الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال عباس الدورى: كان من سودان مكة، فصيحا عابدا فاضلا يحدث عنه بزهد وفضل، وسمعت ذلك من أصحابنا.
وذكر الذهبى: أن آخر من حدث عنه: بكار بن عبد الله السبيعى، وقال: مات سنة بضع وخمسين ومائة، وذكر ابن جرير: حدث عنه بكار بن عبد الله السيرينى.
* * *
من اسمه أيوب
827 ـ أيوب بن إبراهيم الجبرتى:
شيخ رباط ربيع بمكة. كان ذا حظ من العبادة والخير، وللناس فيه اعتقاد. وقدم من مكة إلى القاهرة غير مرة طلبا للرزق، فنال شيئا من الدنيا. وقررت له صرر بأوقاف الحرمين.
وولى مشيخة الفقراء برباط ربيع غير مرة مدة سنين، ومات وهو على ذلك، فى يوم الأربعاء السابع والعشرين من رمضان سنة سبع وثمانمائة بمكة، ودفن فى عصر يومه بالمعلاة. وقد جاوز الستين ـ ظنا ـ وخلف بنتين. وجاور بمكة نحوا من أربعين سنة.
828 ـ أيوب بن ثابت المكى:
يروى عن عطاء، وخالد بن كيسان، وابن أبى مليكة. وروى عنه: أبو سعيد، مولى بنى هاشم، وأبو عامر العقدى، وأبو داود الطيالسى.
قال أبو حاتم: لا يحمد حديثه. وذكره ابن حبان فى الثقات، وروى له البخارى فى الأدب المفرد.
829 ـ أيوب بن محمد بن أبى بكر محمد بن أيوب بن شاذى بن مروان، السلطان الملك الصالح نجم الدين، بن السلطان الملك الكامل ناصر الدين أبى المعالى، ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر:
صاحب الديار المصرية والشامية ومكة. كان ملك سنجار (1) وعانة (2)، ثم إنه صالح
828 ـ انظر ترجمته فى: (الجرح والتعديل 2/ 242).
829 ـ انظر ترجمته فى: (الدليل الشافى 1/ 178، النجوم الزاهرة 7/ 226، عقد الجمان حوادث سنة 666 هـ، الوافى 1/ 53، المنهل الصافى 2/ 227، ابن واصل فى حوادث سنة 607 من مفرج الكروب، الذهبى 607، العبر 5/ 31، سير أعلام النبلاء 22/ 131).
(1)
سنجار: هى برية الثرثار، ومدينتها الحضر، وهى كلها من الجزيرة. انظر: معجم البلدان (سنجار)، الروض المعطار 326، آثار البلاد 393).
(2)
عانة: بلد مشهور بين الرقة وهيت يعد فى أعمال الجزيرة. انظر معجم البلدان (عانة).
الملك الجواد [ .... ](3) على أن أعطاه دمشق، وعوضه عنها سنجار وعانة، ثم توجه الملك الصالح قاصدا للديار المصرية، ليأخذها من أخيه الملك العادل أبى بكر بن الملك الكامل.
فلما وصل إلى نابلس (4) أقام بها مدة، ثم تفرق عنه عسكره إلى دمشق، لينظروا فى حالهم، لما بلغهم، أن عمه الصالح إسماعيل صاحب بعلبك (5)، استولى على دمشق غيلة، بموافقة الملك المجاهد أسد الدين شير كوه صاحب حمص.
ولما انفرد الملك الصالح أيوب بنابلس، لم يشعر إلا بابن عمه الملك الناصر داود بن عبد الملك المعظم صاحب الكرك، قد فجأه وقبض عليه. وكان الملك الصالح فى نفر يسير من غلمانه وأتباعه. واعتقل الملك الناصر الملك الصالح بالكرك، ثم أفرج عنه، لما بلغه أن أمراء الديار المصرية، طلبوا الملك الصالح نجم الدين ليولوه الديار المصرية، بعد قبضهم على أخيه الملك العادل، والملك الكامل.
وكان قبضهم على العادل، فى يوم الجمعة ثامن ذى القعدة سنة سبع وثلاثين ستمائة.
