المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المحلي بالألف 4904 - " الشاة في البيت بركة، والشاتان بركتان، - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٦

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌الخاء مع المثناة التحتية مشددة

- ‌المعرف باللام من حرف الخاء

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌الدال مع الألف

- ‌الدال مع الثاء المثلثة

- ‌الدال مع الحاء المهملة

- ‌الدال مع الخاء المعجمة

- ‌الدال مع الراء

- ‌الدال مع العين المهملة

- ‌الدال مع الفاء

- ‌الدال مع اللام

- ‌الدال مع الميم

- ‌الدال مع الواو

- ‌الدال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من الدال المهملة

- ‌حرف الذال أي المعجمة

- ‌الذال مع الألف

- ‌الذال مع الموحدة

- ‌الذال مع الراء

- ‌الذال مع الكاف

- ‌الذال مع الميم

- ‌الذال مع النون

- ‌الذال مع الهاء

- ‌الذال مع الواو

- ‌الذال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرّف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الراء

- ‌الراء مع الألف

- ‌الراء مع الباء الموحدة

- ‌الراء مع الجيم

- ‌الراء مع الحاء المهملة

- ‌الراء مع الدال المهملة

- ‌الراء مع السين المهملة

- ‌الراء مع الضاد المعجمة

- ‌الراء مع الغين المعجمة

- ‌الراء مع الفاء

- ‌الراء مع الكاف

- ‌الراء مع الميم

- ‌الراء مع الهاء

- ‌الراء مع الواو

- ‌الراء مع الياء آخر الحرف

- ‌المعرف باللام من الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌الزاي مع الألف

- ‌الزاي مع الراء

- ‌الزاي مع الكاف

- ‌الزاي مع الميم

- ‌الزاي مع الواو

- ‌الزاي مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف السين المهملة

- ‌السين مع الألف

- ‌السين مع الباء الموحدة

- ‌السين مع المثناة الفوقية

- ‌السين مع الجيم

- ‌السين مع الحاء المهملة

- ‌السين مع الخاء المعجمة

- ‌السين مع الدال المهملة

- ‌السين مع الراء

- ‌السين مع الطاء

- ‌السين مع العين المهملة

- ‌السين مع الفاء

- ‌السين مع اللام

- ‌السين مع الميم

- ‌السين مع الواو

- ‌السين مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌الشين مع الألف

- ‌الشين مع الموحدة

- ‌الشين مع الراء

- ‌الشين مع العين المهملة

- ‌الشين مع الفاء

- ‌الشين مع الميم

- ‌الشين مع الهاء

- ‌الشين مع الواو

- ‌الشين مع الياء آخر الحروف

- ‌المحلي بالألف

- ‌حرف الصاد

الفصل: ‌ ‌المحلي بالألف 4904 - " الشاة في البيت بركة، والشاتان بركتان،

‌المحلي بالألف

4904 -

" الشاة في البيت بركة، والشاتان بركتان، والثلاث ثلاث بركات". (خد) عن علي (ح).

(الشاة في البيت بركة) أي نمو وزيادة في خيره. (والشاتان بركتان، والثلاث ثلاث بركات) وظاهره أيما زاد زادت البركة بالدر والنسل والصوف وفيه ندب اتخاذها في البيوت. (خد)(1) عن علي) كرم الله وجهه، ورمز المصنف لحسنه إلا أن فيه صفدي بن عبد الله قال في الميزان: وهو حديث منكر، وساق هذا.

4905 -

" الشاة بركة، والبئر بركة، والتنور بركة، والقداحة بركة". (خط) عن أنس (ض).

(الشاة بركة، والبئر) في البيت والمال ونحوه. (بركة، والتنور بركة) أي الكل زيادة في الخير ونمو فيه لعظم النفع بها. (والقداحة) بفتح القاف وتشديد الدال المهملة وهي الزناد التي تقدح بها النار. (بركة) لشدة الحاجة إليها وعدم الغنية عنها. (خط)(2) عن أنس) فيه أحمد بن نصر الزراع قال الخطيب عقيب إخراجه: الزراع ليس بحجة انتهى، وقال الذهبي: قال الدارقطني: الزراع كذاب دجال وفيه أيضاً داود المحبر قال أحمد والبخاري: لا شي كان يضع انتهى، والمصنف رمز لضعفه وكان الأولى حذفه؛ لأن فيه وضاعا وقد قال في الديباجة: أنه قد جرده عن أحاديث الوضّاعين.

(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (573)، وانظر الميزان (3/ 433)، والمغني (1/ 309) وقال: له حديث منكر، واللسان (3/ 191)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3424): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 495)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3423)، والضعيفة (3751): موضوع.

ص: 531

4906 -

"الشاة من دواب الجنة". (هـ) عن ابن عمر (خط) عن ابن عباس.

(الشاة من دواب الجنة) أي أن الجنة فيها شياه، أو أن هذه التي في دار الدنيا تكون في الآخرة في الجنة. (هـ) عن ابن عمر (خط) (1) عن ابن عباس) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح.

4907 -

"الشام صفوة الله، من بلاده: إليها يجتبي صفوته من عباده فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه، ومن دخلها من غيرها فبرحمة". (طب ك) عن أبي أمامة (صح).

(الشام صفوة الله، من بلاده) أي مختارة منها ومجتباه، وظاهره في البقعة نفسها. (إليها يجتبي) بالجيم فمثناة فوقية: أي يجتمع من جبوت الشيء وجبيته جمعته. (صفوته من عباده) لأنه يجمع المبتدأ من الساكن والمسكن. (فمن خرج من الشأم إلى غيرها فبسخطة) أي بسبب سخط الله عليه أخرجه من صفوته من بلاده. (ومن دخلها من غيرها فبرحمته) أي بسببها وهذه فضيلة لدمشق لأنها المراد بالشام حيث تطلق. (طب ك)(2) عن أبي أمامة)، رمز المصنف لصحته.

4908 -

"الشام أرض المحشر والمنشر" أبو الحسن بن شجاع الربعي في فضائل الشام عن أبي ذر (صح).

(الشام أرض المحشر والمنشر) أي يحشر الناس من قبورهم إليها ويجتمعون فيها، والحشر الجمع، والنشر البعث. (أبو الحسن بن شجاع)(3) بالمعجمة فجيم آخره مهملة (الربعي) بفتح الراء والموحدة (في فضائل الشام عن أبي ذر) رمز

(1) أخرجه ابن ماجة (2306) عن ابن عمر، والخطيب في تاريخه (7/ 434)، وانظر العلل المتناهية (2/ 663)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3725).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 171)(7718)، والحاكم (4/ 555)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3425)، وقال في الضعيفة (3753): ضعيف جداً.

(3)

أخرجه الربعي في فضائل الشام (4) وقال الألباني: صحيح، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 182)، والبزار (3965)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3726).

ص: 532

المصنف لصحته.

4909 -

"الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود هو الموعود يوم القيامة". (ك هق) عن أبي هريرة (صح).

(الشاهد) المذكور في قوله تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]. (وهو يوم عرفة) لأنه يشهد لمن حضر الموقف. (ويوم الجمعة) لأنه يشهد لمن حضر الصلاة. (والمشهود هو) اليوم (الموعود) وهو: (يوم القيامة) لأنه يشهده أي يحضره الخلائق كلها من الجن والإنس. (ك هق)(1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي ورمز المصنف لصحته.

4910 -

"الشاهد يرى ما لا يرى الغائب". (حم) عن علي، والقضاعي عن أنس (صح).

(الشاهد) أي الحاضر. (يرى ما لا يرى الغائب) سببه عن راويه علي كرم الله وجهه قال: قلت يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة نظمه من قال (2):

يرى الشاهد الحاضر المطمئن

من الأمر ما لا يرى الغائب

أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقال صلى الله عليه وسلم: "بل الشاهد" إلخ قال ابن جرير: أراد به رؤية القلب لا رؤية العين أي أن الشاهد يتبين له من الرأي والنظر في الأمر ما لا يظهر للغائب لأن الشاهد للأمر يتضح له ما لا يتضح للغائب.

(1) أخرجه الحاكم (2/ 564)، والبيهقي في السنن (3/ 170)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3427)، والضعيفة (3754).

(2)

الأبيات منسوبة إلى مغفل الهذلي وهو من شعراء الجاهلية.

ص: 533

(حم)(1) عن علي) كرم الله وجهه رمز المصنف عليه بالصحة، (والقضاعي عن أنس) قال العامري: شارح الشهاب: صحيح.

4911 -

"الشباب شعبة من الجنون، والنساء حبالة الشيطان". الخرائطي في اعتلال القلوب عن زيد بن خالد الجهني (ح).

