الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدال مع الخاء المعجمة
4157 -
" دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت: ما هذه فقالوا: هذا بلال، ثم دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت ما هذه فقالوا هذه الغميصاء بنت ملحان". عبد بن حميد عن أنس، الطيالسي عن جابر (ح).
(دخلت الجنة) أي في النوم لأنه لا يدخل أحد الجنة في اليقظة وإن دخلها المصطفى صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء فبلال لا يدخلها. (فسمعت خشفة) بفتح المعجمتين والفاء صوت حركة أو وقع نعل، زاد في رواية:"أمامي". (فقلت: ما هذه) أي للملائكة أو للولدان وحور العين. (فقالوا: هذا بلال) قال العراقي في شرح التقريب (1): إن قيل كيف رأى بلالًا أمامه مع أنه أول من يدخل الجنة، قلنا: إنه لم يقل أنه يدخلها قبله يوم القيامة وإنما رآه أمامه مناماً، وأما الدخول حقيقة فهو أول داخل، فهذا الدخول المراد به سريان الروح، قال القاضي: ولا يجوز إطلاقه على ظاهره إذ ليس لنبي من الأنبياء أن يسبقه فكيف بأحد من أمته. (ثم دخلت الجنة) أي مرة أخرى. (فسمعت خشفة فقلت ما هذه قالوا هذه الغميصاء) بغين معجمة ويقال بالمهملة أيضا وصاد مهملة مصغر من الرمص وجع في العين وهي أم أبي طلحة وهي أخت أم سليم خالة أنس، ويقال: الرميصاء ولها قصة تأتي قريباً. (بنت ملحان) بكسر الميم فحاء مهملة. (عبد بن حميد (2) عن أنس بن مالك)، الطيالسي عن جابر ورواه عنه الديلمي أيضاً رمز المصنف لحسنه.
(1) انظر: طرح التثريب (1/ 490).
(2)
أخرجه عبد بن حميد (1346)، والديلمي في الفردوس (3049) عن أنس، والطيالسي (1719) عن جابر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3370).
4158 -
"دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت: ما هذه الخشفة؟ فقيل: هذا بلال يمشي أمامك". (طب عد) عن أبي أمامة.
(دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي) أي أمامي. (قلت: ما هذه الخشفة؟ قيل: هذا بلال يمشي أمامك) قيل هذا شيء كوشف به صلى الله عليه وسلم من عالم الغيب في نومه أو يقظته، قيل: وهو لا يدل على تفضيل بلال على العشرة المبشرة فضلا عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما سبقه للخدمة، قال الطيبي: وهذا لا يناقض قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] لما أن التقدم بين يدي الرجل خارج عن صفة المتابع المنقاد لأن الآية واردة في النهي عما لا يرضي الله ورسوله كما يشهد له سبب النزول، والحديث ليس كذلك ومن ثم قرره على السبب الموجب لذلك واستحمده. قلت: والسبب هو ما صرح به الحديث أنه سأله صلى الله عليه وسلم ما الذي سبق به إلى الجنة فقال: ما توضأت وضوءا إلا صليت ركعتين. (طب)(1) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: رجال الصغير ثقات وقد رواه أحمد في حديث طويل انتهى يريد بالصغير رواية الطبراني لأنه رواه في الأوسط والصغير.
4159 -
"دخلت الجنة ليلة أسري بي، فسمعت في جانبها وجسا فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا بلال المؤذن"(حم ع) عن ابن عباس.
(دخلت الجنة ليلة أسري بي) هذا دخول حقيقي في يقظة فلا يتم ما قاله العراقي من أنه ما سمع حركة بلال إلا مناماً. (فسمعت في جانبها وَجْسا) بفتح الواو وسكون الجيم بعدها مهملة أي صوتا خفيا قال ابن الأثير (2): الوجس
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 199)(7809)، وابن عدي في الكامل (7/ 213)، والطبراني في الأوسط (6150)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 299)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3369).
(2)
النهاية في غريب الحديث (5/ 337).
