الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
928 ـ الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشى التّيمىّ:
قال الزبير بن بكار: حدثنى محمد بن محمد بن الحارث بن أبى قدامة العمرى، عن محمد بن طلحة التيمى، قال: هاجر الحارث بن خالد ـ وساق نسبه إلى كعب ـ إلى أرض الحبشة، ثم أقبل ومعه امرأته ريطة بنت الحارث بن جبلة بن عامر بن كعب، ومعه ولده، حتى إذا كانوا ببعض الطريق وردوا ماء، فشربوا منه فماتوا أجمعون إلا هو، حتى نزل المدينة، فزوّجه النبى صلى الله عليه وسلم بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. قال الزبير: وأخبرنى عمّى مصعب بن عبد الله: أن الحارث بن خالد بن صخر هاجر معه إلى أرض الحبشة بزوجته ريطة بنت الحارث ـ وساق نسبها إلى مرّة ـ ولدت له هناك موسى وعائشة، وزينب، بنى الحارث بن خالد، وهلكوا بأرض الحبشة. انتهى.
كان قديم الإسلام بمكة، وهاجر منها إلى أرض الحبشة فى الهجرة الثانية، ومعه امرأته ريطة بنت الحارث. فولدت له هناك موسى، وإبراهيم، وزينب، وعائشة. وهلكوا بأرض الحبشة على ما قال مصعب الزّبيرى.
وقال غيره: إنهم خرجوا مع أبيهم، يريد بهم النبى صلى الله عليه وسلم، فوردوا ماء ببعض الطريق، فشربوا منه فماتوا جميعا إلا هو، فإنه ورد المدينة فزوجه النبى صلى الله عليه وسلم، بنت يزيد بن هاشم ابن عبد المطلب بن عبد مناف.
وهو جد محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى، الذى ذكره بمعنى هذا ابن عبد البر، وابن الأثير. وزاد: كان من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة، ثم قال: وقيل إنه هاجر مع جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه إلى الحبشة فى الهجرة الثانية.
929 ـ الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى:
الشاعر، أمير مكة. نقل الحافظ أبو الحجاج المزى فى تهذيبه: أن خليفة بن خيّاط، ذكر أن يزيد لما عزل الوليد بن عقبة بن أبى سفيان عن مكة، ولاها الحارث بن خالد،
928 ـ انظر ترجمته فى: (أسد الغابة ترجمة 782، الاستيعاب ترجمة 411، الإصابة ترجمة 1402، المنتظم 2/ 375، طبقات ابن سعد 4/ 95، 8/ 201).
929 ـ انظر ترجمته فى: (الأغانى 3/ 311، 9/ 227، خزانة الأدب للبغدادى 1/ 217، تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 437، طبقات ابن سعد 6/ 5، المنتظم 2/ 375).
ثم عزله. وولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ثم عزل عبد الرحمن وأعاد الحارث، فمنعه ابن الزبير الصلاة، فصلى بالناس مصعب بن عبد الرحمن بن عوف. انتهى.
وقال الزبير بن بكار: كان يزيد بن معاوية استعمله على مكة، وابن الزبير يومئذ بها قبل أن يظهر حزب يزيد بن معاوية. فمنعه ابن الزبير الصلاة بالناس فكان يصلى فى جوف داره بمواليه، ومن أطاعه من أهله. ولم يزل معتزلا لابن الزبير حتى ولى عبد الملك ابن مروان، فولاه مكة، ثم عزله، فقدم عليه دمشق، فلم ير عنده ما يحب، فانصرف عنه. وقال فى ذلك شعرا. انتهى.
ووجدت فى حاشية نسختى من «الجمهرة» لابن حزم، عند ذكره للحارث بن خالد هذا: «كانت بنو مخزوم كلهم زبيرية سوى الحارث بن خالد، فإنه كان مروانيا. فلما ولى عبد الملك بن مروان الخلافة عام الجماعة، وفد إليه فى دين كان عليه، وذلك فى سنة خمس وسبعين. قال مصعب فى خبره، بل حج عبد الملك فى تلك السنة، فلما انصرف دخل معه الحارث إلى دمشق، فظهرت له منه جفوة، وأقام ببابه شهرا لا يصل إليه، فانصرف عنه وقال فيه (1) [من الطويل]:
صحبتك إذ عينى عليها غشاوة
…
فلما انجلت قطعت نفسى ألومها
[ومابى وإن أقصيتنى من ضراعة
…
ولا افتقرت نفسى إلى من يضيمها
عطفت عليك النفس حتى كأنما
…
بكفيك بؤسى أو عليك نعيمها]
الأبيات الثلاثة (2).
