الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اختيار الاختبارات في مجال الإرشاد:
قبل أن يبدأ المرشد في الاختيار الفعلي لاختبار، أو اختبارات يستخدمها مع مسترشد ما، فإنه يكون قد حدد من قبل الأغراض التي سيستخدم فيها هذا الاختبار مع هذا المسترشد "أو مع جماعة إرشادية"، وبعد ذلك يبدأ في التعرف على المعلومات، أو الخبرات النوعية التي يبحث عنها في اختباره للمسترشد، ويلي ذلك مراجعة البيانات المتاحة حول الاختبارات في المصادر المناسبة "دليل الاختبار، والمراجع المهتمة بتقديم الاختبارات"، وكثيرًا ما نشاهد المرشدين وقد حددوا نشاطهم في القياس بمجموعة صغيرة من الاختبارت لا يخرجون عنها، وربما يرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل منها.
1-
أن هذه الاختبارات هي التي تلقى المرشد تدريبا على استخدامها أثناء الدراسة.
2-
أنه نتيجة لتكرار تطبيقه لهذه الاختبارات، فإنه يكتسب مزيدًا من المهارة، والثقة في استخدامها، وفي تفسير نتائجها.
3-
عدم متابعة المرشدين باستمرار لما يظهر من اختبارات جديدة.
4-
قد يحتاج استخدام بعض الاختبارات الحديثة إلى تدريب تحت إشراف متخصص، أو حضور دورات تدريبية لهذا الغرض.
إن المرشد الذي يسعى إلى اختيار أحد الاختبارات لاستخدامه في الإرشاد عليه أن يتعرف على مجموعة من الأبعاد الخاصة بهذا الاختبار، والتي تساعده على الحكم على
الاختبار الذي يستخدمه، هذا بجانب استفادته من التقارير، والدراسات التقويمية حول الاختبار إذا توافرت مثل هذه الدراسات، وفيما يلي بعض هذه الأبعاد.
1-
الثبات: Reliability:
إذا تساوت كل الجوانب، فإننا نبحث عن أكثر الاختبارات ثباتا فيما يقيسه.
والثبات: يقصد به الاتساق الذي ينتج عن الاستخدامات المستمرة للمقياس في الغرض الذي أعد من أجله.
ورغم الاهتمام الذي يحتاج المرشد أن يبديه للتأكد من تمتع الاختبارات التي يختارها بأفضل مستويات للثبات، إلا أن كرونباخ "1955" Cronbach وهو من العلماء المبرزين في مجال القياس النفسي يحذر من إطلاق هذه القاعدة، ويقول: إن هناك مواقف تجد فيها اختبارا لا يتمتع بالمستوى المناسب من الثبات، ومع ذلك يستحق أن نستخدمه؛ لأنه يضيف معلومات جديدة، ومن جهة أخرى فإن الثبات ليس أمرا يوجد أو لا يوجد، فقد نجد اختبارا تقوم الأدلة على تمتعه باتساق داخلي "مثلا بطريقة التجزئة النصفية، فردي، وزوجي، ولكنه لا يتمتع بالثبات عبر الوقت بطريقة الاختبار، وإعادة الاختبار "الاستقرار"، وبذلك فإن ما يتوافر لدينا في الواقع هو هذا الثبات عند هذه النقطة من الزمن بالنسبة للخاصية التي نقيسها.
كذلك فإن الثبات قد يختلف باختلاف بعض المتغيرات مثل العمر، والمستوى التعليمي، والدافعية، وغيرها من المتغيرات لأفراد عينة تقدير الثبات، وأخيرًا فإننا نعلم أن الثبات كما يتم تقديره عادة، إنما هو ثبات جمعي يتصل بمجموعة التقنين أما الثبات بالنسبة للخاصية التي نقيسها لفرد معين، فهو غير معروف للمقياس الذي نستخدمه.
