المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السين مع الباء الموحدة - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٦

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌الخاء مع المثناة التحتية مشددة

- ‌المعرف باللام من حرف الخاء

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌الدال مع الألف

- ‌الدال مع الثاء المثلثة

- ‌الدال مع الحاء المهملة

- ‌الدال مع الخاء المعجمة

- ‌الدال مع الراء

- ‌الدال مع العين المهملة

- ‌الدال مع الفاء

- ‌الدال مع اللام

- ‌الدال مع الميم

- ‌الدال مع الواو

- ‌الدال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من الدال المهملة

- ‌حرف الذال أي المعجمة

- ‌الذال مع الألف

- ‌الذال مع الموحدة

- ‌الذال مع الراء

- ‌الذال مع الكاف

- ‌الذال مع الميم

- ‌الذال مع النون

- ‌الذال مع الهاء

- ‌الذال مع الواو

- ‌الذال مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرّف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الراء

- ‌الراء مع الألف

- ‌الراء مع الباء الموحدة

- ‌الراء مع الجيم

- ‌الراء مع الحاء المهملة

- ‌الراء مع الدال المهملة

- ‌الراء مع السين المهملة

- ‌الراء مع الضاد المعجمة

- ‌الراء مع الغين المعجمة

- ‌الراء مع الفاء

- ‌الراء مع الكاف

- ‌الراء مع الميم

- ‌الراء مع الهاء

- ‌الراء مع الواو

- ‌الراء مع الياء آخر الحرف

- ‌المعرف باللام من الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌الزاي مع الألف

- ‌الزاي مع الراء

- ‌الزاي مع الكاف

- ‌الزاي مع الميم

- ‌الزاي مع الواو

- ‌الزاي مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف السين المهملة

- ‌السين مع الألف

- ‌السين مع الباء الموحدة

- ‌السين مع المثناة الفوقية

- ‌السين مع الجيم

- ‌السين مع الحاء المهملة

- ‌السين مع الخاء المعجمة

- ‌السين مع الدال المهملة

- ‌السين مع الراء

- ‌السين مع الطاء

- ‌السين مع العين المهملة

- ‌السين مع الفاء

- ‌السين مع اللام

- ‌السين مع الميم

- ‌السين مع الواو

- ‌السين مع الياء آخر الحروف

- ‌المعرف باللام من هذا الحرف

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌الشين مع الألف

- ‌الشين مع الموحدة

- ‌الشين مع الراء

- ‌الشين مع العين المهملة

- ‌الشين مع الفاء

- ‌الشين مع الميم

- ‌الشين مع الهاء

- ‌الشين مع الواو

- ‌الشين مع الياء آخر الحروف

- ‌المحلي بالألف

- ‌حرف الصاد

الفصل: ‌السين مع الباء الموحدة

‌السين مع الباء الموحدة

4617 -

" سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر". (حم ق ت ن هـ) عن ابن مسعود (هـ) عن أبي هريرة، وعن سهد (طب) عن عبد الله بن مغفل، وعن عمرو بن النعمان بن مقرن (قط) في الأفراد عن جابر (صح).

(سباب) بكسر السين وتخفيف الموحدة. (المسلم) أي سبه وشتمه والتكلم في عرضه وما يعيبه. (فسوق) أي خروج عن الطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم بارتكاب ما نهيا عنه قال النووي (1): فيحرم سب المسلم بغير سبب شرعي. (وقتاله) لأجل الإِسلام (كفر) حقيقة أو أنه إذا لم يرد قتاله لأجل الإِسلام بل القتال لغيره هو كفر جحود لنعمة الإِسلام فإن المؤمن أخو المؤمن فإذا قاتله فقد كفر نعمة أخوته وقيل لم يرد حقيقة خروجه من الملة بل لمبالغة في التحذير وجمع بينهما بأن الأعراض والأموال شقيقان. (حم ق ت ن هـ)(2) عن ابن مسعود (هـ) عن أبي هريرة، وعن سعد (طب) عن عبد الله بن مغفَّل) فيه عند الطبراني كثير بن يحيى وهو ضعيف كما قاله الهيثمي، (وعن عمرو بن النعمان بن مقرن) بضم الميم [2/ 571] وفتح القاف وتشديد الراء مكسورة، (قط) في الأفراد عن جابر).

4618 -

"سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه". (طب) عن ابن مسعود (صح).

(1) شرح صحيح مسلم للنووي (2/ 54).

