الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نموذج سييى لتصوير المشكلة
…
4-
نموذج سيي لتصوير المشكلة: Seay.htm's Model for Problem Conceptualization
يدمج هذا النموذج الذي قدمه سيي "1978" Seay بين المحتوى الخاص بالموضوع والأساليب العلاجية، وهو يبنى على أساس موضوعات، وأساليب الحياة الرئيسية المشتقة من القنوات الثلاث للأداء البشري: المعرفة -والوجدان- والسلوك "Cognition - Affect and Behavior - CAB"، ويقترح الباحث المجموعات التالية لوصف مشكلات المسترشدين.
1-
الترابطات البيئية الرئيسية، وتشتمل الوقائع التي تحدث في البيئة، والنتائج والتاريخ.
2-
الموضوعات المعرفية، وتتكون من التصورات الخاطئة، والأفكار غير العقلانية التي لدى المسترشد.
3-
الموضوعات الوجدانية: وتشتمل على الحواجز، أو الصراعات الانفعالية والانفعالات التي يشعر بها المسترشد، أو يعبر عنها التي تقف حاجزا، أو تعتبر معطلات.
4-
أنماط السلوك وتتكون من السلوكيات الظاهرة والمشاهدة، والتي تشتمل على السلوكيات اللفظية، وغير اللفظية التي يظهرها المسترشد أثناء الإرشاد، مثل الكلام السريع، والإيماءات المتكررة، وكذلك السلوكيات التي تظهر خارج الإرشاد، وتكون غالبا في المواقف المرتبطة بالمشكلة مثل: زيادة الأكل، تناول العقاقير، أو اضطراب عادات الاستذكار.
ويتشابه نموذج سيي مع نماذج حديثه أخرى تهتم بتصوير الحالة مثل نموذج هتشين "1979" Hutchin، المعروف باسم Thinking، Feeling، Activity "TFA""التفكير -المشاعر- التصرفات"، وكذلك النموذج الذي اقترحه لابيت "1981" L'Sbate، والذي يرمز له بالحروف Emotionality، Rationality & Activity "ERA" الانفعالية، والعقلانية والنشاط، وكل من هذين النموذجين يركز على ارتباط الأفكار والمشاعر والتصرفات، وأهمية اختيار أساليب إرشادية معدة للتعامل مع واحد، أو أكثر من هذه العناصر، مما يؤدي إلى تحقيق أفضل نتائج ممكنة من العمل الإرشادي.
ويختلف تطبيق المرشد لهذا النموذج باختلاف التوجه، فالذين يستخدمون النظريات المعرفية يستفيدون من الموضوعات المعرفية في النموذج حيث يتعاملون مع التصورات الخاطئة "مثلا نظرية ريمي للعلاج المعرفي، وكذلك نظرية بيك"، أو مع الأفكار غير العقلانية "مثلا نظرية العلاج العقلاني الانفعال"1.
1 لمراجعة هذه النظريات: انظر للمؤلف: نظريات الإرشاد، والعلاج النفسي القاهرة: دار غريب.
5-
نموذج ستيورات وزملائه للمشاغل Stewart، Winborn، Johnson، Burks Engelkes
قدم ستيوارت وزملاؤه "1978" نموذجًا لعملية الإرشاد أطلقوا عليه الإرشاد المنظومي Systementic Counseling، وقد سبقت الإشارة إلى هذا النموذج "انظر الفصل الأول شكل 2"، وقد حدد واضعو النموذج جانبا من عملية الإرشاد أطلقوا عليه "بناء نموذج للمشاغل Construncting Model of client Concerns، ويتكون هذا النموذج من الخطوات الآتية:
1-
حدد المشاغل.
2-
تخير مشغلة1 اللإرشاد.
3-
حدد مكونات المشغلة.
"أ" الاستجابة.
"ب" الزمن.
"جـ" الموقف.
4-
حدد خط الأساس للسلوك الخاص بالمشغلة.
5-
حدد المعززات المبقية على السلوك.
6-
تحقق من النموذج مع المسترشد.