وأنشد عبد الملك الشعر، فأرسل إليه من رده من طريقه، فلما دخل عليه قال: يا حار، أخبرنى عنك: هل رأيت عليك فى المقام ببابى غضاضة وفى قصدى دناءة؟ قال: لا والله يا أمير المؤمنين، قال: فما حملك على ما قلت وفعلت؟ . قال: جفوة ظهرت لى، كنت حقيقا بغيرها. قال: فاختر، إن شئت أعطيتك مائة ألف درهم، أو قضيت دينك، أو وليتك مكة سنة، فولاه إياها. فحج بالناس وحجت عائشة بنت طلحة، وكان يهواها، فأرسلت إليه: أخر الصلاة حتى أفرغ من طوافى، فأمر المؤذنين فأخروا إقامة الصلاة حتى فرغت من طوافها، وجعل الناس يصيحون به، فلا والله ما قام إلى الصلاة حتى فرغت.
(1) الأبيات فى الأغانى 3/ 314.
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، أوردناه من هامش الأغانى 3/ 314.
فأنكر ذلك أهل الموسم، فبلغ ذلك عبد الملك، فعزله وكتب إليه يؤنبه فيما فعل. فقال:«ما أهون والله غضبه إذا رضيت عائشة، والله لو لم تفرغ من طوافها إلى الليل لأخرت الصلاة إلى الليل» . انتهى.
وقد ذكر الزبير بن بكار بعض شعر الحارث بن خالد، الذى أنشأه لعبد الملك؛ لأنه قال بعد أن ذكر قصته مع عبد الملك: وقال (3)[من الطويل]:
عطفت عليك النفس حتى كأنما
…
بكفيك بؤسى أو لديك نعيمها (4)
كأنى وإن أقصيتنى من ضراعة (5)
…
ولا افتقرت نفسى إلى من يسومها
ومن شعر الحارث بن خالد هذا على ما وجدت فى حاشية نسختى من الجمهرة [من الكامل]:
لمن الديار رسومها قفر
…
لعبت بها الأرواح والقطر
ومن شعره، على ما ذكر الزبير، فى امرأته أم عبد الملك بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبى العيص، وكان خلف عليها بعد عبد الله بن مطيع العدوى، وولدت لابن مطيع محمدا وعمران (6) [من البسيط]:
يا أم عمران مازالت وما برحت
…
بنا الصبابة حتى مسنا الشفق (7)
القلب تاق إليكم كى يلاقيكم
…
كما يتوق إلى منجاته الغرق
تعطيك شيئا قليلا وهى خائفة
…
كما يمس بظهر الحية الفرق (8)
انتهى.
قال الزبير بن بكار فى ترجمة الحارث بن خالد هذا: وكان الحارث شاعرا كثير الشعر وهو الذى يقول (9)[من البسيط]:
من كان يسأل عنا أين منزلنا
…
فالأقحوانة منا منزل قمن
(3) فى الأغانى 3/ 314.
(4)
فى الأغانى: «يكفيك بؤسى أو عليك نعيمها» .
(5)
فى الأغانى: «وما بى وإن أقصيتنى من ضراعة» .
(6)
الأبيات فى الأغانى 3/ 327.
(7)
فى الأغانى: «بى الصبابة حتى شفى الشفق» .
(8)
فى الأغانى:
تنيل نزر قليلا وهى مسفقة
…
كما يخاف مسيس الحية الفرق
(9)
انظر الأغانى 3/ 322.
