الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الصاد
4957 -
" صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر". (هـ) عن عبد الرحمن بن عوف (ن) عنه موقوفاً (ح).
(صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر) أي كمفطر رمضان في الحضر وقد علم أنه محرم فيحرم الصوم في السفر وهو دليل لداود والإمامية على وجوب الفطر وأما حديث الأسلمي الذي كان يريد الصوم في السفر فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: إن شئت فصم وإن شئت فأفطر فإنه قد قيل إنه في النفل، وحديث:"ليس من البر الصيام في السفر" متفق عليه، لا يدل على التحريم لأن نفي البر لا يلزم منه التحريم والحق أنه يجوز صوم رمضان في السفر لأنه صح أنه صلى الله عليه وسلم صام عام الفتح لما خرج إلى مكة ولم يفطر إلا بكراع الغميم. (هـ)(1) عن عبد الرحمن بن عوف (ن) عنه موقوفاً) رمز عليه بالحسن وقد صحح ابن أبي حاتم والدارقطني والبيهقي وقفه على عبد الرحمن.
4958 -
"صاحب الدابة أحق بصدرها". (حب) عن بريدة (حم طب) عن قيس بن سعد، وعن حبيب بن مسلمة (حم) عن عمر (طب) عن عصمة بن مالك الخطمي، وعن عروة بن مغيث الأنصاري (طس) عن علي البزار عن أبي هريرة، أبو نعيم عن فاطمة الزهراء.
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 382) ابن ماجة في سننه (1666)، قال البوصيري (2/ 64): هذا إسناد ضعيف ومنقطع، والنسائي في الكبرى (2/ 106)، والمجتبى (4/ 183)، والبيهقي في السنن (4/ 244)، والبزار (1025)، والضياء في المختارة (911)، والفريابي في الصيام (128)، وانظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 238)، وعلل الدارقطني (564)، وفتح الباري (4/ 184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3456).
(صاحب الدابة) مالكها أو مكتريها أو مستعيرها. (أحق بصدرها) في ركوبه إن أردف عليها غيره وتقدم. (حب)(1) عن بريدة (حم طب) عن قيس بن سعد، وحبيب بن مسلمة (حم) عن عمر (طب) عن عصمة بن مالك الخطمي) بفتح المعجمة بطن من الأنصار، (وعن عروة بن مغيث) بالمعجمة فمثناة تحتية فمثلثة (الأنصاري (طس) عن علي البزار عن أبي هريرة)، (أبو نعيم عن فاطمة الزهراء) قال الهيثمي: فيه ابن أبي ليلى سيء الحفظ ورجاله ورجال أحمد ثقات ورواية عصمة فيها الفضل بن المختار ضعيف وعروة بن مغيث الأنصاري قال الهيثمي: مختلف في صحبته وعده البخاري تابعيا وهو الصحيح ورواية فاطمة الزهراء فيها الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك [2/ 630].
4959 -
"صاحب الدابة أحق بصدرها إلا من أذن". ابن عساكر عن بشير.
(صاحب الدابة أحق بصدرها إلا من أذن) تقييد لمطلق الأول وإعلام بأنه ليس لغير صاحبها التصدر إلا بإذنه. (ابن عساكر (2) عن بشير) فعيل من البشر وما كان له إطلاقه فإنه لجماعة من الصحابة لا يعرف المعين إلا باسم أبيه فيكون نظير عن رجل من الصحابة.
4960 -
"صاحب الدين مأسور بدينه في قبره يشكو إلى الله الوحدة".
(1) أخرجه ابن حبان في صحيحه (11/ 36)(4735) عن بريده، وأحمد (3/ 420)، والطبراني في الكبير (4/ 21)(3534) والأوسط (1948)، وعن قيس بن سعد، وأحمد (1/ 19) عن عمر، والطبراني في الكبير (11/ 178)(470) عن عصمة، وأبو نعيم في المعرفة (4913) عن عروة بن مغيث الأنصاري والطبراني في الكبير (17/ 147) رقم (14061)، وابن قانع في المعجم (1220)، وقال الحافظ في المطالب العالية (2719): ضعيف مرسلاً، لكن له شواهد، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 415 - 416)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3750).
(2)
عزاه في الكنز (24965)، وانظر فيض القدير (4/ 188)، وكشف الخفاء (2/ 19)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3751).
(طس) وابن النجار عن البراء.
(صاحب الدين) من عليه الدين لغيره. (مأسور بدينه في قبره) أي موثق بسببه من الأسر الشد والغصب أو مشدود به حامل له قد جعله الله عينا يحملها. (يشكو إلى الله الوحدة) عن من يعينه على فك أسره، وفيه تشديد في الدين لا يخفى كما مر نظائره. (طس) (1) وابن النجار عن البراء) قال الهيثمي: بعد رواية الطبراني فيه مبارك بن فضالة وثقه عفان وابن حبان وضعفه جمع.
4961 -
"صاحب الدين مغلول في قبره لا يفكه إلا قضاء دينه". (فر) عن أبي سعيد (ض).
(صاحب الدين مغلول) هو من غل الأسير إذا جعل فيه الغل وهو حديدة تجمع يد الأسير إلى عنقه ويقال لها الجامعة أيضاً كما في النهاية (2) وعوقبت اليد لأنها الآخذة للدين. (في قبره) فيه إثبات عذاب القبر ولا يشك فيه. (لا يفكه إلا قضاء دينه) فإن لم ينص عنه بوصية أو غيرها لم يفك إلا في الآخرة عند إعطاء غريمه من حسناته وهذا وما قبله مقيد بما تقدم من حديث ابن عمر قوله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه ومن مات ولا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته ليس يومئذ دينار ولا درهم. (فر)(3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه وفيه أحمد بن يزيد بن العوام (4) قال الذهبي في الذيل: مجهول.
4962 -
"صاحب السنة إن عمل خيرا قبل منه وإن خلط غفر له". (خط) في
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (893)، وانظر قول الهيثمي في (4/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3457).
(2)
النهاية في غريب الحديث (3/ 717).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3788)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3458).
(4)
تاريخ بغداد (5/ 227).
المؤتلف عن ابن عمر (ض).
(صاحب السنة) تقدم تفسير السنة والمراد أن العامل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المتبع لطريقته الهاجر للبدعة. (إن عمل خيراً قبل منه) لأن خيره على طريقة الهدى فيقبل. (وإن خلّط غفر له) أي عمل صالحًا وآخر سيئًا غفر له لاتباعه السنة وفيه أن صاحب البدعة لا يقبل خيره ولا يغفر سيئه وقد سبق أن الله لا يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته. (خط)(1) في المؤتلف عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه.
4963 -
"صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفاً يعجز عنه فيعينه عليه أخوه المسلم ". (طس) وابن عساكر عن أبي هريرة (ض).
(صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله) فلا يحل له أن يحمله غيره فإذا تنازع البائع والمشتري في حمل المبيع فحمله على مشتريه لأنه صار صاحبه إلا ما جرى به العرف، والحديث قاله صلى الله عليه وسلم لما دخل السوق فاشترى سراويل فأراد أبو هريرة أن يحمله فقاله صلى الله عليه وسلم. (إلا أن يكون ضعيفاً يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم) إرشاد لإعانة المسلم لأخيه المسلم متى يعجز عنه ويحتمل الإيجاب إن خاف ضياعه. (طس) (2) وابن عساكر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال الحافظ الزين العراقي وابن حجر: سنده ضعيف وقال السخاوي: ضعيف جداً بل بالغ ابن الجوزي فحكم بوضعه.
(1) أخرجه الخطيب في المؤتلف والمختلف كما في الكنز (911)، وأخرجه أبو يعلى (6162)، وابن الأعرابي في معجمه (2275)، وذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة (2/ 223)، وانظر فيض القدير (4/ 188)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3459).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (6594)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 206)، وابن حبان في المجروحين (2/ 51)، وأبو يعلى (6162) والبيهقي في الآداب (509)، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 47)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3460) والضعيفة (89): موضوع.
4964 -
"صاحب الصف وصاحب الجمعة لا يفضل هذا على هذا ولا هذا على هذا". أبو نصر القزويني في مشيخته عن ثوبان (ض).
(صاحب الصف) في صفوف الصلاة وصفوف القتال وهو بالأول أنسب. (وصاحب الجمعة) حاضرها وإن تأخر صفه وموقعه. (لا يفضل هذا على هذا) ليس المراد الإشارة إلى صاحب الصف وصاحب الجمعة المذكورين بل الإشارة إلى ما تأول عليه إضافة الجنس فيهما والمراد أن صاحب الصف لا يفضل صاحبه في صفه وإن أيمن الإِمام وأيسره مثلان في الفضل وهكذا كل صف في المتأخرة وإن كان الأول أفضل فليس المراد إلا أفراد كل صف صف وكذلك حاضر الجمعة لا يفضل حاضرها معه بل الكل قد اشتركوا في فضيلة إجابة النداء والامتثال بالسعي وإن تفاوتت الفضائل باعتبار الدنو من الإِمام والصف الأول والتبكير في الحضور كما يختلف أهل الصف الواحد في فضيلة الإقبال على الصلاة وحضور القلب فهو شيء آخر لم يرد في الحديث بل المراد فيه بيان استواء مواقف أهل الصف في فضيلة الاقتداء وحضار الجمعة في إجابة النداء وهذه الجملة أفادة نفي فضيلة أحد المشار إليه على الآخر فاحتمل أنه مساو للآخر المبقى فضله عليه أو أن الآخر أفضل أو أن الأول أنقص كما إذا قيل أنت لا تفضل على زيد احتمل أن المراد بل تساويه أو تزيد عليه أو تنقص عنه غير أن المراد تساويهما بقوله: (ولا هذا على هذا)(أبو نصر القزويني (1) في مشيخته عن ثوبان) رمز المصنف لضعفه.
4965 -
"صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر". (ع) عن أنس (ض).
(صاحب العلم) حامله العامل به والمراد علم السنة والكتاب كما سلف.
(1) أخرجه القزويني في التدوين (1/ 266) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3461).
(يستغفر له كل شيء) عموم أريد به الخصوص أي من الحيوانات كما دل له قوله: (حتى الحوت في البحر) وذلك لما ينال العباد من بركاته ومن نفعه بل كل حيوان نائل من بركته فإن بإحيائه شريعة الإِسلام ينال بركاته الأنام ويشمل الطير والأنام فيجازونه بالطلب من الله سبحانه وتعالى له المغفرة. (ع)(1)[2/ 631] عن أنس) ضعفه المصنف برمزه لضعفه.
4966 -
"صاحب الصور واضع الصور على فيه منذ خلق ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ". (خط) عن البراء (ض).
