الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الثاء المثلثة
866 ـ ثامر، صاحب قلعة تكريت، يلقب همام الدين:
حج سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وأدركه الأجل بالمزدلفة، فحمل إلى المعلاة، ودفن بها.
لخصت هذه الترجمة من الكامل لابن الأثير.
867 ـ ثامر بن جياش بن أبى ثامر المبارك القاسمى، يكنى أبا حسن:
توفى يوم السبت تاسع شهر رمضان سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن بالمعلاة.
كتبت هذه الترجمة من حجر قبره. وترجم فيه: بالقائد.
والقاسمى: نسبة إلى قاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هاشم الحسنى، أمير مكة.
868 ـ ثقبة بن رميثة بن أبى نمى محمد بن أبى سعد حسن بن على بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسنى، المكى، يلقب أسد الدين، يكنى أبا شهاب:
ولى إمرة مكة مدة سنين، شريكا لأخيه عجلان، ومستقلا بها فى بعضها.
ورأيت فى تاريخ ابن محفوظ وغيره شيئا من خبرهما، ورأيت أن ألخص ذلك بالمعنى. وذلك أن ثقبة ولى إمرة مكة شريكا لأخيه عجلان فى حياة أبيهما، لما تركها لهما أبوهما، على ستين ألف درهم، فى سنة أربع وأربعين وسبعمائة، ثم قبض عليه فى هذه السنة بمصر.
وكان قدمها بطلب من صاحبها الصالح إسماعيل بن الناصر، ثم أطلق، فتوجه إلى مكة. ثم توجه منها فى سنة ست وأربعين إلى نخلة، لما ولى أخوه عجلان إمرة مكة بمفرده فى حياة أبيه، وتوجه ثقبة بعد ذلك إلى مصر فى السنة المذكورة، وقبض عليه
868 ـ انظر ترجمته فى: (الدرر الكامنة 1/ 530، البدر الطالع 1/ 181، النجوم الزاهرة 10/ 226، الأعلام 2/ 100، الدليل الشافى 1/ 2331 رقم 804، السلوك 3/ 72، المنهل الصافى 4/ 199).
بها. ولم يزل حتى أطلق هو وأخواه سند ومغامس، وابن عمهم محمد بن عطيفة، ووصلوا إلى مكة فى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة. وأخذوا فيها من عجلان، نصف البلاد بغير قتال. وداما على ذلك إلى سنة خمسين، وفيها حصل بينهما وحشة. وكان عجلان بمكة وثقبة بالجديد، ثم خرج عجلان إلى الوادى لقتال ثقبة، فمنعه القواد من ذلك، واصطلح مع أخيه ثقبة، ثم سافر عجلان إلى مصر فى هذه السنة، فاستقل ثقبة بالإمرة وقطع دعاء عجلان من زمزم.
فلما وصل عجلان من مصر متوليا للبلاد بمفرده، فى خامس شوال من السنة المذكورة، توجه ثقبة إلى ناحية اليمن، ثم قصد ذهبان وحمضة.
وتعرض للجلاب، وأخذها، وحمل فيها عبيدة، وجاء بها إلى حلى، ولاءم الملك المجاهد صاحب اليمن من حلى. وكان المجاهد قد توجه إلى مكة للحج فى سنة إحدى وخمسين، ودخل إلى مكة ومعه ثقبة وإخوته. وكان عجلان قد منعهم من ذلك.
وفى سنة اثنتين وخمسين، كان عجلان وبمكة ثقبة بالجديد، وجاءت الجلاب إلى جدة فنجلها ثقبة وجبأها جبأ عنيفا.
وفى هذه السنة، جاء له ولأخيه عجلان طلب من صاحب مصر، فتقدما إلى مصر، كل منهما على انفراده، ثم رجع عجلان من ينبع، واستمر ثقبة حتى بلغ مصر، فولى الإمرة بمفرده، ووصل فى ذى القعدة من هذه السنة، ومعه خمسون مملوكا. فمنعه عجلان من الدخول إلى مكة، فرجع إلى خليص، وأقام بها إلى أن جاء مع الحاج.
وأراد عجلان منعه، ومنع أمير الحاج من الدخول، ثم رضى ثقبة بأن تكون الإمرة بينه وبين أخيه عجلان نصفين، وصالح أخاه عجلان على ذلك. وكان المصلح بينهما الأمير المعروف بالمجدى، أمير الحاج المصرى، ثم استقل ثقبة بالإمرة فى أثناء سنة ثلاث وخمسين، بعد قبضه على أخيه عجلان، وأخذه لما كان معه من الخيل والإبل.
واستمر على ذلك حتى قبض عليه أمير الركب المصرى عمر شاه، فى موسم سنة أربع وخمسين، واستقر عوضه أخوه عجلان، وذلك بعد أن سئل فى الصلح مع أخيه عجلان، على اشتراكهما فى الإمرة، فلم يوافق.
