المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الراء مع الحاء المهملة - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٦

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌الخاء مع المثناة التحتية مشددة

- ‌المعرف باللام من حرف الخاء

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌الدال مع الألف

- ‌الدال مع الثاء المثلثة

- ‌الدال مع الحاء المهملة

- ‌الدال مع الخاء المعجمة

- ‌الدال مع الراء

- ‌الدال مع العين المهملة

- ‌الدال مع الفاء

- ‌الدال مع اللام

- ‌الدال مع الميم

- ‌الدال مع الواو

- ‌الدال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من الدال المهملة

- ‌حرف الذال أي المعجمة

- ‌الذال مع الألف

- ‌الذال مع الموحدة

- ‌الذال مع الراء

- ‌الذال مع الكاف

- ‌الذال مع الميم

- ‌الذال مع النون

- ‌الذال مع الهاء

- ‌الذال مع الواو

- ‌الذال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرّف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الراء

- ‌الراء مع الألف

- ‌الراء مع الباء الموحدة

- ‌الراء مع الجيم

- ‌الراء مع الحاء المهملة

- ‌الراء مع الدال المهملة

- ‌الراء مع السين المهملة

- ‌الراء مع الضاد المعجمة

- ‌الراء مع الغين المعجمة

- ‌الراء مع الفاء

- ‌الراء مع الكاف

- ‌الراء مع الميم

- ‌الراء مع الهاء

- ‌الراء مع الواو

- ‌الراء مع الياء آخر الحرف

- ‌المعرف باللام من الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌الزاي مع الألف

- ‌الزاي مع الراء

- ‌الزاي مع الكاف

- ‌الزاي مع الميم

- ‌الزاي مع الواو

- ‌الزاي مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف السين المهملة

- ‌السين مع الألف

- ‌السين مع الباء الموحدة

- ‌السين مع المثناة الفوقية

- ‌السين مع الجيم

- ‌السين مع الحاء المهملة

- ‌السين مع الخاء المعجمة

- ‌السين مع الدال المهملة

- ‌السين مع الراء

- ‌السين مع الطاء

- ‌السين مع العين المهملة

- ‌السين مع الفاء

- ‌السين مع اللام

- ‌السين مع الميم

- ‌السين مع الواو

- ‌السين مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌الشين مع الألف

- ‌الشين مع الموحدة

- ‌الشين مع الراء

- ‌الشين مع العين المهملة

- ‌الشين مع الفاء

- ‌الشين مع الميم

- ‌الشين مع الهاء

- ‌الشين مع الواو

- ‌الشين مع الياء آخر الحروف

- ‌المحلي بالألف

- ‌حرف الصاد

الفصل: ‌الراء مع الحاء المهملة

‌الراء مع الحاء المهملة

4396 -

" رحم الله أبا بكر: زوجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالاً من ماله، وما نفعني مال في الإِسلام ما نفعني مال أبي بكر، رحم الله عمر: يقول الحق وإن كان مرا، لقد تركه الحق وما له من صديق، رحم الله عثمان: تستحيه الملائكة، وجهز جيش العسرة، وزاد في مسجدنا حتى وسعنا، رحم الله عليا: اللهم أدر الحق معه حيث دار"(ت) عنه علي (صح).

(رحم الله أبا بكر) إنشاء بلفظ الخبر أي نجاه وأنعم عليه في الدارين. (زوجني ابنته) عائشة رضي الله رضي الله عنها. (وحملني إلى دار الهجرة) إلى المدينة لأنه صحبه ولأنه أعطاه ناضحا كان له يركب عليه وإن كان بقيمته كما عرف في كتب السيرة. (وأعتق بلالاً من ماله) وذلك أنه شراه من سيده لما رآه يعذبه على إسلامه فشراه وأعتقه. (وما نفعني مال في الإِسلام ما نفعني مال أبي بكر) روى ابن عساكر (1) أنه أسلم وله أربعون ألف دينار فأنفقها عليه صلى الله عليه وسلم، قال ابن المسيب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه، قال في العوارف: فيه دليل على شكر المحسن على الإحسان والدعاء له وأنه لا ينافي كمال التوحيد كما عرف في غيره. (رحم الله عمر: يقول الحق وإن كان مرًّا) على من هو عليه أو كان على عمر نفسه مرا لأنه يصدم به الصديق والقريب والبعيد ويكلف نفسه على قوله وإن شق عليه. (لقد تركه الحق وما له من صديق) لأنه لا يتركه وأكثر الخلق لا ينقادون له وفيه تأسية لمن قال الحق وعمل به وهجره الناس، وفيه أن رضا الله مقدم على كل ما سواه. (رحم الله عثمان) هو ابن عفان.

(1) انظر: تاريخ دمشق (30/ 66).

ص: 230

(تستحيه الملائكة) أي تستحي منه وكان أحيا الأمة. (وجهز جيش العسرة) هي غزوة تبوك فإنه أعان عليها بكذا كذا من الإبل وأقتابها سميت جيش العسرة لأنها كانت في أشد الوقت وأشده حرًا وأبعده سفراً. (وزاد في مسجدنا) أي مسجد المدينة. (حتى وسعنا) فإنه لما كثر المسلمون ضاق عليهم فصرف عليه عثمان حتى وسعه. (رحم الله عليا: اللهم أدر الحق معه حيث دار) لم يذكر له منقبة لأن مناقبه معروفة جمة بل عدل إلى الدعاء له بما ذكر فكان أقضى الناس ولم يفارقه الحق في شيء من أفعاله وكأنه والله أعلم خصه بهذه الدعوة لما أعلمه الله من تأخر زمانه عن زمان الثلاثة وكثرت أعداءه وحروبه فأخبرهم بالدعاء له، أن الحق معه يدور لأن دعاءه صلى الله عليه وسلم ما يرد فهو بمثابة الإخبار. (ت) (1) عن علي) كرم الله وجهه صححه المصنف بالرمز قال شارحه: ليس كما زعم وقد أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: الحديث يعرف بمختار قال البخاري: هو منكر وقال ابن حبان: يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى سبق إلى القلب أنه يتعمدها انتهى [2/ 533] وفي الميزان: مختار بن نافع منكر الحديث جدًا وعد هذا من مناكيره.