(صاحب الصور) في النهاية (2) هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام عند البعث للموتى إلى المحشر وقال بعضهم أن الصور جمع صورة يريد صورة الموتى ينفخ فيها الأرواح والصحيح الأول لأن الأحاديث تعاضدت عليه تارة بالصور وتارة بالقرن انتهى. (واضع الصور) بالإضافة وعدمها. (على فيه منذ خلق) يحتمل أن المراد الصور ولعل خلقه متأخر عن خلق العباد لأنه إنما خلق لأجلهم ويحتمل أن الضمير لصاحبه وأنه خلق المصور قبل خلق العباد لأن الملائكة مخلوقون قبل البشر ويدل للأول ما في كتب التفسير من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما فرغ الله تعالى من خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه في فيه شاخص بصره إلى العرش متى يؤمر؟ " قال: قلت: يا رسول الله ما الصور؟ قال: "القرن" قال: قلت: كيف هو؟
(1) أخرجه أبو يعلى كما في الكنز (28737)، والمطالب العالية (3159)، وأخرجه في نسخة وكيع عن الأعمش (42) عن أنس، وأخرجه الدارمي (343) بلفظ: "معلم الخير يستغفر له
…
" وكذلك ابن أبي شيبة (26113)، والآجري في أخلاق العلماء (34) وابن بشران في أماليه (351)، وابن شاهين في الترغيب (218) كلهم عن ابن عباس، وانظر فيض القدير (4/ 268)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3753).
(2)
النهاية (3/ 58).
قال: "عظيم والذي نفسي بيده إن عظم داره فيه كعرض السماوات والأرض فيؤمر بالنفخ فيه فينفخ نفخة لا يبقى عندها في الحياة أحد غير من شاء الله ثم يؤمر أخرى فينفخ نفخة لا يبقى معها إلا بعث وقام) وقد ذكر الله تعالى النفخة الأولى في سورة النمل والنفختين معا في سورة الزمر. (ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه) النفخ لغة إخراج الريح من الفم. (فينفخ) والحديث إعلام بأن أحوال فناء هذه الدار ومن فيها قد فرغ الحق تعالى من ذلك وأن هذا الانتظار عبادة لبعض ملائكته الكرام وأنه تعالى أخفى شأن الساعة فلا يعلمها غيره. (خط)(1) عن البراء) وعليه رمز التضعيف؛ لأن فيه عبد الصمد بن نعمان أورده الذهبي في الذيل وقال: صدوق وقال الدارقطني: غير قوي وعبد الأعلى بن أبي المساور أورده في الضعفاء وقال تركه أبو داود والنسائي.
4967 -
"صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال فإذا عمل العبد حسنة كتبها بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين: أمسك فيمسك ست ساعات فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا وإن لم يستغفر كتب عليه سيئة واحدة". (طب هب) عن أبي أمامة (ض).
(صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال) هما الملكان الكاتبان لأعمال العباد الوارد ذكرها في كتاب الله: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق: 17] وفي كتب التفسير عنه صلى الله عليه وسلم أن مقعد مليكك على ثنيتك ولسانك قلمهما وريقك مدادهما وأنت تجري فيما لا يعنيك فلا تستحي من الله ولا منهما وبين وجه الإمارة لكاتب اليمين بقوله: (فإذا عمل العبد حسنة كتبها بعشر أمثالها) من
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 39)، وابن الأعرابي في معجمه (872)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3752).
إقامة صفة الجنس المميز مقام الموصوف تقديره عشر حسنات أمثالها كما في الكشاف قال سعد الدين إنما وجهه جار الله بهذا بياناً لوجه ترك إلحاق التاء إذ المثل مذكر فيكون الواجب عشرة أمثال قال جار الله أيضًا: وهذا أقل ما وعد من الإضعاف وقد وعد بالواحد سبعمائة ووعد ثوابا بغير حساب، ومضاعفة الحسنات فضل ومكافأة السيئات عدل (1). (وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له فيحب اليمين: أمسك) فهذا من أحكام إمارته عليه. (فيمسك ست ساعات فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا) والمراد مع ندامته وإن كان من حقوق العباد فمع تخلصه عنه. (وإن لم يستغفر كتب عليه سيئة واحدة) هذا من أعظم كرم الله تعالى وجوده وكمال رحمته وبره ضاعف الحسنة فضلا منه وأمهل في السيئة أناة بعباده لعله يتوب ثم كتب سيئة ثم وصفها بالوحدة تأكيدا لوحدتها. (طب هب)(2) عن أبي أمامة)، رمز المصنف لضعفه ولفصوله شواهد ثم رأيت في الشرح أنه قال الهيثمي: رجاله وثقوا.
4968 -
"صالح المؤمنين أبو بكر وعمر". (طب) وابن مردويه عن ابن مسعود (ض).
(صالح المؤمنين) أي المذكور في آية التحريم بأنه مولاه صلى الله عليه وسلم. (أبو بكر وعمر) هذا قاله ابن مسعود ومجاهد وعكرمة والضحاك وغيرهم وقيل: هو أبو بكر رواه مكحول عن أبي أمامة وقيل هو عمر قاله سعيد بن جبير ومجاهد وقيل علي بن أبي طالب عليه السلام. أخرجه ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس
(1) الكشاف (1/ 386).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 191)(7787)، والبيهقي في الشعب (7043)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 208)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3463): ضعيف جداً.
وأخرجه ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب ذكر ذلك المصنف في الدر المنثور (1)، والحق أن اللفظ عام لكل صالح من المؤمنين وقد أخرج الشيخان عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن وليي الله وصالح المؤمنين"(2) والظاهر أنه عام لكل صالح مؤمن والتنصيص على البعض إبانة لفضله ولا تنافي بين تفسيره بكل من ذكر كما لا يخفى وإنما هو كذكر بعض أفراد العام. (طب)(3) وابن مردويه عن ابن مسعود) ورمز المصنف لضعفه [2/ 632].
4969 -
"صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى وصام داود نصف الدهر وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر". (طب) عن ابن عمرو (ح).
(صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى) فيه أن شرعية الصيام قديمة وقد دل لها: {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] وفيه أنه لا كراهة ولا تحريم لصيام الدهر في تلك الشريعة وإن كان الحكم فيه أحدهما في شرعنا وفيه أن يومي الفطر والأضحى أيضاً من الشريعة الأولى إلا أنه لم يكن صوم رمضان مفروضا فيها فالتعبير عنه بيوم الفطر نظراً إلى ما استقر عليه شرعنا لأنه كان محرما صومه قبل فرض رمضان. (وصام داود نصف الدهر) قد بين كيفية التنصيف أحاديث أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما ولعل المراد ما عدا الأضحى
(1) قال الحافظ في الفتح (10/ 422): أخرجه ابن مردويه بسندين ضعيفين، وقال شيخ الإِسلام ابن تيميه في منهاج السنة (7/ 292 - 294): الحديث كذب موضوع، وفيه فوائد أخرى مهمة حول الموضوع.
(2)
أخرجه البخاري (5644)، ومسلم (251).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 205)(10477)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3464).
والفطر. (وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر) ظاهره أنها مطلقة لا أيام البيض بخصوصها وتأخره من باب الترقي في فضيلة الفاعل والفعل. (صام الدهر) باعتبار أجر صومه لأن الحسنة بعشر أمثالها فيكون ذلك ثلثمائة وستين حسنة عدة أيام السنة والمراد بالدهر هنا السنة أو العمر لأنه حسب له صوم أيام عمره وأما الدهر في قوله: "وأفطر الدهر" فإنه مجاز في إطلاق اسم الكل على جزئه لأنه لما كان أكثر عمره فطرا فكأنه لم يصم شيئاً وقد ثبت في شرعنا الحث على الصومين الأخيرين والنهي عن الأول وثبت أن صوم داود أفضل الصوم. (هب)(1) عن ابن عمرو) وعليه رمز الحسن قال الهيثمي: صيام نوح صلى الله عليه وسلم رواه ابن ماجة وصيام داود في الصحيح وهذا الخبر فيه أبو فراس ولم أعرفه.
4970 -
"صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع". (حم م 3) عن أبي (صح).
(صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) هذا من علامات مرور ليلة القدر صغرها لأنها بطلوع الشمس فيها على خلاف عادتها بل ضعيفة النور واستحق ذلك الصباح التمييز والتصغير، والله أعلم ما الحكمة في ضعف نورها في صباح ليلتها. (حم م 3)(2) عن أبي).
4971 -
"صدق الله فصدقه". (طب ك) عن شداد بن الهاد (صح).
(صدق الله فصدقه) سببه أن رجلاً من الأعراب آمن وهاجر فلما كانت غزوة
(1) أخرجه ابن ماجه (1714) قال البوصيري (2/ 72): هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، والبيهقي في الشعب (3846)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 276)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 195)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3465).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (5/ 130)، ومسلم (762) وأبو داود (13178)، والترمذي (793) وقال: حسنٌ صحيحٌ، والنسائي (2/ 274)(3410)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3754).
خيبر غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقسمه فأعطاه نصيبه فقال: ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا -وأشار إلى حلقه- بسهم فأموت فأدخل الجنة فقال صلى الله عليه وسلم: "إن تصدق الله يصدقك" ثم نهضوا إلى قتال العدو فأصابه سهم حيث أشار فقال صلى الله عليه وسلم: "صدق الله فصدقه" ففيه أنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم من أحوال القلوب والنيات إلا ما أعلمه الله ولذا جاء بالشرطية وأتى بإن دون إذا لصعوبة هذه النية وأنه لا يحصل الجزم بها
…
(1) وفيه أن من أراد من الله تعالى أمراً دينيا بصدق عزيمة أعطاه الله تعالى إياه. (طب ك)(2) عن شداد بن الهاد) رمز المصنف لصحته، وسمي الهاد لأنه كان يوقد النار ليلا ليهتدي بها من سلك الطريق من الأضياف.
4972 -
"صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته"(ق 4) عن عمر (صح).
(صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته) سببه أن يعلي بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفرو فقد أمن الناس فقال: عجبت مما عجبت فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "صدقة تصدق الله بها عليكم" الحديث، أتى القصر مع الأمن صدقة من الله فيجب عليكم قبولها كما اقتضاه الأمر وفيه إيجاب القصر وهو الحق كما قررناه في حواشي ضوء النهار وهو بناء على أن الآية نزلت في قصر العدد وقد قيل: إنها نزلت في قصر الصفة أعني صلاة الخوف وقد بينا
(1) هنا عبارة بمقدار كلمتين غير واضحة.
(2)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 271)(7108)، والحاكم (3/ 526)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3756).
الحق هنالك. (ق 4)(1) عن عمر).
4973 -
"صدقة الفطر صاع تمر أو صاع شعير عن كل رأس أو صاع بر أو قمح بين اثنين: صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى غني أو فقير، أما غنيكم فيزكيه الله تعالى وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطاه". (حم د) عن عبد الله بن ثعلبة.