الصوت الخفي. (فقلت: ما هذا يا جبريل؟) فيه التصريح بالمسؤول، (فقال: هذا بلال المؤذن) لم يحذف المبتدأ مع القرينة وإن كان ذكره الأصل ولأن المقام مقام إطناب، قال العراقي: فيه وفيما قبله ندب قص الرؤيا الصالحة على أصحابه وأن الإنسان إذا رأى لصاحبه خيرا بشره به وأن رؤيا الأنبياء حق ومنقبة لبلال انتهى [2/ 488]. قلت: هذا يدل على أن الحافظ العراقي يرى أن الإسراء كان مناما والحق خلافه كما حققه ابن القيم (1) ثم يحتمل أنها رؤية واحدة في ذلك الدخول وأن هذا الحديث مبين لوقت الدخول والسماع ومعين للمسئول ويحتمل التعدد. (حم ع)(2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير قابوس وقد وثق وفيه ضعف.
4160 -
"دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين" ابن عساكر عن عائشة.
(دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل) بضم النون وفاء تصغير نفل وهو ابن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة فارق دين قومه قبل بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو والد سعيد بن زيد أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وزيد أحد الأربعة الذين فارقوا عبادة الأوثان في الجاهلية وتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية دين إبراهيم ففارق زيد دين قومه واعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائح التي تذبح للأوثان ونهى عن قتل الموءودة وقال: أعبد رب إبراهيم ونادى قومه يعيب ما هم فيه، وقد استوفى ابن هشام في السيرة (3) وسرد من أشعاره التي دلت على توحيده ما هو مذكور هناك، وقتل ببلاد لخم قبل
(1) انظر: زاد المعاد (3/ 267).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 257)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 300)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3372).
(3)
سيرة ابن هشام (2/ 92).
البعثة، ورباه ورقة بن نوفل ذكره ابن هشام في السيرة، وإذا عرفت هذا فقد وهم المناوي أربعة أوهام: كونه ابن عم خديجة، كونه أدرك البعثة وآمن، وكونه تبعه ثم آمن، كونه قال الزين العراقي ينبغي أن يعد فهذه الأربع خصال صادقة في ورقة بن نوفل لا في زيد فتدبرهم. وقال أشعار في التوحيد قوله:
أربًّا واحداً أم ألف رب
…
أدين إذا تقسمت الأمور
تركت اللات والعزى جميعًا
…
كذلك يفعل الرجل البصير (1)
وأشعاره في المعنى واسعة وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه دخل الجنة خبراً. (درجتين) أي منزلتين عظيمتين.
فائدة: قال الزين العراقي: ينبغي أن يقال إنه أول من آمن من الرجال لأن أول الوحي نزل في حياته فآمن به وصدقه، وذكره ابن منده في الصحابة، ويأتي في الغين أنه غفر له لأنه مات على دين إبراهيم وأنه يدل على أنه لم يدرك البعثة، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه دخل الجنة فرآه. (ابن عساكر (2) في التاريخ عن عائشة) وفيه الباغندي مضعف لكن قال الحافظ ابن كثير إسناده قوي.
4161 -
"دخلت الجنة فرأيت على بابها: الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر فقلت: يا جبريل كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر؟ قال: لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير، والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه"(طب) عن أبي أمامة.
(دخلت الجنة فرأيت) يحتمل أنه رآه له الملك أو أنه أوحي إليه بلفظه ذلك أو أنه كان يقرأ المكتوب في غير عالم الشهادة وما كان أميا إلا في غيب الشهادة.
(1) الأبيات المنسوبة لأمية بن الصلت.
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (19/ 512)، وانظر سير أعلام النبلاء (1/ 131)، وفيض القدير (3/ 518)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3367)، والصحيحة (1406).