4397 -

"رحم الله ابن رواحة، كان أينما أدركته الصلاة أناخ". ابن عساكر عن ابن عمر (صح).

(رحم الله ابن أبي رواحة)(2) بفتح الراء والواو هو عبد الله الصحابي الجليل البدري شهيد مُؤتَة. (كان أينما أدركته الصلاة) وهو سائر على بعيره. (أناخ) بعيره وظل محافظا على أول الوقت يدل على أنه يحافظ عليه في غير سفره أشد.

(1) أخرجه الترمذي (4441)، وانظر الميزان (6/ 386)، وابن حبان في المجروحين (3/ 15)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 210)، والعلل المتناهية (1/ 255)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3095)، والضعيفة (2094): ضعيف جداً.

(2)

الإصابة (4/ 82).

ص: 231

(ابن عساكر (1) عن ابن عمر) فيه همام بن نافع الصنعاني قال العقيلي: حديث غير محفوظ وقد رواه الطبراني بلفظ: "رحم الله أخي عبد الله بن رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ" قال الهيثمي: إسناده حسن انتهى فلو أتى المصنف بها لكان أولى.

4398 -

"رحم الله قُساً، إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم". (طب) عن غالب بن أبجر.

(رحم الله قُسًا) بضم القاف فسين مهملة هو ابن ساعدة الأيادي، وسبب الحديث على ما في السيرة وغيرها أن رجلاً أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه ضلت له ضالة فطلبها فوجد قسا في ظل شجرة فسلم فرد فإذا هو يعين جرارة في الأرض خوارة ومسجد بين قبرين وأسدين عظيمين فإذا سبق أحدهما إلى الماء تبعه الآخر يضربه بقضيب وقال ارجع حتى تشرب من قبلك فقلت: ما هذان القبران قال: أخوان لي كان يعبدان الله تعالى لا يشركان به فأدركهما الموت فقبرتهما وها أنا بين قبريهما حتى ألحق بهما ثم نظر إليهما فتغرغرت عيناه بالدموع وانكب عليهما يقول (2):

خليلي هُبا طالما قد رقدتما

أجدكما لا تقضيان كراكما

ألم تريا أني بسمعان مفرد

وما لي فيه من خليل سواكما

مقيم على قبريكما لست بارحا

طوال الليالي أو يجيب صداكما

كأنكما والموت أقرب غاية

بروحي في قبريكما قد أتاكما

(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (28/ 85) والطبراني في الكبير (12/ 322)(13241)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 371)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 316)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3096).

(2)

الأبيات منسوبة لقس بن ساعدة (ت 23 ق).

ص: 232

فلو جعلت نفس لنفس وقاية

لجدت بنفسي أن تكون فداكما

فذكره وقوله: (إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم) دليل على أن أهل الفترات مخاطبين بدين من قبلهم من الرسل. (طب)(1) عن غالب (2) بالمعجمة والموحدة (بن أبجر) بفتح الهمزة وسكون الجيم فراء صحابي حدّث، نزل الكوفة قال الهيثمي: رجاله ثقات.

4399 -

"رحم الله لوطا يأوي إلى ركن شديد، وما بعث الله بعده نبياً إلا وهو في ثروة من قومه"(ك) عن أبي هريرة (صح).

(رحم الله لوطا) هو ابن أخي إبراهيم وتقدم الدعاء له على الركن المزعج من باب {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43] كان (يأوي إلى ركن شديد) رواية البخاري "لقد كان يأوي" يعني إنه لما أنه قال لما جاءه قومه يهرعون إليه يريدون بضيفانه الفاحشة: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] أي منعة وعشيرة وأقارب استنصر بهم عليكم ليدفعوا عن أضيافي، قال القاضي: كأنه استغرب منه هذا القول وعده نادرة إذ لا ركن أشد من الركن الذي كان يأوي إليه وهو عصمة الله وحفظه وقال غيره: ترحم عليه لسهوة ذلك الوقت حين ضاق صدره فقال: {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} أي إلى عز العشيرة وهو كان يحب الإيواء إلى الله تعالى فهو أشد الأركان، وقال النووي: يجوز أنه لما اندهش بحال الأضياف قال ذلك، أو أنه التجأ إلى الله تعالى في باطنه وأظهر هذا القول للأضياف اعتذارًا وقسمًا العشيرة ركنا لأن الركن يستند إليه ويمتنع به وشبهه بالركن من الجبل لشدتهم ومنعهم. (وما بعث الله بعده نبيًّا إلا في

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 265)(663)، وفي الأوسط (8015)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 49)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3114).

(2)

الإصابة (1/ 225).

ص: 233

ثروة) أي كثرة ومنعة. (من قومه) تمنع عنه من يريد ضره قيل: واستشكل بآية {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} [البقرة: 19] وإنه قتل في يوم واحد في بيت المقدس ثلاثمائة نبي ولعله يقال: إنما المراد بمنع العشيرة منعها عما ينهضم به من الإساءة إلى ضيفانه وجيرانه وما تعتاده العشيرة من الذم لما كان منها في الأمور العرفية لا أتباعه في دينه فرب عشيرة تنفر عما جاءها في دينها بخلاف ما يعتاده مع منعها عنه الأسوأ مثل ما اتفق لأبي طالب مع المصطفى فالقتل على الدين غير ما يراه من منع العشيرة. (ك)(1) عن أبي هريرة) وقال: على شرط مسلم وأقره الذهبي.