(صدقة الفطر) ويقال بها زكاة الفطر وأضيفت إليه والمراد به يوم الفطر لوجوب إخراجها فيه وإن كان سببها الصوم وقول الشارح: إن الواجب لا يسمى صدقة مردود بالأمر بالقبول إن سلم ما قاله. (صاع تمر أو صاع شعير عن كل رأس) من إطلاق الجزء على الكل أي كل شخص. (أو صاع بر أو قمح) القمح البر كما في القاموس (2) فهو شك من الراوي. (بين اثنين: صغير أو كبير) يحتمل أنه عطف بياني لقوله: "رأس" وهو الأظهر ويحتمل أنه عن اثنين وفي كل واحد منهما صغير أو كبير ويعلم اسما إذا كانا صغيرين أو كبيرين بدلالة السياق ومثلهما ما عطفه. (حر أو عبد ذكر أو أنثى غني أو فقير) لما كان إيجابها على الفقير مخالفاً لسائر الواجبات المالية من الزكاة ونحوها ومخالفا لكونه يصرفها أكان مظنه أن يقال: لماذا أوجبت على الفقير ثم استطرد ذكر علة إيجابها على الغني فقال: (أما غنيكم فيزكيه الله تعالى) قدمه على الفقير وإن كان الأهم بيان إيجابها عليه لأنه قدمه في اللف وقدمه فيه لأن تعلق الوجوب في حقه أوضح (وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطاه) يحتمل أن الضمير له تعالى أي أعطاه لأجل الله أنه لما الموصولة ويحتمل أنها مصدرية فالضمير
(1) أخرجه مسلم (686)، وأبو داود في سننه (1199) والترمذي (3034) والنسائي في الكبرى (20/ 11) والمجتبى (3/ 116)، وابن ماجه (1065) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3762).
(2)
القاموس المحيط (ص 303).
للمعطي وفيه إيجابه على الفقير واختلف في تحديده والأقرب أنه من ملك قوت يومه غداءه [2/ 633] وعشاءه غيرها وحققناه في حاشية الضوء وكذلك فيه دليل على إجزاء نصف صاع من الحنطة كم حققناه هنالك وقد علل إيجابها بأنها طهرة من اللغو والرفث ولا ينافيه التعليل بالتزكية والإعاضة (حم د)(1) عن عبد الله بن ثعلبة) تتبعت رجالهما في السنن والخلاصة فما رأيت فيهم مجروحا إلا أن في الشرح أنه قال ابن قدامة: تفرد به النعمان بن راشد وهو كما قال البخاري: يتهم كثيراً وهو صدوق في الأصل وقال: هنا ذكرت لأحمد حديث عبد الله بن ثعلبة هذا فقال: ليس بصحيح إنما هو عن الزهري مرسلاً قلت: من قبل من هذا؟ قال: من قبل النعمان بن راشد وليس بقوي.
4974 -
"صدقة الفطر على كل إنسان مدان من دقيق أو قمح، ومن الشعير صاع، ومن الحلواء زبيب أو تمر صاع". (طس) عن جابر (ض).
(صدقة الفطر على كل إنسان مدان من دقيق أو قمح، ومن الشعير صاع، ومن الحلواء زبيب أو تمر صاع) فيه ذكر الدقيق والحلوى قالوا ولم يثبت فيهما أي في الزبيب والدقيق وهذا الحديث رمز المصنف لضعفه. (طس)(2) عن جابر) قال الهيثمي: فيه الليث بن حماد ضعيف.
4975 -
"صدقة الفطر صاع من تمر أو صاع من شعير أو مدان من حنطة فيه إبانة عن كل صغير وكبير وحر وعبد". (قط) عن ابن عمر (ح).
(صدقة الفطر صاع من تمر أو صاع من شعير أو مدان من حنطة) أبان أن
(1) أخرجه أحمد (5/ 432)، وأبو داود (1620)، وانظر: فيض القدير (4/ 191)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3468).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7664)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 81)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3469): ضعيف جداً.
الصاع أربعة أمداد إذ الواجب من الحنطة نصف الصاع وقد جعله هنا مدين. (عن كل صغير وكبير وحر وعبد) اقتصار عن ذكر الذكر والأنثى لما علم من أن النساء شقائق الرج الذي الأحكام ولأنه قد صرح به فيما ثبت من الأحاديث غيره. (قط)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وفيه بقية.
4976 -
"صدقة الفطر على كل صغير وكبير وذكر وأنثى يهودي أو نصراني حر أو مملوك نصف صاع من بر أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير". (قط) عن ابن عباس (ض).
(صدقة الفطر على كل صغير وكبير وذكر وأنثى يهودي أو نصراني) فيه أنه لا اعتداد بمفهوم حديث كل مسلم وأنه إنما خرج مخرج الغالب لأنهم الأقدم في الخطاب، ويحتمل أن المراد إذا كانا مملوكين لمسلم فيجب عليه إخراج فطرتهما كما يجب نفعهما. (حر أو مملوك) ما يتعد ذلك. (نصف صاع من بر أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير) الوجه رفع نصف وما بعده، وفي نسخة نصت على نسخة المصنف بالنصب وكأنه على تقدير حذف يكون مع اسمها وهو ضعيف في العربية. (قط) (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه الدارقطني: تفرد به سلام الطويل وهو متروك قال الذهبي في التنقيح (3): خبره واه انتهى.
4977 -
"صدقة ذي الرحم على ذي الرحم صدقة وصلة"(طس) عن سلمان بن عامر (صح).
(1) أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 143)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3761).
(2)
أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 15)، وانظر: نصب الراية (2/ 420)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3470): ضعيف جداً.
(3)
انظر: تنقيح التحقيق (5/ رقم 1172).
(صدقة ذي الرحم على ذي الرحم صدقة وصلة) عام للصدقة الواجبة وغيرها ولكل ذي رحم حتى الأصول والفصول ولا يخرجهما إلا دليل وقد حققناه في حاشية الضوء. (طس)(1) عن سلمان بن عامر) رمز المصنف لصحته وهو خطأ لأنه قال الهيثمي وغيره: فيه غالب بن فزان وهو ضعيف.
4978 -
"صدقة السر تطفئ غضب الرب". (طص) عن عبد الله بن جعفر، والعسكري في السرائر عن أبي سعيد (صح).
(صدقة السر) أي المخلية وتقدم في أحكامها أنها لا تعلم يساره ما تخرج يمينه. (تطفئ غضب الرب) أي تكون سببا لذلك فيحتمل ممن أغضب ربه بمعصية أن يتدارك ذلك بصدقة السر. (طص)(2) عن عبد الله بن جعفر، والعسكري) في السرائر عن أبي سعيد رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: في طريق الطبراني أصرم بن حوشب وهو ضعيف.
4979 -
"صدقة المرء المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله تعالى بها الفخر والكبر". أبو بكر بن مقسم في جزئه عن عمرو بن عوف (ض).
(صدقة المرء المسلم تزيد في العمر) تقدم لنا في الجزء الأول الكلام على هذا وبيان يحتملانه. (وتمنع ميتة السوء ويذهب الله تعالى بها الفخر والكبر) عن القلب فيطهر عنهما ويصفيه ويحتمل أن المراد ذهاب إثمهما إن اتفقا وتقدم ذكر فوائد الصدقة. (أبو بكر بن مقسم (3) في جزئه عن عمرو بن عوف) رمز المصنف لضعفه.
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3556)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 116)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3763).
(2)
أخرجه الطبراني في الصغير (1034)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3759).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3763)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3471): ضعيف جداً.
4980 -
"صغاركم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة". (حم خد م) عن أبي هريرة (صح).
(صغاركم) أيها المسلمون أو العباد. (دعاميص الجنة) بفتح المهملة بعدها عين مهملة آخره مهملة جمع دعموص وهي دويبة تكون في مستنقع الماء والدعموص أيضًا الدخال في الأمور أي أنهم سياحون في الجنة دخالون في منازلها لا يمنعون من موضع كما أن الصبيان في الدنيا لا يمنعون من الدخول على الحرم ولا يحتجب منهم أحد قاله في النهاية (1). (يتلقى أحدهم أباه) أي في خارج الجنة كما دل له: (فيأخذ بثوبه) كأنه بعد أن يكسوهم الله تعالى. (فلا ينتهي) عن ملازمة أبيه. (حتى يدخله الله وأباه الجنة) فهذه شفاعة خاصة. (حم خد م)(2) عن أبي هريرة).
4981 -
"صغروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه". الأزدي في الضعفاء والإسماعيلي في معجمه عن عائشة (ض).
(صَغِّروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه) فيه أن بركة الطعام مطلوبة وأن في نفس الصنعة تحصيل بركة. (الأزدي في الضعفاء (3) والإسماعيلي في معجمه عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وفي اللسان في ترجمة جابر بن سليم قال الأزدي: منكر الحديث لا يكتب حديثه ثم روى له هذا الخبر وقال: هذا خبر منكر لا شك فيه انتهى ولابن حجر في التخريج والخبر واه بحيث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات والمتهم به جابر وتعقبه ابن الجوزي في الحكم
(1) النهاية (2/ 120).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده (2/ 510)، والبخاري في الأدب المفرد (145)، ومسلم (2636).
(3)
أخرجه الإسماعيلي في معجم الشيوخ (202) عن عائشة وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 292) وذكره الحافظ في اللسان (2/ 86)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص:422)، وانظر: المصنوع في الحديث الموضوع (175)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3472) موضوع.
بوضعه المؤلف بأن له شواهد وهو الخبر الآتي: "فرقوا طعامكم يبارك لكم فيه" واعترض بأن الشاهد لا ينفع في الموضوعات.
4982 -
"صفتي أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ يجزي بالحسنة الحسنة ولا يكافئ بالسيئة مولده بمكة ومهاجره طيبة وأمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ويوضئون أطرافهم أناجيلهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال قربانهم الذي يتقربون به إلى دماؤهم رهبان بالليل ليوث بالنهار". (طب) عن ابن مسعود (ح).