إذ نلبس العيش غضا لا يكدره
…
قرف الوشاة ولا ينبو بنا الزمن (10)
إذا الجمار حرا ممن يسر به
…
والحج داج به معزوزف تكن
قال الزبير: الأقحوانة ما بين بئر مأمون إلى بئر ابن هشام. قال: وكان الحارث بن خالد خطب فى مقدمه دمشق، عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية. فقالت (11) [من المتقارب]:
كهول دمشق وشبانها
…
أحب إلى من الحاليه
لهم ذفر كصنان التيو
…
س أغنى عن المسك والغاليه
فقال الحارث (12)[من الخفيف]:
ساكنات العقيق أشهى إلى النف
…
س من الساكنات دور دمشق (13)
يتضوعن أن يطنين بالمسك
…
صنانا كأنه ريح مرق (14)
ورواهما بعض علماء دمشق للمهاجر بن خالد. وقال:
لنساء بين الحجون إلى الحثمة
…
فى مقمرات ليل وشرق
قال: وهو الذى يقول (15)[من المتقارب]:
كأنى إذا مت لم أضطرب
…
تزين المخيلة أعطافيه
ولم أسلب البيض أبدانها
…
ولم يكن اللهو من شأنيه (16)
قال: والحجون: مقبرة أهل مكة. وجاه بيت أبى موسى الأشعرى. والحثمة: صخرات مشرفات فى ربع عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
وقال الزبير: حدثنى مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير قال: كانت أم عبد الملك بنت عبد الله بن أسيد، عند الحارث بن خالد، فله منها فاطمة بنت الحارث،
(10) فى الأغانى: «إذ نلبس العيش صفوا ما يكدره» .
(11)
انظر الأغانى 9/ 261.
(12)
انظر الأغانى 9/ 262.
(13)
فى الأغانى: قاطنات الجحون أشهى إلى قلبى من الساكنات دور دمشق وفى معجم ما استعجم ومعجم البلدان: «ساكنات البطاح» .
(14)
فى الأغانى:
يتضوّعن لو تضمخن بالمس
…
ك
(15)
انظر نسب قريش 9/ 314.
(16)
فى نسب قريش: باليه.
وأخواها لأمها محمد وعمران ابنا عبد الله بن مطيع بن الأسود. وفيها يقول الحارث بن خالد (17):
يا أم عمران ما زالت وما برحت
…
بنا الصبابة حتى مسنا (18) الشفق
القلب (19) تاق إليكم كى يلاقيكم
…
كما يتوق إلى منجاته الغرق
تؤتيك شيئا قليلا وهى خائفة
…
كما يمس بظهر الحية الفرق
وقال الزبير: قال عمى مصعب بن عبد الله: يريد بقوله: تاق إليكم، تائق إليكم. قال الله عزوجل:(عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ)[التوبة: 109] يريد هائر.
وقال مصعب بن عثمان: وأنشد رجل ـ وعمران بن عبد الله بن مطيع جالس ـ:
يا أم عمران ما زالت وما برحت
ثم ذكر مجلسه، فانتبه فقطع البيت. فقال له عمران: لا عليك، فإنها كانت زوجته.
قال الزبير: قال عمى مصعب بن عبد الله، وفيها يقول الحارث بن خالد (20) [من الكامل]:
قوى من آل ظليمة الحزم
…
العيرتان فأوحش الخطم
ظليم أن مصابكم رجلا
…
هدى السلام إليكم ظلم
الخطم: الذى دون سدرة آل أسيّد، والحزم: أمامه بستان عن طريق نخلة، وخطم، الحجون أيضا، يقال له الخطيم، وليس الذى عنى الحارث بن خالد، والعيرة: الجبل الذى عند الميل على يمين الذاهب إلى منى. والعير الذى يقابله فيهما العيرتان اللتان عنى الحارث بن خالد، وليس بالعير والعيرة اللتين عند مدخل مكة مما يلى خمّ.
وذكر الزبير: أن الحارث حضر محاربة ابن الزبير مع الحجاج؛ لأنه قال: حدثنى هشام ابن إبراهيم قال: لما حصر حجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير، وأخذ عليه بجوانب مكة. وكان الحجاج قد ولى الحارث بن خالد، فقال: من صار إلى منى؟ فقال طارق مولى عثمان للحجاج: إنى خائف أن ينسل ابن الزبير الليلة تحت الليل، فما عذرنا عند أمير المؤمنين إن هرب.
(17) انظر نسب قريش 6/ 192.
(18)
فى نسب قريش: شفنى.
(19)
فى نسب قريش: والقلب.
(20)
البيتان فى: (الأغانى 9/ 261).