(2)

أخرجه أحمد في المسند (1/ 385)، والبخاري (48) ومسلم (64)، والترمذي في سننه (1983) والنسائي (4116) وابن ماجه (3939) عن ابن مسعود (3940) عن أبي هريرة والطبراني في الكبير (17/ 80) عن عبد الله بن مغفل وعن عمرو بن النعمان بن مقرن، والدارقطني في الغرائب والأفراد كما في أطراف الغرائب (3790).

ص: 360

(سباب المسلم) مصدر سب سباً وسِباباً شتم شتماً وجيعاً. (فسوق) تسقط به العدالة والمرتبة وينقص به إيمانه. (وقتاله كفر) لنعمة أخوة الإيمان أو حقيقة كما سلف. (وحرمة بماله كحرمة دمه) لما ذكر الأعراض والدماء أبان أن المال كالدم في الحرمة فأخذه بغير حق كفر لنعمة الإيمان ومعصية كبيرة تستحق إطلاق اسم الكفر عليها. (طب)(1) عن ابن مسعود) قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجلس الأنصار ورجل منهم يعرف بالبَذاء فذكره رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

4619 -

""سبحان الله"" نصف الميزان "والحمد لله" تملأ الميزان "والله أكبر" تملأ ما بين السماء والأرض، والطهور نصف الإيمان والصوم نصف الصبر". (حم هب) عن رجل من بني سليم (صح).

(سبحان الله، نصف الميزان) أي يملأ ثوابها كفة الميزان. (والحمد لله، تملأ الميزان) بانضمامها إلى التسبيح تملأ الكفة الأخرى كذا قيل، والأظهر أنها تملؤه أي كفتيه معاً. (والله أكبر، تملأ ما بين السماء والأرض) تقدم أن المراد أنه لو كان ثوابها جسما لملأ ذلك. (والطَّهور) بفتح الطاء. (نصف الإيمان) تقدم الكلام فيه. (والصوم نصف الصبر) وقد سبق الجميع موضحا في الجزء الأول. (حم هب)(2) عن رجل من بني سليم) رمز المصنف لصحته.

4620 -

""سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" في ذنب المسلم مثل الآكلة في جنب ابن آدم". ابن السني عن ابن عباس (ح).

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 159)(10316)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3596)، وصححه في الصحيحة (3947).

(2)

أخرجه أحمد (4/ 260)، والبيهقي في الشعب (631)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3228).

ص: 361

(سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ في ذنب المسلم) أي أثر قوله لها في ذنبه وما آتاه. (مثل الأُكْلَة) بزنة قرحة داء في العضو. (في جنب ابن آدم) أي تفنيه وتذهبه كذلك هذه الكلمات تفني الذنب وتذهبه قال حجة الإِسلام: ولا يكون كذلك إلا إذا حصلت معانيها في القلب أما مجرد تحريك اللسان بها مع الغفلة عن معناها فليس من المكفرات في شيء. ابن السني (1) عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه.

4621 -

""سبحان الله" نصف الميزان "والحمد لله" ملء الميزان "والله أكبر" ملء السماوات والأرض "ولا إله إلا الله" ليس دونها ستر ولا حجاب حتى تخلص إلى ربها عز وجل". السجزي في الإبانة عن ابن عمرو، وابن عساكر عن أبي هريرة.

("سبحان الله" نصف الميزان "والحمد لله" ملء الميزان "والله أكبر" ملء السماوات والأرض "ولا إله إلا الله" ليس دونها ستر ولا حجاب حتى تخلص إلى ربها عز وجل") تقدم بألفاظه والكلام عليه. (السجزي (2) في الإبانة عن ابن عمر، وابن عساكر عن أبي هريرة).

4622 -

"سبحان الله!! ماذا أنزل الليلة من الفتن؟ وماذا فتح من الخزائن؟ أيقظوا صواحب الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة". (حم خ ت) عن أم سلمة (صح).

(سبحان الله!! ماذا أنزل) الله. (الليلة) تعجب مما أنزله الله من الأمر المقدور وأوحى به إليه وقوله: (من الفتن) بيان لما أنزل أراد بها الفتن الجزئية

(1) أخرجه ابن السني (179)، والديلمي (3524)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3230): موضوع.

(2)

أخرجه السجزي في الإبانة كما في الكنز (2021)، وابن عساكر في تاريخه (34/ 345)، وانظر فيض القدير (4/ 85)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3229).

