المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌علاقة الإرشاد بالمصطلحات الأخرى: - العملية الإرشادية

[محمد محروس الشناوي]

فهرس الكتاب

- ‌ مقدمة

- ‌الفصل الأول: العملية الإرشادية والعلاجية

- ‌تعريف الإرشاد

- ‌علاقة الإرشاد بالمصطلحات الأخرى:

- ‌مراجع الفصل الأول:

- ‌الفصل الثاني: المرشد خصائصه ومهاراته

- ‌مدخل

- ‌خصائص المرشد

- ‌أولاً: العلم

- ‌ثانيا: الصفات والخصائص الشخصية

- ‌ثالثا: المهارات الأساسية للمرشد

- ‌مراجع الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثالث: العلاقة الإرشادية

- ‌تعريف العلاقة

- ‌أهمية العلاقة في الإرشاد:

- ‌خصائص العلاقة الإرشادية:

- ‌القيمة العلاجية للعلاقة الإرشادية:

- ‌الأبعاد الأساية للعلاقة الناجحة: "شروط العلاقة

- ‌مهارات الاتصال:

- ‌أولا: السلوك غير اللفظي:

- ‌ثانيًا: استجابات الإصفاء listening responses

- ‌الخلاصة:

- ‌مراجع الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع: بدء العلاقة الإرشادية

- ‌المقابلة الأولى

- ‌مدخل

- ‌ موعد المقابلة:

- ‌ مكان المقابلة: "بيئة الإرشاد

- ‌مدة الجلسة:

- ‌التحضير للمقابلة:

- ‌أهداف المقابلة الأولى:

- ‌مراجع الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس: تصوير المشكلة:

- ‌التشخيص

- ‌معنى المشكلة:

- ‌مفهوم التشخيص:

- ‌أولًا: التشخيص كتصنيف:

- ‌ثانيا: التشخيص ودوره في فهم المسترشد ومشكلاته

- ‌النماذج المستخدمة في عملية التشخيص أو تصوير المشكلات

- ‌النموذج الطبي: the medical model

- ‌نموذج سييى لتصوير المشكلة

- ‌ نموذج لازاروس لتصوير المشكلة "1976

- ‌ نموذج كورميير وكورميير لتصوير المشكلات "1985

- ‌ملاحق

- ‌ملحق رقم 1: المجموعات الشخيصة للأمراض النفسية والعقلية حسب تصنيف dsmiii

- ‌ملحق رقم "5" نموذج لدراسة تاريخ حالة:

- ‌مراجع الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس: الاختبارات النفسية واستخدامها في مجال الإرشاد

- ‌مدخل

- ‌الدور الذي تعلبه الاختبارات في مجال الإرشاد

- ‌اختيار الاختبارات في مجال الإرشاد:

- ‌أنواع الاختبارات المستخدمة في مجال الإرشاد:

- ‌تطبيق الاختبارات، والعوامل التي تؤثر فيه:

- ‌تفسير نتائج الاختبارات

- ‌مدخل

- ‌العوامل التي تؤثر على درجة المسترشد "المفحوص" على اختبار:

- ‌علاقة التفسير بصدق الاختبار:

- ‌مصادر البيانات:

- ‌أساليب تفسير الاختبارات

- ‌مدخل

- ‌المقارنة بين الجسور الإحصائية والجسور الإكلينيكية

- ‌توصيل نتائج الاختبارات: "التقرير

- ‌بعض القضايا الخاصة باستخدام الاختبارات في الإرشاد:

- ‌بيان ببعض الاختبارات التي يمكن استخدامها في الإرشاد

- ‌أختبارات الاستعدادات

- ‌اختبارات الشخصية:

- ‌مراجع الفصل السادس:

- ‌الفصل السابع: الملاحظة واستخدامها في الإرشاد

- ‌مدخل

- ‌تسجيل وترميز الملاحظة:

- ‌مزايا وعيوب الملاحظة:

- ‌مراجع الفصل السابع:

