الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعرف باللام من الدال المهملة
4228 -
" الدار حرم، فمن دخل عليك حرمك فاقتله". (طب) عن عبادة بن الصامت (صح).
(الدار حرم) بفتح الراء أي بيت الإنسان ومنزله محرم دخولها إلا بإذن صاحبها. (فمن دخل عليك حرمك فاقتله) قال البيهقي (1): إن صح فإنما أراد أنه يأمره بالخروج وإن لم يخرج ضربه وقد تقدم الكلام في فقأ العين من النظر في دار الغير. (حم طب)(2) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته وقد أعله الهيثمي بأن فيه محمَّد بن كثير السلمي وهو ضعيف، وقال الذهبي: محمَّد بن كثير السلمي واهٍ.
4229 -
"الداعي والمؤمن في الأجر شريكان والقارئ والمستمع شريكان، والعالم والمتعلم في الأجر شريكان". (فر) عن ابن عباس (ض).
(الداعي والمؤمَّن) اسم فاعل من أَمَّن قال آمين. (في الأجر شريكان) أي لكل من الأجر مثل ما للآخر. (والقارئ والمستمع) لقراءته. (في الأجر شريكان) حيث استويا في الإخلاص وحسن النية وغير ذلك من المقاصد والمراد المقاصد للاستماع لا السامع غير قاصد. (والعالم والمتعلم) أي المفهم والمتفهم. (في الأجر شريكان) لأن كلا معاون في تحصيل الخير. (فر)(3) عن
(1) السنن الكبرى (8/ 341).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 326)، وابن عدي في الكامل (6/ 253)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 130)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 245)، والميزان (6/ 309)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2995)، والضعيفة (3607).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3093)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2996)، والضعيفة=
ابن عباس) فيه إسماعيل الشامي قال الذهبي (1): ممن وضع الحديث وجويبر بن سعد قال الدارقطني وغيره: متروك.
4230 -
"الدال على الخير كفاعله". البزار عن ابن مسعود.
(الدال على الخير كفاعله) إن حصل ذلك الخير بدلالته فله مثل ثوابه وإلا فله ثواب دلالته، وقال القرطبي: ذهب بعض الأئمة إلى أن المثل المذكور إنما هو بغير تضعيف وأن فعل الخير لم يفعله الدال وليس كما قال بل ظاهر اللفظ المساواة، وتمام الحديث عند مخرجه:"والدال على الشر كفاعله" أي لإعانته عليه فعليه كفل من الإثم وإن لم يحصل بمباشرته. (البزار (2) عن ابن مسعود)، قال عبد الحق: البزار عن أنس وقال المصنف في الدرر: البزار عن أنس فما وقع هنا سهو، (طب) عن سهل بن سعد" وقال: لم يرو عن سهل إلا بهذا الإسناد وفيه عمران بن محمَّد بن سعيد لم يسمع من أبي حازم وقال العراقي: إسناده ضعيف جدًا وعن ابن مسعود فيه زياد النميري ضعفه ابن معين وقال أبو حاتم لا يحتج به.
4231 -
"الدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان". (حم ع) والضياء عن بريدة، ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أنس.
(الدال على الخير كفاعله) قال الأبي ظاهر الحديث [2/ 500] المساواة وقاعدة الشريعة أن الأجر على قدر المشقة إذ مشقة من أنفق عشرة دراهم ليس كمن دل ويدل عليه أن من دل إنسانا على قتل آخر يعزر ولا يقتص منه انتهى.
= (3608): موضوع.
(1)
انظر: ميزان الاعتدال (1/ 427)، والمغني (1/ 138).
(2)
أخرجه البزار (1742) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 166)، والطبراني في الكبير (6/ 186)(5945)، وقال السيوطي في الدرر المنتثرة: البزار في حديث أنس، وأخرجه مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري بلفظ:"من دل على خير فله مثل أجر فاعله"، وانظره في مسلم (1893)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3399)، والصحيحة (1660).
قلت: ذلك في أحكام الدنيا ولا يبعد أنه في الآخرة مثل المباشر عذابًا. (والله يحب إغاثة اللهفان) أي إغاثة المكروب فينبغي لكل أن يعينه لأنه سعى فيما يحبه الله. (حم ع) والضياء (1) عن بريدة، ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج عن أنس) قال المنذري: فيه زياد النميري ضعيف وقد وثق وله شواهد، قال الهيثمي: فيه زياد النميري وثقه ابن حبان وقال عطاء وابن عدي: ضعفه جمع وبقية رجاله ثقات.
4232 -
"الدباء تكبر الدماغ، وتزيد في العقل". (فر) عن أنس.
(الدباء) بضم المهملة وقد تفتح وتشديد الموحدة القرع. (يكثر الدِّماغ) أي مشبه. (وتزيد في العقل) لخاصية فيه علمها صلى الله عليه وسلم ولذا كان صلى الله عليه وسلم يحبه. (فر)(2) عن أنس) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من أكل الدباء، فقلنا: يا رسول الله إنك لتحبها فذكره، وفيه نصر بن حماد قال النسائي وغيره: ليس بثقة ويحيى بن العلاء قال الذهبي: في الضعفاء (3) قال أحمد كذاب يضع الحديث ومحمد بن عبد الله الحبطي لينه ابن حبان (4).
4233 -
"الدجال عينه خضراء". (تخ) عن أبي.
(الدجال) تقدم وجه تسميته واشتقاقه وفي الفتح (5) عن شيخه صاحب القاموس أنه اجتمع له من الأقوال سبب تسمية المسيح خمسون قولاً. (عينه
(1) أخرجه أحمد (5/ 357)، وأبو يعلى (4296)، والضياء في المختارة (2193) عن بريدة، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 69)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 137)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2997).
(2)
أخرجه الديلمي كما في الكنز (28277)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (231)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2998): موضوع.
(3)
انظر الميزان (7/ 205)، والمغني (2/ 741).
(4)
انظر: المغني (2/ 599).
(5)
انظر: فتح الباري (13/ 94).
خضراء) كالزجاجة هذا تمام الحديث ولعل المصنف ذهل عنه قال ابن حجر (1): وهذا يوافق كأنها كوكب دري أي المراد بوصفها بالكوكب شدة اشتقاقها قال وتشبيهًا بالزجاجة أو بالكوكب الدري لا ينافي تشبيهها بالعنبة الطافية في رواية وبالنخاعة في الحائط المجصص في أخرى لأن كثيراً ممن يحدث في عينه النتوء يبقى معه الإدراك فيكون من هذا القبيل. (تخ)(2) عن أُبيّ) هو ابن كعب ورواه أحمد والطبراني بلفظ: "الدجال إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء" قال الهيثمي: رجاله ثقات.
4234 -
"الدجال ممسوح العين يكتب بين عينه كافر يقرؤه كل مسلم". (م) عن أنس (صح).
(الدجال ممسوح) بالحاء المهملة. (العين) أي إحدى عينيه مثل جبهته ليس فيه أثر عين وفي رواية: اليمنى، وفي أخرى: اليسرى ولا تعارض؛ لأن أحدهما طافية لا ضوء فيها والأخرى ناتئة كحبة عنب. (مكتوب بين عينيه كافر) وفي رواية: "ك ف ر". (يقرؤه كل مسلم) وظاهره كتابة حقيقية خلق الله إدراكها في بصر المؤمن بحيث يراه وإن لم يعرف الكتابة ولا يراها الكافر وإن عرفها كما يرى المؤمن الأدلة ببصيرته وإن لم يرها الكافر وذلك زمان خرق العادات). (م)(3) عن أنس).
4235 -
"الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشعر، معه جنة ونار: فناره جنة وجنته نار". (حم هـ م) عن حذيفة (صح).
(1) فتح الباري (13/ 98).
(2)
أخرجه البخاري في التاريخ (1615)، وأحمد (5/ 123)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 337)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3401)، والصحيحة (1863).
(3)
أخرجه مسلم (2933).
(الدجال أعور العين اليسرى) وفي رواية للبخاري: "أعور العين اليمنى" ولا معارضة لأن إحداهما طافية لا ضوء فيها والأخرى ناتئة كحبة عنب. (جُفال الشعر) بضم الجيم وتخفيف الفاء أي كثيرة. (معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار) أي من أدخله الدجال ناره بتكذيبه إياه تكون تلك النار سببا لدخوله الجنة في الآخرة ومن أدخله جنته بتصديقه إياه فتكون جنته سببًا لدخوله النار في الآخرة وزاد في رواية بعد قوله: فجنته نار: "فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاماً، وفي رواية: "أنه يجيء معه مثل الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وفي رواية:"معه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء وصورة النار سوداء تدخن"، وقيل: هذا يرجع إلى اختلاف المرئي بالنسبة إلى الرائي أو يكون الدجال ساحرا فيجعل الشيء بصورة عكسية، وقيل: غير ذلك. (حم م هـ)(1) عن حذيفة)، قال الديلمي: وفي الباب ابن عمر وغيره.
4236 -
"الدجال لا يولد له، ولا يدخل المدينة ولا مكة". (حم) عن أبي سعيد (صح).