(الشباب شعبة من الجنون) الشعبة من الشيء ما يتشعب منه كالغصن من الشجرة قال الزمخشري: يعني أن الشباب مشبه بطائفة من الجنون لأنه يغلب على العقل فيميل بصاحبه إلى الشهوات غلبة الجنون كما قيل (2):

قالت عهدتك مجنونا فقلت لها

إن الشباب جنون برؤه الكبر

(والنساء حبالة) بضم المهملة وفي رواية "حبائل". (الشيطان) أي مصائده أي أن المرأة شبكة يصيد بها [2/ 620] الشيطان العبد والحديث تحذير عن عدم مدافعة الشاب لشبابه فإنه جنون لا يدفعه إلا بالتصبر والتتبع لما يدفعه وتحذير عن فتنة النساء. (الخرائطي في اعتلال القلوب (3) عن زيد بن خالد الجهني) رمز المصنف لحسنه وقال شارح الشهاب: صحيح.

4912 -

"الشتاء ربيع المؤمن". (حم ع) عن أبي سعيد (صح).

(الشتاء ربيع المؤمن) لأنه يرتع فيه في روضات الطاعات كما فسره الحديث الثاني قال العسكري: إنما قال الشتاء ربيع المؤمن لأن أحمد الفصول عند العرب فصل الربيع لأنه فيه الخصب ووجود المياه والزرع ولذا كانوا يقولون للرجل

(1) أخرجه أحمد 1/ 83، والقضاعي في الشهاب (85)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3728)، والصحيحة (1904).

(2)

الشعر منسوب إلى أحمد بن أبي فنن (ت 278 هـ).

(3)

أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (193)، والقضاعي في الشهاب (116)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3428) ، والضعيفة (2464).

ص: 534

الكريم: هو ربيع اليتامى فيقيمونه مقام الخصيب في الخير. (حم ع)(1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: إسناده حسن.

4913 -

"الشتاء ربيع المؤمن: قصر نهاره فصام، وطال ليله فقام". (هق) عن أبي سعيد (ح).

(الشتاء ربيع المؤمن) بين كونه كالربيع له بقوله: (قصر نهاره فصام) فلا يشق به صومه بل يعده غنيمة. (وطال ليله فقام) لأنه اتسع لأخذ حظ النفس من النوم والراحة وحظها من التهجد. (هق)(2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه ورواه القضاعي وزعم شارحه أنه صحيح.

4914 -

"الشحيح لا يدخل الجنة". (خط) في كتاب البخلاء عن ابن عمر (ض).

(الشحيح لا يدخل الجنة) لأنها دار الأسخياء ومن غلب عليه الشح بخل بإخراج ما يحب من الواجبات المالية فيمنع عن الجنة لذنوبه. (خط) في كتاب البخلاء (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه ورواه أيضاً الديلمي.

4915 -

"الشرك الخفي أن يعمل الرجل لمكان الرجل"(ك) عن أبي سعيد (صح).

(الشرك الخفي) قال ابن القيم (4): الشرك شركان، شرك يتعلق بذات المعبود

(1) أخرجه أحمد (3/ 75)، وأبو يعلى (1061)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3429).

(2)

أخرجه البيهقي في السنن (4/ 297)، والقضاعي في الشهاب (141، 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3430).

(3)

أخرجه الطبراني في الأوسط (4066)، وانظر قول الهيثمي في (10/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3431)، والضعيفة (4402).

(4)

الجواب الكافي (1/ 90).

ص: 535

وأسمائه وصفاته وأفعاله، وشرك في عبادته ومعاملته لا في ذاته وصفاته والأول نوعان: شرك تعطيل وهو أقبح أنواع الشرك لتعطيل المصنوع من صانعه وتعطيل معاملته مما يجب على العبد من حقيقة التوحيد، وهذا ثاني الأولين ومن الشرك من جعل معه إلهًا آخر ولم يعطل، والثاني وهو الشرك في عبادته أخف وأسهل فإنه يعتقد التوحيد لكنه لا يخلص معاملته وعبوديته بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطلب الدنيا والرفعة والجاه أخرى فلله من عمله نصيب ولنفسه وهواه نصيب وللشيطان نصيب وهذا حال أكثر الناس وهو الذي أراده المصطفى صلى الله عليه وسلم فإذا عرفت هذا فالشرك نوعان: جلي: وهو عبادة الصنم ليقربه إلى مولاه وخالقه، وخفي: بين ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله: (أن يعمل الرجل لمكان الرجل) أي يعمل لطاعة الله لأجل يراه ذلك الإنسان أو يبلغه عنه حسن حاله وسماه شركا لأنه قد شاب عبادة الله نغيرها وظاهره أنه لا يحمله على العمل إلا رؤية ذلك الإنسان فأما لو قصده مع عبادة الله فكذلك أيضاً. (ك)(1) عن أبي سعيد) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي ولذا رمز المصنف لصحته.

4916 -

"الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا". الحكيم عن ابن عباس.

(الشرك في أمتي) أي ثابت فيها وهو: (أخفى من دبيب النمل على الصفا) أي من أثر دبيبها فإنه لا أثر له في الصفا أو من سماعه فإنه لا يسمع فكذلك الشرك الخفي لا يدركه الغير من قاصده أو لا يدركه فاعله فيتحذر عنه ويحترز عن أسبابه، قال الغزالي (2): ولذلك أي لخفائه عجز عن الوقوف على غوائله سماسرة العلماء فضلاً عن عامة العباد وهو من أواخر غوائل النفس وبواطن

(1) أخرجه الحاكم (4/ 365)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3729).

(2)

انظر: الإحياء (3/ 274 - 275).

ص: 536

مكائدها وإنما يبتلى به العلماء والعبّاد المشمرين عن ساق الجد بسلوك سبيل الآخرة فإنهم مهما جهدوا أنفسهم وجاهدوها وفطموها عن الشهوات وصانوها عن الشبهات وحملوها بقهرهم إياها على أصناف العبادات عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة الواقعة على الجوارح بالخير وإظهار العلم والعمل فوجدت مخلصا عن ضيق المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق ونظرهم إليه بعين الوقار والتعظيم فنازعت إلى إظهار الطاعة وتوصلت إلى اطلاع الخلق ولم تقنع باطلاع الخالق، وفرحت بحمد الناس ولم تقنع بحمد الله سبحانه وعلمت أنهم إذا عرفوا تركه للشهوات [2/ 621] وتوقيه للشبهات وتحمله مشاق العبادات أطلقوا ألسنتهم بالمدح له والثناء وبالغوا في الإعزاز له ونظروا إليه بعين الاحترام وتبركوا بلقائه ورغبوا في بركة دعائه وفاتحوه بالسلام والخدمة وقدموه في المحافل والمجالس وتصاغروا له فأصابت النفس في ذلك لذة هي من أعظم اللذات وشهوة أغلب الشهوات فاستلانت نفسه خشونة العبادات والتذت بها لإدراكها في الباطن لذة اللذات وشهوة الشهوات فهو يظن أن حياته بالله وبعبادته المرضية وإنما حياته لهذه الشهوة الخفية التي يعمى عن إدراكها كل عقلة ولا تدركها إلا العيون النافذة القوية ويرى أنه مخلص في طاعة رب العالمين وقد أثبت اسمه في جريدة المباهين. الحكيم (1) عن ابن عباس) وأخرجه أبو يعلى وابن عدي وابن حبان من حديث أبي بكر.

4917 -

"الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مرات" الحكيم عن أبي بكر.

(1) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 142)، وأبو يعلى (58)، وابن عدي في الكامل (7/ 240)، وابن حبان في المجروحين (3/ 130)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3730).

ص: 537

(الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك) أيها المخاطب. (على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك) أي خفيه. (وكباره) أي جليه. (تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم) فيه أنه يستغفر عن المعاصي التي لا يعلمها العبد وأنه قد يؤخذ بما لا يعلمه لتفريطه في التحرز عنه. (تقولها ثلاث مرات) يحتمل أن المراد كل يوم ويحتمل أن المراد كلما سبق إلى النفس الوقوف مع ذلك وذلك أنه لا يدفع منك كل شر إلا من ولي خلقك من العدم فإذا استعذت به أعاذك إذا علم منك صدق اللجوء. (الحكيم (1) عن أبي بكر) وأخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني عن أبي موسى.

4918 -

"الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور، أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله؟ قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ". الحكيم (ك حل) عن عائشة (صح).

(الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء) فيه أن المراد خفاؤه عن نظر الناظرين إليه أو خفاؤه عن من يقصده من الفاعلين. (وأدناه أن تحب) مبني للفاعل. (على شيء من الجور) أي أدنى الشرك لمحبتك للغير لأجل أنه جار في أمر من الأمور التي لا يحل الجور فيها هواء منك وإيثارا لما تحب على مرضاة الله. (أو تبغض على شيء من العدل) أي تبغض الغير لأنه فعل شيئا من العدل إيثارا لهواك ومخالفة لمولاك فسمى هذين شركا لأنك أحببت ما لا يحبه الله وأبغضت ما لا يبغضه فهو إشراك به تعالى ثم أبان عظمة هذين الأمرين بقوله: (وهل الدين) استفهام تقرير. (إلا الحب في الله والبغض في

(1) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 143)، وأبو يعلى (60، 61)، وأحمد (4/ 403)، وأبو نعيم (7/ 112)، والطبراني في الأوسط (3503)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3731).