- ‌الفصل الثامن: إعداد الأهداف في إطار عملية الإرشاد

- ‌مدخل

- ‌أهداف الإرشاد:

- ‌الأهداف العامة للإرشاد:

- ‌الأهداف الموجهة للمرشد:

- ‌اختيار وتحديد الأهداف

- ‌مدخل

- ‌مراجع الفصل الثامن:

- ‌الفصل التاسع: اختيار طريقة للأرشاد

- ‌توقيت طرق الإرشاد

- ‌محكات اختيار رق "استراتيجيات الإرشاد

- ‌مراجع الفصل التاسع

- ‌الفصل العاشر: طرق الارشاد

- ‌مدخل

- ‌أولًا: القائمة على أساس من الإشراط الإجرائي

- ‌التعزيز "التدعيم" reinforcement

- ‌ثانيًا: الطرق القائمة على أساس الإشراط الكلاسيكي

- ‌مدخل

- ‌التخلص المنظم من الحساسية systematic desensitization

- ‌مدخل

- ‌وصف طريقة التخلص المنظم من الحساسية:

- ‌صور أخرى للتخلص المنظم من الحساسية:

- ‌التدريب على السلوك التوكيدي

- ‌مدخل

- ‌تطور أسلوب التدريب على السلوك التوكيدي:

- ‌فينات التدريب التوكيدي

- ‌رابعًا: الإرشاد باستخدام العلاقة الإرشادية

- ‌مدخل

- ‌إعادة الاندماج:

- ‌قانون أولي للعلاقة بين الأشخاص:

- ‌خصائص عملية الإرشاد:

- ‌النتائج الخاصة بالشخصية والسلوك:

- ‌خامسا: الطرق السلوكية المعرفية والطرق المعرفية

- ‌العلاج العقلاني الانفعالي rational emotive therapy

- ‌سادسًا: الطرق الواقعية

- ‌ الإرشاد باستخدام القراءة:

- ‌الإرشاد باسختدام الأنشطة

- ‌ الإرشاد بإتاحة المعلومات للمسترشد:

- ‌ نموذج إسلامي لمعالجة الغضب:

- ‌مراجع الفصل العاشر:

- ‌الفصل الحادي عشر: تقويم العملية الإرشادية والعلاجية

- ‌معنى التقويم

- ‌أهداف التقويم في الإرشاد:

- ‌إجراءات التقويم:

- ‌أولا: ماذا نقيس أبعاد الاستجابة:

- ‌ثانيا: كيف نقيس أساليب القياس

- ‌ثالثا: متى نقيس؟ وقت القياس

- ‌مراجع الفصل الحادي عشر:

- ‌الفصل الثاني عشر: إنهاء الإرشاد

- ‌أهمية إنهاء العلاقة الإرشادية termination of counseling

- ‌مراجع الفصل الثاني عشر:

- ‌الفصل الثالث عشر: القواعد الأخلاقية للأرشاد ethical standards

- ‌مدخل

- ‌أهمية الأخلاقيات في مجال الإرشاد

- ‌العلم

- ‌ الخبرة:

- ‌ رعاية مصلحة المسترشد:

- ‌ سرية المعلومات:

- ‌ العلاقة الإرشادية:

- ‌ كرامة المهنة:

- ‌جوانب عامة:

- ‌مراجع الصل الثالث عشر

- ‌أولا: العربية

- ‌ثانيا: الأجنبية

- ‌الفصل الرابع عشر: التسجيل،النماذج، التقارير

- ‌أولًا: التسجيل

- ‌ثالثا: التقارير

- ‌محتويات الكتاب:

الفصل: ‌علاقة الإرشاد بالمصطلحات الأخرى:

‌علاقة الإرشاد بالمصطلحات الأخرى:

في كثير من الأحيان يظهر مصطلح الإرشاد مرافقًا لمصطلحات أخرى مثل التوجيه والعلاج النفسي، ولهذا فقد يكون من المناسب توضيح العلاقة بين مفهوم الإرشاد، وهذه المفاهيم.