2-
الصدق: Validity:
يعتبر الصدق قلب عملية اختيار الاختبار الذي يستخدمه المرشد، والسؤال الذي نطرحه بالنسبة للصدق هو:
هل هذا الاختبار قادر على قياس الخاصية التي نسعى لقياسها، وهل ترتبط درجات الاختبار بالسلوكيات التي نحاول إعداد الخطط، واتخاذ القرارات بشأنها؟
وفي المعتاد فإن الصدق يحدد في واحد من أربعة أنواع على النحو التالي:
أ- صدق المحتوى Content Validity:
يستخدم هذا النوع من الصدق مع مجموعة الاختبارات التي تهتم بقياس التحصيل أو الأداء، ويكون الحكم على الاختبار بأنه يقيس هذه الجوانب عن طريق مجموعة من الخبراء "المحكَّمين"، ويكون بحثنا عن هذا النوع من الصدق عندنا يدور لدينا سؤال مثل:"ماذا تعلم هذا الفرد؟ " و"ماذا يمكنه القيام به؟ ".
أما إذا كان السؤال متصلًا بالأداء في وقت لاحق في المستقبل، فإن علينا أن نبحث عن نوع آخر من الصدق هو الصدق التنبؤي.
كذلك فإن صدق المحتوى يهمنا عند استخدام قوائم المشكلات Problem Check lists حيث يطرح المرشد على سبيل المثال سؤالا مثلا "ما هي الجوانب التي تشغل هذا المسترشد، والتي يمكن أن يظهرها عبر قائمة المشكلات؟ ".
وتكون الإجابة على سبيال المثال: إن هذا المسترشد قد أظهر خمس مشكلات فيما اتفق المحكمون من الخبراء على أنه يمثل مجال العلاقات الشخصية.
ب- الصدق التنبؤي: Perdictive:
يعني هذا الصدق أن الدرجات على اختبار ما ترتبط بسلوك يقع في المستقبل -مثلا: النجاح، والرضا، والتوافق، وهذا النوع من الصدق هو الذي نسعى غالبا للحصول عليه في الإرشاد، حيث نتعامل في الغالب مع مقررات، وخطط متصلة بالمستقبل، ومن مثل الأسئلة التي يجيب عليها الصدق التنبؤي:
"إلى أي حد يمكن أن أكون طابعا جيدًا على الآلة الكاتبة؟ ".
"ما هي فرص نجاحي في برنامج للتدريب في حرفة معينة؟ ".
"ما هو مجال العمل الذي يمكن أن يحقق لي أكبر مستوى من الرضا؟ ".
وفي الواقع العملي، فإن مثل هذه الأسئلة تحظى بإجابات جزئية نتيجة للمشكلات القائمة في الاختبارات نفسها.
جـ- الصدق التلازمي Concurrent Validity:
هنا تحدد العلاقات بين درجات المفحوصين على الاختبار، وبين مستوى الأداء في نفس الوقت الذي يجري فيه الاختبار دون الاهتمام بالأداء في المستقبل، ويكون السؤال المطروح في هذه الحالة:
هل ميولي قريبة من ميول المحاسبين؟
هل أعاني من درجة عالية من القلق؟
د- صدق التكوين الفرضي: Construct Validity:
على عكس الأنواع الثلاثة السابقة من الصدق، فإن هذا النوع يتصف بأنه في صورة تجريدية أكبر، ويحاول أن يؤكد على الخصائص النفسية التي يبحث عنها الاختبار، وشأن هذا النوع من الصدق هو كشأن صدق المحتوى يعطينا الأساس للإجابة فقط على الأسئلة الوصفية:
ما هو مستواي في الطلاقة اللفظية؟
ما هو المستوى الراهن للقلق عندي؟
والإجابة على هذه الأسئلة تتعلق بالوقت الحالي، ولا تشمل توقعات عن هذه الجوانب في المستقبل.
وهناك جدل قائم حول الأهمية النسبية لكل من الصدق التنبؤي، وصدق التكوين الفرضي، ومن بين المدافعين عن أن صدق التكوين الفرضي هو الذي نحتاج إليه، ويلغي باقي أنواع الصدق لويفنجر Loevinger "1957".