ص: 538

الله) فمن أحب من نهى الله عن حبه وأبغض من أمر الله بحبه فقد ترك الدين. (قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}) فجعل تعالى اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم علامة محبة الله تعالى ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تكون إلا لله فسمى الدين والإيمان. الحكيم (ك حل)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي.

4919 -

"الشرود يرد". (عد هق) عن أبي هريرة.

(الشرود يرد) الشرود فعول من شرد إذا نفر أي إذا اشترى الإنسان دابة أو عبداً فوجدها شرودا فله ردها بالعيب. (عد هق)(2) عن أبي هريرة) قال: كان لبشر الغفاري مقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخطئه وإنه ابتاع بعيرا فشرد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وفيه عبد السلام بن عجلان قال ابن حجر: ضعيف.

4920 -

"الشريك أحق بصقبه ما كان". (هـ) عن أبي رافع (صح).

(الشريك أحق بصقبه) الصقب بالتحريك القرب. (ما كان) أي ما وجد فهي تامة وظاهره أنه في الخليط في العين المبتاعة وأنه يستحقها بالشراء أو بالشفعة ويحتمل أنه عام في كل شرك وكل حق وأنه يدخل في ذلك الجار وحقوق الجوار، وتمام الحديث عند الطبراني قيل يا رسول الله وما الصقب؟ قال صلى الله عليه وسلم:"الجوار" وهو يحتمل الخليط والجار فإن الخليط جار. (هـ)(3) عن أبي رافع) ورواه أيضاً البخاري بلفظه ورمز المصنف لصحته.

4921 -

"الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء"(ت) عن ابن عباس (صح).

(1) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 147)، والحاكم (2/ 319)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 253)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3432)، وقال في الضعيفة (3755): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 183)، والبيهقي في السنن (5/ 322)، وانظر الإصابة (1/ 318)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3434)، والضعيفة (3756).

(3)

أخرجه البخاري (6579)، وابن ماجة (2495).

ص: 539

[2/ 622](الشريك شفيع) أي له الأخذ بالشفعة قهراً. (والشفعة في كل شيء) عام للحيوان والجمادات فلا يخص إلا بدليل وقد خص في الفروع منه كثير بأدلة منها ما ينهض وما لا ينهض. (ت)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وفيه أبو حمزة السكوني وقد تكلم فيه وقد روي موقوفاً وهو أصح من رفعه.

4922 -

"الشعر بمنزلة الكلام: فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام"(خد طس) عن ابن عمرو (ع) عن عائشة (صح).

(الشعر بمنزلة الكلام) أي المنثور ومن حكمه. (فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام) قال النواوي (2): يعني الشعر كالنثر فإذا خلى من محذور شرعي فهو مباح وقد قال عمر: نعم الهدية للرجل الشريف الأبيات يقدمها الرجل بين يدي حاجته يستعطف بها الكريم ويستنزل بها اللئيم لكن التجرد له والاقتصار عليه مذموم كما في الأذكار. (خد طس)(3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، وقال في الأذكار إسناده حسن، وقال الهيثمي: إسناده ضعيف وكذا قال ابن حجر في الفتح (ع) عن عائشة) فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه دحيم وجماعة، وضعفه ابن معين وجماعة.

4923 -

"الشعر الحسن أحد الجمالين يكسوه الله المرء المسلم". زاهر بن طاهر في خماسياته عن أنس.

(الشعر) بفتح المعجمة. (الحسن أحد الجمالين يكسوه الله المرء المسلم)

(1) أخرجه الترمذي (1371)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3435): ضعيف جدًا، وقال في الضعيفة (1009): منكر.

(2)

الأذكار (ص 872).

(3)

أخرجه البخاري في الأدب (865)، والطبراني في الأوسط (7696) عن عبد الله بن عمرو، وانظر قول الهيثمي في (8/ 122)، وفتح الباري (10/ 539)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3733)، والصحيحة (447).

ص: 540

أي هو من الجمال، ولذلك أذن للرجل الخاطب أن يسأل عن شعرها بقوله إذا خطب أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها فإن الشعر أحد الجمالين. (زاهر بن طاهر في خماسياته (1) عن أنس) كأنه جمع أحاديث بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه خمسة رواة كتلاثيات البخاري.

4924 -

"الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي". (خ هـ) عن ابن عباس (صح).

(الشفاء في ثلاثة) الحصر ادعائي لأن الشفاء في هذه أبلغ وأنفع. (شربة عسل، وشرطة محجم) هو الشق بالمحجم وفي معناه القصد. (وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي) لأن فيه تعذيباً فلا يرتكب إلا لضرورة ولذا تقول العرب: آخر الدواء الكي؛ لأنه لا يقدم على غيره من الأدوية. واعلم أن في ذكر هذه الثلاثة تنبيه على أن أصول الأمراض الامتلائية ثلاثة إما دموية، أو صفراوية أو بلغمية أو سوداوية فشفاء الدموية إخراج الدم وخاصة الحجامة لأنها أغلب أدويته والصفراوية وما معها بالمسهل ونبه عليه بالعسل وأما الكي فهو من أدوية الامتلائية إلا أنه لا يقدم على غيره ولا يترك. (خ هـ)(2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته.

4925 -

"الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة، ونبيكم، وأهل بيته". (فر) عن أبي هريرة.

(الشفعاء) جمع شفيع ككرماء من الشفاعة وهي على ما في النهاية (3) السؤال في

(1) عزاه في الكنز (17179) لزاهر بن طاهر في خماسياته، وانظر فيض القدير (4/ 175)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3436).

(2)

أخرجه البخاري (5356)، وابن ماجة (3491).

(3)

انظر النهاية (2/ 156).

ص: 541

التجاوز عن الذنوب والجرائم. (خمسة) أي الذين يؤذنون في الشفاعة في: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255] والشفاعة أنواع واقتصر ابن الأثير على تفسير نوع منها لأنه الأصل وبين الخمسة للإبدال. (القرآن) فإنه شافع لتاليه وحامله ويحتمل أنه كذلك لكل مؤمن به وتقدم في سورة الملك أنها جادلت عن صاحبها وظاهره أنه شافع حقيقة وأنه له في النشأة الآخرة تجسيما كما قدمناه في الجزء الأول. (والرحم) أي الموصولة وتقدم في الحديث الطويل في رؤياه صلى الله عليه وسلم في إني وفيه. (ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤذنين ولا يكلمونه فجاءته صلة الرحم فقالت إن هذا كان واصلا لرحمه فكلمهم وكلموهم) فهذه أنواع من الشفاعة. (والأمانة) تقدم الكلام في معناها والمراد الوفاء بها. (ونبيكم) فله صلى الله عليه وسلم الشفاعات المعروفة ولغيره من الرسل شفاعات أيضاً فيحتمل أنه إخبار عن الشفاعات لهذه الأمة وأولئك شفعاء لأممهم. (وأهل بيته) فإنهم يشفعون للمؤمنين وهذه فضيلة لهم واضحة وقد ثبت الشفاعة لقوم آخرين مثل ما ورد في الحاج وفي أويس القرني وغير ذلك فمفهوم العدد غير مراد والإعلام بما ذكر تبشير للعباد وحث لهم على الوفاء بحق من ذكر لينالوا بهم الشفاعة. (فر)(1) عن أبي هريرة) وفيه عبد الله بن داوود ضعفوه وعبد الملك بن عمير قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: يختلط.

4926 -

"الشفعة في كل شرك: في أرض، أو ربع، أو حائط، لا يصلح له أن يبيع حتى يعرض على شريكه فيأخذ أو يدع، فإن أبى فشريكه أحق به حتى يؤذنه"(م وإن) عن جابر (صح).

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (977)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3437)، والضعيفة (3762).

ص: 542

(الشفعة) في النهاية (1): الشفعة في الملك معروفة وهي مشتقة من الزيادة لأن الشفيع يضم المبيع إلى ملكه فيشفعه به كان واحدا فردا فصار زوجاً شفعاً، والشافع هو الجاعل الوتر شفعاً. (في كل شرك: في أرض، أو ربع، أو حافظ) شرك بكسر المعجمة وسكون الراء: هو الاسم من الشركة يقال شركته في الأمر أشركته شركة قاله المصنف في المرقاة، والربع: قال الخطابي: الربعة والربع المنزل الذي يربع به الإنسان ويتوطنه يقال ربع وربعة كما يقال في دار ودارة وفي النهاية (2): الربعة أخص من الربع والحائط والبستان ففيه إثبات الشفعة في المساكن والأطيان. (لا يصلح له) لفظه في جامع الأصول (3): لا يحل له. لفظ سيما أبي داود ربعة بالتاء. (أن يبيع حتى يعرض على شريكه) الضمائر للبائع والشافع أي مريد أحد الأمرين. (فيأخذ أو يدع، فإن أبى) البائع أن يعرض كما دل بعض ألفاظه فإذا باع فلم يؤذنه فهو أحق به. (فشريكه أحق به حتى يؤذنه) فيه حرمة البيع حتى يؤذن به شريكه، وقد أخرج البخاري وأبو داود والنسائي من حديث عمرو بن الشريد قال وقفت على سعد بن أبي وقاص فجاء المسور بن مخرمة فوضع يده على إحدى منكبي إذ جاء أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا سعد ابتع مني بيتي في دارك، فقال سعد والله ما أبتاعها، فقال المسور والله لتبتاعنها، فقال سعد: والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة قال أبو رافع: لقد أعطيت بها خمسمائة دينار ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الجار أحق بصقبه"(4) ما أعطينكها بأربعة آلاف وأنا أعطى بها خمسمائة دينار فأعطاه

(1) انظر النهاية (2/ 156).