1-

التوجيه: Guidance:

اصطلاح التوجيه من المصطلحات الشائعة الاستخدام حيث يستخدم منفردا، أو مقترنا مع اصطلاح الإرشاد، فنقول التوجيه والإرشاد، ويقوم التوجيه على أساس أنه حق للفرد، وواجب عليه أيضا أن يختار طريقه في الحياة طالما كان اختياره لا يتعارض مع حقوق الآخرين، كما يقوم أيضا على الاقتناع بأن القدرة على اختيار أسلوب للحياة ليست شيئا موروثا، وإنما شأنها سائر قدرات الإنسان تحتاج إلى تنمية، وإذا كان من الوظائف التي يؤديها نظام التعليم إتاحة الفرص أمام الطلاب لتنمية مثل هذه القدرات، فإن التوجيه بهذا المفهوم يعتبر جزءًا من نظام التعليم.

ويشتمل التوجيه بشكل أساسي على إعطاء المعلومات Information givig، ويصبح الأمر متروكا بعد ذلك للفرد الذي يبحث عن التوجيه أن يستخدم هذه المعلومات في الوصول إلى اختيارات مناسبة، فالمبدأ الأساسي هو مساعدة الأفراد ليساعدوا أنفسهم، كذلك فمن الأهداف الرئيسية في التوجيه تنمية الشعور بالمسئولية في الأفراد.

فالتوجيه إذن يشتمل على إعطاء المعلومات وتنمية المسئولية، وبذلك يمكن أن نتوقع وجود التوجيه في مناحي شتى للحياة الاجتماعية، وقد تكون المعلومات المطلوبة بسيطة مثل بيان بأسماء المدارس المتوسطة للبنين القائمة في أحد الأحياء ومواقعها، أو

ص: 13

شروط القبول لإحدى الكليات الجامعية، أو قد تكون المعلومات المطلوبة كثيرة ومعقدة مثل المعلومات التي تكون ضرورية ليختار الطالب تخصصا أو مهنة يدخل إليها، وفي مستقبل حياته، وبذلك يكون التوجيه في أبسط صوره هو تقديم العون لأولئك الذين يحتاجون إليه بتزويدهم بالمعلومات الدقيقة الموثوق فيها.

ويمكن بصفة عامة القول بأن اصطلاح التوجيه يستخدم في الوقت الحالي للإشارة إلى البرامج التي تشتمل على إعطاء المعلومات، كما أنه من المتفق عليه بين المتخصصين أن التوجيه التربوي يشتمل بين عناصره على عملية الإرشاد، وأنه يمكن القول بأن كل مدرس، وكل إداري في المدرسة يشترك بشكل أساسي في برنامج التوجيه، على حين تبقى عملية الإرشاد من اختصاص المرشد على النحو الذي تبقى فيه عملية التدريس من اختصاص المعلم.

2-

النصح "Advice giving "Advising:

يرى بلوش وكراوش "1985" Bloch & Crouch أن التوجيه هو إعطاء المعلومات، وإسداء النصح المباشر.

ويرتبط النصح عادة بموقف فيه شخص لديه حاجة، أو مشكلة تتطلب اتخاذ قرار أو إجراء اختيار، وهذا الموقف يتسم بعدة خصائص منها:

1-

يوجد فيه جانب الاختيارية.

2-

يسوده اعتقاد "صحيح أو خاطئ" بأن الشخص الآخر "الذي يقدم النصح -الناصح" لديه الخبرة أو الحكمة المنشودة، ولديه القدرة على النصح.

3-

تكون النصيحة مطلوبة كجانب تأكيدي.

4-

يكون من حق المنتصح أن يقبل النصيحة أو يرفضها.

ولا ترتبط النصيحة بعملية النمو النفسي، فالفرد قد تقابله مشكلة، ويطلب النصيحة بشأنها في نفس اللحظة، والموقف الذي تحدث فيه، وقد يجد حلا لهذه المشكلة الآن، ولكنه في المستقبل إذا واجهته نفس المشكلة، أو مشكلة أخرى فلن يستطيع حلها؛ لأنه لم ينم المهارات اللازمة والمناسبة لحل المشكلات، "وهو الأمر الذي يحدث في الإرشاد".