(صفتي أحمد المتوكل) الصفة والاسم لغة مترادفان ولذا أخبر عن الصفة بهما فإن الأول علم له صلى الله عليه وسلم وقد يقال إنه صفة لأن علمه محمد إلا أنه خلاف الظاهر فإنهما علمان له وتقدم وجه اشتقاقه وبيان النسبة بينه وبين محمد والمتوكل الانقطاع عن الخلق إلى الحق تعالى والمراد الإخبار عن صفاته في الكتب الإلهية. (ليس بفظ ولا غليظ) الفظ السيء الخلق والغليظ الخشن الجانب وقد نفى الله تعالى عنه كونه فظًّا غليظًا في القرآن بقوله: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ} [آل عمران: 159] وذكر علته بأنه لو كان على خلافهما لانفضوا من حوله [2/ 634]. (يجزي بالحسنة الحسنة) أي يكافئ ويقابل من أتى بالحسنة الحسنة وقوله: (ولا يكافئ بالسيئة) تفنن في التعبير حيث قال يجزئ ثم قال يكافئ أي بل يعفو ويصفح مع أنه يجوز له المكافأة. (مولده بمكة ومهاجره طيبة) محل ولادته أشرف البقاع ومحل هجرته خير مهاجر. (وأمته الحمادون) جمع حماد أي كثير الحمد إن أصابه الخير حمد الله أو الشر حمده على ما يناله من أجرها ويأتي حديث: "عجباً لأمر المؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيراً له وإن أصابته ضراء شكر وكان خيراً له" وجعل هذا من صفاته صلى الله عليه وسلم شفقة لهم الوصف بحال المتعلق لا على الأسلوب النحوي وفي التحقيق هي
صفة له لأنها ما اتصفت أمته بالحمادون إلا بهدايته صلى الله عليه وسلم لهم إلى ذلك. (يأتزرون على أنصافهم) على أنصاف سوقهم وتقدم في حرف الهمزة أول الكتاب من حديث ابن عمر وأنه صلى الله عليه وسلم رأى الملائكة تتأزر إلى أنصاف سوقها. (ويوضئون أطرافهم) كما أمرهم الله تعالى. (أناجيلهم في صدورهم) في القاموس (1) الإنجيل وتفتح وتؤنث، كتاب عيسى صلى الله عليه وسلم والمراد هنا القرآن وفيه ما يدل أنه سمي بالإنجيل قال المصنف في الإتقان (2): إن الحديث يدل على هذه التسمية للقرآن قال: إلا أنه لا يجوز ذلك أن يطلق عليه انتهى. وفي الفردوس أنه يقال الإنجيل لكل كتاب محفوظ فكل ثوب وافر السطور وبه وصف للأمة بأنهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب وقد ورد أن غيره من كتب الله تعالى لا تحفظ كذلك وهذه صفات للنوع لا للأفراد (يصفون للصلاة كما يصفون للقتال) يحتمل أنه لم شرع هذه الكيفية في صفوف الصلاة في الشريعة الأولى ويحتمل خلافه وأنها من صفاتهم وإن اتفقت لغيرهم أيضاً (قربانهم الذي يتقربون به إليَّ) أي يطلبون به القرب إليه تعالى فإن التقرب إليه تعالى مطلوب في كل ملة كما فيما حكاه تعالى عن ابني آدم (دماؤهم) يحتمل أن المراد به الجهاد وبذلهم للأنفس تقربا إليه تعالى ويحتمل أن المراد ما شرعه تعالى من إراقة دماء النحر والهدايا (رهبان بالليل) جمع راهب من الرهب وهو الخوف فالمراد أنهم في الليل يعبدونه تعالى خوفا من عقابه ولا يعارضه حديث "لا رهبانية في الإِسلام"(3) فإنه نهى عن ترهب النصارى من ترك ملاذ الدنيا والعزلة عن أهلها وقضاء الأنفس ووضع السلسلة في العنق وغير ذلك فإنه المنهي عنه لأجوبة ولوازمه فإنه مأمور به
(1) القاموس المحيط (1/ 1369).
(2)
الإتقان في علوم القرآن (1/ 147).
(3)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 111): لم أره بهذا اللفظ وهناك حديث سعد بن أبي وقاص عند الطبراني: أن الله أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة.
(ليوث بالنهار) جمع ليث وهو الأسد أي كالأسود في الشدة على أعداء الله تعالى وقد وصف تعالى صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم بأنهم أشداء على الكفار والتقييد بالليل والنهار خرج مخرج الغالب لأن غالب فراغ القلوب والأبدان فلا يقال على الله تعالى بالليل وغالب الجهاد وظهور الشدة بالنهار. (طب)(1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه.
4983 -
"صفوة الله من أرضه الشام وفيها صفوته من خلقه وعباده وليدخلن الجنة من أمتي ثلاث حثيات لا حساب عليهم ولا عذاب". (طب) عن أبي أمامة (ض).
(صفوة الله من أرضه الشأم) أي خيرته من الأرض وفضيلة البقاع بالنظر إلى ما يقع فيها من الطاعات ولذا قال. (وفيها صفوته من خلقه وعباده) فإن المختارين من العباد هم أهل طاعاته فعطفهم كالإشارة إلى وجه اصطفائها وكأنه مخصوص بما عدا الحرمين وبيت المقدس ويحتمل أنه أريد بالشام القدس. (وليدخلن الجنة من أمتي ثلة) أي طائفة وكأن المراد بهم السبعون الألف الذين ثبت في الصحيح أنهم يدخلون الجنة، والناس ثلاث طبقات من يحاسب ويعاقب، ومن يحاسب ويعفى عنه، ومن لا حساب عليه ولا عقاب. (لا حساب عليهم ولا عذاب) وفسرهم صلى الله عليه وسلم بأنهم الذين لا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون وتقدم في ذكر هذا عقيب ما تقدم ما يرشد إلى أنهم أو أكثرهم من أهل الشام وتقدم أنه محل الإبدال. (طب) (2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي وهو ضعيف.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 89)(10046)، وانظر قول الهيثمي في (8/ 271)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3473)، وكذا في الضعيفة (3770).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 194)(7796)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3765).
4984 -
"صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار". (حم هب) عن عائشة (ح).
(صلة الرحم) الصلة مصدر وصل صلة مثل وعد عدة حذفت فاؤه لزوما وعوض عنها تاء التأنيث كما علم في علم الصرف، والصلة الإحسان ويأتي وهو مضاف إلى مفعوله. (وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار) أي كل خصلة منهن تكون سببًا في ذلك أو المجموع سببا في المجموع وعمارة الديار حياتها وازدراع أرضها وكثرة حيوانها النافع وتقدم معنى زيادة الأعمار والإخبار بهذا حث على فعل الثلاثة وفيه دليل على أنه لا ضير في فعل القرب لطلب خير الدنيا، وفيه أن قطيعة الرحم وسوء الخلق وسوء الجوار سبب لخراب الديار ونقص الأعمار. (حم هب)(1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه.
4985 -
"صلة الرحم تزيد في العمر وصدقة السر تطفئ غضب الرب". (القضاعي عن ابن مسعود (ح).
(صلة الرحم تزيد في العمر وصدقة السر) الجامع بينهما حتى تعاطفا إذ الكل إحسان يراد به وجه الله تعالى. (تطفئ غضب الرب) تقدم قريبا بلفظه. (القضاعي (2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه وليس بجيد فقد قال الحافظ ابن حجر: فيه من لم يعرف وهو كما قال فقد قال الحافظ في الفتح: رواه أحمد برجال ثقات [2/ 635].
(1) أخرجه أحمد (6/ 159)، والبيهقي في الشعب (7969)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3767).
(2)
أخرجه القضاعي (100)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 115)، والتلخيص الحبير (3/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3766).
4986 -
"صلة القرابة مثراة في المال محبة في الأهل منسأة في الأجل". (طس) عن عمرو بن سهل (ح).
(صلة القرابة مثراة في المال) زيادة في ثروته وكثرته. (محبة في الأهل) لأنها جبلت القلوب على حب من أحسن إليها. (منسأة في الأجل) من نسأت البيع مهموزا أخرت ثمنه ومنه النسيء لشهر كانت العرب تؤخره عن وقته يحتمل أنه آلة أي آلة في تأخير الأجل وكذلك محبة ومثراة أو اسم مكان جعلت الصلة مكانا لما ذكر تجاوزا وإعلامًا بأن ما ذكر لازم عنها لزوم الظرف للمظروف. (طس)(1) عن عمرو) هكذا في نسخ الجامع وقال الحافظ في التقريب صوابه عمر بضم المهملة بن سهل، رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم.
4987 -
"صل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على نفسك". ابن النجار عن علي (ض).
(صل من قطعك) دفعًا بالتي هي أحسن كما أمر الله تعالى في كتابه (وأحسن إلى من أساء إليك) وهذه من أشرف الخصال {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} [فصلت: 35]. (وقل الحق ولو على نفسك) كما قال تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} الآية. [النساء: 135]. (ابن النجار (2) عن علي) رمز المصنف لضعفه قال الحافظ: الحسين بن زيد ضعفه ابن المديني وغيره.
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8710)، وانظر قول الهيثمي في (8/ 152)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (3768).
(2)
عزاه في الكنز (6929) إلى ابن النجار، وفيض القدير (4/ 197)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3769).
4988 -
"صلوا قراباتكم ولا تجاوروهم فإن الجوار يورث بينكم الضغائن". (عق) عن أبي موسى.
(صلوا قراباتكم) في الإمداد أن الصلة نوع من أنواع البر والإحسان كما فسرها بذلك غير واحد والقطيعة ضدها وهي ترك الإحسان، وعدوا قطع الرحم من الكبائر وضبطوا ذلك بترك ما ألفه من إحسان أو نحوه كمكاتبة ومراسلة ونحوها. (ولا تجاوروهم) لما كثرت التوصية في صلة القرابة وكان التجاور مظنة أن يعرفونه بينهم ليكون أتم في الاتصال نهى عنه الشارع لما علله به من قوله. (فإن الجوار يورث بينكم الضغائن) أي الأحقاد وذلك مجرب معلوم وإن كان الحديث ضعيفا وذلك أن القرابة مع التجاور تبعث بينهم التحاسد وبقوله عن الجوار بينهم ما لا يكون بينهم وبين غيرهم من الجيران. (عق)(1) عن أبي موسى) من رواية أبي سعيد بن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري حديث منكر؛ لأنه فيه سعيد.
4989 -
"صلّت الملائكة على آدم فكبرت عليه أربعا وقالت: هذه سنتكم يا بني آدم". (هق) عن أبي (صح).
(صلّت الملائكة على آدم) بعد موته وكأن المراد مع ولده أو أنهم علموا أولاده كيفية الصلاة عليه وفيه أنها أول صلاة على ميت وقد كان مات هابيل في حياة آدم شهيدًا ويحتمل أنها قد كانت علمته شرعيتها وأنه صلى آدم على هابيل وإنما ذكر هذا إعلاما بتعظيم آدم بصلاة الملائكة عليه إلا أن آخره يدل للأول.
(فكبرت عليه أربعًا وقالت: هذه سنتكم يا بني آدم) أي الطريقة التي جعلها
(1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (565) والديلمي في الفردوس (3748)، وانظر: ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 281)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3475)، والضعيفة (776): موضوع.
لكم ولموتاكم فالإشارة إلى الصلاة ولا ينافيه أن ثبت زيادة التكبير على أربع. (هق)(1) عن أبي) رمز المصنف لصحته قال الشارح: وهي هفوة فإن فيه عثمان بن سعيد وهو لين، قاله الذهبي في المهذب (2).
4990 -
"صل صلاة مونع كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك، واياس عما في أيدي الناس تعش غنيا وإياك وما يعتذر منه". أبو محمد الإبراهيمي في كتاب الصلاة وابن النجار عن ابن عمر.
(صل صلاة مودع) تقدم في الحديث: "صلاة من يظن أنه لا يرجع إليها أبداً"، فهو بيان الموح. (كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك) تقدم الكلام عليه في الجزء الأول وهو حث على الإقبال على الصلاة. (واياس عما في أيدي الناس تعش غنياً) فإن الطمع فيما في أيديهم هو الفقر الحاضر. (وإياك وما يعتذر منه) سلف الكلام عليه في الهمزة في:"إياك" وإنه تحذير عن فعل ما لا يسكت الناس عنه السؤال عنه ويطلب المعاذير لفعله. (أبو محمد الإبراهيمي في كتاب الصلاة وابن النجار عن ابن عمر) وأخرجه الطبراني في الأوسط (3) عن ابن عمر قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم.
4991 -
"صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب". (حم خ 4) عن عمران بن حصين (صح).
(صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب) فيه أن الصلاة لا تسقط بتعذر القيام لأن له بدلا هو القعود ولا يتعذر القعود لأن له بدلا هو كونه
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبري (4/ 36)(6730)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3477).
(2)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6167).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3742)، والطبراني في الأوسط (4427)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 395)، وفيض القدير (4/ 197)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3776).
على جنب وفيه خلاف بين الفقهاء في الفروع وظاهره أنه لا وجوب إن تعذر على جنب إلا أنه قد جاء من حديث ابن عباس: فإن نالته مشقة صلى نائما يومئ برأسه فإن نالته مشقة سبح وإن كان فيه ضعفاً. (حم خ 4)(1) عن عمران بن حصين).
4992 -
"صل قائمًا إلا أن تخاف الغرق" ك عن ابن عمر" (صح).
(صل قائمًا إلا أن تخاف الغرق) هو خطاب لمن في السفينة وفيه أنه لا تجزئ صلاة القاعد الفرض إلا لخشية الغرق (ك عن ابن عمر)(2) ورمز المصنف لصحته.
4993 -
"صل لصلاة أضعف القوم ولا تتأخذ مؤذنًا يأخذ على أذانه أجرًا" طب عن المغيرة " (صح).
(صل لصلاة أضعف القوم) يعني إذا كنت إمامًا لهم لما أفادته غيره من الأدلة، (ولا تتخذ مؤذنًا يأخذ على أذانه أجرًا) فيه أن اتخاذ المؤذن مأمور به ولكنه منهي عن اتخاذ من يأخذ أجرته على أذانه حمل النهي على التحريم أبو حنيفة وحمله على الكراهة الشافعي وتقدم الكلام عليه (طب عن المغيرة)(3) رمز المصنف لصحته.
4994 -
"صل بالشمس وضحاها ونحوها من السور". (حم) عن بريدة (صح).
(صل بالشمس وضحاها ونحوها من السور) هو خطاب لمن أم قوما في صلاة فريضة وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم نهى معاذا عن التطويل لما شكاه بعض قومه
(1) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 426)، والبخاري (1117)، وأبو داود (952)، والترمذي (372)، والنسائي (3/ رقم 1659) بنحوه، وابن ماجة (1223).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 409)، وصححه الألباني في صحيح الجامع ح (3777).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 43) ح (1057)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3773).
وقال: "صل بالشمس وضحاها ونحوها". (حم)(1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته.
4995 -
"صل الصبح والضحى فإنها صلاة الأوابين". زاهر بن طاهر في سداسياته عن أنس.
(صل الصبح والضحى فإنها صلاة الأوابين) الضمير عائد على الضحى، والأواب: كثير الرجوع إلى الله إلى طاعته وفي ذكر الضحى عقب الفجر ما يرشد إلى أنه لا صلاة بعدها إلا الضحى ووقتها من عقب زوال وقت الكراهة وتقدم الكلام فيها [2/ 636]، وتقدم أنها:"إذا فاءت الأفياء وهبت الأروح أنها ساعة الأوابين" فيدل مع هذا على تعدد صفات الأوابين وقد وصف الله عبده داود بأنه أواب، فالآتي بصلاة الضحى يتصف بصفة الأنبياء عليهم السلام. (زاهر بن طاهر في سداسياته (2) عن أنس) أي الأحاديث التي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيها ستة من الرواة لا غير وهي نظير ثلاثيات البخاري.
4996 -
"صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة". (خ) عن زيد بن ثابت (صح).
(صلوا أيها الناس) في النداء بعد الأمر حث على الأمر المذكور. (في بيوتكم) المراد بها منازلهم فيشمل كل مسكن، والمراد النافلة بقوله:(فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته) وذلك لجمعية القلب فإنها أقرب إلى الخلو من المساجد وللبعد عن توهم الرياء. (إلا المكتوبة) أي التي كتبها الله وفرضها فإن صلاة المرء لها في غير بيته من المسجد أو البرية أفضل ولو كانت فرادى كما صرحت به أحاديث ذكرناها في حاشية ضوء النهار فنفل البيت فرادى أفضل منه جماعة في
(1) أخرجه أحمد (5/ 355)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3772).
(2)
انظر فيض القدير (4/ 220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3476).
المسجد وفرادى الفرض في المسجد أفضل منها جماعة في البيت وهذا خاص بالرجال، ثم النفل عام نوافل الفرائض. (خ)(1) عن المغيرة).
4997 -
"صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً"(ت ن) عن ابن عمر (صح).
(صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا) لأن القبر لا عمل فيه فمن ترك الصلاة في منزله فقد جعله قبرا وتقدم بلفظه. (ت ن)(2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته.
4998 -
"صلوا في بيوتكم ولا تتركوا النوافل فيها". (قط) في الأفراد عن أنس وجابر.
(صلوا في بيوتكم ولا تتركوا النوافل فيها) قد اجتمع الأمر هنا والنهي عن فعل النافلة في البيوت فإن مفعول صلوا المحذوف هو النوافل لكنه حذف لدلالة الثاني عليه وهذا تأكيد على التنفل في المنازل بليغ. (قط)(3) في الأفراد عن أنس وجابر).
4999 -
"صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً، ولا تتخذوا بيتي عيدا، وصلوا علي وسلموا فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم". (ع) والضياء عن الحسن بن علي (ح).
(صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا، ولا تتخذوا بيتي عيداً) في القاموس (4) العيد بالكسر اعتيادك قربهم أو مرض أو نحوه وكل يوم فيه جمع انتهى، فأظهر معانيه هنا لا تجعلوا قبري مجمعاً لكم ومنه ويرشد إليه قوله صلى الله عليه وسلم "اللهم لا
(1) أخرجه زاهر بن طاهر في سداسياته كما في الكنز (21493)، وأخرجه البخاري (698، 6860).
(2)
أخرجه الترمذي (451)، والنسائي (3/ 197)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3784).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (3698)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3786).
(4)
انظر القاموس (2/ 53).
تجعل قبري وثنا يعبد" لأن العبادة لازمة للاجتماع فالنهي عن اتخاذه عيدا نهى عن ذريعة عبادته فلا يتخذ قبره كذلك فالحديث نهي عن اعتياد مجيء قبره صلى الله عليه وسلم وقبر غيره بالأولى وأخرجه أبو داود بلفظ "قبري" وكذلك أخرجه أبو يعلى في رواية، والمراد ببيته صلى الله عليه وسلم قبره لأنه بيته والعيد مشتق من المعاودة والاعتياد فالمراد هنا لا تتخذوه مكاناً يقصد للاجتماع فيه وانتيابه للعبادة أو لغيرها، قال ابن القيم (1): كما أن المسجد الحرام وعرفة ومنى ومزدلفة والمشاعر جعلها الله عيداً للحنفاء ومثابة لها قال: قال شيخ الإِسلام -يريد ابن تيمية- (2): وجه الدلالة فيه أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل قبر على وجه الأرض وقد نهي عن اتخاذه عيدًا فقبر غيره أولى بالنهي كائنا من كان ثم إنه قرن ذلك بقوله "ولا تتخذوا بيوتكم قبورًا" أي لا تعطلوها من الصلاة فيها والدعاء والقرآن فيكون بمنزلة القبور فأمر بتحري النافلة في البيوت ونهى عن تحري النافلة عند القبور ويدل له أيضاً قوله. (وصلوا علي وسلموا فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم) فإنه يدل أن المراد لا تعتادوا المجيء إلى قبري ليصلوا علي ويسلموا فإنه يبلغني دعاؤكم لي من دون كلفة مجيئكم إليَّ وليس نهيا عن شرعية زيارته صلى الله عليه وسلم بل عن الاعتياد لذلك وجعله موضع دعاء وصلاة قال ابن القيم وقد حرف هذه الأحاديث من قال إنه أمر بملازمة قبره والعكوف عنده واعتياده وقصده وانتيابه ونهى عن أن يجعل كالعيد الذي إنما يكون في العام مرة أو مرتين فكأنه قال: لا تجعلوه بمنزلة العيد الذي يكون من الحول إلى الحول واقصدوه كل ساعة وكل وقت وهذا مراغمة ومجادة ومناقضة لما قصده الرسول صلى الله عليه وسلم وقلب للحقائق ونسبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
(1) إغاثة اللهفان (1/ 190).
(2)
اقتضاء الصراط (1/ 323).
التدليس والتلبيس بعد التناقض فقاتل الله أهل الباطل أنى يؤفكون، ولا ريب أن في أمر الناس باعتبار أمر وملازمته وكره إتيانه بقوله: لا تجعلوه عيداً فهو إلى التلبيس وضد البيان أقرب منه إلي الدلالة والبيان، وقد أطال النفس في إغاثة اللهفان في هذا المعنى. (ع) والضياء (1) عن الحسن بن علي) رمز المصنف لحسنه وفي نسخة رمز له بالصحة لكنه قال الهيثمي: فيه عبد الله صلى الله عليه وسلم بن نافع وهو ضعيف.
5000 -
"صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل". (ت) عن أبي هريرة (صح).
(صلوا في مرابض الغنم) الأمر للإرشاد أو الإباحة. (ولا تصلوا في أعطان الإبل) جمع عطن، وهو مبرك الإبل، حول الماء يقال عطنت الإبل هي عاطنة وعواطن إذا سقيت وبركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى وأعطنت الإبل إذا فعل بها وذلك قاله في النهاية (2)، قال ولم ينه عن الصلاة فيها لأجل النجاسة فإنها موجودة في مرابض الغنم وقد أمر بالصلاة فيها والصلاة مع النجاسة لا تجوز وإن أراد أن الإبل تزدحم في المنهل فإذا شربت رفعت رؤوسها ولا يؤمن من نفارها وعفرها في ذلك الموضع فيؤذي المصلى عفرها أي تلهيه عن صلاته أو تنجسه سائر أبوالها انتهى.
قلت: يقال الأمر بالصلاة في مرابض الغنم دليل طهارة أزبالها وأبوالها أما الإبل فقد علل وجه النهي في الحديث الثاني بأنها خلقت من الشياطين فهو نهي عن الصلاة من محالها كالنهي عن الصلاة في الحمامات لأنها موضع الشياطين.
(1) أخرجه أبو يعلى (6761)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 247)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3785).
(2)
انظر النهاية (3/ 174). والقاموس (4/ 25).
(ت)(1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الترمذي: إنه حسن صحيح.
5001 -
"صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين". (هـ) عن عبد الله بن مغفل (صح).
(صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين) كأن المراد أن فيها صفات من صفات الشياطين كشدة النفار وإيذاء صاحبها ونحوه لا أنها خلقت هي من الشياطين لأنها من الدواب المخلوقة من الماء الداخلة في عموم {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45]، والشياطين خلقت من النار ويحتمل أن في أصل جبلتها الخلق من النار وهذه هي العلة المنصوصة على النهي لا النجاسة ولو كانت النجاسة علة لذكرت لأنها أهم من هذه العلة إذ هي ألصق بشأن الصلاة فما عدل صلى الله عليه وسلم إلى هذه إلا لعقد تلك. استشكل التعليل [بكونها خلقت من الشياطين] بما ثبت من صلاته صلى الله عليه وسلم عليها النافلة (هـ)(2) عن عبد الله بن مغفل) رمز المصنف لصحته.