إن المرشد قبل أن يقرر الغاية أو النتيجة التي يقصدها من الإرشاد يحتاج إلى فهم المشكلة، والضغوط التي يأتي بها المسترشد إلى موقف الإرشاد، ويشجع المسترشد على الكشف عن عدة جوانب من حياته، ومن البيئة التي يعيش فيها، وهذه الجوانب التي يشجع المرشد المسترشد على الكشف عنها هي التي تمثل مشاغله أو مشكلاته، ومن هذه المشاغل التي يكشف عنها المسترشد يختار المرشد واحدة ليتناولها بالتفصيل، وقد يكون
1 المشغلة أو الأشغولة هي ما يشغل الإنسان وجمعها مشاغل، "القاموس المحيط للفيروز آبادي".
هناك كشف لمشاغل أخرى فيما بعد، ولكن على المرشد والمسترشد أن يحددا سويا مقدار المعلومات التي يمكن تناولها في وقت معين، ومن ثم فإنهما بحاجة أن يقصرا دراستهما في الوقت الواحد على مشغلة واحدة بشكل عميق، ثم ينتقلا بعد ذلك إلى تناول مشغلة -أو مشكلة أخرى وهكذا.
1-
تحديد مشاغل المسترشد:
في هذه المرحلة يواصل المرشد جهده في بناء علاقة عمل طيبة مع المسترشد، وفي بناء هذه العلاقة فإنه يستخدم الأساليب اللفظية وغير اللفظية، ويجب على المرشد أن يحصل على معلومات كافية من المسترشد حول كل مشغلة من مشاغله، إذا كان هناك أكثر من مشغله بحيث يمكنه أن يختار من بينها مشغلة يبدأ بالعمل معها.
ويختلف الوقت الذي يحتاجه المرشد في هذا العمل، فمع بعض المسترشدين تكون المشكلة واضحة، وسريعة في التعرف عليها، ويحتاج المرشد لقليل من الوقت في تحديدها، وفي أحيان أخرى تكون المشكلة معقدة، أو متعددة مما يستغرق وقتا أطول، ويستلزم مهارة أكبر لتفهمها، ويفيد في تحديد المشكلة أن يحدد المرشد الموضوعات الهامة التي عبر عنها المسترشد في عرضه.
2-
اختيار مشغلة للعمل معها:
عندما يشعر المرشد أن المسترشد قد عبر عن نفسه، وعن مشاغله بشكل كاف، فإنه يبدأ في توجيه اهتمام المسترشد لعملية اختيار مشغلة واحدة تكون ذات أهمية ملحة، وفي بعض الأحيان فإن المسترشد يعرض مشغلة واحدة، ويصر على أنه ليس لديه أية مشاغل أخرى في الوقت الحاضر، لكن في أغلب الأحيان، فإن المسترشد تكون لديه عدة مشاغل تختلف في أهميتها، وهنا يجب على المرشد أن يهتم بعملية اختيار المشغلة التي سيعمل عليها مع المسترشد.
إن بعض المشاغل تكون أكثر إلحاحا من الأخرى، فإذا كان المسترشد يفتقر إلى المال الذي يشتري به حاجاته، وحاجاته أسرته الأساسية، وهو في نفس الوقت يحتاج إلى
تنظيم وقته في الدراسة، فإن المشغلة الأهم هنا هي الحصول على الحاجات الأساسية مثل الطعام، أو الحصول على المأوى أو غيرها، أما إذا أردنا أن نختار بين مشاغل تتراوح في صعوبتها، وتعقيدها فمن الأولى للمرشد أن يبدأ بالمشكلات التي يمكن الوصول إلى حلول لها بسهولة وسرعة؛ لأن ذلك من شأنه أن يساعد على نجاح المسترشد في حل المشكلة، ومعايشته لهذا النجاح، أو مروره بهذه الخبرة يساعده على أن يكتسب الثقة في المرشد، وهذه الثقة شرط ضروري للعمل من المشكلات الأكثر تعقيدا، كذلك فإن المشكلات تختلف في شدتها، ويمكن الاستدلال على شدة المشكلة من شدة الانفعال المصاحب لها، وفي المعتاد أن كل تعبير لفظي من جانب المسترشد له جانبان: محتوى "أي محتوى معرفي"، ومشاعر يعبر عنها الفرد المسترشد.