ص: 14

وفي المعنى الخاص، فإن النصح يستخدم كبرنامج يعرف بالنصح الأكاديمي، Academic Advising، والذي يطلق عليه في بعض الجامعات العربية الإرشاد الأكاديمي، وفي هذا النوع من النصح هناك علاقة بين الطالب، وبين مرشد "ناصح" أكاديمي يساعده على الاختيار بين التخصصات، والمسارات والمقررات.

وفي المعتاد أن يتلقى الطالب النصح في أمور شتى من والديه ومن مدرسيه، وهذا النصح يشتمل على اقتراحات بحلول تمثل وجهات نظر من يقدمون النصائح، وفي المعتاد أن تصدر نصيحة الأب في "الجوانب الانتقالية" عن قلب مشفق في حين أن نصيحة المدرس قد يشوبها الاستياء مما يجعل الطالب لا يستجيب لأيهما، وهذا من شأنه أن يعوق عملية النمو النفسي، والنضج ويجعل الطلاب أكثر اعتمادا على غيرهم، وأكثر قلقا ومعاناة لسوء التوافق، ويدعو إلى زيادة الاهتمام بالإرشاد والتركيز عليه.

3-

العلاج النفسي: Psychotherapy:

من الاصطلاحات التي تترافق كثيرا مع الإرشاد، وبصفة خاصة في المراجع الأجنبية اصطلاح العلاج النفسي، حيث نجد مؤلفات تحمل عناوين مثل "نظريات الإرشاد والعلاج النفسي"، "علم النفس العلاجي: أساسيات الإرشاد والعلاج النفسي"، وغيرها.

ويعرف ووليبرج "1988" Wolberg العلاج النفسي بأنه "نوع من معالجة المشكلات ذات الطبيعة الانفعالية، حيث يعمل المعالج، وهو شخص مدرب تدريبا دقيقا، على تكوين علاقة مهنية مع المريض، وذلك بهدف إزالة أو تعديل أو تأخير الأعراض الموجودة، وتعديل السلوك المضطرب، والنهوض بالنمو والتطور الإيجابي للشخصية".

أما روتر Rotter "1971"، فيعرف العلاج النفسي بأنه "نشاط مخطط من جانب متخصص من علم النفس بغرض تحقيق تغيرات في الفرد تجعل توافقه في الحياة أكثر سعادة وأكثر بناء".

كما يرى روجرز "1959" Rogers أن العلاج النفسي "هو تحرير الطاقة الموجودة فعلا لدى شخص إمكانية كافية".

ص: 15

ويعرفه سيو وزملاؤه Sue et al "1990" بأنه "التطبيق المنظم للأساليب المشتقة من الأسس النفسية بواسطة معالج متخصص وماهر ومدرب، بقصد مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية".

ويمضي سيو وزملاؤه إلى القول بأن كل طريقة علاجية تشتق من نظرية خاصة تسعى إلى التركيز على جانب معين مثل الاتجاهات، الأفكار، المشاعر، السلوك، زيادة الاستبصار بالذات، الضبط العقلاني للحياة، شفاء المرض النفسي، تحقيق الذات، زيادة الاستقلالية الشخصية، إزالة الأسباب، وتغيير مفهوم الذات، وتشجيع التكيف.

ويضيف هؤلاء المؤلفون: أنه سواء أمكننا تعريف العلاج النفسي، أم لم يمكن فإنه بوسعنا تحديد أربع خصائص أساسية له، وهذه الخصائص هي:

1-

أن العلاج النفسي هو فرصة للمريض ليعيد التعلم "ليتعلم من جديد to Releaern".

2-

أن العلاج النفسي يساعد على تنشيط نمو خبرات جديدة ذات أهمية انفعالية.