(على بابها) أي مكتوباً. (الصدقة بعشرة) أي أجراً من الأجر أو درهما بعشرة دراهم. (والقرض بثمانية عشر) مثله، قال الطيبي: القرض اسم مصدر والمصدر في الحقيقة الإقراض ويجوز كونه هنا بمعنى المقروض. (فقلت: يا جبريل كيف كانت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر) يعني والذي يتبادر أن الصدقة أكثر أجرًا لأنها إخراج للمال بلا عود إلى مالكه فلا نفع له بعد ذلك به ولا مشقة على قابضه برده بخلاف القرض، وفيه أنه يسأل عن حكمة الأمور الشرعية عند مخالفيها لما يقتضيه ظاهر الحال. (قال: لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير) لأنها قد تعطى من لا يسأل فقد يكون غنيا ولا تقع منه موضعا نافعاً. (والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه) فأبان أن الحكمة في التفضيل في دفع الحاجة وهي متحققة في القرض لازمة له بخلاف الصدقة فإنها مظنة له لا غير وقد عارض هذا حديث ابن حبان: "من أقرض درهما مرتين كان له كأجر صدقة"(1) فجمع بعضهم بأن القرض أفضل من الصدقة باعتبار الابتداء بامتيازه عنها بكونه وجه من لم يعتد السؤال وهي أفضل من حيث الانتهاء لما فيها من عدم رد المقابل وعند تقابل الخصوصيتين قد تترجح الأولى وقد تترجح الثانية باعتبار الأثر المترتب والحق أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان وعليه تنزل الأحاديث المتعارضة. (طب)(2) عن أبي أمامة) قال الهيثمي فيه عتبة بن حميد وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف.
4162 -
"دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان، كذلكم البر، كذلكم البر"(ت) والحاكم عن عائشة.
(1) أخرجه ابن حبان (11/ 418)(5040).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 249)(7976)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 126)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2961).
(دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت: من هذا؟ قالوا:) أي الملائكة (حارثة) بحاء مهملة ومثلثة. (ابن النعمان) الأنصاري من بني مالك ابن النجار وكان أبو الناس بأمه كما في تمام الحديث بلفظ: "كان أبو الناس بأمه" وما كان يحسن من المصنف حذفه فإنه قال المناوي (1): إنه قد صح هذا اللفظ من كلامه صلى الله عليه وسلم وليس بمدرج حتى يكون عذره في حذفه، وقوله:(كذلكم البر، كذلكم البر) قال الطيبي: المشار إليه ما سبق والمخاطبون الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رأى هذه الرؤيا وقصها على أصحابه فلما بلغ إلى قوله النعمان نبههم على سبب تلك الدرجة بقوله: كذلكم البر أي حارثة نال تلك الدرجة بسبب البر وموقع هذه الجملة التذييل كقوله تعالى: {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل: 34] وفيه من المبالغة جعل جزاء البر برا وعرف الخبر بلام الجنس تنبيها على أن هذه الدرجة لا تنال إلا ببر الوالدين والتكرير للاستيعاب والتقرير والتأكيد، انتهى كلام الطيبي. قلت: ولم يذكر الشارح هل هذا قبل وفاة حارثة أو بعدها فينظر. (ت ك)(2) عن عائشة) وقال الحاكم: على شرطهما [2/ 489] وأقره االذهبي وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح قال الحافظ في الإصابة: إسناده صحيح.
4163 -
"دخلت الجنة فرأيت فيها جنابذ من اللؤلؤ ترابها المسك، فقلت: لمن هذا يا جبريل؟ قال: للمؤذنين والأئمة من أمتك يا محمد"(ع) عن أبي.
(دخلت الجنة فرأيت فيها جنابذ) بالجيم فنون بعد الألف فموحدة فذال
(1) انظر: فيض القدير (3/ 519).
(2)
أخرجه الترمذي (3689)، والحاكم (3/ 229)، وانظر الإصابة (1/ 618)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3371)، والصحيحة (913).
معجمة قال في النهاية (1): جمع جنبذة: القبة. (من اللؤلؤ ترابها المسك، فقلت: لمن هذا يا جبريل) سأله عنها صلى الله عليه وسلم لا لحسنها وتميزها عن سائر ما رآه من محاسن الجنة.