ص: 362

القريبة المأخذ كفتنة الرجل في أهله وماله تكفرها الصلاة أي ما أنزل من مقدمات الفتن قيل والملجأ إلى التأويل أنه لا فتنة في حياته صلى الله عليه وسلم قلت وقوله: (وماذا فتح من الخزائن) يشعر بأنه أراد بالفتن ما أعلمه الله به من فتح بلاد كسرى وقيصر فإنها فتن على الكفار ونكال بهم وفيها بشرى للمؤمنين وقال الطيبي: عبر عن الرحمة بالخزائن لكثرتها وعزتها وعن العذاب بالفتن لأنها أسباب مؤدية إليه وجمعهما تمكين بهما ومعنييهما. (أيقظوا) بفتح الهمزة نبِّهوا للتهجد كما تشير إليه رواية "لكي يصلين" قال الكرماني: ويجوز كسر الهمزة أي انتبهوا. (صواحب الحجر) بضم الحاء المهملة وفتح الجيم والراء هن أزواجه صلى الله عليه وسلم أمر بإيقاظهن ليحصل لهن حظ من الرحمة المنزّلة تلك الليلة خصّهن لأنهن الحاضرات أو من قبيل "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول" وقال ابن العربي: كأنه أخبر بأن بعضهن ستكون فيها أي في الفتنة يريد عائشة وما كان في يوم الجمل فأمر بإيقاظهن تخصيصا لذلك ومنه في الأمر بالأمر يإيقاظهن على أنه لا ينبغي لهن التكاسل عن الطاعة اعتمادا على كونهن أزواجه صلى الله عليه وسلم وغيرهن بالأولى. (فرب كاسية في الدنيا) أي نفس كاسية بأنواع الثياب. (عارية) بالجر صفة لكاسية والرفع على خبرية محذوف أي هي عارية. (في الآخرة) تقدم العمل فيه التسبيح عند التعجب ونشر العلم والتذكير بالليل وندب الإيقاظ للنائم للنافلة والتحذير من الفتن والإرشاد إلى أن الصلاة تدفع شرها، والإخبار بأن من تنعم في الدنيا قد لا يتنعم في الآخرة. (حم خ ث) (1) عن أم سلمة) قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزِعاً فذكره.

4623 -

"سبحان الله!! أين الليل إذا جاء النهار؟ ". (حم) عن التنوخي.

(سبحان الله، أين الليل إذا جاء النهار)[2/ 572] قالوا: كتب هرقل إلى النبي

(1) أخرجه البخاري (6218)، وأحمد (6/ 297)، والترمذي (2196) وقال: حديث حسن صحيح.

ص: 363

- صلى الله عليه وسلم تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ قال فذكره فقاله صلى الله عليه وسلم معلماً له بأن قدرة الله قد أحدثت من إبانة فقدان الليل عند مجيء النهار فإن النهار يملأ الأكوان ثم يأتي الليل فالقادر على هذا قادر على إيجاد مكان للنار غير السماوات والأرض. (حم)(1) عن التنوخي) نسبة إلى تنوخ بالمثناة الفوقية فنون وبعد الواو خاء معجمة.

4624 -

"سبحوا ثلاث تسبيحات ركوعا، وثلاث تسبيحات سجوداً". (هق) عن محمَّد بن علي مرسلاً.

(سبحوا ثلاث تسبيحات ركوعاً) أي في حال الركوع في الصلاة والكيفية عرفت من غيره وهو أن يقول سبحان الله العظيم وبحمده. (وثلاث تسبيحات سجودًا) أي في حال السجود بأن يقول سبحان ربي الأعلى وبحمده والروايات مختلفة فيها عددا وصفة وقد ثبت رواية أبي داود أن الثلاث أدنى الكمال وأكمل منه خمس فسبع فتسع فإحدى عشرة، وهل الأمر للندب أو للوجوب؟ الجماهير أنه للأول. (هق)(2) عن محمَّد بن علي مرسلاً) وابن الحنفية.

4625 -

"سبحي الله عشراً واحمدي الله عشراً، وكبري الله عشراً، ثم سلي الله ما شئت، فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت". (حم ت ن حب ك) عن أنس.

(سبحي الله عشراً واحمدي الله عشراً، وكبري الله عشراً) تقدمت الصفة في قول ذلك. (ثم سلي الله ما شئت) من خير الدنيا والآخرة. (فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت) ظاهره في أي حين عقيب صلاة أو لا وأنه من أراد من الدعاء في أي ساعة ولم نجد في الروايات دليلاً على تعيين المخاطبة ويحتمل أنها أم هانئ بنت أبي طالب المرادة في الحديث الثاني وأنها اختلفت الروايات والرواة

(1) أخرجه أحمد (3/ 441)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3227)، والضعيفة (3686).

(2)

أخرجه البيهقي في السنن (2/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3232).

ص: 364

والله أعلم. (حم ت ن حب ك)(1) عن أنس) قال الهيثمي: إسناده حسن.