وفي الواقع أن جانب المحتوى أقل أهمية من جانب الاتجاهات "المشاعر"، وفي المعتاد فإن الاستجابة الخاصة بالمشاعر تساعدنا على دفع المسترشد إلى المزيد من اكتشاف ذاته.
3-
تحديد مكونات المشغلة:
يمكن أن ننظر إلى مشغلة المسترشد "المشكلة" على أنها تتكون من ثلاثة مكونات هي: الاستجابة، والزمن، والموقف.
"أ" مكون الاستجابة: Response Conponent:
لتحديد أوجه الاستجابة "السلوك" الخاصة بالمشكلة، فإن المرشد يجب أن يعرف مجموعة من الجوانب:
ما هي المشغلة؟
كيف تظهر المشغلة؟
ما هو الأثر الذي تحدثه المشغلة على حياة المسترشد؟
مثلا قد تكون هي الخوف من الامتحانات "قلق الامتحانات"، والتي تبدأ
في شكل إنشغالات شديدة، ونقص في كمية الاستذكار، ونتيجة لذلك قد تنخفض الدرجات.
"ب" المكون الزمني: Temporal Conponent:
وهنا يبدأ السؤال باستخدام أداة الاستفهام "متى" متى يحدث هذا السلوك؟ وكم من الزمني مضى على وقوعه؟ هل هناك ترتيب زمني للسلوك؟
"جـ" مكون الموقف: Situational Canponent:
والتعرف على هذا المكون يتطلب السؤال عن المكان أو الظروف:
أين؟ وفي أي ظروف؟
ويحصل المرشد على إجابات مثل:
"عندما أكون في الطريق عائدا إلى البيت مع زملائي".
أو "عندما أكون في داخل قاعة الامتحان، وأمامي ورقة الأسئلة".
أو: "في أي مكان".
"د" شدة أو تركيز السلوك:
ها هو المرشد قد استكشف مجموعة من الجوانب المرتبطة بالمشكلة أو المشغلة، وحصل على معلومات محددة حولها، وقد عرف أن المسترشد يظهر سلوكا معينا في مواقف معينة وفي أوقات معينة، وبقي أمام المرشد أن يتعرف على شدة، أو تركيز السلوك.
وفي الواقع أن هناك مفهومين يرتبطان بشدة السلوك وهما: التكرار، والمدة ويشير التكرار إلى عدد المرات التي يحدث بها السلوك الذي ندرسه، فمثلا إذا كان المسترشد قد مر بحالات إغماء خمس مرات، فإن تكرار السلوك هو خمسة، أما المدة Duration فتعرف بطريقتين: الأولى أنها تشير إلى طول الزمن الذي لاحظنا فيه حدوث سلوك معين، فمثلا يمكن أن تكون نوبات الإغماء الخمس قد حدثت عبر أسبوع، أو عبر شهر أو ربما سنة أو ربما طول حياة المسترشد، أما الثانية: فهي تعرف المدة بأنها الزمن الذي يستغرقه السلوك في المرة الواحدة، وفي هذه الحالة علينا أن نحدد المدة التي يستمر فيها الإغماء "مثلا ثلاث دقائق".
4-
إعداد خط أساس "بداية" للسلوك المتصل بالمشكلة "المشغلة"
إن تحديد الأبعاد الخاصة بالمشكلة من حيث وصف سلوك المشكلة، والبعد الزمني والبعد المكاني لها، وكذلك تكرارية ومدة حدوثها يزود المرشد بقياس عن أداء المسترشد عند بداية الإرشاد، وهذا المقياس يعرف بخط الأساس، أو خط البداية Baseline ويمكن الاستفادة به للمقارنة في مراحل مختلفة من الإرشاد لمعرفة ما إذا كان قد حدث تقدم من عدمه، ويمكن للمرشد أن يستخدم بعض الرسائل المساعدة في تحديد خط الأساس مثل لوحة السلوك Behavior Chart، وسجل السلوك Behavior Log، ولوحة السلوك هي لوحة بيانية تحدد تكرار سلوك معين، أما سجل السلوك فهو دفتر صغير يسجل فيه الفرد أبعاد السلوك.