الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توفى فى حدود السبعين. انتهى.
والسبعين ـ بتقديم السين ـ ولعله مات فى سنة سبعين أو بعدها بيسير. والله أعلم.
718 ـ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد، يلقب بالعز، ويعرف بالأصبهانى:
أجاز له المحب الطبرى، وابنه جمال الدين قاضى مكة، والرضى بن خليل، وأخوه العلم، وجماعة من شيوخ مكة. تقدم ذكرهم فى ترجمة الشهاب أحمد بن على الحنفى، وما علمت له سماعا، ولا علمته حدث. ودخل اليمن فى زمن الملك المؤيد، على ما ذكر لى شيخنا ابن عبد المعطى للتجارة.
وذكر لى أيضا: أنه دخل مصر، وكانت له ملاءة عظيمة، ووقف رباطا بزقاق الحجر بمكة على الفقراء، وله عليه وقف بمكة، وعلى بابه حجر مكتوب فيه: أنه وقفه على الفقراء والمساكين والمجاورين من أهل الخير والديانة من أى صنف كانوا، من العرب والعجم، ويكون النظر إليه وإلى عقبه من بعده، فإذا انقرضوا يكون للحاكم بمكة المشرفة، والحجرتين المفترقتين فى أعلا الرباط وأسفله، وقف على هذا الرباط، يصرف كراؤهما على مصلحته وعمارته وسقايته، وما يحتاج إليه، والنظر فيهما للمذكورين بتاريخ سلخ رجب سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وتوفى بمكة فى الخامس من المحرم سنة ست وخمسين وسبعمائة، ودفن بالمعلاة.
نقلت وفاته من حجر على قبره، وهو عمل عبد السلام المؤذن.
وذكر لى شيخنا السيد عبد الرحمن الفاسى: أن أباه كان شيخ الصوفية بمكة، وأنه تزوج بنت القطب القسطلانى انتهى. وهى أم ولده العز هذا.
كما ذكر لى شيخنا القاضى جمال الدين بن ظهيرة، وقال: كان ثائر النفس.
719 ـ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم، الشيخ رضى الدين الطبرى، يكنى أبا أحمد، ويقال أبو إسحاق، المكى الشافعى:
إمام المقام الشريف. ولد سنة ست وثلاثين وستمائة.
719 ـ انظر ترجمته فى: (الدليل الشافى 1/ 27 رقم 75، النجوم الزاهرة 9/ 255، الوافى 6/ 126 رقم 2562، تذكرة النبيه 2/ 128، عقد الجمان وفيات سنة 722، الدرر 1/ 56 رقم 145، البداية والنهاية 14/ 103، مرآة الجنان 4/ 267، درة الحجال 1/ 187 رقم 249، المنهل الصافى 1/ 163).
وسمع من عبد الرحمن بن أبى حرمى: صحيح البخارى، خلا من قوله:(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) إلى باب: مبعث النبى صلى الله عليه وسلم، ونسخة أبى معاوية الضرير، وبكار بن قتيبة، ونسخة أبى مسهر، ويحيى بن صالح الوحاظى، وما معهما، وفضل من اسمه أحمد، ومحمد، لابن بكير، والمجالس المكية للميانشى عنه، ومن شعيب بن يحيى الزعفرانى: الأربعين الثقفية، والبلدانية للسلفى، وعلى الشيخ بهاء الدين أبى الحسن بن الجميزى: اختلاف الحديث للشافعى، والثقفيات، والأول من جامع عبد الرزاق، والثانى من حديث سعدان، والرابع من الأغراب للنسائى، والسادس، والسابع، والثامن من المحامليات، والسابع من حديث ابن السماك، وجزء سفيان بن عيينة، وجزء القزاز، وجزء مطين، وفوائد العراقيين للنقاش، ومسلسلات ابن شاذان، وغرائب مالك لدعلج، وثمانين الآجرى، وعلى الشيخ شرف الدين بن أبى الفضل المرسى: صحيح ابن حبان، خلا الكلام، وجزء ابن نجيد، وعوالى الفراوى. وعلى الفقيهين: جابر بن أسعد اليمنى، وسليمان بن خليل العسقلانى: مسند الشافعى، وعلى سليمان سنن النسائى، وعليه وعلى عمه يعقوب بن أبى بكر الطبرى: جامع الترمذى، وعلى عمه يعقوب: سنن أبى داود، وعلى الكمال بن محمد بن عمر بن خليل العسقلانى مسند الدارمى، وعلى الضياء محمد بن عمر القسطلانى العوارف للشيخ شهاب الدين السهروردى عنه، وعلى الحافظ ابن مسدى، السيرة لابن إسحاق، والزهد لابن المبارك، والملخص للقابسى، والتقصى لابن عبد البر، والنجم والكواكب للأقليشى، والأربعين المختارة لابن مسدى، وغير ذلك كثيرا من الكتب والأجزاء، عليهم وعلى غيرهم، منهم فاطمة بنت نعمة بن سالم الحزام، سمع عليها الجمعة للنسائى، وسداسيات الرازى. وأجاز له ابن المقير، وابن الصلاح، وابن ياقوت، وأحمد بن محمد بن الحباب، وابن رواج، وسبط السلفى، والسفاقسى، والساوى، والرضى الصاغانى، والمجد بن تيمية، والباذرائى، وخلق. وطلب العلم وتفقه، وأفتى، وقرأ الحديث، ونسخ الأجزاء، وخرج لنفسه فهرستا لمروياته، وتساعيات من حديثه.