(قال: للمؤذنين والأئمة من أمتك يا محمَّد) فيه فضيلة الصفتين كأنهما سيان في المساكن وللناس خلاف في أيهما أفضل وفيه أنه لا بأس بالسؤال عن الشيء المعجب المستغرب. (ع)(2) عن أبي) بن كعب ورواه أبو الشيخ والديلمي.
4164 -
"دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي، فقلت: ما هذه الخشفة؟ فقيل الغميصاء بنت ملحان"(حم م ن) عن أنس (صح).
(دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي، فقلت: ما هذه الخشفة؟ فقيل الغميصاء بنت ملحان) مر ضبطهما ومن هي وهي زوج أبي طلحة سيدة الصابرات التي مات ولدها وزوجها غائب فنحته في ناحية البيت فجاء أبو طلحة فقدمت إفطاره فقال: كيف الصبي؟ قالت: هو أسكن مما كان ثم تصنعت له فأصابها، ثم قالت: ألا تعجب لجيراننا أعيروا عارية فطلبت منهم فجزعوا فقال: بئس ما صنعوا، فقالت: ابنك كان عارية فقبض فحمد واسترجع فخليق بمثل هذه أن تكون في أعلى عليين (حم م ن)(3) عن أنس).
4165 -
"دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ، فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء فإذا مسك أذفر، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله"(حم خ ت ن) عن أنس (صح).
(1) انظر النهاية (1/ 305).
(2)
أخرجه أبو يعلى في معجمه (54)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2963)، والضعيفة (826): موضوع.
(3)
أخرجه أحمد (3/ 239، 268)، ومسلم (2456)، والنسائي (5/ 103).
(دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه) أي جانباه. (خيام اللؤلؤ) الإضافة بمعنى من. (فضربت بيدي) بتخفيف المثناة. (إلى ما يجري فيه الماء) أي إلى أرضه التي يجري فيها. (فإذا هو مسك أذفر) بفتح الهمزة وسكون المعجمة ففاء فراء، قال أنس: ما الأذفر؟ قال الذي لا خلط فيه وقيل الشديد الرائحة. (فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله) بإخباره في الآية: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]، (حم خ ت ن)(1) عن أنس).
4166 -
"دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب، فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته"(حم ت حب) عن أنس (حم ق) عن جابر (حم) عن بريدة وعن معاذ (صح).
(دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر) سأل عنه ليعلم من هو فيبشره. (قالوا: لشاب من قريش) قال الزين العراقي: حكمة كونه لم يقال لعمر ابتداء بيان فضيلة قريش ولو قال لعمر فات التنبيه على ذلك، قلت: ولزيادة التشويق إلى المخبر عنه. (فظننت أني أنا هو) قد كان اكتهل بعد النبوة فكأنه حمل الشاب على حال دخول الجنة فإن كل أهلها شباب. (فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب فلولا ما علمت من غيرتك) بفتح الغين المعجمة وسكون المثناة التحتية. (لدخلته) كأنه لما رآه من حسنه أحب الدخول إليه، والغيرة إنما تكون على حشم الإنسان، فيه دليل أن القصر مسكون بالحور العين، وتمام الحديث:"فبكى عمر ثم قال: أعليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار؟ " وقد عارض هذا خبر ابن أبي الدنيا عن أنس مرفوعاً: "دخلت الجنة فإذا
(1) أخرجه أحمد (3/ 103)، والبخاري (6210، 4680)، وأبو داود (4748)، والترمذي (3359)، والنسائي في الكبرى (6/ 523).
فيها قصر أبيض، فقلت لجبريل: لمن هذا القصر؟ قال لرجل: من قريش، فرجوت أن أكون أنا، فقلت: لأي قريش، فقال: لعمر" (1) وجمع بين الخبرين بأن الرؤيا متعددة ولا مانع من تعدد القصور ويحتمل أن يراد بياض نوره وإشراقه وضياؤه وذهب الجنة لا يشبه ذهب الدنيا من كل وجه (حم ت حب) عن أنس. (حم ق)(2) عن جابر (حم) عن بريدة وعن معاذ وفي الباب غيرهم.
