الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا يعلمون حال الحسين، فلما بلغوا ذا طوى، خلفهم رجل من أهل خراسان يقول: البشرى، هذا رأس الحسين، فأخرجه وبجبهته ضربة طولى، وعلى قفاه ضربة أخرى. وحملت الرءوس إلى الهادى، فلما وضع رأس الحسين، قال: كأنكم قد جئتمونى برأس طاغوت من الطواغيت، إن أقل ما أجزيكم، أن أحرمكم جوائزكم، فلم يعطهم شيئا.
وكان الحسين شجاعا كريما، قدم على المهدى فأعطاه أربعين ألف دينار، ففرقها فى الناس ببغداد والكوفة. وخرج من الكوفة لا يملك ما يلبسه، إلا فروا ما تحته من قميص. انتهى من تاريخ ابن الأثير باختصار.
وقبره بظاهر مكة بطريق التنعيم؛ لأن هناك قبة مشهورة تقصد بالزيارة فيها قبران، فى أحدهما حجر مكتوب فيه: قبر الحسن والحسين ابنى على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب.
وفى جدار القبة ثلاثة أحجار، فى أحدها: أن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسنى، أمر بعمارته فى سنة خمس وستمائة، وهو بخط عبد الرحمن ابن أبى حرمىّ.
وفى الثانى: أن أبا سعد بن على بن قتادة الحسنى، أمر بعمارة هذا المشهد فى شعبان سنة ست وأربعين وستمائة.
وفى الثالث: أن الشريف حسن بن عجلان نائب السلطنة المعظمة ببلاد الحجاز فى عصرنا، أمر بعمارته فى صفر سنة خمس وثمانمائة.
وفى الحجر الذى فيه عمارة قتادة، تلقيب أبى الحسين هذا: بزين العابدين، وفى ذلك نظر؛ لأن المعروف بزين العابدين، هو على بن الحسين بن على بن أبى طالب، والحسين هذا، إنما هو من ذرية الحسن لا من ذرية الحسين.
1041 ـ الحسين بن على بن الحسين الطبرى الشافعى، أبو عبد الله وأبو على:
فقيه مكة ومحدثها. ولد سنة ثمانى عشرة وأربعمائة بآمل طبرستان. ورحل فسمع بنيسابور على عبد الغافر الفارسى: صحيح مسلم، وعلى أبى حفص عمر بن مسرور، وأبى عثمان الصابونى، وعلى كريمة المروزية: صحيح البخارى. وحدث.
سمع منه رزين بن معاوية العبدرى، والقاضى أبو بكر بن العربى، والحافظان: أبو الفضل التيمى، وأبو طاهر السلفى، ووجيه بن طاهر الشحامى، والنقيب أبو جعفر العباسى، وخلق من المغاربة.
1041 ـ انظر ترجمته فى: (طبقات الشافعية للسبكى 3/ 152).
ذكره القاضى عياض فى المشيخة التى خرجها لابن سكّرة. وقال: شافعى أشعرى جليل، لازم التدريس لمذهب الشافعى، والتسميع بمكة نحوا من ثلاثين سنة. وكان من أهل العلم والعبادة.
وقال السمعانى: كان حسن الفتاوى، تفقه على ناصر الدين الحسين العمرى بخراسان، وعلى القاضى أبى الطيب ببغداد، ثم لازم الشيخ أبا إسحاق، حتى صار من عظماء أصحابه، ودرس بالنظامّية، وجاور بمكة. وصار له بمكة أولاد وأعقاب. انتهى.
ومن أولاده وأعقابه المشار إليهم، قضاة مكة الشيبانيون. وقد ذكر غير واحد أنهم طبريون.
ويدل على أنهم من ذريته، كلام الميانشى فى «المجالس المكية» ، فإنه ذكر أن أبا المظفر محمد بن على الشيبانى الطبرى قاضى مكة المقدم ذكره، أخبره، فقال: أخبرنا جدى الحسين بن علىّ، قال: أنا عبد الغافر بن الحسين الفارسى، وساق حديثا من صحيح مسلم.
وقد ذكر غير واحد، أن الحسين هذا، يروى صحيح مسلم عن عبد الغافر الفارسى.
فعلى هذا يكون الحسين بن على الطبرى هذا شيبانيا.
ومفهوم كلام المؤرخ أبى الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعى، أنه أيضا ولى قضاء مكة، فإنه قال فى ترجمة عبد الرحمن بن على الشيبانى الطبرى، أخى أبى المظفر المذكور: وكان أبوه قاضيا وجده، فجده هو الحسين هذا كما تقرر.
وقد صرح بذلك الجندى فى تاريخ اليمن، والحسين هذا هو مؤلف «العدّة» الموضوعة شرحا على «إبانة» الفورانى.
وذكر الإسنائى: أنها التى وقف عليها النووى، قال: وأما الرافعى، فلم يقف إلا على «العدّة» التى لأبى المكارم الرّويانىّ، ابن أخت صاحب «البحر» .
وذكر السبكى والإسنائى أيضا، أن السمعانى وابن النجار قالا: إن مؤلف «العدّة» هو الحسين بن محمد بن عبد الله الطبرى، وأنه توفى سنة خمس وتسعين وأربعمائة بأصبهان بعد انتقاله إليها.
ونقل الإسنائى أن ابن عبد الغافر قال فى «السياق» : إنه توفى سنة تسع وتسعين، قال: والظاهر أنه غيره، ولا حاجة إلى الاتجاه وارتكاب الخلاف فى وقت الموت ومكانه، فإنه ذكر فيه شيئا مما يختص بالأول، فسببه الاشتباه. والله أعلم.