4400 -

"رحم الله حمير: أفواههم سلام، وأيديهم طعام، وهم أهل أمن وإيمان". (حم ت) عن أبي هريرة (ح).

(رحم الله [2/ 534] حميراً) هو أبو قبيلة من اليمن من أولاد سبأ بن يشجب وأراد به هنا القبيلة بدليل بقوله: (أفواههم سلام) أي لا تزال ناطقة به حتى كأنها متكونة من سلام. (وأيديهم طعام) أي لا تبرح ممدودة تبذل الطعام للضيف والجائع وفيه المبالغة التي في الأول. (وهم أهل أمن وإيمان) أي الناس أمنين من أيديهم وألسنتهم وقلوبهم مطمئنة بالإيمان مملوءة بنور الإتقان. (حم ت)(2) عن أبي هريرة) قال: قال رجل يا رسول الله ألعن حميراً فأعرض عنه مراراً فذكره حسنه المصنف بالرمز.

4401 -

"رحم الله خرافة، إنه كان رجلاً صالحاً". الفضل الضبي في الأمثال عن عائشة (ض).

(1) أخرجه الحاكم (2/ 611)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3499).

(2)

أخرجه أحمد (2/ 278)، والترمذي (3939)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3109)، والضعيفة (349): موضوع.

ص: 234

(رحم الله خرافة) بضم الخاء المعجمة فراء مفتوحة ففاء اسم رجل من عذرة أسرته الجن وحدث بما رأى فكذبوه وقالوا: حديث خرافة وأجروه على ما يكذبونه وكل ما يُستملح أو يُتَعجَّب منه، أخرج ابن أبي الدنيا في "ذم البغي" (1) عن أنس قال: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقول الكلمة كما يقول الرجل عند أهله، فقالت إحداهن: كأن هذا حديث خرافة فقال: "أتدرين ما خرافة". (إنه كان رجلاً صالحاً) من عُذرة أصابته الجن، فكان فيهم حيناً فرجع يحدث بأحاديث لا تكون في الإنس بها الحديث. أنه كان رجلاً صالحاً فاستحق الدعاء له تمامه عند مخرجه: "وأنه أخبرني أنه خرج ليلة ليقضِ حاجته فلقيه ثلاثة من الجن فأسروه فقال واحد نستعبده وقال آخر نقتله فمر بهم رجل وذكر قصة طويلة والمصنف اقتصر على بعض الحديث، قال ابن حجر: ولم أر من عد خرافة من الصحابة وهذا دليل أنه منهم. (المفضل بن محمَّد بن يعلي بن عامر الضبي (2)) بفتح المعجمة وتشديد الموحدة نسبة إلى ضَبَّة بن أد الكوفي كان علّامة راوية (في الأمثال عن عائشة) رمز عليه المصنف بالضعف.

4402 -

"رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". (هـ) عن عمرو بن عوف (صح).

(رحم الله الأنصار) هم الأوس والخزرج غلبت عليهم الصفة. (وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) وفي رواية "وأزواجهم وذرياتهم" وفي أخرى "وموالي الأنصار" وهذا الدعاء والإخبار وهم حقيقون بالأمرين وفيه نيل الذرية ببركة الآباء لسوابقهم. (هـ)(3) عن عمرو بن عوف) رمز المصنف لصحته

(1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم البغي (رقم 27).

(2)

أخرجه الضبِّي في الأمثال كما في الكنز (33256) وانظر: والإصابة (2/ 270)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3114).

(3)

أخرجه ابن ماجة (165)، والطبراني في الكبير (17/ 12)(2)، وقال الألباني في ضعيف الجامع=

ص: 235

ورواه عنه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني وهو ضعيف وقد حسن له الترمذي وبقية رجاله ثقات.

4403 -

"رحم الله المتخللين والمتخللات". (هب) عن ابن عباس.

(رحم الله المتخللين والمتخللات) أي من الرجال والنساء في أوقات الصلاة بالمضمضة والاستنشاق وإزالة الخلالة من الفم كما تقدم مفسراً في الحديث منه في "حبذاً". (هب)(1) عن ابن عباس) فيه قدامة بن محمَّد المديني قال في الضعفاء (2): جرحه ابن حبان وإسماعيل بن شيبة، قال الأزدي والنسائي: منكر الحديث ومن ثمة قال البيهقي عقيب تخريجه: فيه نظر.

4404 -

"رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام". القضاعي عن أبي أيوب.

(رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء) بالمضمضة والاستنشاق وإزالة الخلالة من الفم ومثله في الغسل. (و) في (الطعامِ) والوضوء وغيره وذلك؛ لأن إزالة الوسخ من الفم الذي هو محل التلاوة والذكر مرادٌ لله وقد حث على السواك وتقدم أنه لا شيء أشق على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما شيئاً. (القضاعي (3) عن أبي أيوب) قال شارحه: حسن غريب ورواه عنه أيضاً الديلمي.

4405 -

"رحم الله المتسرولات من النساء". (قط) في الأفراد (ك) في تاريخه (هب) عن أبي هريرة (خط) في المتفق والمفترق عن سعد بن طريف (عق) عن مجاهد بلاغاً.

= (3099)، والضعيفة (3640): ضعيف جداً.

(1)

أخرجه البيهقي في الشعب (6054) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3100) والضعيفة (3638).

(2)

انظر المغني (2/ 523)، والميزان (5/ 467).

(3)

أخرجه القضاعي في الشهاب (583)، والديلمي في الفردوس (3220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3101).