4167 -
"دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة" الروياني والضياء عن بريدة (صح).
(دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة) هو مولاه صلى الله عليه وسلم وحبه الذي ما بعثه في جيش قط إلا أمَّره عليهم استشهد بمؤتة رضي الله عنه. (الروياني في مسنده والضياء (3) في المختارة عن بريدة) رمز المصنف لصحته، وفيه الحسين بن واقد أورده الذهبي في الضعفاء (4) وقال استنكر أحمد بعض حديثه.
4168 -
"دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها، فإذا جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير"(طب عد ك) عن ابن عباس (صح).
(دخلت الجنة البارحة) اسم لأقرب ليلة مضت وظاهره دخول حقيقي. (فنظرت فيها، فإذا جعفر) هو ابن أبي طالب استشهد بمؤتة وتقدم ذكره. يطير مع الملائكة) لأنه قطعت يداه في الجهاد قال البيهقي: لم يرد أنه يطير بجناحين
(1) أخرجه ابن الجعد في مسنده (رقم 2905).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 107، 191)، والترمذي (2394)، وابن حبان (1/ 251)(54) عن أنس، وأحمد (3/ 309)، والبخاري (6621)، ومسلم (2394) عن جابر، وأحمد (5/ 354) عن بريدة.
(3)
أخرجه الروياني (2/ 277)، والضياء في المختارة (2072)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3366)، والصحيحة (1859).
(4)
انظر المغني (1/ 170).
كالطير بريش بل المراد بهما صفة ملكية وقوة روحانية، ومنعه ابن حجر لقيد المانع من العمل على الظاهر، وورد عند البيهقي:"أن جناحيه من ياقوت"(وإذا حمزة) بن عبد المطلب عم المصطفى صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء المقتول بأحد رضي الله عنه (متكئ على سرير) وهذا من الأدلة على أن حياة الشهداء في البرزخ حياة حقيقية بأجسادهم. (طب عد ك)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته [2/ 495] قال الحاكم صحيح ورده الذهبي بأن فيه سلمة بن بهرام ضعفه أبو داود.
4169 -
"دخلت الجنة فإذا جارية أدماء لعساء، فقلت: ما هذه يا جبريل؟ فقال إن الله تعالى عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأُدْم اللعس فخلق له هذه" جعفر بن أحمد القمي في فضائل جعفر، والرافعي في تاريخه عن عبد الله بن جعفر.
(دخلت الجنة فإذا جارية أدماء) أي شديدة السمرة قال في القاموس (2): السمرة منزلة بين السواد والبياض فيما يقبل ذلك. (لعساء) في الضياء اللَّعَس: لون حسن في الشفة تضرب إلى السواد، وشفة لعساء وامرأة لعساء، وقال الأزهري: لم يرد به سواد الشفة كما فسره أبو عبيد، وإنما أراد سواد ألوانهم يقال: جارية لعساء إذا كان في لونها أدنى سواد مشربة من الحمرة فإذا قيل: لعساء الشفة فهو على ما فسره قاله في النهاية (3). (فقلت: ما هذه يا جبريل؟ فقال: إن الله عز جل عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأُدْم اللعس) أي النساء المتصفات لهاتين الصفتين. (فخلق له هذه) فيه أنه يطلق عرف الله في الأخبار عن علمه تعالى وإن لم يجز أن يقال له عارف، وفيه فضيلة لجعفر رضي الله عنه في إعطاء الله سبحانه له شهوته لا يقال هذا نائب لكل من دخل الجنة فإن فيه ما تشتهيه
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 107)(1466)، وابن عدي في الكامل (3/ 230)، والحاكم (3/ 217، 231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3363).
(2)
انظر القاموس (4/ 124).
(3)
انظر النهاية (4/ 253).