(2)

انظر النهاية (2/ 40).

(3)

انظر: جامع الأصول (1/ 418) رقم (415).

(4)

أخرجه البخاري (2139)، وأبو داود (3516)، والنسائي (4/ 62).

ص: 543

إياها، فانظر إلى حال السلف من حال الناس يبالغ البائع في الكتم عمن له الشفعة بل يعين المشتري على التحيل لإسقاطها وفيه دليل على سقوط الحيلة لإبطالها وفيه أنه إذا باع بعد مؤاذنة شريكه لم يبق له حق في الشفعة من مفهوم الشرط في قوله: "فإذا باع

" (م د ن)(1) عن جابر) وأخرجه أيضاً البخاري والترمذي عنه وقد قال ابن الأثير (2): إن الحميدي جعل هذا الحديث من أفراد البخاري ومن أفراد مسلم ولم يذكره في المتفق عليه وما أعلم السبب في ذلك ولعله قد عرف فيه ما لم نعرفه انتهى.

4927 -

"الشفعة فيما لم تقع فيه الحدود، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة". (طب) عن ابن عمر (صح).

(الشفعة فيما لم تقع فيه الحدود) جمع حد وهو الحاجز بين الشيئين ومنتهى كل شيء كما في القاموس (3). (فإذا وقعت الحدود فلا شفعة) أخرج الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث جابر: "قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل مال لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة"(4) وقد عارضت ما تقدم من أحاديث إيثار الشفعة للجار فذهب جماعة من الصحابة إلى أنه لا شفعة للجار لهذا الحديث وبه قال مالك والشافعي وأحمد إما لقدحهم في أحاديث ثبوت الشفعة للجار بما هو معروف فبنوا على الأصل من أنه لا دليل على ذلك أو لأنهم حملوا حديث الجار على الندب جمعا بين الأدلة وقال بعض المتأخرين بل أحاديث شفعة الجار ثابتة غير معارضة وأما مفهوم الحصر في

(1) أخرجه البخاري (2273)، ومسلم (1608)، وأبو داود (3513)، والنسائي (4/ 47).

(2)

جامع الأصول (1/ 418).

(3)

انظر القاموس (2/ 42).

(4)

أخرجه البخاري (2364)، وأبو داود (3514)، والترمذي (1370)، والنسائي (4/ 62)، وابن ماجة (2499).

ص: 544

رواية: "إنما جعل النبي صلى الله عليه وسلم الشفعة

" الحديث إنما هو فيما قبل قسمة البيع بين المشتري والشريك فمدلوله أن القسمة تبطل الشفعة وهو صريح رواية البخاري وأحمد وأبي داود وابن ماجة: "إنما جعل النبي صلى الله عليه وسلم الشفعة في كل مال لم يقسم" تقدم ومراده أنه إذا اقتسم المشتري وخليطه الذي له الشفعة ما بينهما فلا شفعة له لأنه برضاه بالقسمة قد أبطل حقه من الشفعة فهذا من مسقطات حق الخليط ولا يعرض فيه للإسقاط شفعة الجار قبل البيع وهو كلام قويم. (طب)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن عبد الله العمري كان كذابا انتهى.

4928 -

"الشفعة في العبيد وفي كل شيء". أبو بكر في الغيلانيات عن ابن عباس (ض).

(الشفعة في العبيد وفي كل شيء) تعميم بعد التخصيص وكان ذكر الحديث لسبب. (أبو بكر في الغيلانيات (2) عن ابن عباس) رضي الله عنهما.

4929 -

"الشفق الحمرة، فإذا غاب الشفق وجبت الصلاة". (قط) عن ابن عمر (صح).

(الشفق) في القاموس (3) بفتح الفاء في القاموس: (الحمرة) في الأفق من الغروب إلى العشاء الآخرة أو إلى قربها أو إلى قريب العتمة وفي النهاية (4) أنه من الأضداد يقع على الحمرة التي ترى في المغرب بعد مغيب الشمس وبه أخذ

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 373)(13385)، وانظر قول الهيثمي في (4/ 159)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3736).

(2)

أخرجه أبو بكر في الغيلانيات (رقم 228)، وفيض القدير (4/ 177)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3438)، وقال في الضعيفة ضعيف جداً (1010).

(3)

انظر القاموس (3/ 352).

(4)

انظر النهاية (2/ 98).

ص: 545

الشافعي وعلى البياض الباقي في الأفق [2/ 624] الغربي وبه أخذ أبو حنيفة والحديث أبان أنه الحمرة. (فإذا غاب الشفق) وضعه موضع الضمير زيادة في التقرير. (وجبت الصلاة) أي صلاة العشاء وفيه بيان المجمل مما أطلق في عشرة من أحاديث الأوقات حمل على المعنى. (قط)(1) عن ابن عمر) رمز عليه المصنف بالصحة قال شارحه وهو غير صواب فقد قال الذهبي في التنقيح (2): فيه نكارة انتهى وقال الدارقطني: إنه موقوف من قول ابن عمر.

4930 -

"الشقي كل الشقي من أدركته الساعة حياً لم يمت". القضاعي عن عبد الله بن جراد.

(الشقي كل الشقي) السعادة غير الشقاوة وتقدم الكلام على هذا التركيب في الجزء الأول والمراد كامل الشقاوة. (من أدركته الساعة حياً) فكان من المحشورين لا من المنشورين وذلك لأنها لا تقوم إلا على شرار الخلق ولا يقال هذا شيء لا اختيار فيه لأنه تأخر إيجاده وتأخرت وفاته وهما غير مختارين له لأنا نقول هو إعلام بعلامة شقاوته وأنه ما كان من فريق المحشورين إلا لما علمه الله من شقاوته إذ لو كان من السعداء لقبضته الريح التي يبعثها الله تعالى لقبض روح كل مؤمن قبل قيام الساعة وكالإخبار بأنه من أهل النار وقوله: (لم يمت) تأكيد لما قبله أو لأن الساعة لا تقوم إلا وقد بعث الأموات وصاروا أحياء فيكون وصفا تقييدياً. (القضاعي (3) عن عبد الله بن جراد) بزنة الحيوان المعروف تقدم.

4931 -

" الشمس والقمر يكوران يوم القيامة". (خ) عن أبي هريرة (صح).

(1) أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 269)(3)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3440).

(2)

انظر: تنقيح التحقيق المطبوع مع التحقيق (2/ 7 رقم 346).

(3)

أخرجه القضاعي في مسنده (1/ 207)(313)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3441): موضوع.

ص: 546

(الشمس والقمر يكوران) في تفسير أبي السعود (1): {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] لفت من كورت العمامة، إذا لففتها على أن المراد بذلك إما رفعها وإزالتها من مقرها فإن الثوب إذا أريد رفعه يلف لفا ويطوى ونحوه قوله تعالى:{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: 104] وأما لف ضوئها المنبسط في الآفاق المنتشر في الأقطار على أنه عبارة عن إزالتها والذهاب بها بحكم إسلام زوال اللازم لزوال الملزوم أو ألقيت عن فلكها كما وضعت النجوم بالانكدار من طعنه فكوره إذا ألقاه على الأرض، وعن ابن عباس تكويرها إدخالها في العرش. (يوم القيامة) ولم يأت في القرآن إلا الإعلام بتكوير الشمس.

نكتة شريفة: قال ابن القيم (2) في بعض كتبه: قرأ قارئ: {وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} الآيات وفي الحاضرين أبو الوفاء بن عقيل فقال له قائل: يا سيدي هب أنه نشر الموتى للبعث والحساب وزوج النفوس بقرنائها للثواب والعقاب فلم هدم الأبنية وسير الجبال ودك الأرض وفطر السماء ونثر النجوم وكور الشمس فقال: إنما بني الدار للسكنى والتمتع وجعلها وجعل ما فيها للاعتبار والتفكر والاستدلال عليه بحسن التأمل والتذكر فلما انقضت مدة السكنى وأخلاهم من الدار خربها للانتقال منها فأراد أن يعلمهم بأن الكونين كانت معمورة لهم وفي إحالة الأحوال وإظهار تلك الأهوال بيان القدرة بعد بيان العزة وتكذيب لأهل الإلحاد وزنادقة المنجمين وعباد الكواكب والشمس والقمر والأوثان فيعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين، فإذا رأوا منازل آلهتهم قد انهدمت ومعبوداتهم قد انتثرت وانفطرت ومحالها قد تشققت ظهرت فضائحهم وتبين كذبهم وظهر

(1) تفسير أبو السعود (9/ 114).