ص: 236

(رحم الله المتسرولات من النساء) أي اللابسات السراويل محافظة على ستر العورة وتقدم في "اتخذوا السراويلات" الحديث. (قط)(1) في الأفراد (ك) في تاريخه (هب) عن أبي هريرة) قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على باب المسجد مرت امرأة على دابة فلما حاذته عثرت بها فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: إنها متسرولة فذكره وفيه من لا يُعْرَف، (خط) في المتفق والمفترق عن سعد بن طريف) قال ابن حجر: قال الخطيب: يقال أن له صحبة ثم روى له هذا الحديث وقال لم أكتبه إلا من هذا الوجه وفيه غير واحد من المجهولين (عق) عن مجاهد بلاغاً) قال بلغني أن امرأة سقطت عن دابتها فانكشفت والنبي صلى الله عليه وسلم قريب منها فأعرض فقيل: عليها سراويل فذكره، وفيه محمَّد بن مسلم الطائفي [2/ 535] ضعفه أحمد وقد وثقه غيره.

4406 -

"رحم الله امرءاً اكتسب طيباً، وأنفق قصداً، وقدم فضلاً ليوم فقره وحاجته". ابن النجار عن عائشة.

(رحم الله امرءاً اكتسب طيباً) أي حلالاً. (وأنفق قصداً) أي بتدبير واعتدال من غير تفريط ولا إفراط. (وقدم فضلاً) أي ما فضل عن إنفاق نفسه ومؤنته. (ليوم فقره وحاجته) وهو يوم لا ينفع مال ولا بنون ذكر الطيب إعلاماً بأنه لا ينفعه إلا ما أنفقه من الحلال. (ابن النجار (2) عن عائشة).

(1) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (5192) أطراف الغرائب، والخطيب في المتفق المفترق (رقم 697) والبيهقي في الشعب (7808)، والبزار (898) عن أبي هريرة وعبد الرزاق (5043)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 54) عن مجاهد مرسلاً، والرافعي في التدوين (1/ 224) عن علي، وانظر الإصابة (3/ 64)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3102)، وقال في الضعيفة (3252): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه ابن النجار في تاريخه كما في الكنز (9207)، وانظر فيض القدير (4/ 23)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3104).

ص: 237

4407 -

"رحم الله امرءاً أصلح من لسانه". ابن الأنباري في الوقف، والموهبي في العلم (عد خط) في الجامع عن عمر، ابن عساكر عن أنس.

(رحم الله امرأ أصلح من لسانه) بأن ألزمه الصدق والذكر والنطق بكل خير، وقيل المراد إصلاحها بتعلم العربية فإن بها معرفة العلوم الشرعية وما وقع الخطأ إلا من اللحن، روى بعض المحدثين أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة بسكون لامه ثم قال لي منذ عشرين سنة ما حلقت رأسي قبلها لهذا النهي فقيل له: هذا تصحيف إنما هو الحلق محركًا وهو أن يتحلق الناس قبل الجمعة، وقيل إن النصارى كفرت بتصحيفها كلمة أوحى الله إلى عيسى أنّي ولّدتك بالتشديد فخففوا وفي هذا حكايات والأول الأظهر إلا أن سببه يدل له قال راويه إنه مر عمر بقوم رموا أشياء فأخطئوا ثم قالوا نحن متعلمين فقال لحنكم أشد من رميكم أي من خطابكم فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. (ابن الأنباري في الوقف والابتداء، والموهبي) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء والموحدة نسبة إلى موهب المحدث في العلم (عد خط)(1) في الجامع عن عمر) أورده في الميزان في ترجمة عيسى بن إبراهيم وقال: هذا ليس بصحيح، (ابن عساكر عن أنس) ورواه عنه أيضاً أبو نعيم والديلمي وأورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: حديث لا يصح.

4408 -

"رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعاً". (د ت حب) عن ابن عمر (صح).

(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 250)، والخطيب في جامعه (2/ 24)، والديلمي في الفردوس (3206)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 395)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 103)، وراجع العلل المتناهية (2/ 704)، وانظر الميزان (5/ 373)، واللسان (4/ 391)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3103)، والضعيفة (2414) موضوع.

ص: 238

(رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً) قال ابن قدامة (1): هذا ترغيب فيها لكنه لم يجعلها من السنن الرواتب بدليل أن ابن عمر راويه لم يحافظ عليها وقال الغزالي (2): يستحب استحبابا مؤكداً رجاء الدخول في الدعوة النبوية فإنها مستجابة لا محالة. (د ت) وحسنه (حب)(3) وصححه عن ابن عمر) قال ابن القيم (4): اختلف فيه فصححه ابن حبان وضعفه غيره وقال ابن القطان (5): سكت عليه عبد الحق تسامحًا فيه لكونه من رغائب الأعمال وفيه محمَّد بن مهران وهّاه أبو زرعة وقال الفلاس: له مناكير منها هذا الخبر.

4409 -

"رحم الله امرءاً تكلم فغنم أو سكت فسلم". (هب) عن أنس وعن الحسن مرسلاً.

(رحم الله امرءاً تكلم فغنم) الخير بقوله: (أو سكت) عما لا خير فيه. (فسلم) فيه أن قوله الخير خير من السكوت لأن قول الخير ينتفع به من ينتفع والصمت لا يتعدى صاحبه نفعه. (هب)(6) عن أنس وعن الحسن مرسلاً) قال الحافظ العراقي: سنده مرسل رجاله ثقات بسند فيه ضعف فإنه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين.

(1) انظر: المغني لابن قدامة (1/ 798).

(2)

الإحياء (1/ 194).

(3)

أخرجه أبو داود (1271)، والترمذي (430)، وابن حبان (6/ 206)(2453)، والطيالسي (1936)، وانظر الميزان (6/ 332)، والتلخيص الحبير (2/ 12)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3493).

(4)

زاد المعاد (1/ 298).

(5)

بيان الوهم والإيهام (2/ 410).

(6)

أخرجه البيهقي في الشعب (4938) عن أنس، و (4934) عن الحسن مرسلاً، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3492).