واختصر شرح السنة للبغوى، وعلوم الحديث لابن الصلاح. ونظم قصيدة فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم سماها «العقد الثمين فى مدح سيد المرسلين» . وحدث بالكثير مدة.
سمع منه جمع من الأعيان، منهم: النجم بن عبد الحميد، ومات قبله بنحو ثلاثين سنة، وآخر أصحابه بالسماع، العفيف عبد الله بن محمد النشاورى المكى. وبالإجازة شيخنا يوسف بن عثمان بن عمر بن مسلم الكنانى الصالحى، وكانت إجازته له بعرفة فى
يومها، فى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة باستدعاء البرزالى. وقد ذكره البرزالى فى معجمه، وأثنى عليه. ومن جملة ما أثنى عليه، قال: وكان شيخ مكة فى وقته، وكان يفتى على مذهب الشافعى.
وذكره الذهبى فى معجمه، وقال: عالم فقيه محدث، عابد ورع، كبير القدر، ثم قال: ولى الإمامة، وحدث أزيد من خمسين سنة. انتهى.
وحدث عنه الحافظ صلاح الدين العلائى يوما، ففضله على شيوخه كلهم؛ لأنه قال ـ فيما أخبرنى به عنه شيخنا الحافظ العراقى ـ: إنه أجل شيخ لقيه.
وهذه منقبة عظيمة؛ لأن العلائى لقى من كبار العلماء والصالحين خلقا كثيرا، منهم الشيخ برهان الدين بن الفركاح، وهو ممن جمع بين العلم الغزير، والصلاح، والزهد الكثير، والقاضى تقى الدين سليمان بن حمزة.
وقد قال الذهبى فى حقه: لولا القضاء لعدّ كلمه إجماع.
وذكر الشيخ عبد الله اليافعى فى ترجمته: أنه بلغه عن الفقيه أحمد بن موسى بن العجيل، شيخ اليمن علما وصلاحا، أنه قال لما سأله بعض أهل مكة الدعاء، فقال: عندكم إبراهيم، يعنيه.
قال اليافعى: وكان مع اتساعه فى رواية الحديث، له معرفة بالفقه والعربية وغيرهما. انتهى.
توفى رحمه الله، فى الثامن من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
هكذا أرخ وفاته البرزالى فى معجمه. وذكر أن عفيف الدين المطرى، كتب إليه بذلك. وذكر أن أمين الدين الوانى، ضبط موته يوم السبت ثامن المحرم من السنة المذكورة.
وذكر ابن رافع فى معجمه: أن مولده فى جمادى الآخرة، أو رجب سنة ست وثلاثين، وقال: كان محبّا فى الحديث وأهله، حسن الاستماع لما يقرأ عليه، سريع الدمعة. وذكر أن العلائى خرّج له ثلاثة أجزاء من عواليه.
أخبرتنى أم الحسن فاطمة بنت مفتى مكة شهاب الدين أحمد بن قاسم الحرازى سماعا بالمدينة النبوية: أن جدها الإمام رضى الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبرى المكى أخبرها، قال: أنا أبو الحسن علىّ بن هبة الله الخطيب.