3-

توجد علاقة علاجية "بين المعالج والمريض" ذات مواصفات خاصة.

4-

أن العملاء في العلاج لهم دافعية وتوقعات معينة، وكثير من الناس يدخلون إلى العلاج، ومعهم القلق والأمل، فعلى حين تخيفهم مشكلاتهم الانفعالية، فإن الأمل يحدوهم في أن العلاج سيساعدهم.

العلاقة بين الإرشاد النفسي:

يتفق كثير من الباحثين في الوقت الحاضر على أن الإرشاد، والعلاج النفسي إنما هما وجهان لعملة واحدة، وأن أوجه التشابه بينهما أكبر من أوجه الاختلاف، كما أن الاختلاف هو اختلاف في الدرجة، وليس اختلافا في النوع.

وفي رأي جوستاد "1953" Gustand أن كلا من الإرشاد، والعلاج النفسي يتجهان نفس الوجهة في الأداء، ولكنهما يختلفان في النقاط التي يركزان عليها، ويوافق واطسون "1954" Watson على هذا الرأي، ويرى أن ما يميز الإرشاد هو وجود الموقف التعليمي، وأن المرشدين يعملون أساسا مع أشخاص عاديين في حين أن

ص: 16

التدريب والمهارات المطلوبة من المعالج هي نفسها مطلوبة من المرشد، ويرى سوبر "1955" Super أن الإرشاد يهتم بشكل أكبر بالجوانب الصحية للسلوك Hygiology في حين يهتم العلاج النفسي بالجانب المرضي Psychapathology للسلوك، ويركز الجانب الصحي على دراسة المشكلات التي تقابل الأشخاص العاديين، ومحاولة الوقاية من المشكلات الانفعالية الشديدة، في حين أن المعالجين نجدهم بشكل أكبر في المستشفيات والعيادات حيث تعالج الاضطرابات الشديدة للسلوك، وقد اقترح ويليامسون Williamson أن الإرشاد يتم في البيئات التعليمية، مثل المدارس، ومراكز التأهيل في حين أن المعالجين نجدهم في العيادات والمستشفيات، ومع ذلك فإن بعض المستشفيات توظف المرشدين إلا أن وجودهم أكثر في المدارس، ويصل باترسون "1896" في مناقشة هذا الموضوع إلى القبول بأن المرشد النفسي، والمعالج النفسي يتلقيان نفس التعليم ويستخدمان نفس النظريات والأساليب، وأن الاختلاف بينهما إنما هو اختلاف في الدرجة، وليس اختلافًا في النوع، ويضيف قوله: إن أي تعريف للإرشاد يمكن أن نعتبره تعريفا مقبولا للعلاج النفسي والعكس صحيح، فكل من الإرشاد والعلاج النفسي ينظر إليه على أنه عملية تشتمل على نوع خاص من العلاقة بين شخص يحتاج إلى مساعدة "مسترشد أو مريض"، وبين شخص مدرب على تقديم هذه المساعدة "مرشد أو معالج"، وهذه العلاقة ذات طبيعة واحدة إن لم تكن متطابقة في الإرشاد، وفي العلاج النفسي، كذلك فإن عملية الإرشاد لا تختلف في أساليبها الفنية عن عملية العلاج النفسي، أما الأهداف التي يبدو فيها بعض الاختلاف، حيث تحدد الجمعية الأمريكية لعلماء النفس "شعبة رقم 17 الخاصة بالإرشاد النفسي" أن هدف الإرشاد هو "معاونة الأفراد للتغلب على العقبات التي تقابل نموهم الشخصي حيثما واجهوها، وذلك لتحقيق أقصى تنمية لإمكانياتهم الشخصية" بينما ترى تيلر Tyler أن عمل المعالج يهدف إلى تغيير البنية النمائية: وإصلاح ما حدث من تلف في الماضي، إلا أن باترسون يرى أن هذه التفرقة اصطناعية؛ لأن أهداف الإرشاد هي بعينها أهداف العلاج.