(2)

بدائع الفوائد (3/ 700)، مفتاح دار السعادة (2/ 163).

ص: 547

أن العالم محدث مربوب مدبر له رب يصرفه كيف يشاء تكذيبا لملاحدة الفلاسفة القائلين بالقدم فكم آية من حكمة في هذه الدار دالة على عظم قدرته وعزته وسلطانه وانفراده بالربوبية وانقياد المخلوقات كلها لقهره وإذعانها لمشيئته فتبارك الله رب العالمين، انتهى، ولا يخفى لطافته. (خ) (1) عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضاً البزار وزاد في روايته أن الحسن قال لأبي هريرة: ما ذنبهما؟ فقال: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن.

4932 -

"الشمس والقمر ثوران عقيران في النار، إن شاء أخرجهما وإن شاء تركهما". ابن مردويه عن أنس (ض).

(الشمس والقمر ثوران) في النهاية (2) بالثاء يعني المثلثة كأنهما يمسخان وقد روى بالنون وهو تصحيف. (عقيران في النار) العقر النحر أي منحوران فيها وحكمة ذلك أن يشاهد عبادهما إهانتهم تصديقا لقوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98] وليس في ذلك تعذيب للشمس والقمر لأنهما جماد لا يحس العذاب بل هو نظير وقودها بالحجارة، وأما جعلهما في صورة البقر فلأن فرقة من الكفار قد عبدت البقر أيضاً فهو إعلام لعباد البقر بما أعلم به عباد الشمس والقمر. (إن شاء أخرجهما وإن شاء تركهما) لأنه بإدخالهما النار قد حصل مقتضى الحكمة. (ابن مردويه (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (4) وقال: فيه

(1) أخرجه البخاري (3200).

(2)

النهاية (1/ 228).

(3)

أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (15201)، والطيالسي في مسنده (2103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3443).

(4)

انظر: الموضوعات (1/ 140).

ص: 548

يزيد الرقاشي (1) ليس بشيء ودرست ابن زياد، قال ابن حبان: لا يصح الاحتجاج به ونازعه المصنف بما حاصله أنه ضعيف لا موضوع.

4933 -

"الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان، فإذا ارتفع فارقها، فإذا استوت قارنها، فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها". مالك (ن) عن عبد الله الصنابحي.

(الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان) في النهاية (2): الشمس تطلع بين قرني شيطان أي ناحيتي رأسه وجانبيه، وقيل: القرن للقوة أي حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط فيكون كالمعين [2/ 625] لها وقيل بين قرنيه أي أمتيه الأولين والآخرين وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها فكأن الشيطان سول له ذلك فإذا سجد لها كان كأن الشيطان مقترن بها. (فإذا ارتفعت فارقها) كأن المراد مقدار رمح كما قدر لزوال وقت الكراهة. (فإذا استوت قارنها) أي توسطت في كبد السماء وهو الوقت المنهي عن الصلاة فيه. (فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها) كأن قدره أيضًا رمح من غروبها وهي صناعة صلاة المنافق وهي حيث تصير الشمس كثرب البقر فحرمت الصلاة في هذه الأوقات لذلك، وقيل: معنى قرنه قوته فإنه إنما يقوى أمره في هذه الأوقات ومن ثمة تعبد الشمس فيها. (فإذا غربت فارقها). (مالك (ن)(3) عن عبد الله الصنابحي) بضم المهملة وتخفيف النون وكسر الباء الموحدة وبالحاء المهملة صحابي قال ابن حجر (4) كشيخه العراقي: إنه تابعي كبير لا صحبة له فالحديث

(1) انظر المجروحين (3/ 98).

(2)

النهاية في غريب الحديث (4/ 81).

(3)

أخرجه مالك في الموطأ (512)، والنسائي (1/ 275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3442).

(4)

الإصابة (4/ 217).

ص: 549

مرسل، قال ابن حجر: ورواه مسلم في حديث طويل.

4934 -

"الشمس والقمر وجوههما إلى العرش، وأقفاؤهما إلى الدنيا". (فر) عن ابن عمر.

(الشمس والقمر وجوههما إلى العرش) فالنور الذي إلى العرش أبلغ لأنه نور الوجه وقد روي عن ابن عباس أن الشمس والقمر خلقهما الله تعالى من نور العرش وجعل قدر الشمس كقدر الدنيا من مشارقها إلى مغاربها والقمر دون الشمس ولكن إنما يرى ضوئها من شدة ارتفاع السماء وبعدها من الأرض. (وأقفاؤهما إلى الدنيا) بهذا النور الذي يملأ الدنيا من ظهورهما. (فر)(1) عن ابن عمر فيه العباس بن الفضل فإن كان الموصلي فقد قال ابن معين ليس بثقة وإن كان الأزرق البصري فقد قال البخاري ذهب حديثه، وقد أوردهما الذهبي معاً في الضعفاء وسعيد بن سليمان النشيطي قال الذهبي (2): فيه ضعف وشداد بن سعيد الراسبي قال العقيلي له غير حديث لا يتابع على شيء منها.

4935 -

"الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المقتول في سبيل الله شهيد، والمطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة". مالك (حم د ن هـ حب ك) عن جابر بن عتيك.

(الشهادة) هي الاسم مما اشتق منه الشهيد ويأتي وجه اشتقاقه والمراد أنواع الشهادة وأسبابها. (سبع سوى القتل في سبيل الله) فالإخبار عن غيره لأنه قد

(1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 116)، وعزاه في الكنز (15198) إلى الديلمي، وانظر فيض القدير (4/ 178)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3444) ضعيف جداً.

(2)

انظر: المغني (1/ 261).

ص: 550

علم أنه أعلى درجات الشهادة. (المقتول في سبيل الله شهيد) قال في النهاية (1) هذا الأصل في إطلاقه ثم اتسع فأطلق على من سماه النبي صلى الله عليه وسلم في المبطون ونحوه وسمي شهيداً لأن الله وملائكته شهود له بالجنة وقيل: لأنه حي لم يمت كأنه حاضر شاهد وقيل: لأن ملائكة الرحمة تشهده وقيل لقيامه بشهادة الحق وقيل لأنه شهد ما أعده الله له من الكرامة بالقتل وزاد في القاموس (2) أو لأنه من سيشهد يوم القيامة على الأمم الخالية أو لسقوطه على الشاهدة أي الأرض. (والمطعون) أي الهالك بألم الطاعون كما تقدم. (شهيد) ولا تجري فيه وجوه الاشتقاق كلها كمالا بمعنى. (والغريق شهيد) فإن كان في جهاده فهو كالأول. (وصاحب ذات الجنب) هي الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في الجنب وتنفجر إلى داخل وقلما سلم صاحبها وذو الجنب الذي أخذته ذات الجنب وصارت ذات الجنب علماً لها وإن كانت في الأصل صفة مضافة. (شهيد والمبطون) من كانت هلاكه بألم بطنه من إسهال واستسقاء ونحوه. (شهيد وصاحب الحريق) من كانت وفاته بالنار حريق بها. (شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد) إذا انهدم عليه جدار أو نحوه. (والمرأة تموت بجمع) في القاموس (3): ماتت بجمع قتيلته عذراء أو حاملاً أو مثقلة (شهيدة) ولا أعلم أنه تعرض أحد لوجه غير هؤلاء من الشهداء فإن ثمة أمراض أعظم من هذه المذكورة وقد ألحق في الأحاديث ما بلغه أربعين شهيداً. (مالك (حم د ن هـ حب ك)(4) عن جابر بن

(1) النهاية (3/ 361).

(2)

القاموس (1/ 372).

(3)

القاموس (1/ 917).

(4)

أخرجه أحمد (5/ 446)، وأبو داود (3108)، وابن ماجه (2804)، والحاكم (1/ 503)، والنسائي (4/ 363)، والطبراني في الكبير (2/ 191) رقم (1779)، وصححه الألباني في صحيح=

ص: 551

عتيك) قال النووي: صحيح بلا خلاف وإن لم يخرجه الشيخان.

4936 -

"الشهادة تكفر كل شيء إلا الدين، والغرق يكفر ذلك كله". الشيرازي في الألقاب عن ابن عمرو.