الأنفس لأنا نقول هذا الأعداد والعناية من الآن، والإخبار بأنه تعالى فعل له ما عرف أنه يهواه قبل طلبه هو محل الخصوصية ويحتمل أنها قد اتصلت به لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون. (جعفر بن أحمد (1) القمي) بضم القاف وتشديد الميم نسبة إلى قم بلدة كبيرة بين أصبهان وساوة أكثر أهلها شيعة (في فضائل جعفر، والرافعي في تاريخه) أي تاريخ قزوين (عن عبد الله بن جعفر) يرفعه إليه صلى الله عليه وسلم.
4170 -
"دخلت الجنة فرأيت في عارضتي الجنة مكتوبا ثلاثة أسطر بالذهب: السطر الأول: "لا إله إلا الله محمَّد رسول الله" والسطر الثاني: "ما قدمنا وجدنا، وما أكلنا ربحنا، وما خلفنا خسرنا" والسطر الثالث:"أمة مذنبة ورب غفور" الرافعي وابن النجار عن أنس.
(دخلت الجنة فرأيت في عارضتي) بالعين مهملة فالراء فضاد معجمة أي عرضتي بابها، في الضياء عارضة الباب للعضادتين من فوق، (مكتوبا ثلاثة أسطر بالذهب) في الضياء: السطر: الصف من الكتاب ونحوه (السطر الأول: "لا إله إلا الله محمَّد رسول الله") فيه دليل أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بعض المكتوب وقد قدمنا بحثا في ذلك لأنه لم يقل هنا فقلت ما هنا بل عرفه بنفس رؤيته. (والسطر الثاني: "ما قدمنا وجدنا) يحتمل أنه مكتوب بهذا اللفظ على الحكاية عن العباد قاله الرب تعالى وإلا فكان الظاهر ما قدمتم وجدتم أي كل ما قدمناه من عمل صالح أو شيء وجدناه حذف العائد، أي: وجدنا جزاءه، ويحتمل أنه خاص بالأعمال الصالحة وأنه يقوله من دخل الجنة بعد حلولها. (وما أكلنا) في ذات الدنيا. (ربحنا) لأنه ما تحقق الانتفاع إلا به والأكل عبارة عن الاستهلاك يشمل
(1) أخرجه الرافعي في التدوين (2/ 35)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2960)، وقال في الضعيفة (3272): موضوع.
اللبس ونحوه. (وما خلفنا) من مال لوارثه. (خسرنا) لأنه انتفع به غيرنا، إن قلت تقدم: "إنك إن تذر ذريتك أغنياء خير لك
…
" الحديث. والمراد الخيرية في الأجر قلت: ذلك في تفضيل ما يخلفه لوارثه على الوصية بالصدقة وهذا في إخراج الصدقة قبل المرض فالصدقة وأنت صحيح شحيح كما تقدم هي التي جعل ما عداها خسرانًا فكان بالنظر إلى أجرها خسر ماله حيث لم ينفعه في تلك الحال. (والسطر الثالث: "أمة مذنبة) كأن المراد أمته صلى الله عليه وسلم: كثيرة الذنب. (ورب غفور) كثير المغفرة لو أتوه بقراب الأرض خطايا للقاهم بقرابها مغفرة كما يجيء وفيه تبشير للأمة بالغ. (الرافعي وابن النجار (1) عن أنس)، الرافعي في تاريخ قزوين وابن النجار في تاريخ بغداد.
4171 -
"دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها البله". ابن شاهين في الإفراد، وابن عساكر عن جابر.
(دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها البله) بضم الباء الموحدة جمع أبله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير أو من غلبت عليه سلامة الصدر فحسن ظنه بالناس فأغفل أمر دنياه فجهل حذق التصرف فيها وأقبل على آخرته فشغل نفسه بها فلذلك كان أكثر أهل الجنة، فأما الأبله: وهو الذي لا عقل له فغير مراد في الحديث: "وخير أولادنا الأبله الغفول يراد أنه لشدة حيائه كالأبله وهو غفول. (ابن شاهين في الإفراد، وابن عساكر (2) عن جابر) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه أحمد بن عيسى قال ابن حبان: يروي عن المجاهيل المناكير وفي
(1) أخرجه الرافعي في التدوين (3/ 91)، وابن حبان في الثقات (9/ 235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2962)، وقال في الضعيفة (3291): منكر.