5002 -
"صلوا في مرابض الغنم ولا توضأوا من ألبانها ولا تصلوا في معاطن الإبل وتوضأوا من ألبانها". (طب) عن أسيد بن حضير (صح).
(صلوا في مرابض الغنم ولا توضأوا من ألبانها) أي لا تغسلوا أيديكم منه وتقدم حديث أم سلمة: "إذا شربتم اللبن فتمضمضوا فإن له دسمًا" إلا إنه يحتمل عدم الوضوء هنا على غسل الأيدي فقط أو يراد أعم من ذلك ويخص لبن الغنم بهذا، وقيل: المراد الوضوء الشرعي دفعاً لتوهم الوضوء من شرب ألبانها وفيه بعد. (ولا تصلوا في معاطن الإبل وتوضأوا من ألبانها) أي اغسلوا منه الأيدي لا الوضوء الشرعي فإنه لا قائل به من اللبن إنما الخلاف في لحومها.
(1) أخرجه الترمذي (348)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3787).
(2)
أخرجه ابن ماجة (769)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3788).
(طب)(1) عن أسيد بن حضير) رمز المصنف لصحته قال مغلطاي: حديث صحيح متصل والنهي في هذه الأحاديث للتنزيه عند الشافعي والجمهور كما أن الأمر في الصلاة في مرابض الغنم للإباحة لا للندب ولا الوجوب.
5003 -
"صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة". (عد هق) عن أبي هريرة (ض).
(صلوا في مراح الغنم) بضم الميم أي مأواها وليس باسم مكان من راح وإلا فكان الصواب الفتح ويحتمل أنه اسم مكان منه إلا أنه شذ بفتح ميمه. (وامسحوا رغامها) بضم الراء فغين معجمة وقيل المشهور أنه بالمهملة وهو المروي كما في النهاية (2) وهو ما سيل من أنفها قال ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحا لشأنها. (فإنها من دواب الجنة) يحتمل أنها أخر منها ويحتمل أنها تكون في الآخرة منها وفيه ما كان من الجنة مأمور بإكرامه. (عد هق)(3) عن أبي هريرة) في نسخة صحيحة قوبلت على نسخة المصنف رمز المصنف رمز الصحة وفي أخرى رمز الضعف عليه وليس كما قال، فقد قال الحافظ الهيثمي: فيه الحجاج بن أرطأة وفيه مقال.
5004 -
"صلوا في نعالكم ولا تشبهوا باليهود". (طب) عن شداد بن أوس (صح).
(صلوا في نعالكم) هذه سنة هجرت وجهلت وهكذا فإنه كان صلى الله عليه وسلم يصلي بنعله أحيانا ولذا صلى بها مرة وفيها قذر ثم أخبره جبريل صلى الله عليه وسلم به فخلعها فخلع
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 206)(559)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3487).
(2)
انظر النهاية (2/ 142).
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 68)، والبيهقي في السنن (2/ 448)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 142)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3789)، وحسنه في الصحيحة (1128).
أصحابه فإنه صريح أنهم كان جميعًا منتعلين. (ولا تشبهوا باليهود) فأنهم لا يرون ألصلاة بالنعال وفيه الأمر بمخالفتهم وعدم التشبه بهم. (طب)(1) عن شداد بن أوس رمز المصنف لصحته، وليس كما قال ففيه يعلي بن شداد قال في الميزان: توقف بعضهم في الاحتجاج بخبره "صلوا" إلى آخر ما هنا وهو شيخ محله الصدق انتهى. قال يعلى: لم أر فيه تعديلاً ولا تجريحاً.
5005 -
"صلوا خلف كل بر وفاجر، وصلوا على كل بر وفاجر وجاهدوا مع كل بر وفاجر". (هق) عن أبي هريرة (ض).
(صلوا خلف كل بر وفاجر) قد حققنا صحة هذا الحكم في رسالة مستقلة لا لهذا الحديث فإنه ضعيف. (وصلوا) أي صلاة الجنازة. (على كل بر وفاجر) لأن بفجوره لا يسقط عنه فرض الصلاة عليه، وذكر البر استطراد وبيان أن الحكم في الصفتين سواء، وإلا فإنه من الأحكام المعلومة. (وجاهدوا) الكفار والبغاة. (مع كل بر وفاجر) وقد عمل بهذا الصحابة فجاهدوا وغزوا الكفار وأمرهم معاوية وأميرهم يزيد ابنه. (هق)(2) عن أبي هريرة) رمز المصنف عليه بالضعف، وقال الشارح: سكت عليه فأوهم سلامته من العلل وليس كذلك فقد قال الذهبي في المهذب (3): فيه انقطاع وجزم ابن حجر بانقطاعه قال العقيلي ليس لهذا المتن إسناد يثبت والبيهقي: كلها ضعيفة غاية الضعف والحاكم: هذا منكر.
5006 -
"صلوا ركعتي الضحى بسورتيهما: والشمس وضحاها والضحى".
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 290)(7164)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 142) انظر للتفصيل: البدر المنير (4/ 132 - 138) وانظر اللسان (3/ 228) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3790).
(2)
أخرجه البيهقي في السنن (4/ 19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3478).
(3)
انظر: المهذب (رقم 6072).
(هب فر) عن عقبة بن عامر (ض).
(صلوا ركعتي الضحى بسورتيهما) الإضافة لأدنى ملابسة وكأنه في الأولى تغليب وإلا فهي سورة الشمس أو لأنه ذكر فيها لفظ الضحى. (والشمس وضحاها والضحى) وفيه مراعاة اسم الصلاة لما ذكر في السورتين. (هب فر)(1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه مجاشع بن عمرو قال الذهبي في الضعفاء: قال ابن حبان يضع الحديث عن ابن لهيعة وهو ضعيف.
5007 -
"صلوا صلاة المغرب مع سقوط الشمس بادروا بها طلوع النجم". (طب) عن أبي أيوب.
(صلوا صلاة المغرب مع سقوط الشمس) لأن ذلك وقتها. (بادروا بها طلوع النجم) المراد الجنس وهو حث على المسارعة بها قبل ظهور النجوم وهو يعارض حديث الشاهد عند مسلم أنه صلى الله عليه وسلم والشاهد النجم منهم من خرج في حديث مسلم لأن هذا الحديث أيده فعله صلى الله عليه وسلم والأحسن أن يحمل حديث الشاهد على يوم الغيم إذ لا يعرف غروب للشمس إلا بطلوع الشاهد وظهوره وقيل المراد بالشاهد الليل. (طب)(2) عن أبي أيوب) من حديث أحمد بن يزيد بن أبي حبيب عن رجل عن أبي أيوب قال الهيثمي: بقية رجاله ثقات.
5008 -
"صلوا قبل المغرب ركعتين صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء". (حم م) عن عبد الله المزني (صح).
(صلوا قبل المغرب ركعتين صلوا قبل المغرب ركعتين) أي بعد أذانه لما
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (6842)، والديلمي في الفردوس (3702)، وانظر الميزان (7/ 285)، والمغني (2/ 498)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3479)، والضعيفة (3774): موضوع.
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 176)(4058)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 310)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3780)، والصحيحة (1915).
سلف من حديث: "بين كل أذانين صلاة لمن شاء" إلا أنه قد سلف حديث "بين كل أذانين صلاة إلا المغرب" فهو يعارض ما هاهنا فقيل المراد بالنفي صلاة السنة الراتبة بين الأذان والإقامة فإنها ثابتة في الفجر والعصرين والإثبات هنا في مطلق النافلة كما قال: (لمن شاء) قلت: ويكون الحديث الأول عام للكل ولا ينافيه أنهما آكد في بعض الصلوات. (حم م)(1) عن عبد الله المزني) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن مغفل.
5009 -
"صلوا من الليل ولو أربعا، صلوا ولو ركعتين، ما من أهل بيت تعرف لهم صلاة من الليل إلا ناداهم مناد: يا أهل بيت قوموا إلى صلاتكم". ابن نصر (هب) عن الحسن مرسلاً.
(صلوا من الليل) أي نفلاً وإلا فلابد من صلاة فرضية. (ولو أربعاً) فيه الحث على كثرة الصلاة وأدناها ركعتان كما أفاده بقوله ولو ركعتين ولو صلى ركعتين وفي حديث آخر ولو ركعة (ما من أهل بيت تعرف لهم صلاة من الليل إلا ناداهم مناد) من الملائكة احتفالا بهم وعناية من الله بشأنهم. (يا أهل البيت قوموا لصلاتكم) فيه أن المراد بها التهجد وهي ما كانت بعد نوم فإنه لا تهجد إلا ما كان بعد النوم وظاهر القيام أنه في اليوم. (ابن نصر (هب)(2) عن الحسن مرسلاً) [2/ 638].
5010 -
"صلوا على أطفالكم فإنهم من أفراطكم"(هـ) عن أبي هريرة (ض).
(صلوا على أطفالكم) صلاة الجنازة والطفل بالكسر الصغير من كل شيء
(1) أخرجه أحمد (5/ 55)، والبخاري (6934)، ومسلم (838).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (3215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3488)، والضعيفة (3782).
أو المولود وولد كل شيء كما في القاموس (1). (فإنهم من أفراطكم) الفرط فتقدم القوم إلى الماء ليرتاد لهم فالمراد هم المتقدمون إلى الدار الآخرة يطلبون لكم الأمر كما يتقدم مرتاد الماء ووجه التعليل أنهم إذا صلوا عليهم فقد زودوهم فعلا صالحا يحسن به قدومهم ويتم لهم الأجر بذلك كما يزود مرتاد الماء ليتم نيل ما يطلبه. (هـ)(2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من حديث البختري بن عبيد عن أبيه قال الذهبي: والبختري ضعيف وأبوه مجهول، قال الدميري: هذا من منكراته.
5011 -
"صلوا على كل ميت وجاهدوا مع كل أمير"(هـ) عن واثلة (ض).
(صلوا على كل ميت) أي من أموات المسلمين لما علم أنه لا صلاة على غيرهم وهو شامل للفاسق فإن الحق وجوب الصلاة عليه كما حررناه في حاشية الضوء وشامل للشهيد أيضًا ولنا توقف في وجوب الصلاة عليه وعدمها كما بيناه هنالك. (وجاهدوا مع كل أمير) كما تقدم قريبًا فإذا طلب الجائر النفير إلى جهاد المشركين وجب امتثاله وطاعته لأن أمره هنا طاعة لله. (هـ)(3) عن واثلة) ورمز المصنف لضعفه.
5012 -
"صلوا على من قال: لا إله إلا الله، وصلوا وراء من قال: لا إله إلا الله"(طب حل) عن ابن عمر (ض).
(صلوا على من قال: لا إله إلا الله) المراد مع إقراره بأن محمدا رسول الله لما علم من أنه لا يكون مسلما إلا بهما معا فالاقتصار على الأولى للعلم بالثانية
(1) انظر القاموس (4/ 25).
(2)
أخرجه ابن ماجة (1509)، وانظر المغني (1/ 101)، والتلخيص الحبير (2/ 114)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3480).