(الشهادة تكفر كل شيء) أي تغطيها وهو عام نحو الحق وفق الخلق فاستثني من ذلك قوله. (إلا الدين) وذلك لعظم حق المخلوقين سيما المال فإنه أعز شيء عندهم ويحتمل أن الدم والعرض كذلك لأن الثلاثة قرائن في التحريم لكنه ذكر أخفها تنبيها على الأثقل ثم أنه إذا كان لا يكفر الدين مع أنه أخذ برضا صاحبه ما أخذه غصبا ونهباً. (والغرق يكفر ذلك كله) أي كل شيء والدين وفيه بيان أن الغرق أعظم من غيره من أنواع الشهادة في هذه الخلة ولا يلزم أن يكون الهالك به أرفع مقاما عند الله تعالى فقد يكون الشيء فاضلا من جهة مفضولاً من أخرى (الشيرازي في الألقاب (1) عن ابن عمرو).

4937 -

"الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم: والشهيد في سبيل الله". مالك (ق ت) عن أبي هريرة (صح).

(الشهداء خمسة) لا ينافي الإخبار بأنهم سبعة لأنه قد يخبر صلى الله عليه وسلم بما أعلمه الله ثم يعلمه بزيادة على ذلك كما [2/ 262] نبهنا عليه مراراً. (المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم: والشهيد في سبيل الله) تأخيره من باب الترقي. (مالك (ق ت)(2) عن أبي هريرة).

= الجامع (3739).

(1)

أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (11098)، وانظر فيض القدير (4/ 179)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3445).

(2)

أخرجه البخاري في صحيحه (2828)، ومسلم (1914)، والترمذي (1063)، وموطأ مالك (239).

ص: 552

4938 -

"الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا، ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة، ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الرابعة"(حم ت) عن عمر

(الشهداء) المقبولون في سبيل الله أقسام. (أربعة) باعتبار ما لهم عند الله من الأجر (رجل مؤمن جيد الإيمان) وصفه بالإيمان للمدح وإلا فلا يكون الشهيد إلا مؤمناً، والجيد بزنة كيس ضد الرديء وأريد به هنا إيمان ثابت لا شك فيه أو غير مخلوط بتقصير في أعماله وفيه أي دلالة إلى تقسيم الإيمان إلى الكامل والناقص. (لقي العدوّ فصدق الله) أي فعل فعل الصادقين بعهد الله إذ في عهد الإيمان الوفاء بشروطه ومنها الجهاد فإذا وفي به معه صدق الله. (حتى قتل فذاك الذي يرفع الناس أعينهم إليه يوم القيامة) في الجامع ورفع رأسمه حتى سقطت قلنسوته ولا أدري قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبي صلى الله عليه وسلم. يحتمل أن المراد في الموقف أو في الجنة (هكذا)(ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح) أي داخل الخوف كل عضو منه. (من الجبن أتاه سهم غرب) بفتح المعجمة والراء وتسكن وبالإضافة والتوصيف السهم الذي لا يعرف راميه. (فقتله فهو في الدرجة الثانية) في الآخرة وذلك لفضيلة الشجاعة كأن الأولى أعلى عند الله مقاماً فيما قد استويا في جودة الإيمان واختلفا في ثبات القلب. (ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئاً) فيه ما يدل على أن جودة الإيمان خلوه عن الأعمال السيئة. (لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة) آخره لعدم جودة إيمانه وفيه أن جودة الإيمان أفضل من كمال

ص: 553

الشجاعة فإنما ألحقت الثاني بالأول وقدمته على الثالث مع أنه صاحبه لا يخلو عن الجبن. (ورجل مؤمن أسرف على نفسه) بإكثاره المخالفة ورجوعه على طاعاته. (لقي العدو فصدق الله حتى قتل) فهو كالأول في الشجاعة ودون الثلاثة في الإيمان. (فذاك في الدرجة الرابعة) آخره نقص إيمانه عمن تقدمه أنجته عن العذاب بإسرافه شهادته وشجاعته. (حم ت)(1) عن عمر).

4939 -

"الشهداء على بارق -نهر بباب الجنة- في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً". (حم طب ك) عن ابن عباس (صح).

(الشهداء على بارق) بين مسماه بالإبدال منه. (نهر بباب الجنة) ظاهر أنهم لم يدخلوا الجنة وأنهم على بابها وقد تقدم حديث: "إن أرواحهم في طير خضر" ولا منافاة لأنه يحتمل أنهم أنواع لكل منهم مقام وإنعام قبل قيام الساعة. (في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً) كما قال تعالى: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] وقدمنا كلاماً بسيطاً في الجزء الأول في حياة الشهداء (حم طب ك)(2) عن ابن عباس) ورمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات.

4940 -

"الشهداء عند الله على منابر من ياقوت في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله على كثيب من مسك، فيقول لهم الرب: ألم أوف لكم وأصدقكم؟ فيقولون: بلى وربنا". (عق) عن أبي هريرة.

(الشهداء عند الله على منابر من ياقوت) إعلام بموقفهم يوم القيامة عند

(1) أخرجه أحمد (1/ 23)، والترمذي في سننه (1644)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3446)، والضعيفة (2004).

(2)

أخرجه أحمد في مسنده (1/ 266)، والطبراني في الأوسط (123)، والحاكم (2/ 84)، وانظر قول الهيثمي في (5/ 294)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3742).

ص: 554

جزاء الخلائق كما يدل له. (يوم لا ظل إلا ظله) وتقدم الكلام عليه. (على كثيب من مسك، فيقول لهم الرب: ألم أوف لكم وأصدقكم؟) أي ما وعدتكم به من الإكرام ومن السلامة من الأفزاع والأهوال مع الإِمام. (فيقولون: بلى وربنا) وخطابه تعالى من زيادة إكرامه لهم في ذلك المقام. (عق)(1) عن أبي هريرة).

4941 -

"الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول ولا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا، فأولئك يلتقون في الغرف العلا من الجنة، يضحك إليهم ربك، إن الله تعالى إذا ضحك إلى عبده المؤمن فلا حساب عليه". (طس) عن نعيم بن هبار.

(الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول) من صفوف الجهاد فإن الاصطفاف له من أساليبه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4]. (ولا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا) صفة لهم بثبات القلوب وصدق النية وفي نسخة قضيت على نسخة المصنف يقتلون بإثبات النون والوجه حذفها. (فأولئك يلتقون في الغرف العلا من الجنة، يضحك إليهم ربك) مجاز عن كمال إكرامهم والرضا عنهم والأولى الإيمان مع الوقف عن التأويل كما قدمناه في الجزء الأول ثم استأنف إبانة لفائدة هذا الضحك بقوله: (إن الله تعالى إذا ضحك إلى عبده المؤمن) صفة كاشفة إذ لا يضحك لغيره. (فلا حساب عليه). (طس)(2) عن نعيم بن هبار) بالباء الموحدة آخره راء ويقال همار ويقال هدار ويقال همار الشهير صحابي شامي وقال الهيثمي: رواه الطبراني

(1) رواه العقيلي في الضعفاء (1/ 102)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3447).

(2)

أخرجه أحمد (5/ 287)، والطبراني في الأوسط (3193) وأبو يعلى (6855) وسعيد بن منصور في سننه (2/ 219 رقم 2566)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1277)، وانظر فيض القدير (4/ 181)، وانظر قول الهيثمي في (5/ 292)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3740).

ص: 555

وأحمد وأبو يعلى ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات انتهى قال الشارح: وقضيته أن رجال الطبراني ليسوا كذلك فعليه اعترض من وجهين من حيث اقتصاره على الرواية المرجوحة وعدوله عن أحمد [2/ 627].

4942 -

"الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة". (ن) عن أبي هريرة (صح).

(الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين) في القاموس (1): الشهر الهلال والقمر أو هو إذا ظهر وقارب التمام والعدد المعروف من الأيام فيحتمل أن المراد هنا الأول وأن المراد الإعلام عن مدته وأنها تارة كذا وتارة كذا ويحتمل أن يزاد الآخر والمعنى متحد والقصد الإعلام بأن الشهر في الشريعة له أصلان والعبرة فيها رؤية الهلال وفيه إبطال ما عدا هذا من الحساب وأنه يجوز توالي نقصانه وتوالي تمامه فلذا قال: (فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا) فيه ما يدل لأنه أريد به الشهر معناه الأول وأنه لا طريق إلى الصوم والإفطار إلا الرؤية إذ لو كان غيرها لما أهمله صلى الله عليه وسلم عن البيان سيما مع قوله: (فإن غم عليكم) حال دون رؤيته سحاب. (فأكملوا العدة) فإنه لو كان به علامة أخرى لذكرها وكذلك لو كان شهر يتم وشهر ينقص كما يقوله الأكثر من العامة لكان علامة يجب ذكرها مع أنها باطلة بالحس والتجربة فقد وقع توالي التمام وتوالي النقصان.

فائدة: من هنا يعرف بطلان ما اشتهر من قولهم صيامكم رمضان تعويدكم عرفة وبعض يظنه حديثا وهو باطل كما قاله العلامة الأشجر في فتاويه أنه لا

(1) القاموس (2/ 65).