(2)
أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 911)، والبيهقي في الشعب (1366)، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/ 276)، وانظر الميزان (1/ 269)، ولسان الميزان (1/ 240)، والعلل المتناهية (2/ 934)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2959).
الميزان [2/ 491] فيه محمَّد بن إبراهيم القرشي.
4172 -
"دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها اليمن، ووجدت أكثر أهل اليمن مذحج". (خط) عن عائشة.
(دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها) أهل (اليمن) أي أهله وتقدم تحديده. (ووجدت أكثر أهل اليمن مذحج) بفتح الميم فذال معجمة ساكنة بزنة مسجد اسم أكمة باليمن ولدت عندها امرأة من حمير كانت زوجة أود فسميت باسمها ثم صارت علماً على القبيلة ومنهم الأنصار وعليه فلا تنصرف للتأنيث والعلمية وقال الجوهري: مذحج اسم الأب قال: والميم عند سيبويه أصلية وعليه فهو منصرف. إن قلت: متى هذا الوجدان المذكور في الحديثين فإنه لم يكن البله قد دخلوا الجنة ولا أهل اليمن بل بعضهم أو أكثرهم لم يكن قد وجد قلت أعلمه الله سبحانه بسعة أماكنهم في الجنة ومنازلهم فيها فوجدهم باعتبارها أكثر سكانها. (خط)(1) عن عائشة) وفيه حمزة بن الحسين السمسار قال في الضعفاء (2): حمزة بن الحسين الدلال عن ابن إسحاق قال الخطيب: كذاب.
4173 -
"دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم". ابن سعد عن أبي بكر العدوي مرسلاً.
(دخلت الجنة فسمعت نحمة) قال العراقي: بنون مفتوحة فحاء مهملة الصوت أو السعلة أو النحنحة، وقال السهيلي: النحمة سعلة مستطيلة. (من نعيم) مصغر بمهملة هو أبو عبد الله القرشي العدوي أسلم قبل عمر بن الخطاب وكتم إيمانه وكان ينفق على أرامل بني عدي فمنعوه من الهجرة وقالوا
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 229)، وانظر الميزان (6/ 34)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2959).
(2)
انظر: المغني (1/ 192).
له: أقم على أي دين شئت ثم هاجر عام الحديبية ومعه أربعون من أهل بيته واستشهد يوم اليرموك أو بأجنادين، فهذه النحمة سمعها منه صلى الله عليه وسلم وهو حي وفيه فضيلة له. (ابن سعد (1) عن أبي بكر العدوي) بالعين والدال مهملات نسبة إلى عدي بن كعب بن لؤي (مرسلاً) أرسل عن ابن عمر وغيره قال في الكاشف: ثقة.
4174 -
"دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة". (م د) عن جابر (د ت) عن ابن عباس مرسلاً. (صح).
(دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة) تقدمت فيه ثلاثة تفاسير في قوله: "أتاني جبريل" في الهمزة أول الكتاب. (م د)(2) عن جابر (د ت) عن ابن عباس) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر على المروتين بمشقص.
4175 -
"دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت"(حم ق هـ) عن أبي هريرة (خ) عن ابن عمر (صح).
(دخلت امرأة النار) قال ابن حجر (3): لم أقف على اسمها، فقيل: حميرية، وقيل: إسرائيلية، ولا تعارض لأن طائفة من حمير تهودت (في هرة) أي لأجلها أو بسببها ذكره الزمخشري (4)، قال ابن مالك: في هنا للتعليل وهو مما خفي على كثير من النحاة وتعقبه الطيبي فإنهم يقدرون المضاف أي في شأن هرة أو في
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 138)، وانظر الإصابة (6/ 458)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2964).
(2)
أخرجه مسلم (1218)، وأبو داود (1789)، عن جابر، وأبو داود (1790)، والترمذي (932)، والنسائي (2/ 368)، والبزار (3449)، والطبراني في الكبير (11/ 60)(45، 11)، عن ابن عباس، وانظر تخريج أحاديث الهداية لابن حجر (2/ 34).