أما التفرقة التي يوافق كثير من الباحثين عليها ومنهم تيلر، وفانس وفولسكي Vance & Volsky، فهي أن الإرشاد يركز على العمل مع الأسوياء الذين تتركز مشكلاتهم في نمو طاقاتهم، بينما يركز العلاج النفسي على العمل مع أشخاص لديهم نقص، أو قصور من جانب ما.

ص: 17

غير أن باترسون يعود مرة أخرى ليؤكد أن هذا أيضا تفريق مطصنع فيما يتصل بشدة الاضطراب، وأنه يقع على خد متدرج من التوافق إلى عدم التوافق، فالواقع العملي يؤكد أنه تفريق اصطناعي.

ويختتم باترسون مناقشته التحليلية حول العلاقة بين الإرشاد، والعلاج النفسي بقوله:"والخلاصة أنه لا توجد فروق جوهرية بين الإرشاد، والعلاج النفسي سواء في طبيعة العلاقة، أو في العملية، أو في الطرق والأساليب الفنية، أو في الأهداف والنتائج "بشكل عام"، أو حتى في أنواع العملاء المشتركين، وللسهولة أو لأسباب اجتماعية، فإن الإرشاد يشير إلى العمل مع أفراد أقل خطورة في اضطراباتهم، أو مع عملاء لديهم مشكلات محددة مع اضطراب أقل من الشخصية، وعادة يتم ذلك في بيئت غير طبية، أما العلاج النفسي، فيشير إلى العمل مع حالات أكثر شدة في اضطرابها، وعادة ما يتم ذلك في بيئة طبية.

وفي مقال نشره فوكس وزملاؤه "1985" Fox et al يقول الباحثون: "نحن نتحدى القارئ أن يعطينا توضيحا مقبولا، ومقنعا للفرق بين علم النفس الكلينيكي "العيادي"، وعلم النفس الإرشادي "ص1046".

العملية الإرشادية Counseling Process:

يقصد باصطلاح عملية Process أن يكون هناك تتابع معروف من الأحداث التي تقع عبر الزمن، وعادة فإن العملية تشتمل على مراحل متتابعة Progressive.

وعلى سبيل المثال فإن عملية النمو التي يمر بها الفرد من مولده إلى وفاته تشتمل على مراحل متتابعة يمكن وصف كل مرحلة منها على حدة.

وهكذا يمكن القول بأن عملية الإرشاد "أو العلاج" هي تلك الخطوات، أو المراحل المتتابعة التي يعمل فيها المرشد مع المسترشد ابتداء من إحالة المسترشد إليه حتى إقفال الحالة، والتحقق من الوصول إلى أهداف الإرشاد.

لقد قدم كثير من الباحثين في مجال الإرشاد نماذج Models تصف عملية الإرشاد في صورة خطوات تتبعية يمكن للمرشد أن يهتدي بها في عمله مع المسترشد، وسوف نتناول فيما يلي بعض هذه النماذج بالوصف:

ص: 18

1-

نموذج أيزينبرج وديلاني "1977" Eizenberg & Delaney:

يرى أيزينبرج وديلاني أن عملية الإرشاد تشتمل على المراحل التالية:

1-

المقابلة الأولى.

2-

استكشاف مشغولية الفرد، وتنمية العلاقة الإرشادية.

3-

تحديد الهدف والتعرف على العوامل المرتبطة بتحقيقه وتقديرها.

4-

تطوير واستخدام طريقة لتحقيق الهدف.

5-

تقويم النتائج.

6-

إقفال الحالة والتتبع.

2-

نموذج أوكون "1976" Okun:

قدمت أوكون نموذجا قائما على أساس من نموذج العلاقات الإنسانية، حيث ترى أن هناك ثلاثة أبعاد متكاملة للإرشاد هي: المراحل، والمهارات، والقضايا. Skills، and lssues Stages.

وتنقسم المراحل إلى مجموعتين هما: العلاقات والإستراتيجيات.

1-

العلاقات: "تنمية الثقة، التطابق، التفهم"

أ- البداية.