(ح): وقرأت على أبى هريرة بن الحافظ أبى عبد الله محمد بن أحمد الذهبى بغوطة دمشق، قال: أنا يحيى بن محمد بن مسعد المقدسى سماعا، قال: أنا أبو الفضل جعفر بن على بن هبة الله الهمدانى، قراءة عليه وأنا حاضر فى الخامسة، وإجازة، قال: والخطيب: أنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفى، قال: أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفى، قال: ثنا هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان، قال: ثنا الحسين بن يحيى ابن عياش القطان. قال: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلى، قال: ثنا حماد بن زيد عن جميل بن مرة عن أبى الوضى عن أبى برزة الأسلمى رضى الله عنه، قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا» (1).
أخرجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزوينى فى سننه، عن أبى الأشعث هذا.
فوقع لنا موافقة له عالية.
أنشدنى أبو هريرة بن الذهبى، وأبو المحاسن يوسف بن عثمان الكتانى مشافهة، أن الإمام رضى الدين إبراهيم بن محمد الطبرى أنشدهما إجازة لنفسه [من الطويل]:
غرامى بسكان العذيب مقيم
…
وصبرى عديم والفواد كليم
وقلبى من طول البعاد معذب
…
وإن عذاب العاشقين أليم
يجاذ بنى داعى الغرام إليكم
…
ويقعدنى عنكم أسى وهموم
فلو اننى أعطى لنفسى مرادها
…
لكنت إلى تلك الوجوه أشيم
يشاهدكم قلبى على البعد دائما
…
ويهوى دنوا والدنو عظيم
وإنى على ما تعهدون من الوفا
…
وإن كثرت فىّ الشجون مقيم
يؤرقنى شوقى إليكم فأنثنى
…
وبى من غرامى مقعد ومقيم
(1) أخرجه مسلم فى صحيحه باب الصدق فى البيع والبيان حديث رقم (3815) من طريق: محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة، (ح) وحدثنا عمرو بن على، حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدى، قالا: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبى الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما فى بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما» .
وأخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده حديث رقم (5374) من طريق: عبد الله، حدثنى أبى، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«البيعان بالخيار، ما لم يتفرقا، أو يقول أحدهما لصاحبه: اختر» .
ومنها:
رعى الله أحبابا رمونى ببعدهم
…
وقد علموا أن الفراق عظيم
معذبتى كم ذا الصدود إلى متى
…
مضى عمرى والوصل منك أروم
ضننت علينا بالوصال وأنت من
…
فروع الندا وابن الكرام كريم
ومنها:
فجودى ورقى أو فجورى وعذبى
…
فما القلب إلا فى هواك مقيم
رمى الله أيام الفراق بمثلها
…
لترثى لحالى فالجهول ظلوم
وأنشدانى أيضا كذلك عنه نفسه [من الطويل]:
أجارتنا بالغور جانب الغضا
…
أعيدى لنا ذاك الوداد الذى مضى
ولا تحرمينا من جمالك نظرة
…
فأرواحنا من لوعة البين تنتضا
أيحسن منك الصد والقلب مغرم
…
بحبك قد ضاقت به رحب الفضا
أود خيالا فى المنام يزورنى
…
وكيف يزور الطيف من ليس يغمضا
فمنى بإقبال على من فؤاده
…
أسير جوى لم يزل فيك مغرضا
وحقك ما عن السلو بخاطرى
…
وما زال برق الشوق فى القلب مومضا
وأقسم بالعهد الذى تعرفونه
…
لأنتم منى قلبى على السخط والرضا
وبه له [من البسيط]:
لا المنازل والأطلال والحللا
…
هل بعد سكانها قلبى المشوق سلا
كيف السلو وما زالت محاسنهم
…
فى مقلتى وإن شط النوى مثلا
رموا فؤادى بالأحزان بعدهم
…
وألزموه على بعد المدا عللا
قد كنت أخشى فواقا قد رميت به
…
وكنت قبل التنائى خائفا وجلا
ما لذ لى مطعم بعد الحبيب ولا
…
عذب المشارب بعد الظاعنين حلا
أستودع الله من كانت لطلعتها
…
السعادة والإقبال متصلا
عليك منا سلام لا يزال فما
…
تركت بعدك إلا بالجوى قتلا
وبه له فى أولى العزم من الرسل [من الطويل]:
فنوح وإبراهيم الذبيح ويوسف
…
ووالده يعقوب أيوب داود
وموسى وعيسى والنبى محمد
…
أولى العزم فاعلمهم فعلمك محمود