمة) أي لا يجب عليكم طاعتهم إلا في طاعتي لا في غيرها (طب)(1) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه الأعشى بن عبد الرحمن لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

4660 -

"ستكون أئمة من بعدي يقولون فلا يرد عليهم قولهم، يتقاحمون في النار كما تقاحم القردة". (ع طب) عن معاوية (ض).

(ستكون أئمة من بعدي يقولون) أي المنكر من القول بدليل قوله: (فلا يرد عليهم قولهم) مهابة لهم وخوفًا من بطشهم. (يتقاحمون في النار) بالقاف والحاء المهملة أي يقعون فيها كما يقتحم الإنسان الأمر العظيم ويرمي نفسه فيه بلا رويَّة. (كما تقاحم القِرَدة) أي في الأمر الذي تثبت عليه هذا ويحتمل أن الضمير يتقاحمون للأئمة ولمن لم يرد عليهم مداهنة وتهاونا بالدين. (ع طب)(2) عن معاوية) رمز المصنف لضعفه.

4661 -

"ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرًا إلا من أحياه الله بالعلم". (هـ طب) عن أبي أمامة.

(ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً) أي تتلوّن صفاته فيذهب دينه لوقوعه فيها فيحتمل الكفر حقيقة أو كفر دون الكفر. (إلا من أحياه

(1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 696)(رقم: 68)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 227)، وفيض القدير (4/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3256).

(2)

أخرجه أبو يعلى في مسنده (7382)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3615).

ص: 391

الله بالعلم) أي أنجاه عن الفتنة بما لديه من العلم فيكون على بصيرة يعرف به الحق وينقه من الباطل فيجتنبه. (هـ طب)(1) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: رجاله ثقات.

4662 -

"ستكون فتنة صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف". (د) عن أبي هريرة (صح).

(ستكون فتنة صماء بكماء عمياء) أي تعمي الناس فلا [2/ 581] يرون منها مخرجا ويصمون الأسماع للفضائح ويسكتون عن التكلم فهو وصف لها لما يتأثر عنها أو المراد أنها تصيب الحواس فلا تسمع ولا تبصر ولا تتكلم. (من أشرف لها استشرفت له) أي من يطلع إليها تطلعت إليه فالخلاص في البعد عنها. (وإشراف اللسان فيها) أي خوضها وإطالته في شأنها. (كوقوع السيف) في الإثم قيل وهو إخبار لما وقع بين السلف وقيل: يحتمل أنها لم تقع بعد. (د)(2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال لشارحه: ليس كما قيل ففيه كما قال المناوي وغيره: عبد الرحمن بن البيلماني، قال المنذري وغيره: لا يحتج به وضعفه آخرون.

4663 -

"ستكون أحداث وفتنة وفرقة واختلاف فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل ". (ك) عن خالد بن عرفطة.

(ستكون أحداث وفتن وفرقة واختلاف) أي يحدث كل هذا بين الأمة. (فإن استطعت) خطاب لغير معين. (أن تكون المقتول لا القاتل فافعل) يريد كف

(1) أخرجه ابن ماجة (3954)، والطبراني في الكبير (8/ 233)(7910)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 303)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3258)، والضعيفة (3696): ضعيف جدًا.

(2)

أخرجه أبو داود (4264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3257).

ص: 392

يدك عن القتال واستسلم وهو ظاهر فيما يكون بين المسلمين لا فيما بين المسلمين والكفار فلا يجوز الاستسلام. (ك)(1) عن خالد بن عرفطة) (2) بضم المهملة والفاء صحابي من عمال معاوية وفيه علي بن زيد بن جدعان قال ابن حجر: ضعيف إلا أنه اعتضد.

4664 -

"ستكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم، يحدثون فيكذبونكم، ويعملون فيسيئون العمل، لا يرضون منكم حتى تتحسنوا قبيحهم، وتصدقوا كذبهم، فأعطوهم الحق ما رضوا به، فإذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد". (طب) عن أبي سلالة.

(ستكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم) لأن الفيء والخراج بأيديهم. (يحدثون فيكذبونكم، ويعملون فيسيئون العمل) فهم مسيئون في الأقوال والأفعال. (لا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم، وتصدقوا كذبهم) في قولهم بتصديقه وفي فعلهم بالموافقة عليه. (فأعطوهم الحق) أي ما يستحقونه غير محسنين لقبائحهم. (ما رضوا به) أي مدة رضاهم به. (فإذا تجاوزوا) بظلمهم غير الحق. (فمن قتل على ذلك) أي على منعهم ما طلبوه من غير الحق. (فهو شهيد). (طب)(3) عن أبي سلالة) بضم المهملة قال الهيثمي: فيه عاصم بن عبد الله وهو ضعيف.

4665 -

"ستكون معادن يحضرها شرار الناس". (حم) عن رجل من بني سليم.

(ستكون معادن) هي تامة أي توجد وتحدث جمع معدن وهو محل الجواهر

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 316)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3616).

(2)

انظر الإصابة (2/ 244).

(3)

أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 362)(910)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3255).

ص: 393

المستخرجة أو هي أنفسها. (يحضرها شرار الناس) أي ما تركوها ولا يقربونها لما يلزم من مزاحمة الأشرار عليها من الفتن والقتل. (حم)(1) عن رجل من بني سليم) ورواه الخطيب عن ابن عمر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقطعة من ذهب كانت أول صدقة جاءته من معدن فقالوا: ما هذه؟ فقال: "صدقة من معدن

كذا" فذكره، قال الهيثمي: فيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح.

4666 -

"ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم، ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحزة يأخذ بمراق الرجل، يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم". (حم) عن معاذ (صح).

(ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم) قيل الظاهر أن أصله تفتح لكم فتهاجرون بتقديم وتأخير. (ويكون فيكم داء كالدمل) بضم المهملة. (أو كالحزة) بضم الحاء المهملة وفتح الزاي مشددة من الحز القطع، وفي النهاية (2): حزه قطعه وفي غيرها القطعة من اللحم قطعت طولاً. (يأخذ بمراق الرجل) بتشديد القاف ما سفل من البطن فما تحته من المحال الذي يرق جلدها لا واحد لها. (يستشهد الله به أنفسهم) أي يجعلهم به شهداء. (ويزكي به أعمالهم) أي ينميها ويطهرها من العوارض الخبيثة. (حم)(3) عن معاذ) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن عبيد الله لم يدرك معاذاً.

(1) أخرجه أحمد 5/ 430، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3625)، والصحيحة (506).

(2)

انظر النهاية (1/ 377).

(3)

أخرجه أحمد (5/ 241)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3260).

ص: 394