ونفس الموقف يتخذه أولئك الذين يرون ضرورة وجود منطق نظري وراء الاختبارات
الجيدة، مثلا فلانجان، وترافرز Flanagan، 1951، Travers 1951، في حين يرى غيرهم أن الجانب الحرج في الاختبار هو مدى تنبؤ الاختبار بالسلوك، ويفصل جولدمان Goldman في هذا الجدل حيث يرى أن المنظرين، والقائمين ببحوث بحتة يهتمون بالاختبارات لتساعدهم في اختبار الفروض حول السلوك الإنساني، وبذلك فإن الصدق الذي يحتاجون إليه هو صدق التكوين الفرضي، أما بالنسبة للممارس الذي لديه توجه إمبيريقي عادي، فإن الاختبارات تكون ذات فائدة له إلى الدرجة التي تساعده على إجراء تقديرات مستقبلية أكثر دقة، وهنا فإن ما يحتاج إليه الممارس "مثلًا المرشد" هو الصدق التنبؤي "صدق التوقع"، ومن جهة أخرى فإنه عندما نستخدم اختبارا عن تطور مفهوم الذات لدى الفرد على سبيل المثال حيث نحتاج إلى وصف للشخص، فإن المرشد يعول بشكل أكبر على صدق المحتوى، وأيضا صدق التكوين الفرضي "Goldman، 1971، p 83"، ويجب أن ينتبه المرشدون إلى أن الاسم الذي يحمله الاختبار ليس بالضروري أن يعبر عن المفهوم، أو الخاصية التي يقيسها بالفعل، وعلى سبيل المثال فإن أحد الاختبارات يحمل عنوان "التقدير الذاتي" بينما أعد في الواقع لقياس القلق.
3-
المعايير: Norms:
عندما نبحث عن اختبار لاستخدامه في الإرشاد، فإننا نختار الاختبارات التي تتوافر عنها بيانات معيارية يمكن مقارنتها بخصائص الفرد "مثلا: العمر، المستوى التعليمي، الحالة الاجتماعية والاقتصادية"، أو بخصائص الجماعة التي يعتبر الفرد نفسه مرتبطا، أو منتميا لها "مثلا طلاب طب الأسنان"، وفي بعض الأحيان يكون من المرغوب أن نحصل على كلا النوعين من المعايير، أن المقارنة مع الزملاء، والمقارنة مع جماعة المستقبل، وعلى سبيل المثال فإن طالب الثانوية العامة "الثالث الثانوي" قد يكون في هذا المستوى أي في مستوى زملائه في سرعة الكتابة أو أعلى منه، ولكنه بالمقارنة بمن يعملون في الوظائف الكتابية يكون في وضع أدنى، والذي يهمنا في هذا المجال هو أن يسعى المرشد لانتقاء الاختبارات التي لها معايير يمكن أن يرجع إليها الدرجات التي يحصل عليها المسترشد.
4-
العمر: Age:
في كثير من الأحيان يجد المرشد نفسه في حاجة إلى استخدام اختبارات مع مسترشدين في أعمار صغيرة أو أعمار متقدمة، ويجب على المرشد أن يختار الاختبارات التي تكون لها معايير عمرية قريبة من هذه الأعمار، وتنشأ المشكلة في بعض الأحيان من أن كثيرًا من المعايير العمرية للاختبارات تكون في أعمار قريبة من المراهقة، ويمكن للمرشد أن يلجأ لعملية التخمين حول ما إذا كانت الخاصية التي يقيسها من المتوقع أن تبقى كما هي، أم تتحسن أم تتدهور.
5-
مستوى القراءة Reading level:
ما لم يكن القياس موجها أساسًا لقياس عيوب القراءة، فإن المرشد يجب أن يعرف أن وجود عيوب في القراءة لدى المسترشد، أو كون الاختبار يحتاج إلى مستوى أعلى في القراءة سيكون من شأنه التأثير على مستوى أداء المسترشد بمعنى آخر، إنه إذا كان الاختبار يحتاج إلى مستوى عال من القراءة لا يتوافر لدى المسترشد، فإن الدرجة التي يحصل عليها ستعاني من خطأ خاص نتيجة لذلك، وتكون هذه الدرجة وهي خاصة مثلًا بإحدى القدرات مثل الفهم الميكانيكي، أو الإدراك المكاني إنما تعبر فقط جزئيا عن هذه الدرجة حيث إنه دخل في عملية القياس، القدرة على القراءة.
