الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(يحيين بالتغريق بل
…
يسمن فِي ضيق السجون)
(المستطابات الظُّهُور
…
المستلذات الْبُطُون)
(نضدن بالترصيع فِي الجامات
…
كالدر المصون)
(المستقيمات الصُّفُوف
…
وقفن كالخيل الصفون)
(وَقد اشتملن من اللطائف
…
وَالصِّفَات على فنون)
(اسْمَع حَدِيثي فِي انبساطي
…
فَالْحَدِيث أَخُو شجون)
وَهِي أَكثر من هَذَا
فصل
قَالَ الْعِمَاد قد سبق ذكر مليح بن لاون مقدم بِلَاد الأرمن والتجائه إِلَى نور الدّين وتطاوله بقوته على الرّوم والأرمن وَكَانَت الدروب أُذُنه والمصيصة وسيواس يحميها كلب الرّوم ويضبظها بجنده حَتَّى استولى عَلَيْهَا مليح بن لاون فكسرهم وَقتل وَأسر وسَاق لنُور الدّين من مقدمي الرّوم ثَلَاثِينَ أَسِيرًا فَأرْسل نور الدّين القَاضِي كَمَال الدّين بن الشهرزوري بالأسرى والهدايا إِلَى الْخَلِيفَة المستضيء بِأَمْر الله وَمَعَهُ كتاب يشْرَح هَذِه الكسرة وَمَا فتح من الْبِلَاد وَيَقُول فِيهِ وقسطنطينية والقدس يجريان إِلَى أمد الْفتُوح فِي مضمار المنافسة وَكِلَاهُمَا فِي وَحْشَة ليل الظلام المدلهم على انْتِظَار صباح المؤانسة وَالله تَعَالَى بكرمه يدني قطاف الفتحين لأهل الْإِسْلَام ويوفق الْخَادِم لحيازة مراضى الْأَمَام
وَفِي آخِره وَمن جملَة حَسَنَات هَذِه الْأَيَّام الزاهرة مَا تسنى فِي هَذِه النَّوبة من افْتِتَاح بعض بِلَاد النّوبَة والوصول إِلَى مَوَاضِع مِنْهَا لم تطرقها
سنابك الْخَيل الإسلامية فِي العصور الخالية وَكَذَلِكَ استولت عَسَاكِر مصر أَيْضا على برقة وحصونها وتحكموا فِي مُحكم معاقلها ومصونها حَتَّى بلغُوا إِلَى حُدُود الْمغرب فظفروا من السؤل بعنقاء مغرب
قلت كَانَ اتّفق فِي هَذِه السّنة وُصُول قراقوش غُلَام تَقِيّ الدّين من الديار المصرية مَعَ طَائِفَة من التّرْك وانضم إِلَيْهِم جمَاعَة من الْعَرَب فاستولى على طرابلس وَكثير من بِلَاد إفريقية مَا خلا المهدية وسفاقس وقفصة وتونس
وَفِي آخر ذَلِك الْكتاب ونسأل الله التَّوْفِيق لاستدناء قواصي المنى وإقصاء عَبدة الصَّلِيب الأنجاس من الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَأَن يَجْعَل فتح الْبَيْت الْمُقَدّس مفتتح مُرَاده ومقتدح زناده ومقترحه فِي جهاده وَأَن يملكهُ السَّاحِل بِجَمِيعِ بِلَاده
وسير الْعِمَاد مَعَه قصيدة مِنْهَا
(بالمستضيء أبي مُحَمَّد الْحسن
…
رجعت أُمُور الْمُسلمين إِلَى السّنَن)
(فِي أَرض مصر دَعَا لَهُ خطباؤها
…
وَأَتَتْ لتخطب بكر خطبَته عدن)
(فالمغرب الْأَقْصَى لذَلِك مشرق
…
وبنصر مصر مُحَقّق يمن الْيمن)
(وَرَأى الْإِلَه المستضيء لشرعه
…
وعباده نعم الْأمين المؤتمن)
(سر النُّبُوَّة كامن فِيهِ وَمن
…
فطر الْإِمَامَة مشرق نور الفطن)
(تقوى أبي بكر وَمن عمر الْهدى
…
وحياءُ عُثْمَان وَعلم أبي الْحسن)
(وبجده عرفت مقَالَة حيدر
…
لامن دَد أَنا لَا وَلَا مني الددن)
(كم من عَدو ميت فِي جلده
…
رعْبًا وخوفا فَهُوَ حَيّ فِي كفن)
وَمِنْهَا فِي مدح نور الدّين رَحمَه الله تَعَالَى
(هَل مثل مَحْمُود بن زنكي مخلص
…
متوحدُ يَبْغِي رضاك بِكُل فن)
(ورعٌ لَدَى الْمِحْرَاب أروع محرب
…
فِي حالتيه إِن أَقَامَ وَإِن ظغن)
(يُمْسِي وَيُصْبِح فِي الْجِهَاد وَغَيره
…
يضحى رَضِيع سلافة وضجيج دَنّ)
(وبعزة الْإِسْلَام منتصراً حرٍ
…
وبذلة الْإِشْرَاك منتقماً قمن)
قَالَ ابْن أبي طي وفيهَا وصل شهَاب الدّين بن أبي عصرون من بَغْدَاد وَمَعَهُ توقيع لنُور الدّين بدرب هَارُون وصريفين وَخمسين دِينَارا من دَنَانِير النثار الَّتِي نثرت يَوْم دخل الشهَاب إِلَى بَغْدَاد بالبشارة بِالْخطْبَةِ فِي مصر وزن كل دِينَار عشرَة دَنَانِير
قَالَ الْعِمَاد وَكَانَت ناحيتا درب هَارُون وصريفين من أَعمال الْعرَاق لزنكي وَالِد نور الدّين قَدِيما من إنعام أَمِير الْمُؤمنِينَ فَسَأَلَ نور الدّين إحْيَاء ذَلِك الرَّسْم فِي حَقه فأنعم بهما الْخَلِيفَة عَلَيْهِ وَوجه بهما مثالُه الشريف إِلَيْهِ وَكَانَ من مُرَاده أَن يستوهب بِبَغْدَاد على شاطئ دجلة أَرضًا يبنيها مدرسة للشَّافِعِيَّة وَيقف عَلَيْهَا الناحيتين طلبا لِلْأجرِ ولحسن الذّكر