(3)
أخرجه ابن ماجة (1525)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3482).
أو لأنه لا اعتداد بقول لا إله إلا الله حتى يضيف إليها الشهادة بالنبوة لأنه إذا لم يضفها إليها فهو لغو من القول فعلى الأول أنها إذا أطلقت علم أن المراد مع قرينتها وقد ثبت له حكمها وعلى الثاني أنه لا حكم لها ولا يراد بها إلا المجموع: من إطلاق الجزء على الكل، ثم إنه لا بد من القول مع اعتقاد ذلك ولذا نهى الله تعالى عن الصلاة على المنافقين {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84]، ولا أنه علق الأمر على القول لأنه الذي يعلم البشر فيحمل قائله على صحة الاعتقاد ما لم يظهر له خلافه. (وصلوا وراء من قال: لا إله إلا الله) فيه دليل على أن رتبة الإمام التقدم على المأموم وهم وراءه لا أنه يتوسط المأمومين كما نقل عن ابن مسعود رضي الله عنه. (طب حل)(1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه قال الذهبي في التنقيح (2): فيه عثمان بن عبد الرحمن واه ومحمد بن الفضل بن عطية متروك.
5013 -
"صلوا على موتاكم بالليل والنهار". (هـ) عن جابر (ض).
(صلوا على موتاكم بالليل والنهار) فيه أنه لا كراهة بصلاة الجنازة في الليل وإنما قيل بكراهة الدفن فيه وقد تقدم. (هـ)(3) عن جابر) رمز المصنف لضعفه.
5014 -
"صلوا علي؛ فإن صلاتكم علي زكاة لكم". (ش) وابن مردويه عن أبي هريرة (ض).
(صلوا علي) تقدم تفسير الصلاة ووجه اشتقاقها في الجزء الأول وفي القاموس: تفسيرها بحسن الثناء من الله عز وجل على رسوله، هذا أمر مطابق
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 447)(13622)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 320)، وانظر الميزان (5/ 53)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3483).
(2)
انظر: تنقيح التحقيق (3/ رقم 836 و 837).
(3)
أخرجه ابن ماجة (1522)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3484)، والضعيفة (3974).
أمر الآية فهو للوجوب. (فإن صلاتكم علي زكاة لكم) أي زيادة وهو في أجوركم لما ثبت من أن من صلى عليه صلى الله عليه وسلم صلاة صلى الله عليه بها عشراً. (ش) وابن مردويه (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه إلا أن له طرقاً يقوي بعضها بعضاً قال ابن دقيق العيد قد اتفقوا على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يجب في العمر مرة وهو الأكثر وقيل: يجب في كل صلاة في التشهد الأخير وهو مذهب الشافعي وقيل: يجب كلما ذكر واختاره الطحاوي من الحنفية والحليمي من الشافعية.
5015 -
"صلوا علي صلى الله عليكم"(عد) عن ابن عمرو وأبي هريرة (ض).
(صلوا علي صلى الله عليكم) دعاء منه صلى الله عليه وسلم لمن صلى عليه بأن يصلى الله عليه أي يرحمه وكفى شرفا للمصلي عليه صلى الله عليه وسلم بدعائه له ودعاؤه لا يرد. (عد)(2) عن ابن عمر وأبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
5016 -
"صلوا عليّ، واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: "اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد". (حم (صح) ن) وابن سعد سمويه والبغوي والبارودي وابن قانع (طب) عن زيد بن خارجة (صح).
(صلوا عليّ، واجتهدوا في الدعاء) أي الدعاء بالصلاة عليه ويحتمل أنه أريد الدعاء بعد الصلاة عليه بأي نوع من الأنواع لأنها مفتاح كل دعاء ويؤيد الأول قوله: (وقولوا: "اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد) هذا تفسير للأمر بالصلاة وقوله. (وبارك على محمد، وعلى آل محمد) تفسير للاجتهاد في الدعاء
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (8704)، وأحمد (2/ 365)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3486).
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 312)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3485).
له صلى الله عليه وسلم والبركة: الزيادة أي وزده تشريفا وتكريما وتعظيما، قال ابن دقيق العيد في وجوب الصلاة على الآل وجهان: عند الشافعي وقد تمسك من قال بالوجوب بلفظ الأمر. قلت: وهو الظاهر لأنه قد حمل الأمر على الوجوب في حقه صلى الله عليه وسلم وهي صيغة واحدة ولا يحمل على الندب والوجوب بلفظ واحد ولا وجه للتكليف والمجاز ومن هنا تعين ذكر الآل في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لورود التعليم بذلك مما عليه جلة المحدثين في حذفهم خطاً ولفظاً في القراءة مخالف للسنة. قال: واختلفوا في الآل فقال الشافعي إنهم بنو هاشم وبنو المطلب وقال غيره أهل دينه عليه السلام، قال تعالى:{أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46].
قلت: وفي حديث زيد بن أرقم عند مسلم في حديث الثقلين وفيه أنهم قالوا لزيد من آله؟ قال: هم الذين حرمت عليهم الصدقة: آل على، وآل عباس، وآل عقيل، وآل جعفر، وتفسير الصحابي يقدم على غيره وقد يزاد فيهم عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث لأنه والفضل سبب تحريم الصدقة كما حققناه في حواشي ضوء النهار وتقدم القول بأن الآل أولاد الحسنين بحديث الكساء:"اللهم هؤلاء أهل بيتي"، إلا أنه قد قيل: إنه لا يقتضي الحصر عليهم وللبحث موضع آخر. (كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) في رواية مسلم زيادة "كما صليت على إبراهيم" قيل وبارك ومثله عند الموطأ والترمذي وأبي داود والنسائي أعني إثبات التشبيه للصلاة عليه بالصلاة على إبراهيم وإن اختلفت ألفاظهم اختلافاً كثيرأوحديث الكتاب ليس فيه إلا ذكر البركة على إبراهيم. قال ابن دقيق العيد: أشهر سؤال بين المتأخرين وهو أن [2/ 639] المشبه دون المشبه به فكيف نطلب صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم شبه بالصلاة على إبراهيم عليه السلام وذكر أجوبة ستة:
الأول: أنه شبه أصل الصلاة بأصل الصلاة لا القدر بالقدر كما قالوا في قوله
تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183]، أن المراد أصل الصيام لا عينه ووقته قال وليس هو بالقوي، قلت لكنه رجحه القرطبي.
الثاني: أن التشبيه وقع في الصلاة على الآل فقوله صل على محمد مقطوع عن التشبيه وهو التشبيه بصلاة الآل بصلاته على إبراهيم وآله واعترض بأن غير الأنبياء لا يساويهم فكيف يطلب ما لا يمكن وقوعه.
الثالث: أنه شبه المجموع بالمجموع ومعظم الأنبياء هم آل إبراهيم فإذا تقابلت الجملة بالجملة وتعذر أن يكون لآل الرسول صلى الله عليه وسلم مثل ما لآل إبراهيم الذين هم الأنبياء كان ما توفر من ذلك حاصلاً للرسول صلى الله عليه وسلم فيكون زائدًا على الحاصل لآل إبراهيم ثم ذكر جوابين آخرين فيهما بعض الطول والسخف، وذكر ابن القيم (1): في بعض كتبه عن هذا السؤال أربعة عشر جواباً وزّيفها كلها إلا تشبيه المجموع بالمجموع. (إنك حميد مجيد) قال ابن دقيق العيد: حميد بمعنى محمود وردت بصيغة المبالغة أي مستحق لأنواع المحامد ومجيد مبالغة من ماجد والمجد الشرف فيكون ذلك كالتعليل لاستحقاق الحمد بجميع المحامد ويحتمل أن يكون حميد مبالغة من حامد ويكون ذلك كالتعليل للصلاة المطلوبة فإن الحمد والشكر يتقاربان فحميد قريب من معنى شكور وذلك مناسب لزيادة الأفضال والإعطاء لما يراد من الأمور العظام وكذلك المجد والشرف مناسبته لهذا المعنى ظاهرة. (حم ن) وابن سعد وسمويه والبغوي والبارودي وابن قانع (طب)(2) عن زيد بن خارجة) ورمز المصنف
(1) انظر: جلاء الأفهام (ص: 210).
(2)
أخرجه أحمد (5/ 48)، والنسائي (3/ 48)، والطبراني في الكبير (5/ 218)(5143)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3783).
على رمز أحمد بالصحة قال الشارح: وليس كما قال ففيه عيسى بن يونس قال في اللسان (1) كأصله قال الدارقطني: مجهول وعثمان بن حكيم قال الذهبي في الذيل: قال ابن معين: مجهول، وخالد بن سلمة قال في الضعفاء (2) مرجئ يبغض علياً.
5017 -
"صلوا على أنبياء الله ورسله؛ فإن الله بعثهم كما بعثني". ابن أبي عمر (هب) عن أبي هريرة (خط) عن أنس (ض).
(صلوا على أنبياء الله ورسله) عطف الأخص على الأعم يحتمل أن المراد صلوا عليهم هكذا جملة أو على كل فرد مع ذكره. (فإن الله بعثهم كما بعثني) فيه أن استحقاق الصلاة هي البعثة من اللَّه تعالى فلا يصلى على أحد من غير الأنبياء والرسل وهي مسألة خلاف فأبو حنيفة وابن حنبل في رواية وكثير من محققي أصحابه يجوزون الصلاة على آحاد المؤمنين كالخلفاء الأربعة ونقل عن مالك والشافعي المنع من ذلك لما روي عن ابن عباس أنه قال: لا تصح الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم وللمسألة موضع آخر. (ابن أبي عمر (هب) عن أبي هريرة (خط)(3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وهو كما قال قال الحافظ في حديث أبي هريرة سنده واه وحديث أنس فيه علي بن أحمد البصري قال الذهبي في الضعفاء (4): لا يعرف، حديثه منكر.
(1) انظر اللسان (7/ 333)
(2)
انظر المغني (1/ 203).
(3)
أخرجه عبد الرزاق (3118)، والبيهقي في الشعب (131) وفي الدعوات الكبير (151) عن أبي هريرة، والخطيب في تاريخه (7/ 380) عن أنس، والدارقطني كما في أطراف الغرائب (5374)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3782)، وصححه في الصحيحة (2963) وضعفه في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (45، وراجع: جلاء الأفهام (1/ 49، 462).
(4)
انظر: المغني (2/ 442): وفيه: فيه جهالة، وحديثه فموضوع.
5018 -
"صلوا على النبيين إذا ذكرتموني؛ فإنهم قد بعثوا كما بعثت". الشاشي وابن عساكر عن وائل وابن حجر (ض).
(صلوا على النبيين إذا ذكرتموني) يحتمل أنه قيد لإطلاق الأول وأنه يصلى عليهم إذا ذكر صلى الله عليه وسلم فيصلى عليه ثم عليهم إذا ذكروا فالمراد إذا ذكرتموني وذكرتموهم صليتم عليّ وعليهم، يحتمل أنه ليس بقيد للأول بل ذكر بعض صور ذكرهم. (فإنهم قد بعثوا كما بعثت) أي قد شابهنا في استحقاق طلب الدعاء من الله تعالى لنا بما أجراه على أيدينا من الخير لعباده. (الشاشي وابن عساكر (1) عن وائل بن حجر) ورمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الملك الرقاشي قال في الكاشف (2) صدوق يخطئ وموسى بن عبيد ضعفوه ومحمد بن ثابت يجهل وقد روي عن ابن عباس بسند قال فيه الحافظ ابن حجر: إنه ضعيف.