ويقترح بالنسبة لهذه المشكلة أن يتعرف المرشد على مستوى القراءة لدى المسترشد عند اختيار الاختبارات التي يستخدمها معه، وفي نفس الوقت فإن عليه أن يختار الاختبارات التي تتميز ببساطة الأسلوب، وسهولة قراءتها "إذا تساوت باقي الشروط"، وبجانب اهتمامنا بصياغة تعليمات الاختبار، فإنه يجب أن نوجه اهتمامنا أيضا إلى صياغة فقرات "بنود" الاختبار.
ومن الملاحظات التي لاحظها المؤلف أن الفقرات التي تحتوي على النفي، وتكون
الاختيارات في الإجابة بين نعم، ولا يجد الطلاب صعوبة في توجيه إجابتهم عليها، ونفس الشيء، ويلاحظ عند وجود فقرات يدخل في صياغتها حروف
وصل يمكن أن تفهم على أنها للنفي مثلًا: ما.
6-
السرعة: Speed:
في بعض الاختبارات التي تحتاج إلى سرعة في الأداء، والتي تعرف باختبارات السرعة Speed tests قد يصادف بعض المسترشدين عقبات فيها، وتنخفض درجاتهم نتيجة انتهاء الوقت المحدد للاختبار، ومن هذه العوامل التي تساعد على انخفاض الأداء تقدم العمر، والأفراد الذين تكون قراءتهم بطيئة Slow readers، والأفراد الذين لديهم حذر قهري الذين يفحصون مرة بعد الأخرى إجاباتهم، والذين لديهم إعاقات حسية خاصة في البصر، أو في السلوك الحركي "مثلا في الإمساك بالقلم، أو قلب الصفحات"، وفي كل هذه الحالات، فإن اختبارات القوة Power tests تعطي نتائج أفضل عن مستوى القدرة، وبصورة مستقلة عن السرعة.
ويرى البعض أن اختبارات السرعة لها أهميتها في التطبيقات الجمعية، وكذلك فإن السرعة تدخل كعامل هام في قياس بعض المتغيرات "مثلا سرعة الطباعة على الآلة الكاتبة"، وفي هذه الحالة فإن استخدام اختبارات السرعة يكون مناسبا تماما حتى مع أولئك الذين لديهم إعاقات، وهذا يعني أننا نعني في هذه الحالة بدخول المعوقين كمنافسين في سوق العمل، وليس في المصانع، أو الورش المحمية.
وفي بعض الأحيان فإنه نتيجة عدم توافر اختبارات القوة، فإننا نلجأ إلى استخدام اختبارات السرعة على أن يحدد الزمن الذي انتهى عنده المفحوص، ثم نسمح له باستكمال الأداء دون التقيد بالزمن، ويكون تفسير الدرجات بصورة مختلفة، فالزمن الذي حدد للاختبار تؤخذ الدرجة عنده ويحدد بناء عليها ما يعاني منه الفرد من قصور بالنسبة لما هو مطلوب من سرعة في الأداء.
7-
اختبارات الورقة والقلم مقابل الاختبارات العلمية:
Paper and Pencil vs Apparatus tests
إذا كانت النتائج التي تعطيها الاختبارات الورقية من حيث التنبؤ تتسق مع الاختبارات العملية التي تعتمد على أجهزة، فإن هذه الأخيرة تفضل بالنسبة للذين لا يشعرون بارتياح لاستخدام الورقة والقلم، ويحدث ذلك بصفة خاصة في مجال الحرف
الميكانيكية، واليدوية حيث تتوفر بعض الأجهزة لقياس الفهم الميكانيكي والإدراك المكاني، إلا أن الأجهزة تتكلف أكثر من الناحية المالية، وكذلك في صعوبة إيجاد عدد كاف منها للاستخدام مع مجموعات.
وتتميز الاختبارات التي تستخدم أجهزة في أنها توفر فرصة أكبر لملاحظة سلوك المفحوص في تناوله للمهمة، وحل المشكلات والاستجابة للإحباط، وفي بعض الحالات تكون مثل هذه الملاحظات، والاستبصارات الناتجة عنها أكبر في قيمتها من الدرجات نفسها.