ص: 556

أصل له في المرفوع ولا في الموقوف كما قاله الحافظ بن حجر (1) والحافظ السخاوي وبيان بطلانه أنه ليس قبل ذي الحجة إلا ثلاثة أشهر برمضان فإذا تمت كلها كان عند النحر بعد أول رمضان بيوم وإذا نقص منها واحد وافق النحر أول الصوم وإذا نقص اثنان كان قبل أول صيام رمضان بيوم وإذا نقصت الثلاثة كان يوم النحر قبله بيومين فهذه أربعة تقادير لا يحصل الاتفاق إلا على تقدير واحد منها وحاشا كلام النبوة عن مثل هذا. (ن)(2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وظاهر صنيعه أنه ليس في أحد الصحيحين وهو فيهما معا.

4943 -

"الشهوة الخفية، والرياء: شرك". (طب) عن شداد بن أوس (ح).

(الشهوة الخفية) تقدم أن من الشهوة الخفية محبة العالم أن يجلس إليه فيحتمل أنه المراد هنا ويحتمل أن المراد كل شهوة يذمها الشارع وإن أخفاها مريدها، وفي قربها بقوله:(والرياء: شرك) ما يدل للأول فهما من الشرك كما تقدم لأنه أريد غير الله تعالى بما أبداه من فعل الخير. (طب)(3) عن شداد بن أوس) رمز لحسنه.

4944 -

"الشهيد لا يجد مسَّ القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يقرصها". (ن) عن أبي هريرة (صح).

(الشهيد لا يجد مسَّ القتل) أي ألم مسه أو المراد شدة سكرة الموت. (إلا كما يجد أحدكم القرصة) مصدر قرص إذا قطع مصاع للوحدة أي الواحدة من القرص. (يقرصها). (ن)(4) عن أبي هريرة) رمز لصحته.

(1) انظر: فتح الباري (1/ 2161)، والتلخيص الحبير (2/ 186، 197).

(2)

أخرجه النسائي (4/ 139)، وأخرجه البخاري (1907)، ومسلم (1085)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3744).

(3)

أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 284)(7144)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3448).

(4)

أخرجه النسائي (3/ 25)، وفي المجتبى (6/ 36)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3746).

ص: 557

4945 -

"الشهيد لا يجد ألم القتل، إلا كما يجد أحدكم مس القرصة". (طس) عن أبي قتادة (صح).

(الشهيد لا يجد ألم القتل، إلا كما يجد أحدكم مس القرصة) يحتمل أنه أريد قرصة البعوض ونحوها والحكمة في ذلك أنه لما أقدم باذلا لروحه هون الله عليه ألم القتل. (طس)(1) عن أبي قتادة) رمز عليه بالصحة وقال الهيثمي: فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف قال الشارح وفيه أيضاً ابن لهيعة.

4946 -

"الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه ويزوج حوراوين، ويشفع في سبعين من أهل بيته، والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة، وغدي عليه، وريح برزقه، ويزوج سبعين حوراء، وقيل له: قف فاشفع إلى أن يفرغ من الحساب". (طس) عن أبي هريرة (ح).

(الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه) أي تندفع منه. (ويزوج حوراوين) ظاهره في تلك الساعة وقد وردت الأحاديث بذلك في عدة ومنامات صادقة وأنه لا يخرج من الدنيا إلا وقد رأى ذلك. (ويشفع في سبعين من أهل بيته) أي من ذويه وقراباته ويحتمل أنه على حقيقته والحكمة مجهولة ويحتمل أنه أريد به التكثير كما نبهنا عليه مراراً. (والمرابط) أي الملازم للثغر لنكاية العدو وتقدم تحقيقه. (إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة) أي أجر رباطه كأنه حي لم يمت فهو حي عند ربه وعمله مستمر عمل الأحياء فهذا نهاية الجود الإلهي وهذا من الذين إذا مات لم ينقطع عمله. (وغدي عليه، وريح برزقه) أي يأتيه رزقه في الغداة والرواح من الجنة كما سلف وفيه أن أوقات طعام الآخرة على نحو أوقات طعام أهل الدنيا ويحتمل أنه يراد بهما الاستمرار كما في قوله

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (280) وانظر قول الهيثمي في (5/ 294) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3745).

ص: 558

تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: 46]. (ويزوج سبعين حوراء، وقيل له: قف فاشفع إلى أن يفرغ الحساب) دل أنه أفضل من الشهيد المقتول وإن مات على فراشه في الرباط وذلك أنه بتوطين نفسه على الرباط ونكاية الأعداء نال كرامة أبلغ من كرامة الشهداء فإن استشهد مرابطا كان أعظم أجراً. (طس)(1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه [2/ 628].

4947 -

"الشؤم سوء الخلق". (حم طس حل) عن عائشة (قط) في الأفراد (طس) عن جابر (ض).

(الشؤم) هو خلاف اليمن وهو ما يتفرع عنه الشأمة. (سوء الخلق) قدمنا تحقيقه في الأول وذلك أن سوء الخلق عنه ينشأ كل شر فلذا حصر الشؤم عليه لما عرف المسند إليه. (حم طس حل) عن عائشة (قط) في الأفراد (طس)(2) عن جابر)، رمز لضعفه، وضعفه المنذري وقال الهيثمي: فيه أبو بكر بن مريم وهو ضعيف وهذا في رواية عائشة ورواية جابر فيها الفضل بن عيسى الرقاشي (3) ضعيف وقال العراقي: حديث لا يصح.

4948 -

"الشونيز دواء من كل داء إلا السام، وهو الموت". ابن السني في الطب، وعبد الغني في الإيضاح عن بريدة (ض).

(الشونيز) بضم المعجمة وقيل بفتحها وسكون الواو فنون فمثناة تحتية فزاي ويقال الشنيز والشونوز والشهنيز هو الحبة السوداء، وفي الصحيحين من

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3323)، وانظر فيض القدير (4/ 183)، والمجمع (5/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3449).

(2)

أخرجه أحمد في مسنده (6/ 85)، والطبراني في الأوسط (4360)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 103) عن عائشة والطبراني في الأوسط (5726) والدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد (1699) عن جابر، وانظر قول الهيثمي (في 8/ 25)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3426).

(3)

انظر المجروحين (2/ 211)، وضعفاء العقيلي (3/ 442)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3738).

ص: 559

حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام" والشونيز لغة الفرس.

(دواء من كل داء) مثل قوله تعالى: (تدمر كل شيء) أي تقبل التدمير وهي نافعة من كل الأمراض الباردة وتدخل في الأمراض الحارة اليابسة وهي حارة يابسة تذهب النفخ وتفتح السدد وتحلل الرياح ومنافعه عديدة وقد ذكر منها جملة نافعة في الهدي النبوي (1). (إلا السام) بغير همزة (وهو الموت) استثناء منقطع لأنه ليس الموت من الأدواء كأنه لم يبق ما يستثنى إلا ما ليس بداء مبالغة في نفعها. (ابن السني في الطب، وعبد الغني في الإيضاح (2) عن بريدة) رمز بضعفه لكنه قد ثبت معناه في الصحيح.

4949 -

"الشياطين يستمتعون بثيابكم، فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليه أنفاسها، فإن الشياطين لا تلبس ثوبا مطوياً". ابن عساكر عن جابر (ض).

(الشياطين يستمتعون بثيابكم) أي ينتفعون بها باللبس كما دل له آخره وذلك بعد نزعها ولذا قال: (فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليه أنفاسها) وفيه أن المحذور ليس لبس الشياطين لها بل كونها تعود إليها قوتها ونظارتها بطيها أو أن المراد ترجع إليها أنفاسها وتسلم من لبسهم لها كما دل له. (فإن الشيطان لا للبس ثوباً مطوياً بل يجتنبه) كأنه أنطى حرزا عليه وعوذه منه نفيه الأمر بطي ما نزع من الثياب ليلاً أو نهارًا والإعلام بأن الشياطين غير ممنوعين عن الانتفاع بثياب بني آدم وأن أجسامهم قابلة لوضع الثياب عليها وإن كانت

(1) زاد المعاد (4/ 272).

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة (3440)، والترمذي (2041) وقال: حسن صحيح عن أبي هريرة وعزاه في الكنز (28253) لابن السني وعبد الغني، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3738).

ص: 560

لطيفة وإن إبقاء رونق الثياب وحسنها مراد ولذا شبهه بالأنفاس التي بها حياة الأبدان. (ابن عساكر (1) عن جابر) ورمز عليه بالضعف.

4950 -

"الشيب نور المؤمن لا يشيب رجل شيبة في الإِسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة ورفع بها درجة". (هب) عن ابن عمرو.