(الدجال لا يولد له) أي بعد خروجه. (ولا يدخل المدينة) النبوية. (ولا مكة) فإن الملائكة تقوم على أنقابهما فتمنعه منها تطرده عن دخولهما وينزل بقربهما ويخرج إليه من في قلبه مرض. (حم (2) عن أبي سعيد) صححه المصنف بالرمز عليه.
4237 -
"الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة". (ت ك) عن أبي بكر.
(1) أخرجه أحمد (5/ 383، 397)، ومسلم (2934)، وابن ماجة (4071).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 43، 97)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3403).
(الدجال يخرج من أرض) أي بلد. (بالمشرق) أي من جهته. (يقال لها خراسان) بلد كبيرة مشهورة، قال البسطامي: هي موضع الفتن ويكون خروجه إذا غلا السعر ونقص القطر، قال ابن حجر (1): أما خروجه من جهة المشرق فجزم ثم جاء في هذه الرواية [2/ 501] أنه يخرج من خراسان، وفي رواية أنه يخرج من أصبهان أخرجه مسلم، وأما الذي يدعيه فإنه يخرج أولاً فيدعي الإيمان والصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الإلهية كما أخرجه الطبراني، وأما حديث أبي نعيم عن كعب: أن الدجال تلده أمه بقوص من أرض مصر فإنه لا ينافي ما هنا لأنه يولد بها ثم ينشأ بخراسان. (يتبعه أقوام) قيل من الأتراك واليهود. (كأن وجوههم المجان) بفتح الميم والجيم وتشديد النون جمع مجن وهو الترس سمي به لأنه يستر المستجن به أي يغطيه. (المطرقة) بضم الميم وتشديد الراء المفتوحة وتخفف أي الأتراس التي ألبست للعقب شيء فوق شيء ذكره الزمخشري (2)، يشبه وجوه أتباعه بالمجان في غلظها وعرضها وفظاظتها. (ت ك) (3) عن أبي بكر) قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب ورواه ابن ماجه أيضاً.
4238 -
"الدجال تلده أمه وهي منبوذة في قبرها فإذا ولدته حملت النساء بالخطائين". (طس) عن أبي هريرة.
(الدجال تلده أمه) بضم الهمزة والضمير. (وهي منبوذة) بالنون فموحدة فدال آخرها معجمة أي ملقاة. (في قبرها) ظاهره ميتة، وفي رواية لأبي نعيم
(1) فتح الباري (13/ 91).
(2)
الفائق في غريب الحديث (4/ 49).
(3)
أخرجه الترمذي (2237)، والحاكم (4/ 573)، وابن ماجه (4072)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3403).
والديلمي: تلده أمه وهي مثبورة في قبرها. (فإذا ولدته حملت النساء بالخطائين) بالخاء المعجمة بعد الطاء مثنيتان تحتيتان لم يذكر معناه شارحه ولا رأيناه في النهاية فينظر إن شاء الله تعالى ويحتمل أنه محل أو نساء الخطائين أهل الخطايا. (طس)(1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، قال البخاري: مجهول، وفي الميزان: قال أبو حاتم لا يحتج به، وقال ابن عدي: منكر الحديث ثم ساق له أحاديث منكرة هذا أولها.
4239 -
"الدعاء هو العبادة". (حم ش خد 4 حب ك) عن النعمان بن بشير (ع) عن البراء.
(الدعاء هو العبادة) قال الطيبي: جاء بضمير الفصل والخبر المعرف باللام ليدل على الحصر لأن العبادة ليست غير الدعاء، وقال غيره: المعنى أنه أعظم العبادة فهو كخبر: "الحج عرفة" أي ركنه الأكبر لدلالته على أن فاعله مقبل على الله تعالى معرض عما سواه ولأنه مأمور به وفعل المأمور به عبادة، وسماه عبادة ليخضع الداعي ولأنه يظهر ذلته ومسكنته وافتقاره إذ العبادة ذل وخضوع ومسكنة. (حم ش خد 4 حب ك) (2) عن النعمان بن بشير) قال الترمذي: حسن صحيح وقال الحاكم: صحيح، (ع) عن البراء) قال النووي: أسانيده صحيحة.
4240 -
"الدعاء مخ العبادة". (ت) عن أنس.
(الدعاء مخ العبادة) أي خالصها لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5122)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 2)، والميزان (5/ 60)، والكامل في الضعفاء (5/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2999).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 267)، وابن أبي شيبة (29167)، والبخاري في الأدب (714)، وأبو داود (1479)، والترمذي (3372)، والنسائي (6/ 450)، وابن ماجة (3828)، وابن حبان (3/ 172)(890)، والحاكم (1/ 667) عن النعمان بن بشير، وأبو يعلى في معجمه (328) عن البراء، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3407).
عما سواه وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص ولا عبادة فوقها فكان مخها، وأيضاً لما فيه من إظهار الافتقار والتبرئ من الحول وهو صفة العبودية والإعلان بذلة البشرية ولأنه لا يدعو إلا وقد كمل إيمانه وقام عليه برهانه. (ت)(1) عن أنس)، وقال: غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة.
4241 -
"الدعاء مفتاح الرحمة، والوضوء مفتاح الصلاة، والصلاة مفتاح الجنة". (فر) عن ابن عباس.
(الدعاء مفتاح الرحمة) أي من دعا فقد فتح باب الرحمة. (والوضوء مفتاح الصلاة) لا تدخل إلا به. (والصلاة مفتاح الجنة) لأنه لا يدخلها إلا المصلون. (فر)(2) عن أنس) بإسناد ضعيف.
4242 -
"الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض". (ع ك) عن علي.
(الدعاء سلاح المؤمن) أي يدفع عنه البلاء ويعالجه كما يدفع عدوه بالسلاح وقدمنا أن للدعاء مع البلاء ثلاث مقامات أن يقوى عليه فيدفعه أو يساويه فيقاومه أو يضعف عنه فيخففه فالدعاء كالسلاح إذا كان تاما لا آفة به والساعد قوي والمانع مفقود حصلت به النكاية في العدو ومتى تخلف واحد من الثلاثة تخلف التأثير فإذا كان الداعي صالحاً والقلب مع اللسان حاضراً والمانع مفقوداً حصل النجح بلا ريب، (وعماد الدين) العماد واحد الأعمدة التي يعتمد عليها أي هو الذي يعتمد الدين عليه ويقوم به؛ لأنه لا يدعو الله إلا
(1) أخرجه الترمذي (3371)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3003).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3086)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3004)، والضعيفة (3609).
من كمل به ثقته وإيمانه بإعانته وقدرته. (ونور السماوات والأرض) التي تشرق بها لأنها تشرق بأسماء الله تعالى إشراقا حقيقيا والدعاء مشتمل عليها، وصدر الحديث: "ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم تدعون الله في ليلكم ونهاركم فإن الدعاء سلاح المؤمن
…
" إلى آخره. (ع ك)(1) عن علي) كرم الله وجهه صححه الحاكم وأقره الذهبي في التلخيص لكن قال في الميزان بعد عزوه للحاكم: إن فيه انقطاعا وقال الهيثمي: في طريق أبي يعلى محمَّد بن الحسن [2/ 502] بن أبي يزيد وهو متروك.
4243 -
"الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة". (حم د ت ن حب) عن أنس (صح).
(الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة) مع تكامل شرائطه فإنما هذا بيان وقت الإجابة ولابد من سائر الشرائط التي أسلفناها في الجزء الأول. (حم د ت ن حب)(2) عن أنس) رمز المصنف لصحته.
4244 -
"الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا". (ع هـ) عن أنس (صح).
(الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا) هذا كما سلف في نظيره. (ع)(3) عن أنس) قال الهيثمي: فيه يزيد الرقاشي مختلف في الاحتجاج به. قلت: ورمز عليه المصنف بالصحة.
(1) أخرجه أبو يعلى (439)، والحاكم (1/ 669)، والميزان (6/ 106)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 147)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3001)، والضعيفة (179): موضوع.
(2)
أخرجه أحمد (3/ 119)، وأبو داود (521)، والترمذي (212)، والنسائي في الكبرى (9896)، وابن حبان 4/ 593 (1696) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3408).
(3)
أخرجه أبو يعلى (3680)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3408).
4245 -
"الدعاء مستجاب بين النداء والإقامة". (ك) عن أنس (صح).
(الدعاء مستجاب بين النداء) أي الأذان يحتمل أن المراد بين كلماته ويحتمل أنه أريد به الأذان والإقامة كالرواية الأولى فإن الكل نداء إلى الصلاة. (ك)(1) عن أنس) صححه المصنف بالرمز عليه.
4246 -
"الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في الرزق، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه". (ك) عن ثوبان (صح).
(الدعاء يرد القضاء) الذي لم ينبرم وتقدم أن القضاء قضاءان ويحتمل أن المراد يهونه ويرزق بسببه الداعي الرضى بالقضاء حتى يعده نعمة. (وإن البر) أي الإحسان إلى العباد. (يزيد في الرزق) في قدره حقيقة أو بالبركة. (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) تمامه عند الضياء وغيره: ثم قرأ رسول صلى الله عليه وسلم {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)} [القلم: 17]. (ك)(2) عن ثوبان صححه المصنف بالرمز وقال الذهبي: فيه علي بن قرين كذاب عن سعيد بن راشد ضعفه ابن معين.
4247 -
"الدعاء جند من أجناد الله مجند يرد القضاء بعد أن يبرم". ابن عساكر عن نمير بن أوس مرسلاً.