(3)
فتح الباري (1/ 282).
(4)
الفائق في غريب الحديث (1/ 370).
أمرها والهرة هي السنور جمعها هرر كقردة وقرد والذكر هر وتجمع على هررة كقردة. (ربطتها فلم تطعمها) حتى ماتت جوعا كما في روايات البخاري والفاء تفصيل وتفسير للربط. (فلم تدعها) لم تتركها. (تأكل من خشاش الأرض) بفتح الخاء المعجمة أشهر من كسرها وضمها كما في الديباج وغيره وروى النواوي أنه يروي بحاء مهملة وغلط قائله حرساتها وهوامها، قال الزمخشري (1): الواحدة خشاشة سميت به لانخشاشها في التراب. قال الطيبي: وذكر الأرض للإحاطة والشمول مثل {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 38] حتى ماتت، اختلف في المرأة هل مسلمة أم كافرة حكى الحافظ ابن حجر (2) الثاني عن قوم، وقال النووي: الظاهر أنها كانت مسلمة وإنها دخلت النار لهذه المعصية وتوبع عليه، وقال القرطبي: هل كانت مسلمة أو كافرة يحتمل الأمرين فإن كانت كافرة ففيه أن الكفار مخاطبون بالفروع ويعاقبون على تركها وإلا فقد تلخص أن سبب تعذيبها حبس الهرة ففيه أن الهرة لا تملك وأنه لا يجب إطعامه إلا على من حبسه، واعلم أنه قد ورد النص الصريح الصحيح أنها كافرة، قال علقمة: كنا جلوسا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة ربطتها الخ فقال سمعته منه صلى الله عليه وسلم، فقالت: هل تدري ما كانت المرأة إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة وإن المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة [2/ 492] فإذا حدثت عن رسول الله فانظر كيف تحدث" (3) رواه أحمد، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، قلت: وظاهره أنه ليس خبرها مرفوعاً بل قالته
(1) الفائق (1/ 235).
(2)
فتح الباري (6/ 357).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 519). وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 116، 10/ 190).
اجتهاداً. (حم ق هـ)(1) عن أبي هريرة (خ) عن ابن عمر) ورواه عنه مسلم بلفظ: "عذبت امرأة في هرة أوثقتها .. إلى آخره.
4176 -
"دخول البيت دخول في حسنة وخروج من سيئة". (عد هب) عن ابن عباس.
(دخول البيت) أي الكعبة المشرفة ظاهر في مجرد الدخول من دون الصلاة لذكر. (دخول في حسنة وخروج من سيئة) أي يكتب للداخل حسنة وتخرج عنه سيئة من ذنوبه ففيه ندبية دخول البيت الحرام ولا يجب إجماعا وحكى القرطبي: عن قوم أن دخوله نسك، ورد بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما دخله عام حجه فإنه لم يدخله إلا عام الفتح وهو غير محرم ولم يدخله عام حجة الوداع، قال في الفتح (2): ويشهد له ما في تاريخ الأزرقي أنه إنما دخلها مرة واحدة عام الفتح ثم حج فلم يدخلها" (3). (عد هب)(4) عن ابن عباس) وفيه محمَّد بن إسماعيل البخاري أورده الذهبي في الضعفاء (5) وقال ابن الجوزي: كان كذابًا وفيه عبد الله بن المؤمل (6)، قال الذهبي: ضعفوه.
(1) أخرجه أحمد (2/ 261)، والبخاري (3140)، ومسلم (2619)، وابن ماجة (4256) عن أبي هريرة، والبخاري (3140)، ومسلم (2242) عن ابن عمر.
(2)
فتح الباري (1/ 499).
(3)
انظر شرح الزرقاني (2/ 472).
(4)
أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 137)، والبيهقي في الشعب (4053)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2966).
(5)
انظر الميزان (6/ 73)، والمغني (2/ 557).
(6)
انظر الميزان (4/ 207)، والمغني (1/ 359).