ص: 239

4410 -

"رحم الله عبداً قال فغنم أو سكت فسلم". أبو الشيخ عن أبي أمامة (رحم الله عبدا قال) أي خيراً. (فغنم) أجراً (أو سكت) عن شر (فسلم) عقوبة. (أبو الشيخ (1) عن أبي أمامة) ورواه عنه الديلمي، ثم قال: وفي الباب أنس رضي الله عنه.

4411 -

"رحم الله عبدا قال خيراً فغنم، أو سكت عن سوء فسلم". ابن المبارك عن خالد بن أبي عمران مرسلاً.

(رحم الله عبداً قال خيرا فغنم) فيه بيان المقول. (أو سكت عن سوء فسلم) فيه بيان المسكوت عنه. (ابن المبارك) في الزهد (2)(عن خالد بن أبي عمران مرسلاً) هو قاضي إفريقية قال الذهبي (3): صدوق مات سنة تسع وثلاثين ومائة.

4412 -

"رحم الله امرأ علق في بيته سوطا يؤدب به أهله". (عد) عن جابر (ض).

(رحم الله امرءاً علق في بيته سوطا يؤدب به أهله) أي من أساء الأدب منهم ولا يتركهم هملا فقد يكون التأديب أولى من العفو في بعض الأحوال وإنما قال: "علق" ولم يقتصر على أدب إيذانا بأنه لا يضرب أولاً بل يزجر ويهدد ويحضر لهم آلة الضرب فإن نفع ذلك فيهم فلا يتعداه وإلا ضرب واتقى الوجه والمقاتل. (عد)(4) عن جابر) فيه عباد بن كثير ضعفه البخاري والنسائي وابن معين ولهذا أعله مخرجه ابن عدي ولم يسكت عليه ورمز المصنف لضعفه.

(1) أخرجه الربيع بن حبيب في مسنده (778)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3497)، والصحيحة (855).

(2)

أخرجه ابن المبارك في الزهد (380)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3496)، والصحيحة (855).

(3)

انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 378)، والكاشف (رقم 1344)، وفيهما (توفي 1299 هـ).

(4)

أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 335)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3106).

ص: 240

4413 -

"رحم الله أهل المقبرة، تلك مقبرة تكون بعسقلان". (ص) عن عطاء الخراساني بلاغاً.

(رحم الله أهل المقبرة) بتثليث الموحدة الموضع الذي تدفن فيه الأموات ثم بينها بقوله: (تلك مقبرة تكون بعسقلان) بفتح وسكون بلد معروف قال ابن حجر: وكان عطاء [2/ 536] راوي هذا الحديث يرابط بها كل عام أربعين يوما حتى مات. (ص)(1) عن عطاء الخراساني بلاغاً) أي قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وعطاء هو: ابن أبي مسلم مولى المهلب بن أبي صفرة قال ابن حجر (2): صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس، وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه ابن حجر في المسدد بأنه: حديث في فضائل الأعمال والتحريض على الرباط فليس فيه ما يحيله العقل ولا الشرع فالحكم عليه بالبطلان لا يتجه انتهى.

4414 -

"رحم الله حارس الحرس". (هـ ك) عن عقبة بن عامر.

(رحم الله حارس الحرس) بفتح الحاء والراء والحارس الحافظ وفي رواية "الجيش" وتمام الحديث: "الذين يكونون بين الروم وعسكر المسلمين ينظرون لهم ويحذرونهم" كذا في مسند الفردوس وآخره يفسر صدره. (هـ ك)(3) عن عقبة بن عامر) قال الحاكم: صحيح وأقره الذَّهبي.

4415 -

"رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت

(1) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2415)، وانظر القول المسدد (ص 27)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3107).

(2)

انظر: تقريب التهذيب (4600).

(3)

أخرجه ابن ماجة (2769)، والحاكم (2/ 95)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3107)، والضعيفة (3641).

ص: 241

نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء". (حم د ن هـ حب ك) عن أبي هريرة (صح).

(رحم الله رجلاً قام من الليل) أي بعد النوم؛ لأنه لا يسمى تهجداً إلا ما كان بعد نوم. (فصلّى) ولو ركعة لحديث: "عليكم بصلاة الليل ولو ركعة". (وأيقظ امرأته) في رواية "أهله" فيعم غيرها. (فصلت، فإن أبت) القيام. (نضح في وجهها الماء) أي رشه به ليذهب عنها النوم وفيه أنه يندب إيقاظ المرأة للنافلة ويحرض على نفلها ويندب لها إيقاظ الزوج أيضاً لذلك كما أفاده بقوله: (رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) أفاد كما قال الطيبي: من أصاب خيرًا ينبغي له أن يحب لغيره ما يحب لنفسه فيأخذ بالأقرب فالأقرب فقوله: رحم الله رجلاً فعل كذا تنبيه للأمة بمنزلة رش الوجه بالماء لإيقاظ النائم وذلك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما قال ما قال بالتهجد من الكرامات أراد أن يحصل لأمته من ذلك فحثهم عليه عادلا عن صيغة الأمر للتلطف. (حم د ن هـ حب ك)(1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرط مسلم وتعقب بأن فيه محمَّد بن عجلان تكلم فيه بذم وثقه آخرون وقال النووي بعد عزوه لأبي داود: إسناده صحيح وصحح المصنف عليه.

4416 -

"رحم الله رجلاً غسلته امرأته وكفن في أخلاقه". (هق) عن عائشة. (ح)

(رحم الله رجلاً غسلته امرأته) أي بعد موته. (وكفن في أخلاقه) أي ثيابه

(1) أخرجه أحمد (2/ 250)، وأبو داود (1308، 1450)، والنسائي (3/ 205) وابن ماجة (1336)، وابن حبان (6/ 306)(2567) والحاكم (1/ 453) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3494)

ص: 242

الخلقة يحتمل إنه إخبار عن أمر وقع ومضى ودعاء لمن كان كذلك فإنه دل إنه لا جاه له ولا مال فكان مرحوما، قال البيهقي في السنن: فُعِل ذلك بأبي بكر غسلته امرأته أسماء وكفن في ثيابه التي كان يبتذلها انتهى. (هق)(1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وليس بصواب فقد قال الذهبي (2): إسناده ضعيف فيه الحكم بن عبد الله تركوه.