4626 -

"سبحي الله مائة تسبيحة، فإنها تعدل لك مائة رقبة من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس من مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهلل الله مائة تهليلة، فإنها تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل منها إلا أن يأتي بمثل ما أتيت". (حم طب ك) عن أم هانئ.

(سبحي الله مائة تسبيحة) هو خطاب لأم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: يا رسول الله كبُر سِنّي ودق عظمي فدلني على عمل يدخلني الجنة فذكره أي قولي سبحان الله مائة مرة. (فإنها تعدل لك مائة رقبة) أي عتق مائة نفس. (من ولد) بضم الواو وسكون اللام تكون جمعاً كأسد وواحداً كسفل. (إسماعيل) هذا تتميم ومبالغة في معنى العتق لأن فك الرقبة أعظم مطلوب وكونه من عنصر إسماعيل الذي هو أشرف الناس نسبًا أعظم وأمثل. (واحمدي الله مائة تحميدة؛ فإنها تعدل لك مائة فرس من مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله) في هذا من الفضيلة ما تقصر عنه عن العبارة وفيه أن التحميد أشرف من التسبيح. (وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة) بقلائد الهدايا. (متقبلة) أي اهديها إلى بيت النار وقبلها الله سبحانه. (وهللي الله مائة تهليلة) أي قولي لا إله إلا الله. (فإنها تملأ ما بين السماء والأرض) أي بأجرها أو بذاتها أو بالملائكة النازلين برفعها. (ولا يُرفع) مبنيا للمجهول. (يومئذ) أي يوم تقولين ذلك مفهمة أنه يقال كل يوم مرة. (لأحد عمل) من شيء قاله. (أفضل منها) أي أكثر ثواباً. (إلا أن يأتي بمثل ما أتيت) فإنه يرفع له مثله ولولا هذا

(1) أخرجه أحمد (3/ 120)، والترمذي (481)، والنسائي (3/ 51)، وابن حبان (5/ 353)(2011)، والحاكم (1/ 385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3233)، والضعيفة (3688).

ص: 365

الحمل لزم أن يكون الآتي بالمثل إتياناً فضل وليس المراد واعلم أن الأصل في أحد أن يستعمل في النفي وواحد في الإثبات وقد تستعمل أحدهما مكان الآخر قليلاً كما في هذا الحديث.

تنبيه: الأفضل الإتيان بهذه الأذكار على هذا العدد المعين، وهل إذا زاد عليه يحصل ذلك الثواب والمرتب من الشارع عليه أم لا؟ قيل: لا لأن ذكره الأعداد حكمه خاصية وإن خفيت علينا لأن كلام الشارع لا يخلو عنها فربما يفوت الآخر الموعود بالزيادة ألا ترى أن المفتاح إذا زيد على أسنانه لا يفتح والأصح الحصول لإتيانه بالقدر المرتب عليه الثواب فلا تكون الزيادة التي من جنسه مزيلة له بعد حصوله ذكره العراقي. (حم طب ك)(1) عن أم هانئ) قال الهيثمي: أسانيده حسنة.

4627 -

"سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علماً، أو أجري نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجداً، أو ورث مصحفاً، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته". البزار وسمويه عن أنس (صح).

(سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته) أي كأنه مباشر له. (من علّم علماً) يصدق على التأليف والإفتاء وتقدم من نشر وهي أعم. (أو أجري نهراً، أو حفر بئراً) ظاهره ولو لنفسه لأنه يتعدى نفعه إلى الغير ويحتمل أن المراد حفره وإجرائه للناس (أو غرس نخلًا) كذلك ومثله العنب والتين وسائر الفواكه التي لها نقاء ونماء. (أو غرس نخلا، أو بنى مسجداً، أو ورث مصحفاً)[2/ 573] ظاهر في أنه ورثه لورثته ولم يخرجه عن ملكه بهبة ولا وقف. (أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته) تقدم في أن ممن يلحق سبع من الخصال وقدمنا أنها قد

(1) أخرجه أحمد (6/ 344)، والطبراني في الكبير (24/ 414)(1008)، والحاكم (1/ 695)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3234)، وحسنه في الصحيحة (1316).

ص: 366

انتهت إلى عشر ونظمها المصنف وقدمنا نظمه هنالك، قال البيهقي: هذا الحديث لا يخالف الحديث الصحيح "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" وقد قال فيه: "إلَاّ من صدقة جارية" وهي تجمع ما ذكره من الزيادة. (البزار وسمويه (1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وهو باطل وقد أعله الهيثمي وغيره، بأن فيه محمَّد بن عبيد اللَّه العزرمي ضعيف غير أنه تقدم -يريد تقدم في كتابه مجمع الزوائد- ما شهد لبعضه انتهى وقال المنذري: إسناده ضعيف ومثله قال الذهبي.

