الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نسبهم إِلَى عليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه وَفصل ذَلِك تَفْصِيلًا حسنا وَأَطْنَبَ فِي ذكر أَخْبَار إخْوَانهمْ من القرامطة لعنهم الله تَعَالَى
فصل فِي ذكر غَزْو الفرنج فِي هَذِه السّنة
قَالَ ابْن شَدَّاد واستمرت الْقَوَاعِد على الاسْتقَامَة وَصَلَاح الدّين كلما استولى على خزانَة مَال وَهبهَا وَكلما فتح لَهُ خَزَائِن ملك أنهبها وَلَا يبقي لنَفسِهِ شَيْئا وَشرع فِي التأهب للغزاة وَقصد بِلَاد الْعَدو وتعبئة الْأَمر لذَلِك وَتَقْرِير قَوَاعِده
وَأما نور الدّين فَإِنَّهُ عزم على الْغُزَاة واستدعى صَاحب الْموصل ابْن أَخِيه فوصل بالعساكر إِلَى خدمته وَكَانَت غَزْوَة عرقة فَأَخذهَا نور الدّين وَمَعَهُ ابْن أَخِيه فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ
وَقَالَ ابْن أبي طي جمع نور الدّين عساكره وَخرج إِلَى عرقة ونازلها وقاتلها أَيَّامًا حَتَّى فتحهَا واحتوى على جَمِيع مَا فِيهَا وغنم النَّاس غنيمَة عَظِيمَة
قَالَ ابْن الْأَثِير خرجت مراكب من مصر إِلَى الشَّام فَأخذ الفرنج فِي اللاذقية مركبين مِنْهَا مملوءين من الْأَمْتِعَة والتجار وغدروا بِالْمُسْلِمين وَكَانَ نور الدّين قد هادنهم فَنَكَثُوا فَلَمَّا سمع نور الدّين الْخَبَر استعظمه
وراسل الفرنج فِي ذَلِك وَأمرهمْ بِإِعَادَة مَا أَخَذُوهُ فغالطوه وَاحْتَجُّوا بِأُمُور مِنْهَا أَن المركبين كَانَا قد دخلهما مَاء الْبَحْر لكسر فيهمَا وَكَانَت الْعَادة بَينهم أَخذ كل مركب يدْخلهُ المَاء وَكَانُوا كاذبين فَلم يقبل مغالطتهم وَكَانَ رضي الله عنه لَا يهمل أمرا من أُمُور رَعيته فَلم يردوا شَيْئا فَجمع العساكر من الشَّام والموصل والجزيرة وَبث السَّرَايَا فِي بِلَادهمْ بَعضهم نَحْو أنطاكية وَبَعْضهمْ نَحْو طرابلس وَحصر هُوَ حصن عرقة وأخرب ربضه وَأرْسل طَائِفَة من الْعَسْكَر إِلَى حصني صافيثا وعريمة فَأَخذهُمَا عنْوَة وَكَذَلِكَ غَيرهمَا وَنهب وخرّب وغنم الْمُسلمُونَ الْكثير وعادوا إِلَيْهِ وَهُوَ بعرقة فَسَار فِي العساكر جَمِيعهَا إِلَى قريب طرابلس يخرب وَيحرق وينهب وَأما الَّذين سَارُوا إِلَى أنطاكية فَإِنَّهُم فعلوا فِي ولايتها مثل مَا فعل من النهب وَالتَّحْرِيق والتخريب بِولَايَة طرابلس فراسله الفرنج وبذلوا إِعَادَة مَا أَخَذُوهُ من المركبين ويجدد مَعَهم الْهُدْنَة فأجابهم وَكَانُوا فِي ذَلِك كَمَا يُقَال الْيَهُودِيّ لَا يُعْطي الْجِزْيَة حَتَّى يُلطم فَكَذَلِك الفرنج مَا أعادوا أَمْوَال التُّجَّار بِالَّتِي هِيَ أحسن فلمّا نُهبت بِلَادهمْ وَخَربَتْ أعادوها
قَالَ وَكَانَ لوالدي فِي المركبين تِجَارَة مَعَ شَخْصَيْنِ فَلَمَّا أعادوا إِلَى النَّاس أَمْوَالهم لم يصل إِلَى كل إِنْسَان إِلَّا الْيَسِير وَكَانَ يُحمل الْمَتَاع فَكل من اسْمه على ثوب أَخذه وَكَانَ فِي النَّاس من يَأْخُذ مَا لَيْسَ لَهُ وَكَانَ أحد هذَيْن المضاربين فِيهِ أَمَانَة وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَلم يَأْخُذ إِلَّا مَا عَلَيْهِ اسْمه