(الدعاء جند من أجناد الله مجند) بضم الميم وتشديد النون أي مجموع. (يرد القضاء بعد أن يبرم) أي الأمر المقضي بوقوعه، ويبرم مبني للمجهول أي بعد أن يحكم بوقوعه فالمراد هنا تحفيفه وتهوينه على النفس. (ابن عساكر (3) عن
(1) أخرجه الحاكم (1/ 314)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3406).
(2)
أخرجه الحاكم (3/ 548)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3006).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/ 158)، وانظر الإصابة (6/ 511)، وفيض القدير (3/ 542)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3000)، والضعيفة (1899): موضوع.
نمير) تصغير نمر الحيوان المعروف (ابن أوس مرسلاً) هو الأشعري قاضي دمشق تابعي ثقة، قال في التقريب (1): وهم من عده من الصحابة.
4248 -
"الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء". (ك) عن ابن عمر.
(الدعاء ينفع مما نزل) في الأقضية وتحقق وقوعه بأن يخففه ويهونه ويرفع منه ما يريده الله. (ومما لم ينزل) وقد قدر نزوله بأن يمنعه. (فعليكم) إغراء لهم (عباد الله) منادى حذف حرف ندائه (بالدعاء) قال الطيبي: الفاء جزاء شرط محذوف يعني إذا رزق بالدعاء الصبر والتحمل بالقضاء النازل ورد به ما لم ينزل فالزموا عباد الله الدعاء وحافظوا عليه وخص عباد الله بالذكر تحريضا على الدعاء وإشارة إلى أن الدعاء هو العبادة فالزموه واجتهدوا فيه. (ك)(2) عن ابن عمر) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي واهٍ انتهى، وقال ابن حجر: سنده واه ومع ذلك صححه الحاكم.
4249 -
"الدعاء يرد البلاء". أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة.
(الدعاء يرد البلاء) هذا كما سلف ولابد من شرائطه، قال الغزالي (3): قيل لإبراهيم بن أدهم: ما بالنا ندعوا فلا يستجاب لنا وقد قال الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] قال: لأن قلوبكم ميتة، قيل: وما الذي أماتها؟ قال: ثمان خصال: عرفتم حق الله فلم تقوموا به وقرأتم القرآن فلم تقوموا بحدوده وقلتم نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته وقلتم نخشى الموت ولم تستعدوا له وقال
(1) انظر: التقريب (7190).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 670)، والترمذي (3548)، وانظر: فتح الباري (11/ 95)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3409).
(3)
إحياء علوم الدين (3/ 38).
الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ} [فاطر: 6] وطاوعتموه على المعاصي وقلتم نخاف النار فأرهقتم أبدانكم فيها وقلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها وإذا قمتم من فراشكم رميتم بعيوبكم وراء ظهوركم وقدمتم عيوب الناس أمامكم فكيف يستجاب لكم، انتهى. أبو الشيخ في الثواب (1) عن أبي هريرة) وفي الباب غيره.
4250 -
"الدعاء محجوب عن الله حتى يصلى على محمَّد وأهل بيته". أبو الشيخ عن علي (صح).
(الدعاء محجوب عن الله) سبحانه عن قبوله إياه. (حتى يصلى) أي توقع الصلاة من الداعي. (على محمَّد وأهل بيته) صلى الله عليه وسلم وعليهم، قال الحليمي (2): وإنما شرعت الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الدعاء لأنه علمنا الدعاء بأركانه فنقضي بعض حقه اعتدادا بالنعمة، وفيه شرعية الصلاة عليه وعلى آله في الدعاء والأولى كونها في أوله وآخره فإن الله تعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويترك الوسط. (أبو الشيخ في الثواب (3) عن علي) كرم الله وجهه رمز المصنف لصحته، وأخرجه البيهقي في الشعب عنه أيضًا مرفوعًا وموقوفاً ورواه الترمذي عن ابن عمر بلفظ:"إن الدعاء موقوف [2/ 503] بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلى على محمَّد إلى آخره صلى الله عليه وسلم "(4).
4251 -
"الدم مقدار الدرهم يغسل وتعاد منه الصلاة"(خط) عن أبي هريرة (ض).
(الدم مقدار الدرهم يغسل) عن البدن والثوب. (وتعاد منه الصلاة) إن صلى
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2912)، وانظر فيض القدير (3/ 543)، وكشف الخفاء (1/ 486)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3005)، والضعيفة (3610).
(2)
انظر: شعب الإيمان (2/ 197).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (1576)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3002).
(4)
أخرجه الترمذي (486).
فيه قبل غسله. (خط)(1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وفيه صالح الترمذي أورده الذهبي في الضعفاء وقال قال ابن حبان لا يحل كتب حديثه ونوح بن أبي مريم قال الذهبي: تركوه، وقال الحاكم: وضع نوح هذا حديث فضائل القرآن وحكم ابن الجوزي بوضعه وقال: نوح هذا كذاب، وأقره عليه في مختصره في الموضوعات.
4252 -
"الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته". (طس) عن أبي هريرة.
(الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه) أي جعلها كالخواتيم جمع خاتم في قضاء الحاجات بها. (من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته) قال الغزالي (2): من نعم الله تعالى على خلقه خلق الدراهم والدنانير وبهما قوام الدنيا وهما حجران لا نفع في عينهما لكن يضطر الخلق إليهما لأن كل إنسان يحتاج إلى مطعم وملبس وسائر حوائجه وقد يعجز عما يحتاجه ويملك ما يستغني عنه فاحتيج إليهما في المعاوضات ومعرفة ختم الأشياء فخلقهما الله تعالى حاكمين متوسطين بين سائر الأمور لتقدير الأموال بهما فخلقا كالحكم العدل وليتوسل بهما إلى جميع الأشياء لأنهما عزيزان في أنفسهما ولا غرض في عينهما ونسبتهما إلى سائر الأموال واحدة فمن ملكها فكأنه ملك كل شيء لا كمن يملك نحو ثوب فإنه لا يملك إلا ثوبا فلو احتاج لنحو طعام لم يرض صاحبه بالثوب فاحتيج لشيء هو في صورته كأنه ليس بشيء وهو في معناه كأنه كل الأشياء وكما أن المرآة لا لون لها وتحكي كل لون فالنقد لا غرض فيه وهو وسيلة لكل غرض والحرف لا
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 330)، وانظر الموضوعات (2/ 123)، وقال لألباني في ضعيف الجامع (3007)، والضعيفة (149): موضوع.
(2)
إحياء علوم الدين (4/ 91).
معنى له في نفسه وتظهر به المعاني في غيره انتهى. (طس)(1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه أحمد بن محمَّد بن مالك بن أنس وهو ضعيف وقال الذهبي: حديث ضعيف.
4253 -
"الدنيا حرام على أهل الآخرة، الآخرة حرام على أهل الدنيا، والدنيا والآخرة حرام على أهل الله. (فر) عن ابن عباس.
(الدنيا) وتقدم أنها عبارة عما على الأرض إلى قيام الساعة أو كل موجود قبل الحشر أو ما أدرك حسا والآخرة ما أدرك عقلا أو ما فيه شهوة للناس رجح النووي الثاني وبعض المحققين ما قبل الآخرة وقوله: (حرام على أهل الآخرة) أي ممنوعة عنهم كما يمنع الحرام والمراد المنع قدرا أي أنه تعالى لا يطلق الدنيا عليهم لئلا تفتنهم عما خلقوا له من الدار الباقية. (والآخرة حرام على أهل الدنيا) أي على من جعل الدنيا غاية علمه ومبلغ فعله وهمه وملك قلبه حبها، قال الشافعي: من ادعى أنه جمع بين حب الدنيا وحب خالقها فقد كذب. (والدنيا والآخرة حرام على أهل الله) أي من كمل حبه لله والتذاذه بعبادته لم ير للدنيا قدرا ولا للآخرة فكأنهما محرمتان عليه لأنه قد فرغ قلبه عنهما بمولاه فلم ير في الأشياء سواه ولا يقع على محبوب غيره هواه. (فر)(2) عن ابن عباس) فيه جبلة بن سليمان أورده الذهبي في الضعفاء (3) وقال قال ابن معين: ليس بثقة.
4254 -
"الدنيا حلوة خضرة". (طب) عن ميمونة (صح).
(الدنيا حلوة) بضم الحاء ولسكون اللام. (خضرة) بفتح الخاء المعجمة
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6507)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 65)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3008).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3110)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3009)، والضعيفة (32): موضوع.
(3)
انظر الميزان (2/ 112).
وكسر الضاد أي مشتهاة مونقة تعجب الناظرين وفي تشبيهها بالخضرة التي تأكلها الأنعام إشارة إلى أن المستكثر منها كالبهيمة تستكثر من المرعى وإشارة إلى سرعة زوالها كزوال اخضرار الأرض وتقدم الحديث. (طب)(1) عن في ميمونة) هي بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين رضي الله عنها وعزاه المصنف إلى الشيخين في الأحاديث المتواترة وجعله منها.
4255 -
"الدنيا حلوة رطبة". (فر) عن سعد.