4628 -

"سبع مواطن لا تجوز فيها الصلاة: ظاهر بيت الله، والمقبرة، والمزبلة، والمجزرة، والحمام، وعطن الإبل، ومحجة الطريق". (هـ) عن ابن عمر

(سبع مواطن لا تجوز فيها الصلاة: ظاهر بيت الله) أي ظهر الكعبة لأنه ينافي تعظيمها واحترامها بالاستعلاء. (والمقبرة) مثلث الباء. (والمزبلة) محل الزبل لأنه محل النجاسة. (والمجزرة) محل جزر الحيوان ذبحه. (والحمام) ظاهر في بيته الداخلي والخارجي لأن عليه أنه محل الشيطان. (وعَطْن الإبل) أي المكان الذي تنحى إليه إذا شربت ليشرب غيرها فإذا اجتمعت سبقت للمرعى. (ومحجة الطريق) أي معظمه ووسطه مثل قوله: قارعة الطريق، واعلم أنه يحتمل نفي الجواز التحريم وهو فيه ظاهر ويحتمل أنه نفي للكراهة التنزيهية وعليه الشافعية أي تكره وتصح. (هـ)(2) عن ابن عمر) فيه أبو صالح كاتب الليث قال

(1) أخرجه البزار (149)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 344)، والبيهقي في الشعب (3449) وعزاه في كنز العمال لسمويه (43662)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 408) والمنذري في الترغيب والترهيب (1/ 53) و (1/ 41)، وانظر فيض القدير (4/ 78)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3602).

(2)

أخرجه ابن ماجة (746)، وانظر الميزان (4/ 125)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3235).

ص: 367

ابن عبد الهادي: كلهم طعن فيه وفي الميزان: أنه من مناكير كاتب الليث، وقال الدميري: عن النووي (1) أنه حديث ضعيف.

4629 -

"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". مالك (ت) عن أبي هريرة أو أبي سعيد (حم ق ن) عن أبي هريرة (م) عن أبي هريرة وأبي سعيد معا (صح).

(سبعة) مفهوم العدد لا اعتبار به فقد ورد إظلال العرش لجماعة آخرين جمعها الحافظ ابن حجر في كتاب سماه "معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال" وتبعه في ذلك السخاوي والمصنف فألفا فيها ومجموعها نحو سبعين خصلة. (يظلهم الله في ظله) هو خبر سبعة أي يدخلهم في ظل رحمته وإضافته إليه تشريفا مثل: {نَاقَةُ اللَّهِ} [الأعراف: 73] وهو تعالى منزه عن الظل فإنه من صفات الأجسام (2). (يوم لا ظل) مبني على الفتح. (إلا ظله) مرفوع من باب لا إله إلا الله أي لا رحمة إلا رحمته ويحتمل أنه أريد ظل عرشه حقيقة (3) عن حر القيامة وكربها. (إمام عادل) في أوامره ونواهيه وتقيده لأحكام الله عز وجل. (وشاب)

(1) انظر: المجموع شرح المهذب (3/ 151).

(2)

إن هذا التعليل لا يستعمله السلف الصالح؛ لأن لفظ الجسم من الألفاظ المجملة التي تحتمل معنى صحيحاً ومعنى فاسداً، ولا يصح إثباته ولا نفيه بإطلاق، لا بد من الاستفصال عن المراد به.

(3)

انظر للتفصيل حول "الظل" كتاب صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة للسقاف (ص:205 - 209).