ب- استيضاح المشكلة المعروضة.

جـ- وضع إطار أو تعاقد للعلاقة الإرشادية.

د- الاستكشاف المكثف للمشكلة أو المشكلات.

هـ- الأهداف الممكنة للعلاقة الإرشادية.

2-

الاستراتيجيات "الطرق"

أ- الاتفاق المتبادل على الأهداف المحددة.

ب- تخطيط الطرق.

جـ- استخدام الطرق.

د- تقويم الطرق.

هـ- الإقفال "الإنهاء".

و التتبع.

ص: 19

أما المهارات فهي تشتمل على مهارات الاتصال، وهي الاستماع للرسائل الشفوية "اللفظية"، وإدراك الرسائل غير اللفظية، والاستجابة لكلا النوعين من الرسائل.

وتشتمل القضايا على القيم والقضايا المعرفية، ويوضح شكل رقم "1" تخطيطا لهذا النموذج.

المهارات:

شكل رقم "1" نموذج الإرشاد ذي الأبعاد الثلاثة "عن أوكون ص11، 1976".

3-

نموذج كارخوف Carkhuf:

طور كارخوف وزملاؤه نموذجا للمساعدة Helping، وقد تبنى كثير من المرشدين هذا النموذج، ويأخذ النموذج في اعتباره مستويين أولهما يتصل بالمرشد، ويشتمل على أربع مهارات هي:

1-

الحضور Attending.

2-

الاستجابة Responding.

3-

التفهم أو المشاركة Personalizing.

4-

المبادأة Initiating.

أما المجموعة الثانية فهي المتصلة بالمسترشد، وتشتمل جوانب التعلم لدى المسترشد، وهي ثلاث جوانب.

ص: 20

1-

الاستكشاف Exploring.

2-

التعرف أو الفهم Understanding.

3-

التصرف Acting.

ويربط كارخوف بين المستويات الثلاثة للتعلم لدى المسترشد، والمدارس المختلفة للإرشاد، حيث يرى أن الاستكشاف يمكن أن يرتبط بنظرية العلاج المتمركز حول الشخص، والتي وصفها كارل روجرز حيث يركز على استكشاف الفرد لذاته، ولخبراته كما يربط بين الفهم، ونظرية التحليل النفسي التي تقوم على الاستبصار والتفسير، وكذلك نظرية السمات والعوامل التي تركز على توفير المعلومات عن الفرد وما يحيط به، كما يربط بين التصرف وبين نظريات التعلم التي يقوم عليها الإرشاد، والعلاج السلوكي "تعديل السلوك".

إلا أنه بصفة عامة يمكن القول: أن نموذج كارخوف الذي يقترح استخدامه أيضا في العملية التعليمية، والتدريبية ينتمي إلى حد بعيد لنظرية العلاج المتمركز حول الشخص لكارل

روجرز حيث ينصب الاهتمام على تنمية علاقة بين المرشد والمسترشد، ويعتبر أن العلاقة هي العملية الإرشادية كلها، وأن كل نتائج الإرشاد تتوقف على ما يسود هذه العلاقة من خصائص، ومهارات للمرشد مثل التقبل والتفهم، والاحترام والأصالة وتفهم المسترشد لهذه الخصائص والمهارات.

ويوضح شكل رقم "2" نموذج كارخوف للمساعدة Helping:

مراحل المساعدة:

قبل المساعدة:

مهارات القائم بالمساعدة:

"المرشد"

تعلم المسترشد

رسم يسحب إسكنر.

شكل رقم "2": مهارات المساعدة تساعد الناس على الاستكشاف، والتفهم والتصرف لكي يتغيروا "كارخوف ويبرنسون 1977 ص23".