(الدنيا حلوة رطبة) أي لينة نضرة والكل إخبار بحسن نظرها وطيب مذاقها وأنها هكذا في الأعين والأذواق في الحقيقة وأنه تعالى قد نهاهم [2/ 504] عن شيء تحبه النفوس. (فر)(2) عن سعد) فيه مصعب بن سعيد (3) قال الذهبي جرحه ابن عدي ورواه عنه الحاكم أيضاً.
4256 -
"الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقه بورك له فيها ورب متخوض فيما اشتهت نفسه منها ليس له يوم القيامة إلا النار". (طب) عن ابن عمر (صح).
(الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقه) أي بالقدر الذي يستحقه منها وهو قدر كفايته أو لما يستحقه حلالاً من مكاسبها وإن كان فوق كفايته. (بورك له فيها) أي جعل الله البركة فيما لديه.
(ورب متخوض فيما اشتهت نفسه ليس له يوم القيامة إلا النار) فيه ما يقيد أنه أريد بحقه كفايته لأن التخوض التوسع في الشيء مأخوذ من خوض الماء وأن من توسع في كل ما اشتهت نفسه فهو ممن لا ينال في الآخرة إلا العذاب، ولهذا
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 24)(58)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1608).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3115)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3010)، والضعيفة (3612).
(3)
انظر الميزان (6/ 435)، والمغني (2/ 660).
قال لقمان لابنه: خذ من الدنيا بلاغك وأنفق فضول كسبك لآخرتك ولا ترفض الدنيا كل الرفض فتكون عيالا وعلى أعناق الرجال كَلّا. (طب)(1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال المنذري: رواته ثقات، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
4257 -
"الدنيا خضرة حلوة من اكتسب فيها مالاً من حله وأنفقه في حقه أثابه الله عليه في الآخرة وأورده جنته، ومن اكتسب فيها مالاً من غير حله وأنفقه في غير حقه أحله الله دار الهوان، ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة. (هب) عن ابن عمر (صح).
(الدنيا خضرة) في لونها. (حلوة) في ذوقها. (من اكتسب فيها مالاً من حله وأنفقه في حقه) أي في وجوه القرب التي أمره الله بها (أثابه الله عليه) أي على كل واحد من كسبه وإنفاقه. (وأورده جنته ومن اكتسب فيها مالاً من غير حله وأنفقه في غير حقه أحله الله دار الهوان) وهي نار جهنم وبقي قسمان تقتضيهما القسمة من كسبه: من غير حله وأنفقه في حقه فهو آثم، بكسبه غير مأجور في إنفاقه لأنه الله تعالى لا يقبل إلا طيبًا، ومن كسبه من حله وأنفقه في غير حقه فهو آثم بالإنفاف. (ورب متخوض في مال الله ورسوله) أي يثوب أموال المسلمين التي عينها الله ورسوله لمصارفها. (له النار يوم القيامة) هو خارج من الأربعة لأنه أنفق ماله فيه شائبه حق من حقه وغير حقه لأنه شأن المتخوض إلا أنه أشد إثما من الأقسام الأربعة لأنه أكل حق غيره مما أمنه الله عليه. (هب)(2) عن ابن عمر) رمز عليه المصنف بالتصحيح.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 350)(816)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 77)، وقول الهيثمي في المجمع (3/ 99)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3410).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (10304)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3011)، والضعيفة (3611).
4258 -
"الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له". (حم هب) عن عائشة (هب) عن ابن مسعود موقوفاً (صح).
(الدنيا دار من لا دار له) قال القاضي: لما كان القصد الأول من الدار الإقامة في عيش هنيء أبديّ والدنيا بخلافه لم تستحق أن تسمى فمن داره الدنيا لا دار له: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64]، قال عيسى عليه السلام: من ذا الذي يبني على الموج دارا تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً. (ومال من لا مال له) لأن القصد من المال الإنفاق في وجوه القرب فمن أتلفه في شهواته واستيفاء لذاته فحقيق بأن يقال لا مال له: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} [آل عمران: 185] ولذلك قدم الظرف في قوله: (ولها يجمع من لا عقل له) لغفلته عما يهمه في الآخرة ويراد منه في الدنيا والعاقل إنما يجمع للدار الآخرة: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197] قال: في الحكم لأنه لهذا الدار أن تنهدم دعائمه وتسلب كرائمه فالعاقل من كان بما هو أبقى أفرح منه بما هو يفنى. (حم هب)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته (هب) عن ابن مسعود موقوفاً) قال الحافظ المنذري والعراقي: إسناده جيد.
4259 -
"الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر". (حم م ت هـ) عن أبي هريرة (طب ك) عن سليمان، والبزار عن ابن عمر (صح).
(الدنيا) أي الحياة الدنيا أو دار الدنيا. (سجن المؤمن) بالنسبة إلى ما أعد له في الآخرة من النعيم المقيم. (وجنة الكافر) بالنسبة إلى ما لما أعد له من عذاب الجحيم، وقيل: لأن المؤمن صرف نفسه عن لذاتها فكأنه في السجن مقيم،
(1) أخرجه أحمد (6/ 71)، والبيهقي في الشعب (10638) عن عائشة والبيهقي في الشعب (10637) عن ابن مسعود، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3012).
والكافر صرفها في الشهوات فكأنه في جنة ونعيم وقيل: إن المؤمن مضيق عليه بالتكاليف المطلوبة منه فهو ممنوع عن الإخلال بها ومانع لنفسه عن ذلك فكأنه في السجن والكافر مطلق رسنه لا يراقب أمرًا فكأنه غير مكلف.
نكتة: ذكر الشارح أنه ذكر أن الحافظ ابن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت وهو في غاية [2/ 505] الرثاثة والشناعة فقبض على لجام بغلته وقال: يا شيخ الإِسلام تزعم أن نبيكم قال: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" فأي سجن أنت فيه وأي جنة أنا فيها فقال الحافظ: أنا بالنسبة لما أعد الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في السجن وأنت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في الجنة فأسلم اليهودي. انتهى.
قلت: ويحفظ أن مثلها اتفق للإمام عبد الله بن حمزة عليهما السلام وأنه أجاب وهو حدث السن بهذا الجواب فأعجب به أهل زمانه ولا يعد في اتفاق ذلك للرجلين.
(حم م ت هـ)(1) عن أبي هريرة (طب ك) عن سلمان) ورواه عنه العسكري بأبسط من هذا فأخرج عن عامر بن عطية قال رأيت سلمان أكره على طعام فقال حسبي أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".
(البزار عن ابن عمر) زاد ابن المبارك في روايته عن ابن عمر: "إنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه كمثل رجل كان في سجن فأخرج منه فجعل يتقلب في
(1) أخرجه أحمد (2/ 323)، ومسلم (2956)، والترمذي (2324)، وابن ماجة (3114)، عن أبي هريرة والطبراني في الكبير (6/ 268)(6183)، والحاكم (3/ 699) عن سلمان، والبزار (2498)، وابن المبارك في الزهد (598) عن ابن عمرو.
الأرض ويتفسح فيها".
4260 -
"الدنيا سجن المؤمن وسنته، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة". (حم طب حل ك (صح)) عن ابن عمر.
(الدنيا سجن المؤمن وسنته) بفتح المهملة والنون فتاء التأنيث فضمير والسنة القحط والجدب هكذا ضبطه الزركشي في اللآلئ (1) وتبعه المصنف. (فإذا فارق الدنيا) بالموت (فارق السجن والسنة) فخرج إلى السعة من الضيق وإلى الخصب من الجدب وكأنه أريد به المؤمن الذي ضيق على نفسه الدنيا وعزفها عنها وأقبل بكليته على الآخرة. (حم طب حل ك)(2) عن ابن عمرو) ولم يصححه الحاكم بل سكت عليه، كذا قال الشارح، والمصنف صححه على رمز الحاكم، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
4261 -
"الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة". (فر) عن أنس.
(الدنيا) في رواية الديلمي زيادة: "كُلها" وكأنه سقط عن قلم المصنف سهوا. (سبعة أيام من أيام الآخرة) تمامه عند مخرجه الديلمي وذلك قوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47] انتهى، فأفاد أن عمر الدنيا ومقدار سكونها سبعة آلاف سنة وقد اختلف في ذلك وللمصنف رسالة سماها: الكشف في مجاوزة هذه الأمة الألف، جواب سؤال اتفق في زمانه وقيل: إن معنى ذلك وحقيقته لا يعلمها إلا الله تعالى. (فر)(3) عن أنس) من حديث العلاء
(1) انظر: اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة (ص: 123).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 197)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 177)، والحاكم (4/ 351) وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3015)، والضعيفة (2536).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (4151)، وانظر الميزان (3/ 305)، وكشف الخفاء (2/ 417)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3014).
بن زيد قال عنه الذهبي في الضعفاء قال ابن المديني: العلاء بن زيد يضع الحديث انتهى، وفي الميزان: إنه تالف يضع، وقال البخاري: منكر الحديث وساق له مناكير هذا منها، وقال ابن حبان يروي عن أنس نسخة موضوعة وقال السخاوي (1): إسناده غير ثابت.
4262 -
"الدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفاً". (طب) والبيهقي في الدلائل عن الضحاك بن زمل.
(الدنيا سبعة آلاف سنة) أي عمرها ذلك. (أنا في آخرها) أي في الألف السابع لا في آخره.