وحمل إلى مصر، فأقام بها معتقلا حتى هرب منها ومعه أخواه المذكوران ومحمد بن عطيفة. وكانوا قد اعتقلوا معه، فوصلوا إلى نخلة فى السابع عشر من رمضان سنة ست وخمسين، وليس معهم إلا خمسة أفراس. وكان عجلان يومئذ بخيف بنى شديد، ثم
ارتحل إلى مكة، فأقام بها، ثم انتقل ثقبة وأخواه إلى الجديد، وأقاموا به ومعهم ثلاثة وخمسون فرسا.
فلما كان اليوم الثالث عشر من ذى القعدة، نزلوا المعابدة محاصرين لعجلان، ثم رحلوا بعد أن تضرر الناس بهم، فى الرابع والعشرين من ذى القعدة إلى الجديد.
فلما كان وقت وصول الحاج، وصلوا إلى ناحية جدة، وأخذوا الجلاب ودبروا بها إلى بحير، وبعد رحيل الحاج من مكة، توجهوا بالجلاب إلى جدة ونجلوها ونزلوا الجديد، ثم اصطلح ثقبة وعجلان، على أن تكون الإمرة بينهما نصفين، فى تاسع المحرم سنة سبع وخمسين، ثم انفرد ثقبة بالإمرة فى ثالث عشر جمادى الآخرة من هذه السنة، بعد رجوعه من اليمن، وأقام بمكة، وقطع نداء أخيه على زمزم. واستمر منفردا بالإمرة إلى مستهل ذى الحجة من هذه السنة، وأخوه عجلان فى هذه المدة بالجديد.
فلما وصل الحاج المصرى، دخل معهم عجلان مكة بعد أن فارقها ثقبة، ثم طلب ثقبة إليها أمير الركب المصرى. وكان يقال له الهذبانى، فلم يجبه ثقبة، مع كونه أمنه، وقصد ناحية اليمن، ونهب قافلة الفقيه البركانى، وأخذ ما معهم من البضائع والقماش، وكان مالا كثيرا.
وفى سنة ثمان وخمسين وصل ثقبة إلى الجديد، ونزل به وأقام به مدة، ثم ارتحل بعد ذلك إلى ناحية اليمن، وأقام بها مدة، ثم عاد إلى الجديد ثانية، فعمل عليه القواد، وحالفوا أخاه عجلان، فارتحل إلى خيف بنى شديد، ثم أتى نخلة، ثم التأم عليه الأشراف جميعهم، ورموا معه فى خيف بنى شديد، والتأم القواد جميعهم مع عجلان، وخرج من مكة ونزل الجديد، ثم ارتحل منه إلى البرقة طالبا قتال ثقبة، فلم يمكنه القواد من ذلك، ثم عاد إلى الجديد بعد شهر.
فلما كان أول ذى القعدة، قصد ثقبة مكة، فلم يمكن من دخولها، بعد أن وصل إلى الدرب من ناحية الأبطح، ثم اصطلح ثقبة وعجلان، وتشاركا فى الإمرة عند وصول الحاج فى سنة ثمان وخمسين. واستمرا على الشرك والاصطلاح فى الإمرة، إلى أن عزلا فى أثناء سنة ستين وسبعمائة، بعد أن استدعيا فيه للحضور إلى حضرة السلطان بمصر، فاعتذرا عن ذلك، وولى عوضهما أخوهما سند وابن عمهما محمد بن عطيفة. انتهى ما ذكره ابن محفوظ، وغالبه بالمعنى.
وذكر لى بعض من أثق به من الفقهاء المكيين: أن ثقبة اشترك مع أخيه سند فى
الإمرة بمكة، لما توجه محمد بن عطيفة، والعسكر الذى كان بمكة إلى مصر، بعد الفتنة التى كانت بين العسكر والأشراف بمكة، بعد الحاج فى سنة إحدى وستين وسبعمائة، وأن ثقبة سكّن الشر عن العسكر، وساعدهم على التوجه إلى مصر، فرعى له ذلك، وأشرك مع أخيه عجلان فى الإمرة، فلم يصل أخوه عجلان من مصر إلا وهو ضعيف مدنف، فأقام أياما، ثم مات فى شوال سنة اثنتين وسبعمائة بالجديد، وحمل إلى مكة فدفن بالمعلاة انتهى. وكان كثير الرعاية للزيدية، موصوفا بكرم وشجاعة، ومدحه ابن غنائم بقصيدة حسنة، أولها [من المنسرح]:
ما خفقت فوق منكب عذبه
…
على فتى كابن منجد ثقبه
ولا اعتزى به لفخار منتسب
…
إلا وفاقت علاه منتسبه
منتخب من سليل منتخب
…
منتجب من سليل منتجبه
كم جبرت راحاته منكسرا
…
وفك من أسر غيره رقبة
وخلف ثقبة عدة أولاد، وهم: أحمد، وحسن، وعلى، ومبارك، وفاطمة، وسبق خبر أحمد، وسيأتى ذكر حسن، وعلى، ومبارك، وأما فاطمة فموجودة فى تاريخه.
* * *