4417 -

"رحم الله عبدا كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فجاءه فاستحله قبل أن يؤخذ، وليس ثم دينار ولا درهم، فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته، وإن لم تكن له حسنات حملوا عليه من سيئاتهم". (ت) عن أبي هريرة (صح).

(رحم الله عبداً) أي مسلماً. (كانت لأخيه عنده مظلمة) بكسر اللام على الأشهر وحكى الفتح والضم. (في عِرْض) بالكسر هو محل المدح والذم. (أو مال فجاءه فاستحله) أي طلب أن يجعله في حل مما لديه له، يحتمل أن المراد إذا علم بأنه قد نال في عرضه وماله فإنه لا تسقطه التوبة حتى يستحله، ويحتمل أنه لا بد في طلب حله وإن لم يعلم بأن يعلمه أنه قد نال منه فيطلبه أن يجعله في حل فيكون فيه دليل على أنها لا تقبل توبة من قال في أخيه شيئاً وإن كان لا يعلم حتى يعلمه ويستحله وقد سلف الكلام فيه. (قبل أن يؤخذ) أي تُقبض روحه يحتمل الظالم والمظلوم والأول الأقرب. (وليس له ثمة دينار ولا درهم) يقضي منه ما عليه ولا تسمح النفس بالعفو لأنه يوم يحتاج فيه كلٌّ إلى ماله عند الناس. (فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته) فتوفى منها لمن ظلمه. (وإن لم تكن ثم

(1) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 501)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3111)، والضعيفة (3693): موضوع.

(2)

انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 5918).

ص: 243

حسنات) أو لم تف بما عليه. (حملوا عليه من سيئاته) وقذف به في النار كما في عدة أخبار. (ت)(1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقد رواه البخاري بتغيير يسير.

4418 -

"رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى". (خ هـ) عن جابر (صح).

(رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى سمحا إذا اقتضى، سمحا إذا قضى) تقدم معناه وأنه يحتمل الأمرين وهو في الإخبار أظهر؛ لأنه قد ورد "أن رجلاً ممن كان قبلكم" وسرد له هذه الصفات، وأخبر أنه رحمه الله لأجلها قدمناه، قال القاضي: رتب الدعاء على ذلك ليدل على أن السهولة والتسامح سبب استحقاق الدعاء ويكون أهلا للرحمة والقضاء والاقتضاء وهو طلب الحق. (خ هـ)(2) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه).

4419 -

"رحم الله قوما يحسبهم الناس مرضى وما هم بمرضى". ابن المبارك عن الحسن مرسلاً.

(رحم الله قوماً) أي من الصالحين. (يحسبهم الناس مرضى) لما يرونهم عليه من سخونة [2/ 537] الأبدان والتغيير والاصفرار من هيبة الله وخوفه. (وما هم بمرضى) حقيقة. (ابن المبارك (3) عن الحسن مرسلاً) قال الحافظ العراقي (4): ورواه أحمد موقوفاً على علي عليه السلام.

(1) أخرجه الترمذي (2419)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3112).

(2)

أخرجه البخاري (2076)، وابن ماجة (2203).

(3)

أخرجه البخاري (2076) وابن المبارك في الزهد (92)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (116)، والضعيفة (2496، (3888).

(4)

انظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 185).

ص: 244

4420 -

"رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر". (حم ق) عن ابن مسعود (صح).

(رحم الله موسى) أي ابن عمران. (قد أوذي بأكثر من هذا) قاله صلى الله عليه وسلم يوم حنين لما قال رجل إن هذه القسمة ما عدل فيها ولا أريد بها وجه الله تعالى، فتغير وجهه الشريف ثم ذكره تأسية لنفسه الشريفة بأنه قد لقي موسى كليم الله من قومه أشد الأذى فرموه بالأدرة واتهموه بقتل أخيه هارون، قيل: ولما سلكوا في البحر قالوا له: إن صحبنا لا نراهم، فقال: سيروا فإنهم على طريق كطريقكم، قالوا: لا نرضى حتى نراهم، فقال: اللهم أعني على أخلاقهم السيئة ففتحت لهم كوات في الماء فتراءوا وتسامعوا. (فصبر) أي موسى على أذى قومه وصبر صلى الله عليه وسلم على قومه، قال الغزالي (1): كما لا تخلوا الأنبياء والعلماء عن الابتلاء بالجاهلين كذلك لا يخلو ولي أو عالم عن ضروب من الإيذاء بنحو إخراج من بلده أو سعاية به إلى سلطان أو شهادة عليه حتى بالكفر فاصبر كما صبروا تظفر كما ظفروا فعلى العلماء العدل والقيام لنواميس الشريعة والصدع بالحق عند السلاطين وإظهار السنن وإخماد البدع والقيام لله في أمور الدين ومصالح المسلمين وتحمل الأذى المرتب على ذلك. (حم ق)(2) عن ابن مسعود) ورواه غيرهما.

4421 -

"رحم الله يوسف إن كان لذا أناة حليما، لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعاً". ابن جرير، وابن مردويه عن أبي هريرة (ح).

(رحم الله يوسف) بن يعقوب. (إن كان لذا أناة) أي وقار وتؤدة. (حليمًا) وهي صفات يحبها الله ويحسن الدعاء لمن اتصف بها ثم أبان أمر تلك الصفات

(1) الإحياء (4/ 29).

(2)

أخرجه أحمد (1/ 380، 435، 441)، والبخاري (3150، 3405، 4336، 4356، 6059، 6100، 6219، 6336)، ومسلم (1062).