(الشيب نور المؤمن) يحتمل أن المراد أنه في الآخرة نور له أو أنه في الدنيا عند الملائكة علامة النور له في الآخرة أو أن قدره عنده تعالى كذلك مثلما قيل في خلوف فم الصائم وفي الآثار أن أول من شاب إبراهيم الخليل عليه السلام فلما رآه قال ما هذا يا رب؟ قال: هذا نور من نوري فقال: ربِّ زدني من نورك، وأحسن من قال واسمه السيد إبراهيم محمَّد الوزير وقد شاب:

يا رب إبراهيم لا حرقته

قد بدا نورك في غداره

إن الكريم إذا عصاه عبده

لا يحرقن نوره بناره

ويحتمل أن المراد بكونه نوراً أنه حسنات والحسنات سبب نور العبد في البرزخ ويوم القيامة ويرشد له. (لا يشيب رجل شيبة في الإِسلام) أي شعرة واحدة حال كونه في الإِسلام. (إلا كانت له بكل شيبة حسنة) أي إلا وجدت له بكل شيبة تأتيه حسنة. (ورفع بها درجة) كأن ذلك لما يلحق القلب من الانكسار وفي اعتباره بقرب فراق هذه الدار فإنه ليس بعد المشيب قرار فإن شعر الفتى أوراق غصن حياته فإذا شابت نادت بدنو وغاية كما قيل (2):

لم أبك إذا رحل الشباب وإنما

أبكي لأن يتقارب الميعاد

(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (37/ 338)، وانظر: كشف الخفا (1679)، وانظر قول الهيثمي في 5/ 135، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3450).

(2)

الأبيات منسوبة إلى صردر بن صرير (ت 465 هـ).

ص: 561

شعر الفتى أوراقه فإذا ذوت

جفت على آثارها الأعواد

(هب)(1) عن ابن عمرو) من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وفيه الوليد بن كثير (2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال ابن سعد ليس بذلك وعبد الرحمن بن الحارث قال أحمد: متروك الحديث.

4951 -

"الشيب نور من خلع الشيب فقد خلع نور الإِسلام فإذا بلغ الرجل أربعين سنة وقاه الله الأدواء الثلاثة: الجنون والجذام والبرص". ابن عساكر عن أنس (ض).

(الشيب نور من خلع الشيب فقد خلع نور الإِسلام) فيه كراهة خلعه. (فإذا بلغ الرجل أربعين سنة وقاه الله الأدواء الثلاثة) ذكر هذه الجملة بعد الأولى كالتأسية لمن ذهب شبابه وتغير من لون شعره إهابه بأنه تنزل السلامة من أضر الأدواء. (الجنون والجذام والبرص). (ابن عساكر (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وابن عساكر أورده في ترجمة الوليد وقال: قال العقيلي: يروي عن الأوزاعي أباطيل لا أصل لها وقال ابن حبان: هذا حديث لا أصل له من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأقره الذهبي، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح.

4952 -

"الشيخ في أهله كالنبي في أمته". الخليلي في مشيخته وابن النجار عن أبي رافع (ض).

(الشيخ في أهله) في القاموس (4): الشيخ من استبان فيه السن أو من خمسين أو

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3633)، وانظر كشف الخفاء (2/ 21)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3748).

(2)

انظر المغني في الضعفاء (2/ 724).

(3)

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (63/ 300)، وانظر كشف الخفاء (2/ 22)، والعلل المتناهية (2/ 689)، والمجروحين (3/ 82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3451).

(4)

القاموس المحيط (ص: 325).

ص: 562

إحدى وخمسين إلى آخر عمره أو إلى الثمانين. (كالنبي في أمته) أي له عليهم حق شابه حق النبي من طاعاته وإكرامه واحترامه ولهم عليه بذل النصيحة والموعظة والهداية [2/ 629](الخليلي في مشيخته (1) وابن النجار عن أبي رافع) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حبان: هذا موضوع، وقال غيره: هذا باطل، وقال الزركشي: ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي الميزان: في ترجمة محمَّد بن عبد الملك القناطري (2) روى حديثًا باطلاً: "الشيخ في أهله كالنبي في أمته" وقيل له القناطري؛ لأنه كان يكذب قناطير.

4953 -

"الشيخ في بيته كالنبي في قومه"(حب) في الضعفاء الشيرازي في الألقاب عن ابن عمر (ض).

(الشيخ في بيته) أي في أهل بيته. (كالنبي في قومه) قال ابن حبان في هذا الحديث: إنه موضوع وممن جزم بكونه موضوعاً شيخ الإِسلام ابن حجر ومن قبله ابن تيمية، وقال إنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يقوله بعض أهل العلم، وربما يقول بعض أهل العلم فيه: الشيخ في جماعته كالنبي في أمته يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه وكل ذلك باطل (حب)(3) في الضعفاء والشيرازي في الألقاب عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه.

4954 -

"الشيخ يضعف جسمه وقلبه شاب على حب اثنتين طول الحياة

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3483)، والرافعي في التدوين من طريق الخليلي (3/ 95)، وابن عساكر في معجم الشيوخ (رقم 871) وقال: هذا حديث منكر، والقناطري كذاب

وانظر كشف الخفاء (2/ 22)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3452): موضوع.

(2)

انظر ميزان الاعتدال (6/ 244)، ولسان الميزان (5/ 267).

(3)

أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 39)، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 183)، والسيوطي في اللآلي المصنوعة (1/ 140)، وانظر: كشف الخفاء (2/ 22)، وميزان الاعتدال (4/ 150)، والمقاصد الحسنة (ص: 609)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3453): موضوع.

ص: 563

وحب المال". عبد الغني بن سعد في الإيضاح عن أبي هريرة (ض).

(الشيخ يضعف جسمه وقلبه شاب) أي له همة الشباب وقوة شهوته أو بكل شباب قلبه عند ضعف جسمه فيكون أبلغ من قلوب الشباب وأحرص. (على حب اثنتين طول الحياة وحب المال) أبهمها أولاً ثم فسرها ثانيا إبانه لموقع ذلك وزيادة في طلب إصغاء السامع إلى ما يلقى إليه والحديث من أعلام النبوة؛ فإنه أمر مشاهد تبرئه كل عن نفسه وما أحسن قول أبي مالك (1):

عصيت هوى نفسي صغيرا وعندما

رمتني الليالي بالمشيب وبالكبر

أطعت الهوى عكس القضية ليتني

خلقت كبيرا ثم عدت إلى الصغر

والإعلام منه صلى الله عليه وسلم بهذا تحذيرا عن طاعة شباب القلب ومتابعة هواه فإن الشباب شعبة من الجنون فمن أطاع قلبه في شبابه فقد أطاع الجنون وجعله قائده إلى كل ما لا تحمد عقباه عند ملاقاته المنون. (عبد الغني بن سعيد في الإيضاح (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لكن معناه ثابت من أحاديث أخرى وله شواهد.

4955 -

"الشيطان يلتقم قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس عنده وإذا نسي الله التقم قلبه". الحكيم عن أنس (ح).

(الشيطان يلتقم قلب ابن آدم) واضع فاه عليه مدخل له فيه كاللقمة قابض له عن التصرف في غير الوسواس. (فإذا ذكر الله خنس) أي تأخر عنه؛ ولذا يسمى الخناس لأن عادته أن يخنس أي يتأخر إذا ذكر العبد ربه. (عنده) عند ذكر الله.

(1) نسبه في نفح الطيب (4/ 327) إلى أبي الحسن عبد الملك بن عياش الكاتب الأزدي اليابري.

(2)

أخرجه أحمد في مسنده (2/ 338)، بلفظ: "الشيخ على حب اثنتين طول

"، وعزاه في الكنز (7555) إلى عبد الغني بن سعيد في الإيضاح، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3749).

ص: 564

(وإذا نسي الله التقم قلبه) فلا يطرده شيء إلا ذكر الله تعالى. (الحكيم (1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه.

4956 -

"الشيطان يهُمُّ بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم". البزار عن أبي هريرة (صح).

(الشيطان يهُمُّ بالواحد والاثنين) أي بإضلالهما وإغوائهم وجذبهما إلى الشر وخصاله؛ لأن قوته تتوفر على من قل عدده، ولذا قال صلى الله عليه وسلم:"يد الله مع الجماعة". (فإذا كانوا) أي المحدث عنهم.

(ثلاثة لم يهم بهم) ويحتمل أن المراد في الجماعة والصلاة، دونهم كلما كثروا أيس عنهم، ويحتمل أنه أريد الواحد في السفر رأيت هذا الاحتمال في الشرح منسوبا إلى الديلمي، والاثنان فيه لما سلف من حديث:"الراكب شيطان والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب". (البزار (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن ابن أبي الزناد (3) وهو ضعيف انتهى وأعله ابن القطان بعبد العزيز بن عبد الله الأصم وقال: لا يعرف بالحديث.

(1) أخرجه الحكيم (2/ 454)، وأبو يعلى (4301)، والديلمي (3507)، وانظر قيض القدير (4/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3454).

(2)

أخرجه البزار (1029)، والديلمي في الفردوس (3687)، وأخرجه مالك (1765)؛ وانظر: ابن عبد البر في التمهيد (20/ 8)، وأورده الدارقطني في العلل (1714)، وراجع: بيان الوهم والإلهام، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 283)، وانظر قول الهيثمي في (5/ 285)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1482).

(3)

انظر ميزان الاعتدال (4/ 300)، ولسان الميزان (4/ 32).

ص: 565