واعلم: أنه قد اختلف الناس في ذلك فأخذ البعض بهذا الخبر المعلول قائلاً إنه عند انقراض الألف السابع ينقضي عمر الدنيا وقد نقل الشارح كلاما عن البسطامي تقويةً لهذا، لا تقوم به حجة مع أن هذا يكذبه الواقع فإنا في قريب نصف القرن الثاني عشر وقد جاوزنا الألف السابع بمائة وبضع وأربعين سنة ولم تكن قد ظهرت أشراط الساعة التي أولها طلوع الشمس من مغربها وقد جاء أن بين أول الآيات وآخرها مائتي سنة وقال مغلطاي: هذا الحديث لا يثبت فيه فقد ذكر ابن الأثير في "منال الطالب": أن ألفاظه مصنوعة ملفقة وهو متداول بين رواة الحديث وأئمته وذكر بعض الحفاظ أنه موضوع، ولما ذكره أبو الفرج في العلل: وصف بعض رواته بالوضع، وقال الذهبي: قد جاءت النصوص في فناء هذه الدار وأهلها ونسف الجبال وذلك تواتره قطعي لا محيد عنه ولا يعلم متى ذلك إلا الله سبحانه وتعالى. (طب) والبيهقي (2) في الدلائل عن الضحاك بن زمل بكسر
(1) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 693).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 352)(8146)، والبيهقي في الدلائل (7/ 38)، وابن حبان في المجروحين (1/ 331)، والديلمي في الفردوس (3118)، وانظر قول الهيثمي في المجمع=
الزاي وسكون الميم قال ابن الأثير (1): الضحاك من [2/ 506] أتباع التابعين، وقال ابن المديني: أما ابن زمل هذا فلا أعلمه سُمي بشيء من الروايات قال مغلطاي: وذكر العسكري وابن منده وابن حبان اسمه عبد الله إذا عرفت هذا فالمصنف تبع الطبراني في أنه صحابي قال في الروض الأنف (2): هذا الحديث وإن كان ضعيفاً فقد روي موقوفاً على ابن عباس من طرق صحاح وتعضده آثار انتهى. وقال ابن حجر: هذا الحديث إنما هو عن ابن زمل وسنده ضعيف جداً وأخرجه ابن السكن في الصحابة وقال: إسناده مجهول (3)، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
4263 -
"الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"(حم م ن) عن ابن عمرو (صح).
(الدنيا متاع) المتاع انتفاع ممتد من قولهم: جبل ماتع أي مرتفع، قال في الكشف: هو من متع النهار إذا طال، قال في الكشاف (4): شبه الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغره حتى يشتريه ثم يتبين له فساده ورداءته. (وخير متاعها المرأة الصالحة) قال الطيبي: قيد بالصالحة إيذانا بأنها شر المتاع لو لم تكن صالحة وقال الأكمل: المراد بالصالحة التقية المصلحة لحال زوجها في بيته المطيعة لأمره وفيه إيماء إلى أنها لطيب حلال في الدنيا؛ لأنه سبحانه وتعالى
= (7/ 184)، والموضوعات (3/ 125)، وتلخيص الموضوعات للذهبي (ص:206)، وتنزيه الشريعة (2/ 466)، والأربعين المتباينة السماع (ص: 101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3013): موضوع، وفي السلسلة (3611).
(1)
انظر: أسد الغابة (1/ 529) و (1/ 612).
(2)
الروض الأنف (1/ 250).
(3)
انظر: الإصابة (4/ 96) وفتح الباري (11/ 351).
(4)
الكشاف (1/ 225).
زين الدنيا بسبعة أشياء ذكرها بقوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} [آل عمران: 14] الآية وتلك السبعة هي ملاذها وغاية آمال طلابها وأعمها رتبة وأعظمها شهوة النساء ولأنها تحفظ زوجها عن الحرام وتعينه على القيام بأمور دينه ودنياه وكل لذة أعانت على لذات الآخرة فهي محبوبة مرضية لله تعالى فصاحبها يلتذ بها من جهة تنعمه وقرة عينه بها ومن جهة إيصالها له إلى مرضاة الله تعالى. (حم م ن)(1) عن ابن عمرو) ولم يخرجه البخاري.
4264 -
"الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل"(حل) والضياء عن جابر (صح).
(الدنيا ملعونة) اللعن الطرد والإبعاد والمراد ملعونة شهواتها وملاذها وما زين للناس فيها أي متروكة عن نظر الله إليها متروك ما فيه من شهواتها عنه أيضاً فيكون إخبارا عن بعدها عن الله ويلزم بعده عن من اهتم بها قيل ويحتمل أن المراد أنها متروكة متروك ما فيها بالنظر إلى من تركها من عباده الأنبياء والأولياء بخرابهم الدنيا وبناء الآخرة.
واعلم: أنه إخبار عن الله عز وجل أنه لعنها فلا يجوز لنا اللعن لها ولذا نهى الوصي (2) كرم الله وجهه من سمعه يلعنها؛ لأن المراد الإخبار أنها عنده تعالى متروكة مطرودة عن تعظيمه لها ونظره إليها والقصد إعلام العباد بذلك ليستحقروها وليس لهم لعنها، وقد كتبنا رسالة في هذا الحديث جواب سؤال وبسطنا فيها المقال وهي في مجموع الأجوبة. (ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل قد بين ذلك الحديث الثاني فإنه ذكره وما والاه في الآخرة. (حل) والضياء (3) عن جابر) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه أحمد (2/ 168)، ومسلم (1467)، والنسائي في الكبرى (5344).
(2)
انظر حول إطلاق "الوصي" على علي بن أبي طالب في المقدمة.
(3)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 157، 7/ 90)، والضياء في المختارة (97)، وضعفه الألباني في=
4265 -
"الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلماً". (هـ) عن أبي هريرة (طس) عن ابن مسعود.
(الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه) أي ما والاه الله وأحبه والموالاة المحبة بين اثنين وقد تكون من واحد وهو المراد هنا يعني ملعون ما في الدنيا إلا ذكر الله وما أحبه الله مما يجري في الدنيا وقيل المراد ما والى ذكر الله والذي يواليه طاعته وامتثال أمره وتجنب نهيه لأن ذكر الله تعالى يقتضي ذلك. (وعالمًا) بأحكام الله وشرائعه. (أو متعلماً) لذلك وهما منصوبان عطف على ذكر الله تعالى وروي بالرفع أيضاً قال الطيبي: النصب الظاهر والرفع على التأويل كأنه قيل الدنيا مذمومة لا يحمد فيها إلا ذكر الله وعالم ومتعلم وخصهما بعد دخولهما فيما وإلى ذكر الله إعلاما بعظم شرفهما وفخامة شأنهما والمراد أن الدنيا مبعدة عن الله وعن نظره إليها متروكة لا يؤبه لها إلا هذه الأربعة وبدأ بذكر الله عز وجل لأنه أشرف الأشياء.
واعلم: أن هذا الحديث من جوامع الكلم وكنوز الحكم لدلالته بالمنطوق على جميع الخصال الحميدة وبالمفهوم على رذائلها القبيحة. (هـ) عن أبي هريرة (طس)(1) عن ابن مسعود) قال [2/ 507] الطبراني لم يروه عن ثوبان عن عبد لله إلا أبو مطرف المغيرة بن مطرف قال الهيثمي: ولم أر من ذكره.
4266 -
"الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكرا لله". البزار عن أبي مسعود (صح).
=ضعيف الجامع (3019).
(1)
أخرجه ابن ماجة (4112)، والترمذي (2322) عن أبي هريرة والطبراني في الأوسط (4072) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 122)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3414).
(الدنيا ملعونة ملعون ما فيها) من الأعراض والجواهر. (إلا أمراً بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكرا لله) فإن هذه الأمور مما يحبه الله وأمر به وأحب فاعله فليس مطرودًا ولا متروكًا عنده تعالى. (البزار (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وليس كذلك فقد قال الهيثمي: فيه المغيرة بن مطرف ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا.
4267 -
"الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عز وجل"(طب) عن أبي الدرداء (صح).
(الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله تعالى) أي ما قصد به من الأعمال مطابقة أمره ونهيه وثوابه وهذا أعم من الذي قبله إذ أفاد أن كل ما قصد به وجهه فإنه خارج عن لعنة الله وطرده. (طب)(2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقد قال الهيثمي: فيه خراش بن المهاجر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات، لكن قال المنذري: إسناده لا بأس به.
4268 -
"الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمَّد". أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي في الزهد عن عائشة" (ح).
(الدنيا) أي لذاتها وشهواتها. (لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمَّد) صلوات الله عليه وعليهم أي لا تليق بهم ولا يحمل شرفهم طلبها والتوسع فيها والعناية بشأنها لأنه صفوة الله من عباده وخير من أخرجه من العدم إلى بلاده فشأنه أجل من أن تنبغي له الدنيا التي لا يحبها مولاه ولا يرتضيها لأحد ممن سواه فضلا عمن اختاره واجتباه وآله من عصارة شرفه ومنصبه ومن أوراق أغصان شجرته
(1) أخرجه البزار (1736)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3017).
(2)
أخرجه الطبراني في الشاميين (612)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 222)، والترغيب والترهيب (1/ 24)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3018).
