الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتسلموا الخيالة وَلم يسلم مِنْهُم إِلَّا من نزع لبسه وَرمى فِي الْبَحْر نَفسه وتقحم أَصْحَابنَا فِي الْبَحْر على بعض المراكب فخسفوها وأتلفوها فَوَلَّتْ بَقِيَّة المراكب هاربة وجاءتها أَحْكَام الله الْغَالِبَة وَبَقِي العدوّ بَين قتل وغرق وَأسر وَفرق واحتمى ثَلَاث مئة فَارس فِي رَأس تلّ فَأخذت خيولهم ثمَّ قتلوا وأسروا وَأخذ من الْمَتَاع والآلات والأسلحة مَا لَا يملك مثله وأقلع هَذَا الاسطول عَن الثغر يَوْم الْخمسين
وَذكر ابْن شَدَّاد أَن نزُول هَذَا الْعَدو كَانَ فِي شهر صفر وَكَانُوا ثَلَاثِينَ ألفا فِي سِتّ مئة قِطْعَة مَا بَين شيني وطرادة وبطسة وَغير ذَلِك
فصل
وَأما نوبَة الْكَنْز فَقَالَ ابْن شَدَّاد الْكَنْز إِنْسَان مقدم من
المصريين كَانَ قد انتزح إِلَى أسوان فَأَقَامَ بهَا وَلم يزل يدبره أمره وَيجمع السودَان عَلَيْهِ ويُخِّيل لَهُم أَنه يملك الْبِلَاد وَيُعِيد الدولة مصرية وَكَانَ فِي قُلُوب الْقَوْم من المهاواة للمصريين مَا تستصغر هَذِه الْأَفْعَال عِنْده فَاجْتمع عَلَيْهِ خلق كثير وَجمع وافر من السودَان وَقصد قوص وأعمالها فَانْتهى خَبره إِلَى صَلَاح الدّين فَجرد لَهُ عسكرا عَظِيما شاكين فِي السِّلَاح من الَّذين ذاقوا حلاوة ملك الديار المصرية وخافوا على فَوت ذَلِك مِنْهُم وقدّم عَلَيْهِم أَخَاهُ سيف الدّين وَسَار بهم حَتَّى أَتَى الْقَوْم فَلَقِيَهُمْ بمصاف فكسرهم وَقتل مِنْهُم خلقا عَظِيما واستأصل شأفتهم وأخمد نائرتهم وَذَلِكَ فِي السّابع من صفر سنة سبعين واستقرت قَوَاعِد الْملك
قَالَ الْعِمَاد وَفِي أول سنة سبعين مستهلها قَامَ الْمَعْرُوف بالكنز فِي الصَّعِيد وَجمع من كَانَ فِي الْبِلَاد من السودَان وَالْعَبِيد وَعدا ودعا من الْقَرِيب والبعيد وَكَانَ عِنْده من الْأُمَرَاء أَخ لحسام الدّين بن أبي الهيجاء السّمين ففتك بِهِ وبمن هُنَاكَ من المقطعين فغارت حمية أَخِيه وثارت للثأر وساعده أَخُو السُّلْطَان سيف الدّين وَعز الدّين موسك ابْن خَاله وعدة من أمرائه وَرِجَاله وجاؤوا إِلَى مَدِينَة طود فاحتمت عَلَيْهِم