ص: 21

4-

نموذج هانسن وزملائه "1977" Hansen et al:

ويرى هانسن وستيفيك ووارنر "1977" Hansen، Stevic & Warner أن عملية الإرشاد إنما هي في الواقع عملية تكوين علاقة بين المرشد والمسترشد، ومواصلة هذه العلاقة، والتعامل مع المسترشد في إطار هذه العلاقة، ثم إنهاء هذه العلاقة عند الاطمئنان إلى تحقيق أهداف الإرشاد، ومن ثم فإن التركيز في مثل هذا النموذج ينصب على كيفية بدء هذه العلاقة، وعلى التعامل مع المواقف الصعبة فيها مثل الغموض والصمت، والتحويل وغيرها، والاتصال المناسب مع المسترشد حيث يكون الهدف هو زيادة الجانب الواضح من سلوك المسترشد لنفسه، وللمرشد على النحو الذي يصفه جو، وهاري فيما يعرف بنافذة جوهاري Johari Window.

5-

نموذج ويليامسون:

وضع ويليامسون نموذجا لعملية الإرشاد فيما عرف بمدرسة مينسوتا، أو السمات والعوامل، ويتكون هذا النموذج من ست خطوات هي:

1-

التحليل.

2-

التركيب.

3-

التشخيص.

4-

المآل.

5-

الإرشاد.

6-

المتابعة.

6-

نموذج الإرشاد المنظومي Systematic Counseling:

قدم مجموعة من المتخصصين في الإرشاد بجامعة الولاية بميتشجان State University Michigan نموذجا يصورون فيه الإرشاد في شكل منظومة System "سيتوارت، وينبورن، جونسون، بيركز، إنجيلكيز 1977 Johnson، Burks. Jr & Engelkes Stewart، Winborn".

وينحو هذا النموذج منحى سلوكيا في محتواه، ويستفيد من نظرية المنظومات tems Theorysys في تكوين الإطار الأساسي.

ويرى هؤلاء الباحثون أن عملية الإرشاد تتكون من أربعة مكونات رئيسية هي:

1-

المرشد.

2-

المسترشد.

ص: 22

3-

منظومة للإرشاد.

4-

نتائج منظومة الإرشاد.

وقد أمكنهم تجزئة المنظومة إلى اثنتي عشرة خطوة تندرج تحتها خطوات فرعية، وتم تحديدها جميعا في صورة لوحة تتبع Flow Chart، وهذه الخطوات هي:"انظر شكل رقم3".

1-

المرشد.

2-

عملية إحالة العملاء.

3-

الإعداد للمقابلة.

4-

شرح العلاقة الإرشادية.

5-

بناء نموذج لمشاعر المسترشد.

6-

تحديد الغاية والهدف.

7-

استخدام استراتيجية.

8-

تقويم أداء المسترشد.

9-

إنهاء الإرشاد.

10-

مراقبة أداء المسترشد.

11-

إقفال الحالة.

12-

تقويم أداء المرشد.

7-

نموذج تحقيق الذات "برامروشوستروم "1977"" Actualizing Model:

اقتراح برامروشوستروم Brammer & Shostrom نموذجا أطلقا عليه نموذج الإرشاد، والعلاج النفسي المحقق للذات، ويتكون هذا النموذج من سبع خطوات هي.

1-

تقرير المشغوليات، وتحديد الحاجة للمساعدة.

2-

بناء العلاقة الإرشادية.

ص: 23

3-

تحديد الأهداف والإطار.

4-

العمل مع المشكلات والأهداف.

5-

تسهيل الوعي.

6-

تخطيط برنامج العمل.

7-

تقويم النتائج وإنهاء الإرشاد.

8-

نموذج مقترح لعملية الإرشاد:

يقترح المؤلف النموذج التالي لعملية الإرشاد.

1-

بناء العلاقة الإرشادية.

2-

تصوير المشكلة.

3-

تحديد الأهداف.

4-

اختيار طريقة للإرشاد واستخدامها.

5-

تقويم النتائج.

6-

إنهاء الإرشاد.

وسوف تتناول الفصول الآتية الخطوات التي يتكون منها هذا النموذج بالتفصيل، بالإضافة إلى فصل عن المرشد، وآخر عن المقابلة الأولية.

ص: 26