الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هَدِيَّةُ الْكَافِر
(ابن سعد)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَجَعَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ ، أَرْسَلَ الرُّسُلَ إِلَى الْمُلُوكِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِمْ كُتُبًا "، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمُلُوكَ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا ، " فَاتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَصُّهُ مِنْهُ ، نَقْشُهُ ثَلَاثةَ أَسْطُرٍ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، وَخَتَمَ بِهِ الْكُتُبَ "، فَخَرَجَ سِتَّةُ نَفَرٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ، وَأَصْبَحَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ الْقَوْمِ الَّذِينَ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ ..)(1) قَالَ: (وَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ اللَّخْمِيَّ رضي الله عنه وَهو أَحَدُ السِّتَّةِ - إِلَى الْمُقَوْقَسِ صَاحِبِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَظِيمِ الْقِبْطِ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا ، فَأَوْصَلَ إِلَيْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ وَقَالَ لَهُ خَيْرًا ، وَأَخَذَ الْكِتَابَ فَجَعَلَهُ فِي حُقٍّ مِنْ عَاجٍ وَخَتَمَ عَلَيْهِ وَدَفَعَهُ إِلَى جَارِيَتِهِ ، وَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ نَبِيًّا قَدْ بَقِيَ ، وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ يَخْرُجُ بِالشَّامِ ، وَقَدْ أَكْرَمْتُ رَسُولَكَ وَبَعَثْتُ إِلَيْكَ بِجَارِيَتَيْنِ لَهُمَا مَكَانٌ عَظِيمٌ فِي الْقِبْطِ ، وَقَدْ أَهْدَيْتُ لَكَ كِسْوَةً وَبَغْلَةً تَرْكَبُهَا ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَلَمْ يُسْلِمْ ، " فَقَبِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدِيَّتَهُ وَأَخَذَ الْجَارِيَتَيْنِ: مَارِيَةَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُخْتَهَا سِيرِينَ، وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ لَمْ يَكُنْ فِي الْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ غَيْرُهَا وَهِيَ دُلْدُلٌ (2) قَالَ حَاطِبٌ: كَانَ لِي مُكْرِمًا فِي الضِّيَافَةِ وَقِلَّةِ اللُّبْثِ بِبَابِهِ ، مَا أَقَمْتُ عِنْدَهُ إِلَّا خَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ضَنَّ الْخَبِيثُ بِمُلْكِهِ ، وَلَا بَقَاءَ لِمُلْكِهِ ") (3)
(1)(ابن سعد)(1/ 258)
(2)
الدُّلْدُل: القُنْفُذ ، ومنه الحديث " كان اسْم بَغْلَتِه صلى الله عليه وسلم دُلْدُلاً " النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 309)
(3)
(ابن سعد)(1/ 260)، انظر الصَّحِيحَة: 1429
(خ م ت س حم حب)، وَعَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ:(دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ)(1)(فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟، قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ)(2)(قَالَ: إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيهٌ، ثُمَّ بَكَى فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، قَالَ: رَحْمَةُ اللهِ عَلَى سَعْدٍ، كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ "، فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ مَنْسُوجٌ فِيهَا الذَّهَبُ " فَلَبِسَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(3)(قَبْلَ أَنْ يَنْهَى عَنْ الْحَرِيرِ)(4)(فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَامَ أَوْ قَعَدَ "، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمِسُونَهَا، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ ثَوْبًا قَطُّ)(5)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا؟ "، قَالُوا: مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ ")(6)
(1)(س) 5302
(2)
(ت) 1723، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث: 3346
(3)
(حب) 7037، (ت) 1723، (س) 5302
(4)
(حم) 13171، (هق) 5901 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(5)
(ت) 1723، (خ) 2473، (م) 127 - (2469)
(6)
(حم) 12245، (خ) 2473، (م) 127 - (2469)، (ت) 1723، انظر الصَّحِيحَة: 3346
(د)، وَعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَاقَةً ، فَقَالَ:" أَسْلَمْتَ؟ "، فَقُلْتُ: لَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي نُهِيتُ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ (1) "(2)
(1) يَعْنِي هَدَايَاهُمْ ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِي رَدّ هَدِيَّته وَجْهَانِ أَحَدهمَا أَنْ يَغِيظهُ بِرَدِّ الْهَدِيَّة فَيَمْتَغِص مِنْهُ ، فَيَحْمِلهُ ذَلِكَ عَلَى الْإِسْلَام وَالْآخَر أَنَّ لِلْهَدِيَّةِ مَوْضِعًا مِنْ الْقَلْب، وَقَدْ رُوِيَ " تَهَادُوا تَحَابُّوا " وَلَا يَجُوز عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَمِيل بِقَلْبِهِ إِلَى مُشْرِك ، فَرَدَّ الْهَدِيَّة قَطْعًا لِسَبَبِ الْمَيْل ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَبِلَ هَدِيَّة النَّجَاشِيّ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِخِلَافٍ لِقَوْلِهِ: نُهِيت عَنْ زَبْد الْمُشْرِكِينَ لِأَنَّهُ رَجُل مِنْ أَهْل الْكِتَاب لَيْسَ بِمُشْرِكٍ، وَقَدْ أُبِيحَ لَنَا طَعَام أَهْل الْكِتَاب وَنِكَاحهمْ، وَذَلِكَ خِلَاف حُكْم أَهْل الشِّرْك. عون المعبود - (ج 7 / ص 41)
(2)
(د) 3057 ، (ت) 1577 ، (حم) 17517 ، (ش) 33445 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2505 ، وصحيح الأدب المفرد: 331
(حم طب) ، وَعَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم أَحَبَّ رَجُلٍ فِي النَّاسِ إِلَيَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، " فَلَمَّا تَنَبَّأَ وَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ "، شَهِدَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ الْمَوْسِمَ وَهُوَ كَافِرٌ، فَوَجَدَ حُلَّةً (1) لِذِي يَزَنَ تُبَاعُ، فَاشْتَرَاهَا بِخَمْسِينَ دِينَارًا لِيُهْدِيَهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدِمَ بِهَا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ، فَأَرَادَهُ عَلَى قَبْضِهَا هَدِيَّةً " فَأَبَى "، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّا لَا نَقْبَلُ شَيْئًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَخَذْنَاهَا بِالثَّمَنِ " ، فَأَعْطَيْتُهُ حِينَ أَبَى عَلَيَّ الْهَدِيَّةَ. (2)
(1) الْحُلَّة: إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد. (فتح - ح30)
(2)
(حم) 15358، (ك) 6050 ، (طب) ج2ص202حَ3125 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2294 ، الصَّحِيحَة: 1707 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(دلائل النبوة للبيهقي)، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلَمِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ - الَّذِي يُدْعَى مُلاعِبَ الأَسِنَّةِ - عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهو مُشْرِكٌ، " فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ "، فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ وَأَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنِّي لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ "(1)
(1) دلائل النبوة للبيهقي - (3/ 414) ، (عب) 9741 ، (الأموال لأبي عبيد) ص631 ، (ابن زنجويه) ص964 ، (طب) ج3ص193ح3094 ، انظر صحِيح الْجَامِع: 2514 ، الصَّحِيحَة: 1727