ص: 245

بقوله: (لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعاً) ولم أقل ارجع إلى ربك فاسأله الآية وهذا قاله صلى الله عليه وسلم تواضعا وإبانة لشأن يوسف وإيثارا للإعلام بكمال فضيلته وحسن نظره في إبانة نزاهته وحمدًا لصبره وترك عجلته وفيه حث على الأناة والحلم. (ابن جرير، وابن مردويه (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.

4422 -

"رحم الله أخي يوسف، لو أنا وأتاني الرسول بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة حين قال: ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة". (حم) في الزهد وابن المنذر عن الحسن مرسلاً (صح).

(رحم الله أخي يوسف، لو أنا أتاني الرسول) يدعوني إلى الملك. (بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة) أي إجابة الرسول الذي أخبر الله عنه أنه أتى يوسف بقوله: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ

} [يوسف: 50]. (حين قال: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ} [يوسف: 50] الآية قال في الكشاف: إنما تأنى وتثبت في إجابة الملك وقدم سؤال النسوة براء لساحته عما سجن فيه لئلا يتسلق به الحاسدون إلى تقبيح أمره عنده ويجعلونه سلما إلى حط منزلته لديه ولئلا يقولوا ما خلد في السجن سبع سنين إلا لأمر عظيم وجرم كبير، قال بعضهم: خاف يوسف أن يخرج من السجن فيناله مرتبة في الملك وسكت عن أمر ذنبه صفحا فيراه الناس بتلك المنزلة فيقولون: هذا الذي أراد امرأة مولاه فأراد بيان براءته وتحقيق منزلته. (حم) في الزهد وابن المنذر (2) عن الحسن مرسلاً) رمز المصنف على رمز أحمد بالصحة.

(1) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (12/ 139)، وابن مردويه كما في ابن كثير (2/ 479)، وانظر: فيض القدير (4/ 28)، وكشف الخفاء (1/ 515)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3119).

(2)

أخرجه أحمد (2/ 346، 389)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3491).

ص: 246

423 -

"رحم الله أخي يحيى، حين دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صغير، فقال: أللعب خلقت؟ فكيف بمن أدرك الحنث من مقاله؟ ". ابن عساكر عن معاذ - (ض).

رحم الله أخي يحيى، حين دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صغير، فقال: أللعب خلقت؟) استفهام إنكار أي لم أخلق له بل للعبادة فإن الله أتاه الحكم صبيا يوضحه ما رواه ابن قتيبة من حديث ابن عمر: "أن يحيى دخل بيت المقدس وهو ابن ثمان فنظر إلى العبَّاد واجتهادهم فرجع إلى أبويه فمر في طريقه بصبيان يلعبون فقالوا هلم نلعب قال إني لم أخلق للعب وذلك قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (1)[مريم: 12] وإذا كان هذا كلامه ولم يدرك الحنث.

(فكيف بمن أدرك الحنث) بالحاء المهملة فنون مثلثة أي سن الحنث وهو البلوغ. (من مقاله؟) أي أن هذا كلامه وهو صبي فكيف كلامه عند كماله وبلوغه. (ابن عساكر (2) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه.

4424 -

"رحم الله من حفظ لسانه، وعرف زمانه، واستقامت طريقته". (فر) عن ابن عباس.

(رحم الله من حفظ لسانه) أي صانه عن الخوض فيما لا يعنيه، قال الماوردي: للكلام شروط لا يسلم المتكلم إلا بها [2/ 538] وهي أربعة، الأول: أن يكون الكلام لدل يدعوه إليه إما لجلب نفع أو دفع ضرر، الثاني: أن يأتي به في محله ويتوخى به إصابة فرصته، الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته، الرابع: أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به فإذا اختل شرط منها أخطأ.

(1) أخرجه ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/ 301).

(2)

أخرجه ابن عساكر في تاريخه (64/ 183)، والديلمي في الفردوس (3227)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3098)، والضعيفة (2413): موضوع.

ص: 247

(وعرف زمانه) أي أهله فعاملهم بما يعيش به بينهم غير آثم. (واستقامت طريقته) باستعماله القصد في جميع أموره. (فر)(1) عن ابن عباس) فيه محمَّد بن زياد العسكري الميموني، قال في الضعفاء (2) وقال أحمد: كذاب خبيث يضع الحديث.

4425 -

"رحم الله قسا كأني أنظر إليه على جمل أورق تكلم بكلام له حلاوة لا أحفظه". الأزدي في الضعفاء عن أبي هريرة.

(رحم الله قسا) هو ابن ساعدة تقدم قريباً. (كأني انظر إليه) أي الآن لارتسام هيئته في خياله صلى الله عليه وسلم. (على جمل أورق) أي يضرب إلى الخضرة كون الرماد أو إلى السواد. (تكلم بكلام له حلاوة لا أحفظه) وورد من طريق عن ابن عباس أنه لما قدم وفد عبد القيس قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم يعرف القس بن ساعدة الأيادي" قالوا: كلنا قال: فما فعل قالوا هلك قال ما أنساه بعكاظ على جمل أحمر يقول: أيها الناس من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبراً، مهاد موضوع، وسقف مرفوع ونجوم تمور وبحار لا تغور أقسم قس قسما حتما لأن كان في الأرض ليكون سخطاً أن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا، زاد في رواية أين الآباء والأجداد أين المريض والعُوَّاد أين الفراعنة الشداد أين من بنا رشيد وزخرف ومجَّد وغرَّه المال والولد أين من بغى وطغى وجمع فأوعى فقال: أنا ربكم الأعلى، ألم يكونوا أكثر منكم مالًا وأطول آجالا وأبعد آمالا طحنهم الثرى

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3215، 3217)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3117)، والضعيفة (1771): موضوع.