ص: 368

خصه لأنه في سن الشهوات والغفلات قال: (نشأ في عبادة الله) فإنه قد عزف نفسه عن شهواتها وقادها بزمام تقواه إلى ما يرضي به مولاه. (ورجل قلبه معلق بالمسجد) أي محب له شغف بسكونه. (إذا خرج منه حتى يعود إليه) كناية عن التردد إليه في أوقات الصلاة فلا يخرج منه إلا عازما على العود إليه. (ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه) أي جمع بينهما الحب في الله وافترقا بالموت عليه لم يفرق بينهما عارض دنيوي أو المراد يحفظان الحب في الله في الحضور والغيبة وعدت هذه خصلة واحدة مع أنها ثنتان لأن المحبة لا تكون إلا بين اثنين. (ورجل ذكر الله) بقلبه أو بلسانه. (خالياً) من الناس. (ففاضت عيناه) أي بالدمع والمراد فاض الدمع فهو مجاز كجرى الميزاب، زاد البيهقي: من خشية الله فبكاؤه يكون عن خوف أو شوق أو محبة. (ورجل دعته) أي طلبته. (امرأة) إلى الزنا بها هذا هو الأظهر لا ما قيل للنكاح فخاف العجز عن حقها أو التنفل عن العياقة بالكسب لها. (ذات منصب) بكسر المهملة أصل وشرف أو حسب ومال. (وجمال) أي مزيد الحسن. (فقال) بلسانه زاجراً عن الفاحشة ويحتمل بقلبه زاجراً لنفسه ولا مانعا من الجمع وخص ذات المنصب والجمال لأن الرغبة فيها أشد فالصبر عنها مع طلبها له أشق. (إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة) نفل أو فرض وقيل: المراد الأول لأن الفرض يسن إظهار إخراجها. (فأخفاها) عن كل أحد. (حتى لا تعلم) يجوز رفعه من باب مرض حتى لا يرجو به وبالنصب نحو سرت حتى تغرب الشمس. (شماله ما تنفق يمينه) هذه مبالغة في الإخفاء بحيث لا يعلم بعض أعضائه لو كان يعلم [2/ 574] ما أنفقه، وقيل: أريد لو كان شماله رجل ما أدرك ما أنفقه والأول الأظهر. مالك (ت) عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد (حم

ص: 369

ق ن) عن أبي هريرة (م)(1) عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً) أي أخرجه عنهما وفي الأول شك لا أدري من الشاك هل المخرج أو بعض الرواة.

4630 -

"سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله ففاضت عيناه، ورجل يحب عبدًا لا يحبه إلا لله، ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياها، ورجل يعطي الصدقة بيمينه فيكاد يخفيها عن شماله، وإمام مقسط في رعيته، ورجل عرضت عليه امرأة نفسها ذات منصب وجمال فتركها لجلال الله، ورجل كان في سرية مع قوم فلقوا العدو فانكشفوا فحمى آثارهم حتى نجا ونجوا أو استشهد". ابن زنجويه عن الحسن مرسلًا، ابن عساكر مرسلاً عن أبي هريرة.

(سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله) قيل إضافة الظل إلى العرش تشريف لأنه محل الكرامة وإلا فالشمس وسائر العالم تحت العرش وليس فوقه شيء يظل منه. (رجل ذكر الله) أي ذكر عقابه لمن عصاه أو إثابته لمن أطاعه أو اشتاق إلى لقائه. (ففاضت عيناه) أي فاض دمعه من عينيه ثم أنه يحتمل التقييد بالخلوة كما سلف ويحتمل الإطلاق. (ورجل يحب عبدا لا يحبه إلا لله) فلما آوى أخاه لمحبته له لله آواه تعالى إلى ظله. (ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياها) ولا يحبها إلا من قلبه متعلق بالطاعات لأنها محلاتها. (ورجل يعطي الصدقة) من يستحقها. (بيمينه فيكاد يخفيها عن شماله) أي يبالغ في إخفائها عن بعض جوارحه لو كان ينفرد بعلم ما يفعله وهو يدل للاحتمال الأول في الأول. (وإمام مقصد) أي عادل. (في رعيته) قيل يؤخذ منه أن العادل إذا كان في أعلى

(1) أخرجه مالك (1709)، والترمذي (3291) عن أبي هريرة أو أبي سعيد، وأحمد (2/ 439)، والبخاري (660)، ومسلم (1031)، والنسائي (8/ 222) عن أبي هريرة، ومسلم (1031) عن أبي هريرة وأبي سعيد.

ص: 370

الدرجات يوم القيامة فالجائر في أخسها وأوضعها. (ورجل عرضت عليه امرأة نفسها ذات منصب وجمال فتركها) احتشاما لله. (لجلال الله سبحانه) وامتثالا لنهيه. (ورجل كان في سرية مع قوم فلقوا العدو فانكشفوا) أي فروا عنه. (فحمى) بالمهملة وفتح الميم أي منع. (آثارهم) لئلا يلحقهم العدو. (حتى نجا ونجوا) فإنه أنجى نفسه وقومه فاستحق النجاة في يوم الفزع. (أو استشهد) فإنه قد آثرهم وفداهم بنفسه، ونظم أبو شامة الحديث (1) فقال:

وقال النبي المصطفى إن سبعة

يظلهم الله العظيم بظله

محب عفيف ناشئ متصدق

وباكٍ مصل والإمام بعدله

وزادها ابن حجر في أبيات أخر. (ابن زنجويه (2) عن الحسن مرسلاً)، ابن عساكر مرسلاً عن أبي هريرة.

