الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهداف التقويم في الإرشاد:
إن المرشد والمسترشد في تقويم الإرشاد يحاولان أن يراقبا ويقدرا التغير الذي حدث. وهناك هدفان أساسيان لإجراء تقويم الإرشاد:
الغرض الأول: هو تقدير نتائج الإرشاد.
الغرض الثاني: هو تقويم عملية الإرشاد.
وبالنسبة للغرض الأول: تقدير نتائج الإرشاد، فإن التقويم يساعد المرشد والمسترشد على تحديد نوع ووجهة وكمية التغير في السلوك "الظاهري والداخلي" الذي أظهره المسترشد خلال الإرشاد وبعده.
يلخص لويد هذا الجانب فيقول "LLoyd d 1983 p 36":
"إن مقاييس التغير الفردية تقع في ثلاث مجموعات. ففي المجموعة الأولى، تعد معظم المقاييس ببساطة للتعرف على ما إذا كان المسترشد قد تغير خلال عملية الإرشاد، مثلا: التقديرات "قبل، بعد" للمستوى العام لأداء المسترشد، أو التقديرات المتعددة "قبل، بعد" للأعراض لدى المسترشد. وفي المجموعة الثانية، وهي أقل تكرارا بكثير عن المجموعة الأولى، تعد المقاييس لمعرفة ما إذا كان أحد المسترشدين قد تغير كنتيجة للإرشاد، كما في حالة تصميمات الحالة الواحدة. وفي المجموعة الثالثة، تعد المقاييس للتعرف على ما إذا كان أحد المسترشدين قد تغير بدرجة كافية أثناء الإرشاد، بحيث يحقق تحسنا في أدائه اليومي.
وبالنسبة للغرض الثاني وهو الخاص بتقويم العملية الإرشادية نفسها، فإنه على وجه التحديد يمكن استخدام البيانات التي تجمع أثناء الإرشاد لمعرفة ما إذا كانت إستراتيجية ما تساعد المسترشد بالطريقة المحددة، وما إذا كان المسترشد يستخدم الإستراتيجية بدقة وانتظام.
ويلخص هوسفورد ودي فيسر "1974" Hosford & de Visser عملية التقويم في هذه الحالة، فيقول:
إن ملاحظات المرشد لسلوك المسترشد قرب إقفال الحالة، تساعد على أن يقارن بسهولة مع بيانات خط الأساس إذا كان المرشد يسجل نفس السلوك المستهدف بنفس الطريقة، ولنفس المدة من الزمن كما كان يحدث في الملاحظات الأولى. ومن شأن ذلك أن يزود المرشد بمقياس موضوعي عن نجاح إجراءاته التعليمية. وإذا كانت البيانات تشير إلى أن هناك تغيرا ضئيلا قد حدث في السلوك أو لم يحدث تغير، فإن الإستراتيجيات التعليمية "السلوكية" يجب أن يعاد تقويمها، وربما يتم تغييرها" "P 81".
وعلى الرغم من أن تقويم الإرشاد يمكن أن يعطي معلومات قيمة عن عملية الإرشاد ونتائجه، فإنه ليس معادلا في الدقة مثل التقويم الذي يجري تحت ظروف تجريبية محكمة الضبط. وبمعنى آخر: فإن تقويم الإرشاد لا يؤكد لنا أن التغير قد حدث فقط نتيجة لاستخدام إستراتيجية معينة وإنما قد تتأثر نتائج الإرشاد بعوامل أخرى، وربما يكون من الصعب استبعاد هذه العوامل مثل: تأثير المرشد والعلاقة الإرشادية، وخصائص المسترشد، حيث إن إدراك الفرد لدوره يؤثر على سلوكه خلال الإرشاد، والتعليمات التي يتلقاها المسترشد وكذلك اعتقاده في النجاح، والتأثر بالقياس نفسه حيث قد تساعد عملية القياس على حدوث تغير في السلوك.
إجراء تقويم نتائج الإرشاد outcome Evaluation:
يجب أن تكون مشكلات المسترشد معرفة بدقة، وأن تكون سلوكيات الهدف محددة قبل أن يقوم المرشد بإجراء تقويم للنتائج. وفي بعض الأحيان يحدث أن تكون مشكلة المسترشد قد أعيد تحديدها، وتكون الأهداف قد تغيرت. وفي مثل هذه الحالات فإن طريقة التقدير وسلوك الهدف وأبعاد الاستجابة قد تكون بحاجة إلى تغيير لتعكس المشكلة التي أعيد تحديدها. فإذا لم تبدل طريقة تقدير النتائج عند إعادة تحديد المشكلة، فإن ثبات وصدق طرق التقدير "القياس" قد تصبح محدودة. ويعني الثبات الاتساق أو القابلية للتعميم للسلوك المستهدف، وعلى سبيل المثال فإن المرشدين يريدون معرفة ما إذا
كانت إحدى طرق التقدير "القياس" ستعطينا استجابات متسقة من جانب المسترشدين إذا لم يحدث تدخل وإذا بقيت البيئة الطبيعية مستقرة. كذلك فإنهم -أي: المرشدين- يريدون أن يعرفوا على سبيل المثال ما إذا كانت البيانات المسجلة من جانب المسترشد في البيئة الطبيعية، يمكن مقارنتها "أي: متسقة" مع البيانات المشاهدة المسجلة في نفس الوقت، بواسطة شخص آخر "عن طريق الملاحظة".
أما السؤال الرئيسي الذي نطرحه في الصدق Validity الخاص بطرق التقدير، فهو عن مدى الجودة التي تؤدي بها طريقة ما العمل الذي تستخدم من أجله. وفي المعتاد، فإننا نبحث عن أربعة أنواع من الصدق، وهي: صدق المحتوى، والصدق التلازمي، والصدق التنبئي "التوقعي"، وصدق التكوين الفرضي. "انظر الفصل السادس الخاص بالقياس النفسي في مجال الإرشاد".
ويجيب صدق المحتوى Content على سؤال حول ما إذا كانت طريقة التقدير المستخدمة تصف سلوك المسترشد في الوقت الراهن، أو تقدر الاستجابة موضع اهتمام المرشد والمسترشد بشكل مناسب.
أما الصدق التلازمي Concurrent فهو يشير إلى ما إذا كانت استجابات المسترشد على مقاييس التقدير في مكتب الإرشاد، أو في العيادة هي نفسها كتلك الاستجابات التي تسجل في البيئة الطبيعية. ويجيب الصدق التنبئي "التوقعي" على سؤال حول ما إذا كانت طريقة التقدير الراهنة تتوقع سلوك المسترشد في المستقبل. كما يشير صدق التكوين الفرضي إلى حالة المسترشد على متغير غير مشاهد أو تكوين فرضي Construct مثل الذكاء أو الخجل أو الانطواء. ويمكن أن تزيد طرق السمات المتعددة Multitrait "أي: مجموعتان أو أكثر من السلوك" أو طرق التقدير المتعددة من ثبات وصدق تقويم نتائج العمل مع المسترشد.
ويوضح شكل "24" المكونات الرئيسية لطريقة مقترحة لمراجعة وتقويم نتائج الإرشاد. وتشتمل هذه المكونات على خمسة أبعاد استجابة للسلوكيات المستهدفة، وسبع طرق للقياس، وأربع فترات زمنية لقياس أبعاد الاستجابة. ويكون المرشد مسئولا عن
ترتيب إجراءات التقويم وشرحها للمسترشد الذي يكون مشاركا نَشِطا في عملية جمع البيانات.