(2)

انظر الميزان (6/ 154)، والمغني (2/ 851).

ص: 248

بكلكله ومزقهم بتطاوله تلك عظامهم بالية ونفوسهم خالية عمرتها الذئاب العاوية، كلَّا بل هو الواحد المعبود ليس بوالد ولا مولود انتهى. (الأزدي (1) في الضعفاء عن أبي هريرة).

4426 -

"رحم الله والدا أعان ولده على بره" أبو الشيخ في الثواب عن علي.

(رحم الله والدا أعان ولده على بره) بالإغضاء له عن ما لا يخلو عنه البشر واستكثار بره وإن قل إحسان أخلاقه معه وتوقيره إن بلغ سن من يوقر ولا يعمل بقولهم من عرفك صغيراً لم يوقرك كبيرًا ولقد رأينا كثيراً من الآباء يحمل ولده ما لا يطيقه فيلجئه إلى خلافه ويعده عاقا وهو الباحث على حتفه بكفه ولذا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أعان ولده على بره. (أبو الشيخ في الثواب (2) عن علي) كرم الله وجهه، قال العراقي (3): وسنده ضعيف.

4427 -

"رحم الله امرأ سمع منا حديثاً فوعاه ثم بلغه من هو أوعى منه". ابن عساكر عن زيد بن خالد الجهني (ض).

(رحم الله امرأ سمع منا) يا معاشر المسلمين تشمل من يبلغ إلى آخر الدهر. (حديثاً فوعاه) أي حفظه وصار وعاءا له. (ثم بلغه) أي أداه على ما سمعه من غير تغيير. (من هو أوعى منه) أي أعظم تبصرًا وحفظاً، زاد في رواية:"فرب مبلغ أوعى من سامع" فيه حث على تبليغ العلم وأنه قد يأتي بعده القرن الأول

(1) عزاه في الكنز (34072) للأزدي في الضعفاء، وانظر الإصابة (5/ 553)، وذكره من طريق الأزدي السيوطي في اللآلي المصنوعة (1/ 167)، وفيض القدير (4/ 29، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3115): موضوع.

(2)

أخرجه هناد في الزهد (995)، وابن أبي شيبة (25415)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3118)، والضعيفة (1946).

(3)

انظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 196).

ص: 249

من هو أجود فيها. (ابن عساكر (1) عن زيد بن خالد الجهني) ورواه الحاكم بنحوه ورمز المصنف لضعفه.

4428 -

"رحم الله إخواني بقزوين". ابن أبي حاتم في فضائل قزوين عن أبي هريرة، وابن عباس معا، وأبو العلاء العطار فيها عن علي.

(رحم الله إخواني بقزوين) فيه إيثار الأخوة لهم تشريف بليغ وبيان حيازتهم أخوة ذلك الجناب الأفخم، وقزوين: بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو بعدها نون مدينة كبيرة شهيرة من بلاد العجم وهذا إعلام بأنها يسكنها قوم صالحون يستحقون هذه الأخوة الشريفة ويحتمل أن فيها أنبياء مدفونون وأن الدعاء لهم، وتقدم أنها على باب من أبواب الجنة. (ابن أبي حاتم في فضائل قزوين (2) عن أبي هريرة، وابن عباس معاً، وأبو العلاء العطار فيها) أي في فضائل قزوين (عن علي) عليه السلام.

4429 -

"رحم الله عينا بكت من خشية الله، ورحم الله عيناً سهرت في سبيل الله". (حل) عن أبي هريرة.

(رحم الله عينا بكت من خشية الله) سبب خشية القلب لله. (ورحم الله عينا سهرت في سبيل الله) أي في حراسة المسلمين ومنافرة الكفار. (حل)(3) عن أبي هريرة)، قال: غريب من حديث الثوري [2/ 539] لم نكتبه إلا عن محمَّد بن عبد الله الجهبذي عن سعيد بن حرب.

4430 -

"رحمة الله علينا وعلى موسى، لو صبر لرأى من صاحبه العجب". (د ن ك) عيق أبي، زاد البارودي "العجاب".

(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (21/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3105).

(2)

أخرجه الرافعي في التدوين (1/ 20)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3097): موضوع.

(3)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3113)، والضعيفة (3887).

ص: 250

(رحمة الله علينا وعلى موسى) هو كتقديم: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ} [التوبة: 43] قيل: قرع السمع بما فيه تقديم ونحوه. (لو صبر) على ما رآه يصدر عن الخضر من إتلاف المال وقتل النفس الزاكية وترك استفهامه عن ذلك كما شرط عليه بقوله: {فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف: 70] الرأى من صاحبه العجب) تمامه عند النسائي: "لكنه قال: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [الكهف: 76] انتهى" فيه من آداب الدعاء أنه يبدأ بنفسه، وفضل العلم والأدب مع العالم وحرمة المشايخ وترك اعتراض الكبير على أكبر منه ولا يبادره بالإنكار حتى يكشف له قناع ما لديه قال بعضهم: هذا أصل كبير للتسليم في كل ما جاء عن الشرع وإن لم تظهر حكمته للعقول. (د ن ك)(1) عن أبي، زاد البارودي "العاجب") صفة للعجب من باب: ليل أليل وظل ظليل، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.

4431 -

"رحماء أمتي أوساطها". (فر) عن ابن عمرو.

(رحماء أمتي أوساطها) أي الذين يكونون في أوسط الزمان قبل ظهور الأشراط. (فر)(2) عن ابن عمرو) فيه عثمان بن عطاء قال في الضعفاء (3): وثقه الدارقطني وغيره، وعمرو بن شعيب اختلف فيه.

(1) أخرجه مسلم (2380)، وأبو داود (3984)، والنسائي (3/ 428)، والحاكم (2/ 627).

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (3268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3120)، والضعيفة (3643).

(3)

انظر المغني (2/ 427).

ص: 251