4631 -

"سبع يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل دعته امرأة ذات منصب فقال: إني أخاف الله، ورجلان تحابا في الله، ورجل غض عينه عن محارم الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله". البيهقي في الأسماء عن أبي هريرة (ح).

(سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل دعته امرأة ذات منصب) وكذلك امرأة أرادها ذو منصب وجمال فامتنعت فإنها مثل الرجل وقس عليه ما يصلح قيام النساء به من غير هذا من الخصال. (فقال: إني أخاف الله، ورجلان تحابا في الله، ورجل غض عينه عن محارم الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله) المراد أنه نال

(1) فتح الباري (2/ 143).

(2)

أخرجه ابن زنجويه كما في الكنز (43562)، وابن عساكر في تاريخه (66/ 234)، وانظر فيض القدير (4/ 90)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3236).

ص: 371

الكرامة بسبب غضه وحراسته وإلا فالذي يظله العرش الرجل جميعه لا عينه. (البيهقي في الأسماء (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.

4632 -

"سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل حرمة الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي، والمستأثر بالفيء، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله". (طب) عن عمرو بن شغوي (ح).

(سبعة لعنتهم وكل نبي) عطف على الضمير المرفوع المتصل ولم يؤكده لأنه قد وقع الفصل بضمير المفعول وقوله: (مجاب) صفة كاشفة لأن كل نبي كذلك. (الزائد في كتاب الله) أي الذي يدخل فيه من الألفاظ ما ليس منه أو يحمله من المعاني ما لا يدل لفظه عليه كتفاسير الباطنية ونحوهم من المحرفين الكلم عن مواضعه وكتاب الله للجنس فيشمل كل كتاب له عز وجل ولذا لعنهم كل نبي ويحتمل أنه ما أريد به إلا غير القرآن فإن القرآن محفوظ عن الزيادة والنقصان. (والمكذب بقدر الله) أي يزعم أن الله لم يقدر الأشياء ولا علمها قبل كونها كما حققناه في الجزء الأول. (والمستحل حرمة الله) أي العاد لما حرمه الله حلالاً فإنه مكذب بحكمة الله سبحانه. (والمستحل من عترتي ما حرم الله) من أبدانهم وترك تعظيمهم فإن لهم على الأمة حقا لا يجهله إلا من غطى الشقاء على نور بصيرته وكذلك المستحل من غير العتيرة آثم إلا أنهم لما كان حقهم آكد وقد علم الله سبحانه أنه يكثر لهم الأعداء والحُسَّد فخصهم. (والتارك لسنتي) إهمالاً لها وعدم مبالاة [2/ 575] بسلوك طريقها والمراد طريقته التي كان عليها الشاملة لأفعاله وأقواله وتروكه. (والمستأثر بالفيء) أي الغنيمة من إمام أو أمير لأنه تعالى قد عينها لمصارف في الآية معروفين. (والمتجبر

(1) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3238).

ص: 372

بسلطانه) أي بقوته وقهره. (ليعز من أذل الله) وهم العصاة وأرباب الجرائم الذين أمر الله سبحانه بإذلالهم. (ويذل من أعز الله) سبحانه وهم أهل طاعته وتقواه وأئمة العلم والعمل فإن السلطان المتجبر همه إهانة ذوي التقوى لأنهم عما يأتيه ينهون وشغلهّ إعزاز العصاة؛ لأنه بهم يتسلط على عباد الله. (طب (1) عن عمرو بن شغوي) بشين وغين معجمات بخط المصنف قال الذهبي: يقال له صحبة شهد فتح مصر ورمز المصنف لحسنه.

4633 -

"سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يكتوون، ولا يكوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون". البزار عن أنس.

(سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة) ظاهره سبعون ألف إلا أن في بعض روايات مسلم عقبه بقوله: "زمرة واحدة منهم على صورة القمر" يدل على أن المراد سبعون ألف زمرة وفي رواية "مع كل ألف سبعون ألفاً" قال المظهري: يحتمل أنه أريد بالسبعين العدد ويحتمل أنه أريد به التكثير ورجح الثاني بأنه قد ورد بألفاظ مختلفة فروي مائة ألف، وروي مع كل ألف سبعون ألفاً. (بغير حساب) وإذا انتفى عنهم الحساب فلا عقاب وقد ثبت في رواية بلفظه وبينهم بقوله:(هم الذين لا يكتوون، ولا يكوون، ولا يسترقون) واعلم أن في بعض الروايات "ولا يرقون" ولكنه ليس في البخاري، قال ابن تيمية (2): هو الصواب وإنها لفظة مقحمة وقعت في هذا الحديث وهو غلط من بعض الرواة فإن الوصف الذي جعل استحقاق دخول هؤلاء الجنة به بغير حساب وهو تحقيق

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 43)(89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3237)، والضعيفة (3689).