ومنبته لا يجمل بهم إلا التحلي بحليته والاقتداء بسيرته. قال ابن عطاء الله: إنما لم يرض الدنيا لهم وجعل الآخرة محلا لجزائهم لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم ولأنه تعالى أجل قدرهم عن الجزاء في دار لا بقاء لها. (أبو عبد الرحمن السلمي في الزهد (1) عن عائشة) حسنه المصنف بالرمز ورواه عنها الديلمي من طريقين.
4269 -
"الدنيا لا تصفو لمؤمن كيف وهي سجنه وبلاؤه؟ ". ابن لال عن عائشة (ض).
(الدنيا لا تصفو لمؤمن) أي عن الأكدار من الهموم والغموم والأسقام والمخاوف ونحوها. (كيف) تصفو له. (وهي) في حقيقة الأمر. (سجنه) كما تقدم. (وبلاؤه) فتنته وهو استدلال على عدم صفوها وخص المؤمن لأن الكافر لا تصفو له الداران أو لأن الكافر لما كان لا قيد شرعي يتعبد به فكأنها صافية له لأنه يتبع هواه وكل ما يريده من شهواتها لا يمنعه عنها مانع. قال حكيم: أسباب الحزن فقد محبوب أو فوات مطلوب ولا يخلو منهما إنسان لأن الثبات والدوام معدومان في عالم الكون والفساد. قال ابن عطاء الله: لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار فقد أبرزت ما هو واجب عنها ومستحق صفها وإنما جعلها الله محلا للأغيار ومعدنا لوجود الأكدار تزهيدا لك فيها علم أنك لا تقبل النصح المجرد فأذاقتك من ذواقها ما يسهل عليك فراقها.
وفي تذكرة المقريزي أن من شعر العلائي:
ومن رام في الدنيا حياةً خليةً .. من الهم والأقدار رام محالا
فهاتيك دعوى قد تركت دليلها .. على كل أبناء الزمان محالا
(1) أخرجه ابن لال كما في الكنز (6090)، والديلمي (2927)، وانظر فيض القدير (3/ 551)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3521)، والضعيفة (3617): موضوع.
(ابن لال (1) عن عائشة)، رمز المصنف لضعفه، ورواه عنها أيضاً الديلمي وذكر أن الحاكم خرجه.
4270 -
"الدهن يذهب بالبؤس والكسوة أي تحسينها تظهر الغنى والإحسان إلا الخادم مما يكبت الله به العدو". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن طلحة.
(الدهن) بنحو الزيت والسمسم. (يُذهب البؤس) وهو الفقر كما في القاموس (2) والمراد أنه يخرج من يدّهن عن هيئة الفقراء أو أنه يذهب الفقر وييسر الله سبحانه بسببه الغنى يحتمل ذلك. (والكسوة) على صاحبها تظهر الغنى أي تدل على غنى لابسها وهو مراد الله تعالى فإنه إذا أنعم على عبده أحب أن يرى أثر نعمته عليه. (والإحسان إلى الخادم) أي إحسان السيد إلى خادمه بالكسوة والمأكل وحسن الهيئة. (مما يكبت الله به العدو) أي يحزنه كبت العدو إذا أذله وصرعه ويقال أحزنه والمكبوت الحزين، ولله شرعية هذه الأشياء وأن إحزان العدو مراد الله تعالى فإنه ليس الخير لمجرد إفادة معنى مثل الحث على ما تضمنه ولا حث إلا على مشروع. (ابن السني وأبو نعيم (3) في الطب عن طلحة)، ورواه الطبراني والديلمي عن عائشة.
4271 -
"الدواء من القدر، وقد ينفع بإذن الله تعالى". (طب) وأبو نعيم عن ابن عباس (ح).
(الدواء من القدر)[2/ 508] أي من جملة ما قدره الله وقضاه فإنه قدر لكل
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3105)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3020)، والضعيفة (3616): ضعيف جداً.
(2)
انظر القاموس (2/ 256).
(3)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (544)، وأبو نعيم في الطب (رقم 215)، وابن السني في الطب النبوي (ق 19/ ب)، مثله والطبراني في الأوسط (9/ 126)، والديلمي في الفردوس (3101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3023).
داء دواء ففيه إشارة إلى جواب ما يقال كيف يدفع ما قدره الله من الأسقام ونحوها بالدواء فيقال لأنه من القدر أيضاً فهو من دفع القدر بالقدر. (وقد ينفع) بإذهاب الداء أو تخفيفه. (بإذن الله) أي بإرادته وهو من إخبار للحث على التداوي. (طب)(1) وأبو نعيم عن ابن عباس) رمز المصنف على الطبراني رمز الحسن.
4272 -
"الدواء من القدر، وهو ينفع من يشاء بما يشاء القدر فهو الذي قدر الداء والدواء". ابن السني عن ابن عباس (ح).
(الدواء من القدر، وهو) أي الله عز وجل. (ينفع من يشاء) من عباده. (بما يشاء) من الأدويه فربما يكون الشيء دواء لشخص لا يكون دواء لغيره لغير تلك العلة لأن الله تعالى هو الشافي حقيقة والأدوية أسباب وهذا قاله صلى الله عليه وسلم لما قيل له: هل الأدوية تنفع من الأقدار. (ابن السني (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وأخرجه عنه الديلمي.
4273 -
"الدواوين ثلاثة: فديوان لا يغفر الله منه شيئًا، وديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئًا؛ فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئًا فالإشراك بالله، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئًا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه: وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فمظالم العباد بينهم القصاص لا محالة". (ك هب) عن عائشة (صح).
(الدواوين) جمع ديوان بكسر الدال وقد تفتح فارسي معرب، قال ابن عربي: هو الدفتر، قال الطيبي: المراد هنا صحائف الأعمال.
(ثلاثة: فديوان لا يغفر الله منه شيئاً) أي لا يغفر ما فيه مرقوم. (وديوان لا يعبأ
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 169)(12784)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 85)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3415).
(2)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (690)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3416).
الله) بالهمزة ما عبأت به إذ لم ينال به وأصله من العبئ الثقيل كأنه قال ما أرى له وزنا ولا قدرا، قال تعالى:{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} الآية. [الفرقان: 77]. (به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً) بل يعمل فيه بقضية العدل بين أهله. (فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئًا فالإشراك بالله) تعالى، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]، {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72]. (وأَما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئًا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه) من صوم يوم تركه أو صلاة مفروضة تركها فإن الله يغفر ذلك إن شاء ويتجاوز عنه. (وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئًا فمظالم العباد بينهم) أي ظلم بعضهم بعضا في ماله أو عرضه أو نفسه (القصاص) مبتدأ. (لا محالة) خبره أو خبر محذوف أي جزاءه القصاص أي المساواة وإنصاف المظلوم من ظالمه قال الطيبي: إنما قال في القرينة الأولى: لا يغفر ليدل على أن الشرك لا يغفر أصلاً وفي الثانية: لا يترك ليؤذن بأن حق الغير لا يهمل قطعا أو يرضيه الله عنه وفي الثالثة: لا يعبأ ليشعر بأن حقه تعالى مبني على المسامحة والمساهلة فيترك الانتصاف لنفسه جوداً ولطفاً. (حم ك)(1) عن عائشة) رمز المصنف على الحاكم بالصحة والحال أن فيه صدقة بن موسى قال الذهبي (2): ضعفوه ويزيد بن بابنوس فيه جهالة (3).
4272 -
"الديك الأبيض صديقي". ابن قانع عن أيوب بن عتبة.
(الديك الأبيض صديقي) قيل لأنه أقرب الحيوانات صوتا إلى الذاكرين الله تعالى وهو يحفظ غالبا أوقات الصلوات ويوقظ لها فهو محبوب لإعانته على ما يوصل إلى الرحمة والبركة كالصديق قال الشارح ولفظ صديقي بخط المصنف
(1) أخرجه أحمد (6/ 240)، والحاكم (4/ 619)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3022).
(2)
انظر: المغني (1/ 308).
(3)
المصدر السابق (2/ 747).
ولعله سبق قلم من رواية أخرى والذي وقفت عليه بخط الحافظ ابن حجر وغيره تبعاً لابن الأثير معزوا في التخريج لابن قانع إنما هو بلفظ "خليلي" بدلا عن "صديقي" ولم يحكوا سواه. (ابن قانع)(1) من طريق هارون بن محمَّد عن جابر بن مالك (عن أثوب) بزنة أحمد بمثلثة بعد الهمزة آخره موحدة ذكره (ابن حجر ابن عتبة) صحابي قال ابن الأثير: قال أحمد حديث منكر لا يصح إسناده وفي اللسان عن ذيل الميزان جابر بن مالك عن أثوب إن "الديك صديقي" إلى آخره وعند هارون بن نجيد آفته أحدهما فإن رجال إسناده معروفون غيرهما.
4275 -
"الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدو الله". أبو بكر البرقي عن أبي زيد الأنصاري.
(الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدو الله) أي إبليس لأنه يعين على ذكر الله وينبه على الصلاة فلا غرو كان صديقًا لمن يحب الصلاة عدوا لمن يعادي الله وتمام الحديث "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيته معه في البيت. (أبو بكر البرقي)(2) بفتح الموحدة وسكون الراء نسبة إلى برقة بلد بالمغرب خرج منها جماعة علماء في كل فن، عن أبي زيد الأنصاري اسمه عمرو بن أخطب صحابي (3) جليل عرف بكنيته وفيه محمَّد بن [2/ 509] حمير وضاع عن محمَّد بن مهاجر ليس بشيء بل كذبه البعض ولذا أورده ابن الجوزي في الموضوعات وأقره المصنف في مختصره ولم يتعقبه فما كان له إيراده هنا.
4276 -
"الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي". الحارث
(1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 325)، وانظر الميزان (8/ 68، 69)، واللسان (2/ 87)، والإصابة (1/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3025).
(2)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة (878)، وانظر فيض القدير (3/ 554)، وانظر الموضوعات (3/ 4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3026).
(3)
الإصابة (4/ 599).
عن عائشة وأنس.
(الديك الأبيض صديقي) أي أحبه حب الصديق. (وصديق صديقي) أي من يصادقني فهو يحبه. (وعدو عدوي) وقد ورد النهي عن سبه كما أخرجه أبو نعيم "لا تسبوا الديك فإنه صديقي وأنا صديقه وعدو عدوي والذي بعثني بالحق لو يعلم بنوا آدم ما في صوته لاشتروا لحمه وريشه بالذهب والفضة لأنه ليطرد مدى صوته من الجن انتهى. (الحارث)(1) أي ابن أبي أسامة، (عن عائشة و) وعن (أنس) أخرجه عنهما في مسنده.
4277 -
"الديك الأبيض صديقي وعدو عدو الله يحرس دار صاحبه وسبع دور". البغوي عن خالد بن معدان.
(الديك الأبيض صديقي وعدو عدو الله يحرس دار صاحبه وسبع آدُور) بمد الهمزة جمع دار مقلوب أي يحرس أهله دار صاحبه وأهل سبع غيرها وللديك خاصية جعلها الله تعالى وتقدم ذكر حكايات في الجزء الأول .. (البغوي (2) عن خالد بن معدان) مرفوعاً أورده ابن الجوزي في الموضوعات؛ لأنه من رواية طلحة بن يزيد عن الأحوص عن خالد وطلحة متروك وتعقبه المصنف بأن ابن حجر قال: لم يتبين لي الحكم على هذا المتن بالوضع وإنما رواته ضعفاء.
4278 -
"الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب حبيبي، جبريل يحرس بيته، وستة عشر بيتاً من جيرانه: أربعة عن اليمين وأربعة عن الشمال وأربعة من قدام وأربعة من خلف". (عق) وأبو الشيخ في العظمة عن أنس.
(1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (877) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3027).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3130)، وانظر الموضوعات (3/ 5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3029).
(الديك الأبيض الأفرق) في القاموس (1) عرفة مفروق. (حبيبي وحبيب حبيبي، جبريل) عليه السلام هذه أبلغ من الإخبار عن الأبيض بأنه صديقي لأنه هنا فيه زيادة صفة الأفرق ولذا قال: (يحرس بيته) الذي هو فيه. (وستة عشر بيتاً من جيرانه) وفي الأبيض فقط وسبقه الستة عشر من الجهات الأربع كما بينه بقوله. (أربعة عن اليمين وأربعة عن الشمال وأربعة من قدام وأربعة من خلف) زاد أبو نعيم في رواية "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيته معه في البيت". (عق) وأبو الشيخ (2) في العظمة عن أنس) قال في الميزان عن ابن أبي حاتم: حديث منكر وتبعه المصنف في الدرر فقال: هذا منكر وعقبه مخرجه العقيلي بقوله في ترجمة أحمد بن محمَّد الترمذي هو منكر الحديث، وساق له ما أنكر عليه هذا الخبر فما كان للمصنف حذف ما عقبه به.
4279 -
"الديك يؤذن بالصلاة من اتخذ ديكا أبيض حفظ من ثلاثة: من شر كل شيطان وساحر وكاهن". (هب) عن ابن عمر.
(الديك يؤذن بالصلاة) أي معلم بدخول وقتها وله مفرقة بالوقت الليلي ليست لغيره فإنه يقسط صوته فيه تقسيطا لا يكاد يتفاوت ويتوالى صياحه قبل الفجر وبعده فلا يكاد يخطئ طال الليل أم قصر ومن ثمة أفتى بعض الشافعية باعتماد الديك المجرب في الوقت. (من اتخذ ديكا أبيض حفظ) أي منع. (من) شر. (ثلاثة: من شر كل شيطان وساحر وكاهن) فيه أن الكهانة غير السحر قال الداودي: يتعلم من الديك خمس خصال، حسن الصوت والقيام وقت السحر
(1) انظر القاموس (ص:1184).
(2)
أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 127)، وأبو الشيخ في العظمة (1253)، وانظر ميزان الاعتدال (1/ 144)، واللسان (1/ 284)، والموضوعات (3/ 5)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3524)، والضعيفة (3618): موضوع.
والغيرة والسخاء وكثرة الجماع. (هب)(1) عن ابن عمر) قال البيهقي: هذا إسناد مرسل وهو به أشبه.
4280 -
"الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي يحرس دار صاحبه وتسع دور حولها". الحارث عن أبي زيد الأنصاري.
(الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي يحرس دار صاحبه وتسع دور حولها) في الأول سبع وفي هذا تسع كأنه وقع الإعلام بالسبع وكأن المراد من جهة من الأربع الجهات وإلا فقد سلف أنه يحفظ ستة عشر داراً ثم أعلم صلى الله عليه وسلم بالتسع. الحارث (2) عن أبي زيد الأنصاري) الذي تقدم ذكر اسمه قريباً.
4281 -
"الدينار بالدينار لا فضل بينهما، والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما"(م ن) عن أبي هريرة (صح).
(الدينار) يباع. (بالدينار لا فضل بينهما) أي لا زيادة ولم يذكر النساء لأنه قد أفاده من غيره ولا غير المضروف لأنه يأتي في الذهب ما هو أعم فيه وفي غيره بلفظ: "الذهب بالذهب
…
" إلى آخره. (والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما) هذان نوعان من الأنواع التي حرم الربا فيها خصهما لأنهما أكثر الأنواع ملابسة بيعا وشراء (م ن)(3) عن أبي هريرة.
4282 -
"الدينار كنز والدرهم كنز والقيراط كنز". ابن مردويه عن أبي هريرة (صح).
(الدينار كنز والدرهم كنز والقيراط كنز) القيراط اسم جزء من أجزاء الدينار
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (5177)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3030).
(2)
أخرجه الحارث بن أبي أسامة (878)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3028).
(3)
أخرجه مسلم (1588)، والنسائي (4/ 29).
وهو نصف عشرة في أكثر البلاد وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين جزعا أي إذا لم يخرج زكاة هذه الأشياء مع بلوغها النصاب فإنها كنز داخلة تحت قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34] الآية، وإذا أديت زكاته فليس بكنز. (ابن مردويه (1) عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف كذا قال الشارح: والمصنف رمز عليه رمز الصحة ورواه الديلمي عنه وبيض له.
4283 -
"الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم، وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع ملح بصاع ملح لا فضل بين شيء من ذلك". (طب ك) عن أبي أسيد الساعدي.
(الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع [2/ 510] ملح بصاع ملح لا فضل بين شيء من ذلك) هذه أنواع ما حرم فيه من الربا لم يفت منها هنا إلا التمر فإن الدينار للذهب والدرهم للفضة وخص الفضل وإلا فإن النسأ أيضاً محرم لأنه الأهم فإن طلب الزيادة هو الحامل في الغالب على التقارض. (طب ك)(2) عن أبي أسيد الساعدي) بفتح الهمرة مالك بن ربيعة قال راويه عن أبي أسيد سمعته وابن عباس يفتي الدينار بالدينارين فقال له أبو أسيد وأغلظ فقال ابن عباس: ما كنت أظن أحدًا يعرف قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي مثل هذا فقال أبو أسيد: لقد سمعت رسول الله يقول فذكره، فقال ابن عباس: إن هذا شيء كنت أقوله برأيي ولم أسمع فيه شيئاً انتهى، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي، قال الهيثمي: بعد ما عزاه للطبراني: إسناده حسن.
(1) أخرجه الديلمي (2949)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 219)، وفيض القدير (3/ 554)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3424)، والصحيحة (721).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 268)(595)، والحاكم (2/ 23)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 114)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3421).
4284 -
"الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما فمن كانت له حاجة بورق فليصطرفها بالورق والصرف ها وها". (هـ ك) عن علي.
(الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما فمن كانت له حاجة بورق) بتثليث الراء والكسر أفصح. (فليصطرفها بذهب ومن كانت له حاجة بذهب فليصطرفها بالورق والصرف ها وها) بالمد والقصر والمعنى خذ وهات فيشترط التقابض في الصرف بالمجلس. (هـ ك)(1) عن علي)، فيه العباس بن عثمان بن شافع جد الإِمام الشافعي عن عمر بن محمَّد بن الحنفية، قال في الميزان لم أر عنه راوياً إلا ولده محمَّد، وقال الحاكم: صحيح غريب وأقره الذهبي.
4285 -
"الدين يسر ولن يغالب الدين أحد إلا غلبه"(هب) عن أبي هريرة.