5019 -
"صلي في الحجر إذا أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت". (حم ت) عن عائشة (صح).
(صلي في الحجر) خطاب لعائشة رضي الله عنها لأنها أحبت دخول الكعبة للصلاة فيها فقاله صلى الله عليه وسلم لها في القاموس (3): الحجر بالكسر ما حواه الحطيم المدار بالكعبة شرفها الله تعالى من جانب الشمال. (إن أردت دخول البيت) خرج الشرط على السبب وإلا فالصلاة في الحجر لا تتوقف على إرادة دخول البيت. (فإنما هو قطعة من البيت) فيه أن البيت اسم لنفس الكعبة وعليه دل الإبدال في
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 391)، وانظر فيض القدير (4/ 205)، وكشف الخفاء (1/ 96)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3781).
(2)
انظر الكاشف (1/ 669).
(3)
انظر القاموس (2/ 32).
{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَام} [المائدة: 97]. (ولكن قومك استقصروه) أي طلبوا قصره أي منعه عن الدخول في البناء. (حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت) وقد علله في غير هذا من الأحاديث بأن ذلك لتقاصر نفقتهم. (حم ت)(1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقد قال الترمذي: حسنٌ صححٌ.
5020 -
"صم شوالاً". (هـ) عن أسامة (صح).
(صم شوالاً) هو شهر الفطر جمعه شواويل وشوالات وفيه ندبية صومه إلا يوم الفطر منه فقد ثبت تحريم صومه. (هـ)(2) عن أسامة) رمز المصنف لصحته.
5021 -
"صم رمضان، والذي يليه، وكل أربعاء وخميس، فإذا أنت قد صمت الدهر". (هب) عن مسلم القرشي (ح).
(صم رمضان، والذي يليه) أي وصم الذي يليه فهو من عطف الجملة على الجملة لا المفرد على الجملة المفرد لأنه عمم منه استعمال صيغة الأمر في الوجوب والندب في لفظ واحد. (وكل أربعاء وخميس) يصح من عطف الجملة على الجملة أو المفرد على المفرد على الثاني أعني الذي يليه. (فإذا أنت قد صمت الدهر) أي أحرزت أجر هذا وأيام الدهر وليس هذا مبنياً على التوزيع الذي ذكر في صيام ثلاثة أيام من كل شهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فإنه هنا أكثر من ذلك عدداً. (هب)(3) عن مسلم القرشي) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح لصحته، وقال الترمذي: غريبٌ ولم يضعفه أبو داود.
5022 -
"صمت الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب، وعمله
(1) أخرجه أحمد (6/ 92)، والترمذي (876)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3792).
(2)
أخرجه ابن ماجه (1744)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3490).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (3868)، وأبو داود (2432)، والترمذي (748)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3489).
مضاعف". أبو زكريا بن مندة في أماليه (فر) عن ابن عمر (ض).
[2/ 640](صمت الصائم تسبيح) أي في أجره الذي يكتب له وهذه من أعظم فضائل الصيام. (ونومه عبادة) في الأجر. (ودعاؤه مستجاب، وعمله) من الخير. (مضاعف) للصائم فرضاً ونفلاً. (أبو زكريا بن منده في أماليه (فر)(1) عن ابن عمر) ورمز لضعفه قال شارحه فيه شيبان بن فروخ قال أبو حاتم: يرى القدر اضطر إليه الناس بآخره وقال الحافظ في الفتح: في إسناده الربيع بن بدر وهو ساقط.
5023 -
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء والمهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ". (ك) عن أنس (صح).
(صنائع المعروف) جمع صنيعه وهي الإحسان إلى الغير. (تقي مصارع السوء) والآفات. (والمهلكات) تقدم كل لفظ من هذه الألفاظ كما تقدم تفسير قوله. (وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة). (ك)(2) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: هذا الحديث لم أكتبه إلا عن الصفار وابنه عن جابر انتهى فالعجب من المصنف ورمزه.
5024 -
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف". (طس) عن أم سلمة (صح).
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3761)، وانظر فتح الباري (7/ 151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3493)، وقال في الضعيفة (3784): ضعيف جداً.
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 213)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3795).
(صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفياً) حال كونها خفية وذكره ذهاباً إلى معنى المعطي والمخرج. (تطفئ غضب الرب) أي تدفع أثر غضبه وهو عقابه أو يبدله برضاه. (وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة) إعلام بأن الصدقة لا تنحصر في المال بل الكلمة الطيبة صدقة. (وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة) أي أهل العذاب المنكر والوبال وفي مقابلته ما يدل على أنه أريد بأهل المعروف وأهل الإحسان أهل الجزاء الحسن الذي يعرف لهم عند الله تعالى ويحتمل أنه أريد بأهل المنكر في الدنيا أهل التكذيب بالله ورسله في الدنيا هم أهل التكذيب في الآخرة حيث يقولون في الآخرة (والله ربنا ما كنا مشركين). (وأول من يدخل الجنة أهل المعروف). (طس)(1) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي فيه عبد الله بن الوليد ضعيف.
5025 -
"صنفان من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية". (تخ ت هـ) عن ابن عباس (هـ) عن جابر (خط) عن ابن عمر (طس) عن أبي سعيد (ح).
(صنفان) الصنف في القاموس (2) بالفتح والكسر النوع. (من أمتي) أمة إجابته. (ليس لهما في الإسلام) أي في أجره وثوابه وإن كان لهما. (نصيب) في اسمه في الدنيا وصيانته لدمائهم وأموالهم. (المرجئة) من الإرجاء التأخير القائلين أن الله تعالى أرجأ عذاب أهل الكبائر فلا عذاب عليهم، وإن الإيمان قول بلا عمل. (والقدرية) تقدم تحقيق المراد بهم في الجزء الأول وأنهم الذين
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6086)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3796).
(2)
القاموس (3/ 163).
يقولون إن الأمر أنف. (تخ ت هـ)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي غريب قال الذهبي هو من حديث ابن نزار ونزار تكلم فيه ابن حبان وابنه ضعيف (هـ) عن جابر (خط) عن ابن عمر (طس) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه وقال الخطيب عقيبه: إنه منكر، قال العلائي: بعد سرد ما ذكر من الثلاثة والحق أنه ضعيف لا موضوع ولكنه قال الهيثمي: إن رجاله ثقات وكذا قال المنذري وقد وهاه الطبراني في الأوسط.
5026 -
"صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة: إمام ظلوم غشوم وكل غالٍ مارقٍ". (طب) عن أبي أمامة (ض).
(صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة) مع أنه تقدم أنها لكل من قال لا إله إلا الله وأنها لأهل الكبائر فهذا تخصيص من ذلك العموم. (إمام ظلوم) مبالغة ظالم. (غشوم) بالمعجمتين الظلوم أيضاً. (وكل غالٍ) من الغلول تقدم أنه تجاوز الحد في الأمور. (مارقٍ) من مرق السهم من الرمية نفذها أي خارج بغلوه من الدين مع أنه باق على الإسلام إلا أنه بغلوه صار كالخارج عنه. (طب)(2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير ثقات ورواه عنه الديلمي أيضاً وفي الباب معقل بن يسار.
5027 -
"صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة: المرجئة والقدرية".
(1) أخرجه البخاري في التاريخ (654)، والترمذي (2149)، وابن ماجة (62) عن ابن عباس، و (73) عن جابر، والخطيب في تاريخه (5/ 367) عن ابن عمر، والطبراني في الأوسط (5587) عن أبي سعيد، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 206)، والترغيب والترهيب (3/ 127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3498).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 281)(8079)، وانظر قول الهيثمي في (7/ 207)، والديلمي في الفردوس (3782)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3798)، والصحيحة (470).
(حل (ح)) عن أنس (طس) عن واثلة وعن جابر.
(صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة) هو أيضاً تخصيص لعموم شفاعته. (المرجئة والقدرية). (حل) عن أنس (طس)(1) عن واثلة وعن جابر) رمز المصنف على أبي نعيم بالحسن وقال الهيثمي: في رواية أبي نعيم محمد بن محصن متروك وفي رواية الطبراني يحيي بن كثير السقاء هو متروك، أورد الحديث ابن الجوزي في الموضوعات.
5028 -
"صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". (حم م) عن أبي هريرة (صح).
(صنفان من أهل النار لم أرهما بعد) أي قد أخبره الله عنهما قبل وجودهما مع أن غيرهما من الأصناف كالمرجئة والقدرية لم يكونوا قد وجدوا في عصره ولا رآهما فتخصيص هذا من أعلام بفظاعة شأنهما وإنهما لم يكونا في الأوليين.
(قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) هم أعوان الظلمة والشرط. (ونساء كاسيات) قال النووي (2): كاسيات من نعم الله. (عاريات) من شكره وقيل: كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير وقيل: تكشف بعض بدنها وتستر بعضه إظهاراً للزينة ولجماها وقيل: تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها فهن كاسيات عاريات في المعنى. (مميلات مائلات) في شرح مسلم أي عن الطاعة ومائلات عن حفظه وقيل مميلات لأعطافهن وأعناقهن وقيل المشطة
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 254) عن أنس، والطبراني في الأوسط (640)، وانظر قول الهيثمي في (7/ 206)، والموضوعات (1/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3496).
(2)
شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 190).
الميلاء وهو الغدائر وشدها إلى فوق وهي مشطة البغايا وقيل مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدين من الزينة. (رؤوسهن كأسنمة البخت) بالموحدة مضمومة والمعجمة ساكنة آخره مثناة فوقية قال في القاموس (1): الإبل الخراسانيَّة، المائلة والمراد أنهن يعظمن رؤسهن بالخرق التي تلفها المرأة على رأسها حتى تشبه أسنمة الإبل واعلم أنه وقع في بعض النسخ مائلات وعليها شرح الشارح وذكر هنا من تقدم مائلات هو ما في كثير من الروايات لكن في مسلم تقدم مميلات، وجاء في الرواية وحق مائلات أن يتقدم؛ لأن ميلهن في أنفسهن متقدم الوجود في أمالتهن قال وصح ذلك لأن الصفات المجتمعة لا يلزم ترتيبها ألا ترى أنها يصح عطفها بالواو وهي جامعه لا مرتبة. (لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها) كناية عن عدم دخولها أصلاً. (وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) لعله من الراوي أو أنه منه صلى الله عليه وسلم وقد جاء في غيره من مسيرة خمسمائة عام. (حم م)(2) عن أبي هريرة).
(1) انظر القاموس (1/ 97).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 355، 440)، ومسلم (2128).
إلى هنا انتهى المجلد الثاني حسب توزيع الصنعاني، وليس في آخره خاتمة كما في المجلدات الأخرى