(2)

انظر: مجموع الفتاوى (1/ 182).

ص: 373

التوحيد وتجريده فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم. (ولا يتطيرون) لأن الطيرة نوع من الشرك. (وعلى ربهم يتوكلون) قدم الظرف ليفيد الاختصاص أي عليه لا على غيره وهو درجة الإخلاص والخواص المعرضين عن غير الله تعالى. (البزار (1) عن أنس) قال العلائي: حديث غريب من حديث أنس، صحيح من حديث غيره، وقال تلميذه الهيثمي: رواه البزار وفيه مبارك أبو سحيم وهو متروك، وقال غيره: مبارك واهٍ جداً.

4634 -

"سبق درهم مائة ألف درهم: رجل له في رهمان أخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها". (ن) عن أبي ذر (ن حب ك) عن أبي هريرة.

(سبق درهم مائة ألف درهم) أي سبقه بالقبول أو بكثرة الأخذ أو بهما، قالوا كيف يا رسول الله سبق درهم مائة ألف درهم؟ فقال:(رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه) بضم المهملة أي جانبه. (مائة ألف فتصدق بها) فيه أن الصدقة بالقليل من القليل أكثر أجراً من الكتيرة من الكثير وتقدم معناه. (ن)(2) عن أبي ذر (ن حب ك) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرط مسلم.

4635 -

"سبق المفردون المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عن أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً". (ت ك) عن أبي هريرة (طب) عن أبي الدرداء.

(1) أخرجه البزار كما في الكنز (5683)، وأبو يعلى في مسنده (37836)، انظر مجمع الزوائد (10/ 408)، وانظر فيض القدير (4/ 92)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3604).

(2)

أخرجه النسائي (5/ 59) عن أبي ذر، والنسائي (2/ 32)، وابن حبان 8/ 135 (3347)، والحاكم (1/ 576)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3606).

ص: 374

(سبق المفردون) يروى بتشديد الراء وتخفيفها، قال النووي في الأذكار (1): الذي قاله الجمهور التشديد أي المتفردون عن الناس المعتزلون من فرد إذا اعتزل وتخلى للعبادة فكأنه أفرد نفسه بالتبتل إلى الله تعالى أي سبقوا بالدرجات العلى وقيل الزلفى، قالوا: يا رسول الله وما المفردون؟ قال: (المستهترون) بالمهملة فمثناة فوقية وبعد الهاء مثلها فراء يقال استهتر فلان بكذا أي أولع به فلا يتحدث بغيره ولا يفعل سواه. (في ذكر الله) هو المولوع به أي تحروا النظر فيه كأنه قد صار مستقراً لهم. (يضع الذكر عنهم أثقالهم) أي ذنوبهم التي تثقلهم لو أبقيت. (فيأتون يوم القيامة خفافاً) فيسبقوا المثقلين نظير فاز المخفون. (ت ك)(2) عن أبي هريرة) ورواه مسلم عنه بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له حمدان فقال سيروا هذا حمدان سبق المفردون قالوا: وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيراً والذاكرات"، (طب) عن أبي الدرداء) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي وقال الهيثمي رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمَّد بن بقية بن أبي مريم وهو ضعيف.

4336 -

"سبق المهاجرون الناس بأربعين خريفا إلى الجنة؛ يتنعمون فيها والناس محبوسون للحساب، ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف". (طب) عن مسلمة بن مخلد.

(سبق المهاجرون الناس بأربعين خريفا) أي عاماً. (إلى الجنة) لأنهم سبقوهم بالخروج في دار الدنيا عن أوطانهم إلى البلاد التي يعبد الله فيها فجزاهم بالسبق سبقا. (يتنعمون فيها [2/ 576] والناس) الذين لم يهاجروا. (محبوسون

(1) الأذكار (ص: 21).

(2)

أخرجه مسلم (2676)، والترمذي (3596)، والحاكم (1/ 673) عن أبي هريرة، وابن عدي في الكامل (5/ 15) عن أبي الدرداء، وعزاه في المجمع (10/ 75) إلى الطبراني.

ص: 375

للحساب، ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف) قال شارحه: الله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك. (طب)(1) عن مسلمة بن مخلد) (2) بفتح الميم واللام أنصاري صحابي سكن مصر ووليها مرة، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن مندة الشامي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 438)(1064)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 15)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3241)

(2)

انظر: الإصابة (6/ 116).

ص: 376