(الدين) بكسر الدال. (يسر) أي ذو يسر والمراد مبني على التخفيف والتسهيل أخبر عنه باليسر مبالغة والمراد أنه يخالف الأديان فيه في ذلك. (ولن يغالب) الدين أي يطلب مغالبته بالأعمال الصالحة ليستقصي ما فيه من القرب. (أحدٌ إلا غلبه) أحد فاعل يغالب، ونقل الشارح عن ابن حجر. إنه أضمر الفاعل للعلم به وكأنها رواية سقط فيها لفظ أحد والذي شرح عليه الشارح ورأيناه في ما قوبل على خط المصنف بإثبات أحد والشارح حاطب ليل يجمع الكلام ولا يفصل ما في المقام، والدين مفعول مقدم على الفاعل وقد تقدم هذا المعنى مرارًا والمراد لا يتعمق أحد في الدين ويترك الرفق ويأخذ بالعنف إلا غلبه الدين وعجز المتعمق وانقطع. قال ابن المنير: فيه علم من
(1) أخرجه ابن ماجة (2261)، والحاكم (2/ 56)، وانظر الميزان (4/ 52)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3423).
أعلام النبوة فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع وليس المراد من أخذ بالأكمل في العبادة لأنه من الأمور المحمودة بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال والمبالغة في الفعل المؤدي إلى ترك الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبه النوم آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في جماعة أو إلى خروج وقتها. (هب)(1) عن أبي هريرة) ورواه البخاري بلفظ إن الدين إلى آخره.
4286 -
"الدين النصيحة". (تخ) عن ثوبان، البزار عن ابن عمر.
(الدين النصيحة) أي عماده وقوامه النصيحة على "نحو الحج" عرفة بولغ في النصيحة حتى جعل الدين كله إياها، وتقدم الكلام على الحديث في:"إن الدين النصيحة" مستوفى لأن لفظ الحديث هنالك كان أوفى. (تخ)(2) عن ثوبان) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، (البزار عن ابن عمر)، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وقد عزاه المصنف في الدرر إلى مسلم.
4287 -
"الدين شين الدين" أبو نعيم في المعرفة عن مالك بن يخامر، القضاعي عن معاذ.
(الدَّين) بفتح الدال. قال ابن العربي: الدين عبارة عن معنى يثبت في ذمة الغير للغير مؤجل أو حال (شين الدين) بكسرها أي عيبه وفي شرح الشهاب لما جمع الدَّين محاسن الإِسلام ظاهرا وجمال الإيمان باطنا نهى عن شين هذا الجمال بالدين وذلك لأنه يشغل القلب بهمه وقضائه والتذلل للغريم عند لقائه وتحمل منته إلى تأخير أوانه وربما يعد بالوفاء فيخلف أو يحدث الغريم بسببه
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (3881)، والبخاري (39) بلفظ (إن الدين يسر ....).
(2)
أخرجه البخاري في التاريخ (1522) عن ثوبان، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 87)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3417).
فيكذب أو يحلف فيحنث أو يموت فيرتهن به (أبو نعيم في المعرفة (1) عن مالك بن يخامر) (2) بضم التحتية والمعجمة وكسر الميم الحمصي السكسكي قال الذهبي: يقال له صحبة انتهى، وقال أبو نعيم: لم يثبت، وفيه عبد الله بن شبيب [2/ 511] الربعي قال في الميزان (3) إخباري علامة لكنه واهٍ، قال الحاكم: ذاهب الحديث وبالغ في ذلك فقال: يحل ضرب عنقه، (القضاعي عنه عن معاذ) بن جبل فيه إسماعيل بن عياش أورده الذهبي في الضعفاء (4) وقال مختلف فيه وليس بالقوي لكن قال العامري في شرحه: حسن.
4288 -
"الدين راية الله في الأرض فإذا أراد أن يذل عبدا وضعها في عنقه". (ك) عن ابن عمر.
(الدين) بفتح الدال المشددة. (راية الله في الأرض) أي التي وضعها فيها لإذلال من شاء إذلاله. (فإذا أراد الله أن يذل عبدا وضعها في عنقه) وذلك بإيقاعه في الاستدانة ويترتب عليها الذل والهوان ولهذا تكرر في عدة أحاديث استعاذة المصطفى صلى الله عليه وسلم منه، وأما الاستدانة للضرورة فهو جائز وقد استدان صلى الله عليه وسلم وإنما المراد الدين الذي عنه مندوحة فإنه لا يعان أحد على قضائه فلا يزال في ذلة لازم الغريم له. (ك)(5) عن ابن عمر)، قال الحاكم على شرط مسلم ورده الذهبي لأنه من حديث بشر بن عبيد الدارس، وبشر واه فالصحة من أين؟.
(1) أخرجه القضاعي في الشهاب (31)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 5435) عن مالك بن يخامر والديلمي في الفردوس (3099) عن معاذ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3032)، وقال في الضعيفة (472): موضوع.
(2)
الإصابة (5/ 759).
(3)
انظر الميزان (6/ 577)، واللسان (7/ 406).
(4)
انظر المغني (1/ 85).
(5)
أخرجه الحاكم (2/ 29)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3031)، والضعيفة (473): موضوع.
4289 -
"الدين دينان: فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه، ومن مات ولا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته، وليس يومئذ دينار ولا درهم". (طب) عن ابن عمر (ح).
(الدين دينان: فمن مات وهو ينوي قضاءه) أي إيفاء صاحبه متى تمكن. (فأنا وليُّه) أي أقضيه عنه مما يفئ الله علي من الغنائم فإنه كان يتحمل بدين الهالك الذي لم يترك الوفاء آخر الأمرين كما قدمنا ثم يلزم الإِمام من بعده ذلك ولذا قال في القسم المقابل للأول. (ومن مات ولا ينوي قضاءه فذاك) أي الدين. (الذي) لم ينو قضاءه هو الذي (يؤخذ من حسناته) وظاهره ولو قضاه عنه الإِمام أو غيره وأنه بنفس النية يؤخذ من حسناته فإن لم تف حسناته أخذ من سيئات خصمه فألقيت عليه ثم طرح في النار كما جاء في خبر آخر وأما من نيته الوفاء ولم يقض عنه الإِمام ولا تمكن منه فإنه لا تؤخذ من حسناته بل يعوض الله عنه غريمه في الآخرة. (ليس يومئذ) أي يوم الأخذ وهو يوم القيامة. (دينار ولا درهم) حتى يقضي غريمه عين ماله الذي في ذمته وهذا تحريض على نية القضاء. (طب)(1) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني وهو ضعيف ورواه عنه الديلمي ورمز المصنف لحسنه.
4290 -
"الدين هَمّ بالليل ومذلة بالنهار". (فر) عن عائشة.
(الدين هَمّ بالليل) فإنه يخلو المديون فيه بنفسه فيتذكر أنه إذا أصبح طولب وضيق عليه ولم يجد لخلاصه حيلة بات ليلته محزونا مغموما حتى إذا نام رأى أحوالًا منكدة. (ومذلة) محل ذلة لمن هو عليه. (بالنهار) لا سيما إذا كان غريمه سيء التقاضي فهو البلاء الأكبر والموت الأحمر والقصد بهذه الأخبار الإعلام
(1) لم أقف عليه من الكبير، عزاه للطبراني في الكنز (15477)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3418).
بأن الدين مكروه لما فيه من تعريض النفس للمذلة فإن دعت إليه الحاجة فلا بأس به. (فر)(1) عن عائشة) ثم قال الديلمي: وفي الباب أنس وغيره.
4291 -
"الدين ينقص من الدين والحسب". (فر) عن عائشة.
(الدين) بالفتح. (ينقص من الدين) بالكسر لأنه يحمل على الكذب وخلف الوعد وقد يجر إلى سخط القضاء وإلى الاحتيال في تحصيل شيء من غير حله ليرضي به رب الدين. (والحسب) أي الشرف والعلو لأنه لا يزال حامله مذموما بالألسنة مهجنا عليه ما أتاه وهذا كله تنفير عن الدين. (فر)(2) عن عائشة) فيه الحكم بن عبد الله الأيلي قال الذهبي في الضعفاء (3): متروك متهم أي بالوضع.
4292 -
"الدين قبل الوصية وليس لوارث وصية". (هق) عن علي.
(الدين) بفتح الدال. (قبل الوصية) أي يجب تقديمه والوفاء به على تنجيزها. (وليس لوارث وصية) قدمنا الكلام على هذه الجملة في الجزء الأول في: "إن الله"(هق)(4) عن علي) فيه يحيى بن أبي أنيسة قال الذهبي في المهذب (5): ويحيي ضعيف انتهى، وأخرجه الدارقطني عن علي يرفعه وفيه عاصم لينه ابن عدي، وأخرجه الحارث بن أبي أسامة من حديث ابن عمر بمثله قال ابن حجر: سنده ضعيف.
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3105)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3033)، والضعيفة (3619): ضعيف جدًا.
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3034)، والضعيفة (3620، 474): موضوع.
(3)
انظر المغني (1/ 183)، والميزان (2/ 337).
(4)
أخرجه البيهقي في السنن (6/ 232)، والدارقطني (4/ 97)، وانظر الدراية (2/ 290)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3419).
(5)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبرى (رقم 10086).