8-
الاختبارات الفردية في مقابل الاختبارات الجمعية:
Individual VS Group Tests
يمكن أن نستخدم أي اختبار بشكل فردي "أي لمسترشد واحد" عندما تدعو الحاجة إلى ملاحظة سلوكه الأدائي عن قرب، أو عندما يكون أداء الأفراد الذين يأخذون الاختبار في المستوى الفردي مختلفا عن المستوى الجمعي نتيجة التوتر أو لعوامل أخرى، ومن مثل الاختبارات التي تتطلب تطبيقا فرديا في المعتاد لأهميتها في اتخاذ بعض القرارات الشتخيصية حول مستوى الذكاء، مثل اختبار بينيه، ومجموعة اختبارات ويكسلر.
وعلى عكس ما هو شائع، فإنه في كثير من الأحيان يكون للاختبارات في التطبيق الجمعي أفضلية عن تطبيقها في المستوى الفردي.
ثمة استثناء نود أن نلفت النظر إليه، وهو أن الاختبارات يجب أن تطبق بصورة فردية عندما يكون المفحوص ممن يعانون من إعاقة بدنية، أو عقلية أو انفعالية.
9-
كمية الوقت المطلوب للاختبار:
Amount of time Needed:
من المعتاد أن يكون المرشد مسئولًا عن عدد كبير من الحالات، مما يجعل الوقت أمامه محدودًا، ويستلزم ذلك بطبيعة الحال أن يقيد الوقت الذي تستغرقه الاختبارات، ومن المعتاد أن تحل هذه المشكلة بأن يكون هناك بطارية يعتمد عليها المرشد تضم اختبارًا، أو ربما اختبارين لكل وظيفة يود أن يقيسها.
10-
الإعاقات Handicaps:
أشرنا من قبل إلى الدور الذي تلعبه الإعاقات عند الحديث عن مستوى القراءة، وكذلك عند الكلام عن اختبارات السرعة، والاختبارات الفردية مقابل الاختبارات الجمعية، وهناك عديد من الإعاقات التي يمكن أن تؤثر على سلوك الاختبار منها: عيوب السمع، وعيوب الإبصار، والتشوهات التي تؤثر على التحكم في اليدين والأذرع، والأصابع مثل تلك الناتجة عن حالات الشلل والحالات التشنجية، وكذلك الاضطرابات النفسية مثل القلق الزائد، أو عدم الصبر، وآثار الشيخوخة بما فيها البطء، والصعوبة في الاستجابة لمنبه جديدًا.
ويحسن أن يراجع المرشد الذي يعمل مع المعوقين المراجع المتخصصة في هذا الصدد، وهناك مجموعة من الاختبارات التي أعدت خصيصا لاختبار من لديهم إعاقات مثل كف البصر، أو فقدان السمع، وكذلك المعوقين في الحركة كما توجد الآن أنظمة تجارية للتقويم المهني للمعقوين مثل نظام توور Tower الذي يعتمد على استخدام عينات العمل.
والذي يهمنا أن نوجه النظر إليه هو أن يحذر المرشد من استخدام اختبار يدخل في اعتباره سواء في التعليمات، أو في الفقرات "البنود"، أو التطبيق جانبا يفتقد إليه المعوق -فمثلا الاختبارات الأدائية لا تناسب المكفوفين بينما الاختبارات اللفظية لا تناسب المعوقين سمعيا، وهكذا، كذلك فإن هناك حالات لا يصلح معها اختبارات الذهانية، وحالات الشلل المخي الشديدة، وأولئك الذين لديهم عيوب شديدة في الانتباه والدافعية، سواء نتيجة التخلف العقلي أو الشيخوخة أو غيرها، ولا يفوتنا أن نشير إلى أن القياس في مجال المعوقين يتميز بالصعوبة مما يدعو إلى الانتباه لاختبار الاختبار المناسب، والذي لا يضيف إلى المسترشد إحباطات جديدة.
كذلك فإنه من المفضل أن يستخدم المرشد الاختبارات الفردية من المعوقين، ولا يلجأ إلى استخدام الاختبارات الجمعية إلا في بعض المواقف مثل التقويم المهني مع المحافظة على فردية المفحوص في الأداء.