وكان إفراج الملك الناصر عن الملك الصالح، فى شهر رمضان من السنة المذكورة، واجتمع هو والملك الناصر، وساروا إلى الديار المصرية، ودخلا القاهرة فى الساعة الثانية من يوم الأحد، رابع عشرى ذى القعدة سنة سبع وثلاثين وستمائة. وأدخل الملك العادل فى محفة، وحوله جماعة كثيرة من الأجناد يحفظونه، من خارج البلد إلى القلعة، واعتقله بها عنده فى داخل الدور السلطانية، وبسط العدل فى الرعية، وأحسن إلى الناس، وأخرج الصدقات، ورمم ما تهدم من المساجد. وسيرته طويلة.
ثم إنه أخذ دمشق من عمه الملك الصالح إسماعيل، فى سنة ثلاث وأربعين وستمائة. ومضى بعد ذلك إلى الشام، ثم رجع وهو مريض، وقصد الفرنج دمياط (6)، وهو مقيم
(3) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(4)
نابلس: مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين مستطيلة لا عرض لها، بينها وبين بيت المقدس عشرة فراسخ. انظر:(معجم البلدان، نابلس).
(5)
بعلبك: مدينة قديمة بينها وبين دمشق ثلاثة أيام، وقيل: اثنا عشر فرسخا من جهة الساحل. انظر معجم البلدان (بعلبك).
(6)
دمياط: مدينة فى البلاد المصرية على ساحل البحر قريبة من تنيس إليها ينتهى ماء النيل. انظر: الروض المعطار 257، 258، الإدريسى 157.
بأشموم (7) ينتظر وصولهم. وكان وصولهم إليها يوم الجمعة العشرين من صفر، سنة سبع وأربعين وستمائة، وملكوا بر الجزيرة يوم السبت، وملكوا دمياط يوم الأحد؛ لأن جميع أهلها، والعسكر تركوها وهربوا منها.
وانتقل الملك الصالح من أشموم إلى ناحية المنصورة، ونزل بها وهو فى غاية من المرض. وأقام بها على تلك الحال، إلى أن توفى هناك، ليلة نصف شعبان من السنة المذكورة، وحمل إلى القلعة الجديدة التى فى الجزيرة، وترك فى مسجد هناك، وأخفى موته مقدار ثلاثة أشهر، والخطبة باسمه، إلى أن وصل ولده الملك المعظم توران شاه، من حصن كيفا (8) فى البرية إلى المنصورة. فعند ذلك أظهروا موته. وخطب لولده المذكور، ثم بعد ذلك بنى له بالقاهرة إلى جنب مدرسته تربة، ونقل إليها فى شهر رجب سنة ثمان وأربعين وستمائة.
وكانت ولادته رابع عشرى جمادى الآخرة سنة ثلاث وستمائة، وأمه جارية مولدة سمراء، اسمها ورد المنى، رحمه الله. انتهى من تاريخ ابن خلكان بالمعنى، ولم يذكر ملكه لمكة.
لكنى وجدت فى بعض التواريخ، أن عسكر الملك المنصور، صاحب اليمن لم يزل بمكة، حتى خرجوا منها فى سنة سبع وثلاثين وستمائة، لما وصل الأمير شيحة، صاحب المدينة، إلى مكة فى ألف فارس من جهة صاحب مصر، ثم إن السلطان نور الدين جهز ابن النصيرى والشريف راجح إلى مكة فى عسكر جرار. فلما سمع بهم شيحة وأصحابه، خرجوا من مكة هاربين، فتوجه شيحة إلى مصر، قاصدا صاحبها الملك الصالح نجم الدين أيوب، فجهز معه عسكرا، فوصلوا إلى مكة فى سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وحجوا بالناس.
فلما كانت سنة تسع وثلاثين، جهز السلطان نور الدين جيشا كثيفا إلى مكة. فلما علم بهم العسكر الذى بمكة، كتبوا إلى ملكهم صاحب مصر يطلبون منه النجدة، فأرسل إليهم مبارز الدين على بن الحسين بن برطاس، وابن التركمانى، فى مائة
(7) أشموم: اسم لبلدتين بمصر يقال لإحداهما أشموم طناح وهى قرب دمياط وهى مدينة الدقهلية، والأخرى أشموم الجريسان بالمنوفية. انظر معجم البلدان (أشموم)
(8)
حصن كيفا: ويقال كيبا، أظنها أرمنية، وهى بلدة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر من ديار بكر. انظر: معجم البلدان (كيفا).